قاعدة عسكرية للناتو فى شمال غزة
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
الأساطيل الحربية لكبرى دول الناتو بقيادة أمريكا ومعها بريطانيا وألمانيا وفرنسا، التى جاءت إلى المنطقة ليس لحماية إسرائيل من حماس أو لمنع تمدد العمليات العسكرية فى المنطقة كما تدعى أمريكا وحلفاؤها، بل السبب الحقيقى هو إقامة مستدامة عن طريق قاعدة عسكرية لحلف الناتو يتم التخطيط لإقامتها فى قطاع غزة الشمالى، وستكون التبريرات الأولية لتواجد تلك القوات فى هذا القطاع هو إقامة منطقة منزوعة السلاح لمنع الاحداث المسلحة بين الطرفين ولحين دمج القطاع تحت السلطة الفلسطينية وإقامة الترتيبات التى تضمن النجاح.
اما الحقيقة المؤكدة فهى المخطط الكبير بإقامة قاعدة عسكرية لحلف الناتو فى قطاع غزة الشمالى، تمثل مرتكزا عسكريا للغرب، ومن أهدافه السيطرة على ثروات المنطقة المتمثلة فى الموارد والثروات التى تدخل فى صناعات الشرائح الالكترونية والطاقة النظيفة، والذى يمتلك أو يتواجد فى مناطق جغرافية تلك الموارد والثروات سيكون له اليد الطولى فى حكم الاقتصاد العالمى فى المستقبل القريب، بجانب السيطرة على غاز المتوسط، والهدف الأهم لتلك القاعدة العسكرية يتمثل فى الصراع الشرس ما بين النظام العالمى القائم والقادم، وهنا المخطط الأمريكى الذى اعلن عنه الرئيس الأمريكى بايدن فى مؤتمر العشرين الأخير عن إقامة طريق الهند التجارى الذى يبدأ من الهند ويمر ببعض الدول الأسيوية وصولًا إلى السعودية والامارات ومن ثم إسرائيل وصولا إلى أوروبا.
اما الهدف الأهم فهو تنفيذ وحماية إقامة قناة «بن جوريون الملاحية الإسرائيلية» والتى ستكون المرتكز الملاحى لطريق الهند التجارى والميناء الاستراتيجى الذى يربط تجارة دول الشام والخليج بإسرائيل التى ستتحول إلى نقطة الربط بين الشرق والغرب، ومن خلال ذلك يتم ضرب طريق الحرير الصينى ومرتكزه فى قناة السويس وعزل مصر كليًا عن محيطها الجغرافى بعد ان تم احاطتها بدائرة مشتعلة من النيران، هنا مربط حصان احداث الحرب فى غزة، وهنا الخطوات الأخيرة فى مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى يمثل حرب وجود ضد الدولة المصرية، وفى قلب أهداف إقامة تلك القاعدة هو الضمان الأمنى المستدام للكيان الصهيونى فى المنطقة، بعد ان اثبتت تجارب 75 عاما استحالة استقراره وتواجده فى المستقبل.
بالطبع ستتدخل الصين وروسيا ودول إقليمية لمنع تنفيذ ذلك المخطط، لأنه يهدد طموحات واحلام تلك الدول الهادفة إلى إقامة نظام عالمى متعدد الأقطاب من خلاله يتم تخليص العالم من الهيمنة الامريكية على مقدرات الكثير من شعوب العالم، ولذا ستكون مصر الرحم التى تتمخض عنها تلك الاحداث وعليه لابد من التكاتف والتلاحم خلف القيادة السياسية والقوات المسلحة والشرطة المصرية، وندعم الدولة فى كل قراراتها للتعامل مع ذلك المخطط، حتى نعبر تشابكاته المعقدة ونحافظ على امن واستقرار الوطن فى أكبر مخطط عبر التاريخ يهدد وجوده.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قاعدة عسكرية شمال غزة الأساطيل الحربية المنطقة السبب الحقيقي السلطة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
من يحمى ضحايا مكافحة الفساد؟
أحد المعايير الحاكمة دوليا لقياس شرعية الحكومات، ومدى قوتها السياسية وكفاءتها الاقتصادية، هو قدرتها على تعقب الفساد ومكافحته، بما تمتلكه من تشريعات وطنية متماسكة، ومؤسسات رقابية حازمة، ترسخ مبدأ الشفافية فى إدارة الممتلكات العامة وتضمن بآليات المحاسبة، نزاهة الموظفين العموميين. ما حدث قبل أيام يقول لنا إن الفساد الإدارى عصى على الاقتلاع، ويمشى ملكا فى البلاد ضاربا عرض الحائط بالقانون وسيادته.
يوم الأربعاء الماضى قرأت تقريرا صحفيا فى الأهرام للصحفية اللامعة «هاجر صلاح» يبعث على الفرح والأمل بأن الفوضى التى باتت متوطنة دون رادع فى الشوارع والأحياء من باعة جائلين ومواقف لسيارات الميكروباص تتصدر مطالع الكبارى وواجهات العمارات السكنية، والمقاهى التى تعمل من المغرب حتى مطلع الفجر، وتحمل لسكان العمارات المحيطة بها، كما هائلا من الضجيج والتلوث البيئى والسمعى بمكبرات الصوت وأغانى المهرجانات الصاخبة، وتدخين المخدرات والمتاجرة فيها لا كل تلك الفوضى الخارجة على القانون، آن لها أن تنتهى.
التقرير يشرح بالصورة، كيف تخلصت الجمعية المصرية للدراسات التاريخية بحى مدينة نصر، من مظاهر عشوائية سمحت لكل أنواع الباعة الجائلين خلال 15 عاما، من محاصرة مقرها الجديد بعد نقله من وسط البلد، وعرقلة عمل القائم على إدارتها وأنشطتها اليومية والدورية. هذا على الرغم من أن الجمعية تعد الأقدم من نوعها فى الشرق الأوسط، حيث تأسست عام 1945، ويؤمها على مدار العام باحثون عرب وأجانب فضلا عن الدارسين المصريين. وكان وراء هذا الإنجاز الجهد الكبير والجسور لرئيس حى شرق مدينة نصر اللواء «طارق النبوى» بإرسال حملات شبه يومية لمنع محترفى العشوائية من العودة إلى ممارسة أعمالهم من جديد. وامتد جهده إلى معظم احياء وشوارع الحى الأخرى، سعيا منه لضبط الفوضى السارحة بلا ضوابط فى المكان. فى اليوم التالى لنشر هذا التقرير فوجئت وفوجئ معى سكان الحى بخير إقالته من موقعه، ولم يكن قد مضى على تقلده له سوى وقت قصير.
قبل عدة سنوات حين تولى الراحل دكتور أحمد جويلى وزارة التموين فى الفترة من 1994 وحتى 1999، أصدر قرارا ضمن اختصاصاته، بمنع المحال التجارية من إطلاق أسماء غير عربية على منشآتها التجارية، وإزالة ما هو قائم منها. ووقتئذ دار الحوار التالى بينى وبين صاحب أحد المحلات التى أقضى منها بعض احتياجاتى:
متى ستغير اسم المحل؟ نظر إلى بدهشة واستهجان بدا غريبا لمعرفته الطويلة بى، وقال:
وأغيره ليه ان شاء الله؟
أخذتنى الحماسة التى غالبا ما تأتينى فى غير موضعها، ورحت أشرح له قرار وزير التموين الذى يثق فيه الناس لنزاهته وكفاءته، وأهميته فى الحفاظ على اللغة العربية، وعواقب عدم تنفيذه التى قد تنتهى بإغلاق المحل، وحتى إخراجه من المنطقة. رد التاجر على كلامى بأداء جسدى ينم عن السخرية والاستهتار بالخطبة العصماء التى ألقيتها دفاعا من القرار، وقال بشكل حازم: بصى يا أستاذة لا المحل حيتقفل، ولا أنا حامشى من هنا، اللى حيمشى الوزير بتاعكم. وما قاله قد حدث. وبعد بضعة أشهر أقيل الوزير الجويلى من منصبه. انتصر كارهو اللغة العربية والخارجون على القانون.
عنوان مقالى موجه إلى السيد محافظ القاهرة الدكتور إبراهيم صابر، المشهود له بالكفاءة والجدارة، والإنجاز، ما أهله للفوز قبل أيام بجائزة أفضل محافظ فى المنطقة العربية، لمصلحة من يا سيادة المحافظ تتم إقالة اللواء النبوى وقد نجح فى مهمته، وتجاوب معه مواطنو الحى وأحبوه؟ لا أحد يصدق داخل المنطقة وخارجها، سوى أن قوى البلطجة والفساد، التى تريد أن تقود المجتمع، إلى حيث تشاء مصالحها، هى من أطاحت به من موقعه. ولا يهمها طبعا أن يقوض الاستقرار الاجتماعى وتسقط الثقة فى المؤسسات التنفيذية، وتتحرك عوامل الصراع الاجتماعى لغيبة سلطة إنفاذ القانون؟