الثورة نت:
2025-05-22@07:58:16 GMT

هل حقاً تغيّر الموقف الأمريكي؟!

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

 

 

-على استحياء صرّح عجوز البيت الأبيض أن سقوط الأعداد الكبيرة من المدنيين الفلسطينيين بصواريخ وقنابل الكيان الصهيوني في غزة صار مقلقا ومن شأنه أن يفقد “إسرائيل” دعم المجتمع الدولي في حربها “العادلة” ضد ما يسميه إرهاب حماس.
-تصريحات بايدن المخادعة انطلت على الكثيرين حول العالم من سياسيين وإعلاميين وحتى أناس عاديين وراحوا يتحدثون عن تغيّر كبير في الموقف الأمريكي إزاء دعم العدوان الصهيوني الوحشي وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق فلسطينيي قطاع غزة، وأن ذلك التطوّر الإيجابي من واشنطن سيكبح الجنون الإسرائيلي وسيجعله يرضخ لدعوات وقف إطلاق النار.


-أخذت الإدارة الأمريكية تتكلم مؤخرا عن الممارسات الإسرائيلية ضد المدنيين في غزة وكأنها بريئة من دماء عشرات الآلاف من أطفال ونساء فلسطين، أو كأنها ليست القاتل الأول والشريك الأكبر في مذابح ومجازر نتنياهو المتواصلة منذ قرابة الثلاثة أشهر، وهي التي أصمّت آذان الدنيا بشعاراتها عن الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية وغيرها من القيم والمبادئ التي اتخذتها الولايات المتحدة أدوات رخيصة لتحقيق مصالحها ومآربها الاستعمارية في زمن ما بعد الاستعمار العسكري المباشر.
-الممارسات الإجرامية لأمريكا حول العالم – وآخرها ما يجري في غزّة من جرائم وحشية يندى لها جبين الإنسانية – تعرّي أمريكا وتظهرها على حقيقتها البشعة، ولن تستطيع تخرصات مسؤولي البيت الأبيض الأخيرة وما يذرفونه من دموع التماسيح على الأبرياء في غزة أن تخفي هذه الحقائق الساطعة.
– يعلم القاصي والداني -إلّا من أراد خداع نفسه- أن الرواية الأمريكية المستحدثة بخصوص حماية المدنيين في غزة ليست سوى مناورة مفضوحة هدفها التخفيف من حدة السخط والغضب الشعبي المتنامي للرأي العام العالمي والأمريكي تحديدا حيال جرائم إسرائيل والدعم اللا محدود الذي تقدمه إدارة بايدن للقتلة في تل أبيب ومواصلة تزويدهم بالصواريخ والقنابل الفتاكة التي تهطل ليل نهار على رؤوس الأبرياء في قطاع غزة منذ نحو ثمانين يوما وتختطف المزيد من أرواح النساء والأطفال والمسنين في كل دقيقة تمر.
-واشنطن هي من تدير العدوان على غزة منذ لحظاته الأولى ودعمها اللامتناهي لكيان الاحتلال لم يتوقف للحظة واحدة ولن يتوقف أبدا ولن تستطيع كلمات جوفاء لا صلة لها بالحقيقة والموقف أن تمنحها حكم البراءة وأن يعفيها من تحمل مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية والقانونية لجرائم الحرب الهمجية وغير المسبوقة بوحشيتها ودمويتها في التاريخ الإنساني.
فتح الطرقات ضرورة
الأسبوع الماضي تلقيت اتصالا مفاجئا من الأهل، أخبروني فيه بنقل والدتي إلى المستشفى وإدخالها إلى العناية المركزة في إحدى المناطق المجاورة لمدينة الخوخة إثر عارض صحي ، أردت السفر وأعددت له عدّة وحين باشرت اتصالاتي لمعرفة الجديد الذي طرأ على طريق الجراحي -حيس المغلق منذ سنوات، جاءتني الأخبار الصادمة، أن المسافة التي كنا نقطعها في نصف ساعة تحتاج اليوم إلى سفر يومين وأن الرحلة من الجراحي إلى الخوخة تتطلب المغامرة بعبور سلسلة جبال محافظتي إب وتعز وصولا إلى الخط الساحلي في منطقة رأس العارة بلحج، قبل أن تسلك الطريق إلى الخوخة في درب كثير المخاطر، أما إذا أردت الاعتماد على التهريب لمسافة الثلاثين كيلو مترا عبر الدراجات النارية فعلينا المغامرة بعبور حقول ألغام شائكة وقد نتعرض لنيران القناصة المتمركزين في كل مكان من جنبات تلك الأنحاء، كما أن التكلفة المالية لهذين الطريقين التي كانت لا تكلف أكثر من ألف ريال تزيد اليوم عن نصف مليون ريال بعملة المرتزقة ونصف هذا المبلغ من العملة المتداولة في مناطق المجلس السياسي الأعلى.
-لم أجد من خيار متاح أمامي سوى المكوث في مكاني والتضرّع والابتهال إلى الله أن يَمُّن على الوالدة بالشفاء العاجل وان يعجّل بالفرج لسكان تلك المناطق الذين يعانون الأمرين والويلات ومعاناة متواصلة جراء الإغلاق غير المبرر لهذا الطريق الحيوي.
-اتفاق السلام المرتقب يجب أن يشمل فتح الطرقات المغلقة كأولوية إنسانية لا تقل أهمية عن ملف المرتبات والموانئ والمطارات وغيرها من القضايا الإنسانية، ولا تحتمل أي تأجيل وترحيل جديد، فملايين المواطنين يدفعون أثمانا باهظة لهذه المعضلة التي يجب أن تعالج بأسرع وقت ممكن .. والله المستعان على ما تصفون.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

لماذا انقلبت أوروبا ضد كيان العدو الإسرائيلي؟

يمانيون../
لاحظنا في الأيام القليلة الماضية انقلابًا مفاجئًا لموقف بريطانيا والاتحاد الأوروبي تجاه ما يجري من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الصهيونية ضد كل مواطني قطاع غزة بلا استثناء.

ذلك الموقف الذي كان في الماضي القريب مؤيدًا وداعمًا ومساندًا لكيان العدو الإسرائيلي في كل ما ارتكبه ويرتكبه من فظائع وجرائم بحق سكان قطاع غزة، وتحول اليوم بقدرة قادر إلى موقف مغاير ومعارض تمامًا لكيان العدو.

وفي بيان مشترك، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسا الوزراء البريطاني كير ستارمر والكندي مارك كارني من أنهم لن يقفوا “مكتوفي الأيدي” إزاء “الأفعال المشينة” لحكومة المجرم نتنياهو في غزة، ملوّحين بـ”إجراءات ملموسة” إذا لم تبادر إلى وقف عمليتها العسكرية وإتاحة دخول المساعدات الإنسانية، وفي حديث لإذاعة فرانس إنتر، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو: “إن الوضع لا يمكن احتماله؛ لأن العنف الأعمى من جانب حكومة العدو الإسرائيلية وحظر دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة قد حوّل القطاع إلى مكان للموت، ولن أقول إلى مقبرة”.
بينما أكد رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيغرو “أن الوضع الإنساني في غزة لا يطاق ومن الضروري السماح بدخول المساعدات الإنسانية فورا”، فيما قال وزير الخارجية الأيرلندي سيمون هاريس: سأرفع مذكرة للحكومة لإقرار تشريع يحظر استيراد البضائع من “إسرائيل”.

مواقف حقيقية أم نفاق سياسي؟
لا يمكن الجزم يقينًا بأن كل تلك المواقف الغريبة والمثيرة للريبة من دول كبريطانيا (المعروفة بدورها المشبوه إبان احتلالها للأراضي الفلسطينية) ودول الاتحاد الأوروبي قد صدرت عن قناعة وصدق، سيما بعد مضي ما يقارب العشرين شهرًا من “عملية طوفان الأقصى” أي بعد استشهاد ( 53,655) وإصابة (121,950) وفقًا لبيان صادر عن وزارة الصحة الفلسطينية، ناهيك عن تدمير غزة عن بكرة أبيها، لذا فهذه المواقف جاءت متأخرة وفي غير وقتها، وهذا يعني أنها مواقف غير مقنعة وغير صادقة.
وبعودتنا للقرآن الكريم نجده يؤكد لنا بأن اليهود والنصارى لا يمكن أن ترضى عنا حتى نتبع ملتهم، وما دمنا لم نفعل ذلك فهذا يعني أن مواقف تلك الدول ليست مواقف إنسانية حقيقية نابعة من ضمير وأخلاق تلك الدول التي عرفناها بلا أخلاق، وإنما جاءت من باب النفاق السياسي وحفاظًا على مصالحها التي اقتضت منها وفي هذا التوقيت الدقيق، إبداء مثل هذه المواقف المغايرة لمواقفها المخزية في السابق.

معارضة الموقف الأمريكي الجديد تجاه اوكرانيا:

نعلم يقينًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها المنظومة الأوروبية كلها كانت منضوية في معسكر واحد وكان لها موقف واحد تجاه ما يجري في أوكرانيا؛ وذلك نتيجة تقاطع مصالحها في هذا البلد الذي خاض لعدة أعوام مواجهة طاحنة مع الجيش الروسي.
هذا الموقف الأمريكي الأوروبي الموحد جاء نتيجة تلاقي المصالح المشتركة بين أمريكا وأوروبا ونكايةً أيضًا بالروس، لكن أمريكا مطلع هذا الشهر سلكت اتجاهاً مخالفاً تماماً للموقف الأوروبي في أوكرانيا، وذلك خدمة لمصالحها، حيث وقّعت واشنطن وكييف، اتفاقاً اقتصادياً واسعاً يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، ويمنح في نفس الوقت، الولايات المتحدة الأمريكية، إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية مقابل تسريع إعادة بناء الاقتصاد في أوكرانيا”.
هنا ندرك أن الأمريكيين بهذا الاتفاق قد استأثروا بالكعكة كلها دون أن يكون لحليفهم الأبرز( أوروبا) نصيب منها، ما يعني أن أوروبا خرجت من معركة أوكرانيا خاسرة نتيجة الانقلاب الأمريكي عليها، وهو ما دفعها اليوم للوقوف ضد السياسة الأمريكية بتبني مواقف معارضة لأمريكا وإسرائيل تجاه العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًا على قطاع غزة.

إبراهيم الديلمي| المسيرة

مقالات مشابهة

  • طارق صالح يطلق مشاريع تنموية في الساحل الغربي: رصف وتشجير بحيس وتفقد لمحطات الطاقة الشمسية
  • لماذا انقلبت أوروبا ضد كيان العدو الإسرائيلي؟
  • أوغندا تقرّ قانونا جديدا يسمح بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري
  • كيان العدو يواصل جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في غزة
  • إنما الأمور بخواتيمها.. وماذا بعد القمة؟
  • الأمين العام لوزارة الدفاع يترأس لجنة مقابلة الموظفين المدنيين المرشحين للعمل في الملحقيات العسكرية خارج العراق
  • الإغاثة الطبية بغزة: لا يمكن للاحتلال أن يكون موزعًا للمساعدات وهو يقـ تل المدنيين
  • الجيش السوداني يرد على اتهامات قتل المدنيين في «الحمادي»
  • الخارجية الأردنية: نرفض استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة واستهداف المدنيين
  • المتحدث باسم الجيش: ادعاءات قتل المدنيين في منطقة الحمادي بجنوب كردفان باطلة وسخيفة