قياديّ يعلّق على وجود قائمة انتخابية مستقلّة باسم الحشد الشعبي: مؤسسة موحدة
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
بغداد اليوم - بغداد
علق القيادي في الحشد الشعبي مختار الموسوي، اليوم السبت (16 كانون الأول 2023)، على عدم وجود كتلة انتخابية مستقلة باسم الحشد الشعبي مشاركة في انتخابات مجالس المحافظات.
وقال الموسوي، لـ"بغداد اليوم"، ان "الحشد الشعبي مؤسسة عسكرية لا يجوز لها التدخل في السياسية والعمل السياسي والانتخابي، ومهمة هذه المؤسسة حماية العراق ودفع المخاطر عنه، كحال باقي الأجهزة الأمنية والعسكرية".
وأكد ان "الحشد موحد ولا توجد باسمه كتلة او قائمة انتخابية، كونه مؤسسة عسكرية وهناك ضوابط لعمل هذه المؤسسة، لكن هناك جهات سياسية تدعم الحشد وجمهور الحشد يدعمها سياسيا وانتخابياً، وهذا الامر طبيعي، لكن ليس للحشد أي قائمة انتخابية رسمية باسمه".
وانطلقت عملية التصويت الخاص لانتخابات مجالس المحافظات، في الساعة السابعة من صباح اليوم السبت (16 كانون الأول 2023)، حيث يحق لمليون و2393 منتسب أمن الإدلاء بصوته، في 595 مركزا انتخابياً خصصتها المفوضية لأفراد قوات الأمن في جميع مناطق البلاد.
وفتحت المراكز الانتخابية في مناطق ومدن العراق كافة، صباح اليوم، أبوابها أمام أفراد قوات الأمن والنازحين ونزلاء السجون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات غير المنتظمة بإقليم.
وتشمل هذه الانتخابات 15 محافظة من أصل 18، حيث هناك 3 محافظات ضمن إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي، غير مشمولة بالانتخابات.
مشاركة قوات الحشد الشعبي في عملية الاقتراع الخاص لانتخابات مجالس المحافظات
وتشكل الحشد الشعبي العراقي منتصف عام 2014 استجابة لفتوى المرجع الأعلى السيد علي السيستاني لمحاربة تنظيم داعش بعد سيطرته على 4 محافظات شمال وشمال غرب العراق واقترابه من حدود بغداد آنذاك.
فخلال خطبة الجمعة بمدينة النجف بتاريخ 13 يونيو/حزيران عام 2014، دعا السيد السيستاني إلى التطوع للانخراط في القوات الأمنية بهدف الدفاع عن العراق ضد هجوم تنظيم داعش، وعرفت هذه الدعوة بفتوى "الجهاد الكفائي".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني عام 2016 صدّق مجلس النواب العراقي على قانون هيئة الحشد الشعبي رقم 40 لإضفاء صيغة قانونية على وضع قواته باعتبارها مساندة للجيش مع الحفاظ على هويتها وخصوصيتها.
وبموجب القانون، تعتبر "فصائل وتشكيلات الحشد الشعبي كيانات قانونية تتمتع بالحقوق وتلتزم بالواجبات باعتبارها قوة رديفة وساندة للقوات الأمنية العراقية ولها الحق في الحفاظ على هويتها وخصوصيتها ما دام لا يشكل ذلك تهديدا للأمن الوطني العراقي". كما نص القانون على تمتع تشكيلات هيئة الحشد بالشخصية المعنوية، وترتبط بالقائد العام للقوات المسلحة، ويطبق عليها ما يطبق على العسكريين.
وهكذا تحول الحشد الشعبي من متطوعين متحمسين إلى قوات نظامية ترعاها الحكومة العراقية وتدربها، لتعزيز الجيش العراقي، ومن ثَم أصدر مجلس الوزراء العراقي مرسوما يعطي "شهداء الحشد" امتيازات ومخصصات مماثلة لشهداء القوات المسلحة، بينما ذهبت وزارة حقوق الإنسان للتأكيد على أنهم جزء من المنظومة العسكرية العراقية الرسمية.
ولعب "الحشد الشعبي" دورا رئيسيا في معارك الموصل وحماية مدن سامراء وبغداد وكربلاء، وفي فك الحصارعن بلدة آمرلي في محافظة صلاح الدين، واستعادة منطقة جرف الصخر جنوب بغداد من قبضة تنظيم داعش، وطرد ارهابيي التنظيم من مساحات واسعة من محافظة ديالى، كما أسهموا في تحرير مدن تكريت والرمادي والفلوجة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: الحشد الشعبی
إقرأ أيضاً:
بغداد عاصمة ثقافية وإعلامية وسياحية من جديد
عندما تتنقل هذه المدة في شوارع بغداد وضواحيها وبين مدن العراق المختلفة وتزور مسارحها ومراكزها الثقافية والسياحية ومؤسساتها الاقتصادية تلاحظ "انفتاحا غير مسبوق" وانتشارا كبيرا لـ "السلوكيات الليبيرالية" والهدوء والأمان ليلا نهارا. وتشعر أن العراق بدأ فعلا يستعيد عافيته فعلا بخطى ثابتة، بعد عقود من الحروب والأزمات.
وعندما تواكب سلسلة مؤتمرات القمم الإعلامية والتنموية والتظاهرات الفنية العربية والدولية التي نظمت في بغداد ،على هامش القمة العربية والقمة العراقية المصرية الأردنية في دورتها الـ 34 والمؤتمر الإعلامي العربي الرابع، تكتشف أن الأوضاع تتغير بسرعة في "عاصمة الرشيد" وفي عمقها الجيو استراتيجي الوطني والإقليمي.
وبعد عقود من الاستبداد وحكم الحزب الواحد وسيطرة الصوت الواحد على الإعلام أصبحت المنتديات الثقافية والفكرية والسياسية الوطنية والعربية والدولية مفتوحة على مئات القنوات التلفزية والإذاعية ووسائل الإعلام الرقمية المحلية والأجنبية.
وفي الوقت الذي تستعد فيه النخب الثقافية والسياسية الى انتخابات عامة مقررة لشهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، تكتشف أن رئيس الحكومة والقائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني يعلن أن "الاستثمارات الأجنبية في العراق تجاوزت ال88 مليار دولار"، وأنه من المقرر أن يحقق البلد خلال الأعوام الثلاثة القادمة "قفزة استثمارية بـ 500 مليار دولار".
عاصمة ثقافية وسياحية
وبعيدا عن أجواء "الحملات الانتخابية السابقة لأوانها" التمهيدية للاقتراع المقبل، تطل عليك عندما تتنقل في العاصمة العراقية آلاف العمارات العملاقة والتجمعات السكنية والإدارية والتجارية والسياحية والمطاعم الفخمة. بعضها بصدد الإنجاز، فيما فتح بعضها الآخر أبوابه ويستقبل الاف المواطنين والسياح من عدة جنسيات في عام تقرر أن تكون فيهة بغداد "العاصمة العربية للسياحة" و"العاصمة العربية للثقافة" على حد ما أورده عبد الكريم حمادي رئيس شبكة الإعلام العراقية بدرجة وزير في حديث لـ "عربي21".
لعل من بين ما يوحي بانفراج واسع للأوضاع في "بلاد الرافدين"، تعاقب مسارات "المراجعات الفكرية والثقافية والأيديولوجية"، والمضي بحزم نحو "التوافق حول المشترك" و"الولاء للوطن وليس للطائفة والجهة والعشيرة" على حد تعبير رئيس هيئة الاعلام العراقية كريم حمادي في تصريحه لـ "عربي21 ".وبذلك تلوح بشائر طي مرحلة الهدم والانتقال الفعلي للبناء، رغم التعقيدات التي يمر بها البلد بسبب المضاعفات الاقتصادية والسياسية والأمنية السلبية للحروب والاضطرابات التي تشهدها المنطقة منذ أعوام، وخاصة منذ بدء حرب الإبادة في قطاع غزة في أكتوبر 2023 وانفجار حروب وصراعات مسلحة أثرت مباشرة في كامل المنطقة من لبنان وإيران واليمن مرورا بالأردن وسوريا ومصر والعراق.
وإذا كان رئيس الحكومة العراقية خاطب الحكومات العربية بمناسبة قمتهم 34 في بغداد قائلا: "آن الأوان أن نبدأ من جديد"، فإن "القمة الإعلامية" التي نظمها اتحاد إذاعات الدول العربية وشبكة الإعلام العراقية بمشاركة 150 من كبار الإعلاميين العرب والدوليين كشفت وجود "إرادة عليا" لتفعيل الدور الثقافي والإعلامي والاقتصادي والسياسي الإقليمي للعراق.
مراجعات فكرية
ولعل من بين ما يوحي بانفراج واسع للأوضاع في "بلاد الرافدين"، تعاقب مسارات "المراجعات الفكرية والثقافية والأيديولوجية"، والمضي بحزم نحو "التوافق حول المشترك" و"الولاء للوطن وليس للطائفة والجهة والعشيرة" على حد تعبير رئيس هيئة الاعلام العراقية كريم حمادي في تصريحه لـ "عربي21 ".
وبدا ملفتا خلال اليومين الماضيين أن رئيس الحكومة محمد شياع السوداني أعلن عن " تشكيل أكبر تحالف حزبي سياسي انتخابي "استعدادا لاقتراع الخريف المقبل، رفع فيه بالخصوص شعار "العراق أولا".
وقد سألت عددا من كبار المثقفين والإعلاميين العراقيين المشاركين في "المؤتمر الإعلامي العربي الرابع" قبل أيام عن الهدف من رفع مثل هذا الشعار، بعد قمم عربية وإقليمية شهدتها بغداد . هل يعني "خيبة أمل" من سلوكيات بعض العواصم العربية التي خفضت مستوى مشاركتها في الدورة الـ 34 للقمة العربية، رغم مشاركة القيادة العراقية في أعلى مستوى في القمم الماضية التي عقدت في بقية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية؟
موقف من البعثيين والإسلاميين؟
وهل توحي بتزايد تأثير" التيار الوطني الانعزالي" ردا على "التيارات الوحدوية القومية البعثية العربية والإسلامية واليسارية"؟
أم يعكس شعار "العراق أولا" موقفا فكريا وسياسيا وعقائديا من الزعامات الإسلامية السنية والشيعية والكردية التي ما يزال بعضها يخوض جدلا علنيا حول عدد من "الثوابت"، وبينها مستقبل العلاقات مع طهران ودمشق وأنقرة من جهة ومع أنقرة وعواصم بلدان مجلس التعاون الخليجي والقاهرة والأردن وواشنطن من جهة ثانية؟
عندما تواكب سلسلة مؤتمرات القمم الإعلامية والتنموية والتظاهرات الفنية العربية والدولية التي نظمت في بغداد ،على هامش القمة العربية والقمة العراقية المصرية الأردنية في دورتها الـ 34 والمؤتمر الإعلامي العربي الرابع، تكتشف أن الأوضاع تتغير بسرعة في "عاصمة الرشيد" وفي عمقها الجيو استراتيجي الوطني والإقليمي .يصعب تقديم إجابة حاسمة، لكن في كل الحالات يبدو أن النخب العلمانية والإسلامية والأطراف الوطنية والوحدوية أدركت أنها تحتاج فعلا مراجعات ونقدا ذاتيا واعترافا بأخطاء الماضي ثم التفرغ لإعادة بناء بلد بدأ يشهد استقرارا وانتعاشة..
اقتنع الغالبية بالقطع مع عقود من "الحروب بالوكالة" في العراق بسبب موقعها وثرواتها ومعادنها النفيسة..
قد تأتي العملية الانتخابية القادمة بالجديد، خاصة أنها تعقد لأول مرة بعد تحسن كبير في المؤشرات المالية للدولة وارتفاع مخزونها من العملة وفي ظل انتشار الأمن والاستقرار وانتعاش السياحة الداخلية والأجنبية.