الجارديان: لهذه الأسباب.. على بايدن أن يجبر نتنياهو على التنحي
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
"هناك طريق واحد فقط للخروج من حرب غزة هذه، ونتنياهو يعرقله.. يجب على جو بايدن أن يجبره على التنحي عن السلطة"، هكذا يطالب كاتب العمود البارز في صحيفة "الجارديان" البريطانية جوناثان فريدلاند، وهو كاتب ومذيع أيضا وفائز سابق بجائزة "أورويل" للصحافة.
ويقول فريدلاند، في المقال الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعارض الطريق القابل للمضي قدماً نحو وقف الحرب بأي شكل، وهو الآن يتصرف من أجل نفسه فقط، مردفا: "على الرئيس الأمريكي أن ينقذ إسرائيل من رئيس وزرائها".
ويضيف أن تحرك بايدن المبكر من أجل إسرائيل، فور وقوع هجوم "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ودعمه الكامل لليهود وإرساله حاملات الطائرات لمنع أية أطراف من التدخل في حربهم الانتقامية في غزة، يحتاج أن يكتمل الآن بتحركه لإجبار نتنياهو على ترك السلطة، وفعل ما بوسعه لعدم عودته إليها.
وفي الوقت الحالي، تركز العلاقات الأمريكية الإسرائيلية على مدار الساعة، على المدة التي ستمنحها واشنطن لحليفتها ــ التي تسلحها ــ لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في هزيمة "حماس"، حتى على حساب الموت والدمار الرهيبين في غزة. التلميحات إلى أن صبر بايدن بدأ ينفد أصبح أعلى، كما يقول الكاتب.
اقرأ أيضاً
تحليل: مماطلة نتنياهو مع الأمريكيين حول ما بعد حرب غزة سيضر بإسرائيل
وتشير الإشارات إلى أن إسرائيل لديها مهلة حتى منتصف أو نهاية شهر يناير/كانون الثاني لمواصلة ما يسميه البيت الأبيض "العمليات العسكرية عالية الكثافة"، وبعد ذلك، يتعين عليها أن تنتقل إلى "مرحلة مختلفة" ــ مرحلة تتألف من غارات مركزة ومستهدفة على معاقل حماس، مع سقوط عدد أقل من الضحايا بين المدنيين.
لماذا يجب على بايدن تنحية نتنياهو؟ويعدد الكاتب الأسباب التي توجب على الرئيس الأمريكي التحرك ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أولا: ما بعد غزة، حيث يستمر نتنياهو بإصرار في رفض أية مشاركة من السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع، حيث يعتقد نتنياهو أن ذلك الموقف سيفيده انتخابيا، لذلك يقف بمواجهة واشنطن حياله.
ويتلخص موقف نتنياهو في أن إسرائيل لا تستطيع أن تقبل بأي شيء يبدو وكأنه خطوة نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
ولنشهد هنا تصريحات تسيبي هوتوفلي، السفيرة الإسرائيلية لدى المملكة المتحدة - التي اختارها نتنياهو لهذا المنصب - والتي قالت هذا الأسبوع "لا على الإطلاق" لاحتمال قيام دولة فلسطينية.
ويرى الكاتب أن هذا الموقف يدمر دفاعاً مركزياً أمريكيا عن استراتيجية إسرائيل الحالية:، والذي يتلخص في ضرورة إزالة "حماس" من أجل إتاحة التوصل إلى تسوية نهائية مع الشعب الفلسطيني، في هيئة حل الدولتين.
اقرأ أيضاً
تراجع شعبية نتنياهو.. استطلاع: نص الإسرائيليين يرون جانتس الأنسب لرئاسة الوزراء
ثانيا: لا يزال نتنياه يكرس وقته للتأكد من أن قادة الجيش والمخابرات الإسرائيليين هم الذين يتحملون المسؤولية عن الإخفاقات المروعة التي جعلت يوم 7 أكتوبر ممكناً - على الرغم من أن الأدلة الصارخة تشير إلى أنه هو نفسه تجاهل التحذيرات من "خطر واضح وداهم" التي كانت تلوح في الأفق والتي وضعت أمامه.
لقد ابتعد عن جنازات قتلى 7 أكتوبر، وبالكاد التقى بعائلات الضحايا، خوفًا من انتقاده علنًا.
ثالثا: جلوسه متفرجاً بينما يطلق أعضاء من ائتلافه اليميني المتطرف تهديدات وقحة ضد الفلسطينيين والعرب، داعين إلى محو غزة أو حرقها.
وفي حين يقوم وزير أمنه، إيتمار بن غفير، المدان بتهم الإرهاب، بتوزيع الأسلحة على زملائه في الحكومة والمستوطنين، ويشجعهم على إثارة المزيد من الصراع والعنف في الضفة الغربية، كل هذا يمثل كارثة بالنسبة للفلسطينيين بشكل واضح، ولكن أيضًا بالنسبة لإسرائيل في سعيها للحفاظ على الدعم الدولي الذي قال بايدن - عن حق - إنه يخسره، على حد قول الكاتب.
جوهر المسألةويقول جوناثان إن هذا هو جور المسألة، فإسرائيل يقودها رجل لا يقاتل إلا من أجل نفسه.
ويستشهد الكاتب بما قاله من يصفه بـ "أحد أبطال 7 أكتوبر، الجنرال المتقاعد نوعام تيبون – المشهور الآن بإمساكه سلاحًا والقفز في سيارته والتوجه جنوبًا لإنقاذ ابنه وزوجة ابنه وأحفاده من رجال حماس"، حيث أخبر الكاتب بأن: "بنيامين نتنياهو يشكل خطراً كبيراً على دولة إسرائيل. وبينما هو على كرسي رئيس الوزراء، لا يمكننا الفوز في هذه الحرب".
ويقول الكاتب: ربما يتفق بايدن مع هذا التحليل، خاصة أنه ليس لديه أي مودة تجاه نتنياهو.
اقرأ أيضاً
يسعى لبقائه السياسي فقط.. هآرتس لبايدن: المشكلة هي نتنياهو نفسه
وقبل 7 أكتوبر، رفض حتى السماح له بعقد اجتماع في البيت الأبيض.
ومع ذلك، قد يكون حذراً من التصرف بناءً على هذا الشعور إذا كان ذلك يعني التدخل في الشؤون الداخلية لحليفه.
لكن عليه أن يضع هذه المخاوف جانباً.
سابقة مفيدةعلاوة على ذلك، هناك سابقة مفيدة، يقول الكاتب.
ففي تسعينيات القرن العشرين، واجه بيل كلينتون، الذي أقنع الإسرائيليين، مثل بايدن، بأنه يضع مصالحهم في قلبه حقا، نتنياهو وفاز.
فقد دفع نتنياهو إلى محادثات السلام والتوقيع على اتفاقيات لم تعجب رئيس الوزراء الإسرائيلي ــ وهو واثق من أن الجمهور الإسرائيلي يفهم أن كلينتون، كان يتصرف بدافع الصداقة، وليس العداء.
وكما أشار أنشيل فيفر، كاتب العمود في صحيفة هآرتس الليبرالية الإسرائيلية اليومية، هذا الأسبوع، عندما واجه نتنياهو الناخبين في نهاية المطاف في عام 1999، خسر ــ أمام مرشح ملتزم بالسعي إلى السلام مع الفلسطينيين.
اقرأ أيضاً
لابيد: نتنياهو يواصل الكذب والتهرب من مسؤولية مقتل جنودنا في غزة
ويختم الكاتب مقاله قائلا: من المؤكد أن الزمن مختلف الآن، لكن بايدن يتمتع بقدرة لا مثيل لها في التأثير على الأحداث في إسرائيل، وعليه أن يسمع صرخة أهالي الأسرى الذين تحتجزهم "حماس"، والذين يحملون لافتات تحمل رسالة بسيطة: "أنقذوا إسرائيل من نتنياهو".
قد يكون بايدن الشخص الوحيد في العالم الذي يمكنه الاستجابة لهذا النداء والتصرف بناءً عليه.
المصدر | جوناثان فريدلاند / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو جو بايدن غزة الحرب رئیس الوزراء اقرأ أیضا من أجل
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يهدد بضم غزة إذا لم توافق حماس على صفقة تبادل الأسرى
ذكرت صحيفة "هآرتس"، أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عرض على الكابنيت خطة لضم أجزاء من غزة لإبقاء سموتريتش بالحكومة حال فشل صفقة الأسرى مع حماس بعد موافقة إدارة ترامب عليها.
وأضافت "هآرتس"، أن "إسرائيل منحت "حماس" مهلة عدة أيام للموافقة على وقف إطلاق النار أو مواجهة خطة تقضي بضم قطاع غزة على مراحل".
ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن وزراء بالمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) يعتقدون أن صدور قرار باحتلال قطاع غزة أصبح قريبا.
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم" إن "بعض الوزراء في الكابينت يقدرون أن قرار احتلال غزة أصبح قريبا"، عازية ذلك إلى ما ادعت أنه "ابتعاد التوصل إلى اتفاق بين حماس وتل أبيب"، في ظل ما أسمته "تصلب مواقف الحركة الفلسطينية، مما يُقرّب خطة الحرب الشاملة على غزة".
وأضافت أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش دعا إلى اجتماع مغلق لكتلة حزبه "الصهيونية الدينية" (يميني متطرف)، لبحث الخطوات الإسرائيلية الأخيرة بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة.
وزعم جيش الاحتلال الأحد أنه سمح بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، وبدء ما سماه "تعليقا تكتيكيا لأنشطة عسكرية" بمناطق محددة من غزة للسماح بمرور مساعدات.
واعتبرت منظمات دولية أن خطوة الاحتلال "تروّج لوهم الإغاثة"، بينما يواصل جيشه استخدام التجوع سلاحا ضد المدنيين الفلسطينيين عبر استمرار إغلاق المعابر بوجه المساعدات.
والاثنين قال سموتريتش الاثنين إنه باق في حكومة بنيامين نتنياهو، بعدما هدد بالانسحاب في حال دخلت المساعدات لقطاع غزة.
والأحد، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتفاع حصيلة ضحايا منتظري المساعدات إلى "ألف و132 شهيدا، و7 آلاف و521 إصابة" منذ 27 أيار/ مايو الماضي.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، الاثنين، بلغ عدد وفيات المجاعة وسوء التغذية 147 فلسطينيا، بينهم 88 طفلا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
والاثنين، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ توم فليتشر إن واحدا من كل ثلاثة فلسطينيين بغزة لم يأكل منذ أيام، ودعا إلى إيصال المساعدات بشكل سريع.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023 تشن دولة الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.