عبر برامجه المختلفة.. مركز الملك سلمان للإغاثة يعزز ثقافة التكاتف بين الإنسانية
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على مد يد العون وتلبية الاحتياجات الإنسانية الملحة للشعوب والدول التي تعاني من أزمات إنسانية وكوارث طبيعية في أنحاء العالم، إيماناً منها بتخفيف معاناتهم وشفاء جراحهم بلمسة حانية منها.
مشروعات إغاثية تتجاوز 6 مليار دولاروانطلاقاً من التزامها بالمبادئ الإنسانية السامية، وإيمانها بأهمية تعزيز العلاقات الأخوية و التضامن الإنساني مع مختلف الدول والشعوب في العالم، نفّذت المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية 2.
كما يشكل العمل التطوعي ركناً مهما في أعمال مركز الملك سلمان للإغاثة، إذ نفذ 549 برنامجاً تطوعياً في مجالات متعددة في 38 دولة حول العالم، استفاد منها أكثر من مليون و 264 ألف فرد، تم من خلالها إجراء ما يقارب 143 ألف عملية جراحية.
وعلى هذا النهج الإنساني الحميد لم تتوانَ المملكة عبر المركز في الاستجابة السريعة للكوارث الطبيعية التي حلت بعدد من الدول في العالم، مثل الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، حيث قامت بإنشاء جسور جوية لمساعدة ضحايا الزلزال، إضافة إلى إرسال الفرق التطوعية والتدخل السريع وفرق الطوارئ الطبية من الكوادر السعودية لدعم السكان المتضررين وعائلات الضحايا، لتحسين ظروفهم المعيشية، ومساندة الجهود المحلية والمؤسسات المعنية في احتواء الأزمة.
دعم المتضررين بأزمة بالسودانكما تضامنت مع المتضررين من الأزمة الإنسانية بالسودان بإرسالها آلاف الأطنان من المساعدات الإيوائية والصحية والغذائية، ودعمت الشعب الليبي المتضرر من الفيضانات التي شهدتها بعض المدن هناك بالمساعدات الإنسانية العاجلة.
دعم الفلسطينيين بغزةولتخفيف وطأة المعاناة الإنسانية التي حلت بالشعب الفلسطيني داخل قطاع غزة نظم مركز الملك سلمان للإغاثة حملة شعبية عبر منصة "ساهم" حيث بلغ إجمالي حجم التبرعات الشعبية حتى الآن 558 مليوناً و491 ألف ريال و تجاوز عدد المتبرعين المشاركين في الحملة مليون و 227 ألف متبرع، وسيّر مركز الملك سلمان للإغاثة جسراً جوياً لمطار العريش الدولي بجمهورية مصر العربية اشتمل على 33 طائرة إغاثية تحمل على متنها ما يزيد عن 712 طناً من السلال الغذائية والحقائب الإيوائية والمواد الطبية، إضافة إلى إرسال 20 سيارة إسعاف، كما سيّر المركز لإغاثة الشعب الفلسطيني من ميناء جدة الإسلامي إلى ميناء بورسعيد بجمهورية مصر العربية 4 باخرات على متنها 3.787 أطنان من المستلزمات الطبية لسد احتياج المستشفيات هناك، والمواد الغذائية والإيوائية.
البرنامج السعودي لفصل التوائم السياميةومما يعبر عن روح التعاضد الإنساني التي تكنها المملكة، البرنامج السعودي لفصل التوائم السيامية الذي أضحى علامةً فارقةً ومرجعًا دوليًّا بمجاله حيث استطاع منذ إنشائه دراسة 133 حالة حتى الآن من 24 دولة، وإجراء 59 عملية جراحية لفصل توأم سيامي وطفيلي.
وتشارك المملكة العالم الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن الإنساني والذي يوافق 20 ديسمبر من كل عام، وذلك لتعزيز ثقافة التضامن وروح التكاتف بين الإنسانية جمعاء، من أجل التخفيف من معاناة المتضررين والمحتاجين حول العالم.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس الرياض مركز الملك سلمان للإغاثة مساعدات إغاثية تعاون تقديم المساعدات مرکز الملک سلمان للإغاثة حول العالم
إقرأ أيضاً:
«ثقافة وسياحة أبوظبي» تؤكد التزام الإمارات بالحفاظ على التراث الإنساني
أبوظبي (وام)
أكد معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، التزام دولة الإمارات بتعزيز الثقافة والفنون والحفاظ على التراث الإنساني، وبناء المتاحف لتخليد الإرث الحضاري والتاريخي والإبداعات الإنسانية لضمان استدامتها للأجيال المقبلة، وصون الهوية الوطنية للمجتمعات.
وقال، في تصريح بمناسبة اليوم العالميّ للمتاحف، الذي يصادف 18 مايو من كل عام: «إن أبوظبي كانت على الدوام نقطة التقاء حضاري فريد، تتداخل فيها عوالم الشرق والغرب، ويتجلى فيها إرث الماضي مع تطلعات المستقبل، وتتكامل فيها الأصالة مع الرؤى الطموحة، ما يجعل هذا التمازج تعبيراً حقيقياً عن هويتها كمجتمع تشكّل من خلال تبادل غني للأفكار، مدفوعاً بالفضول المعرفي، ومؤتلفاً بإيمان راسخ بقدرة الثقافة على إلهام الأفراد ودفع مسيرة التقدم».
وأضاف أن الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف يتم هذا العام تحت شعار «مستقبل المتاحف في مجتمعات سريعة التغير»، ما يعكس جوهر المرحلة الحالية التي تتسارع فيها وتيرة التكنولوجيا وتزداد فيها التحديات العالمية، لافتاً إلى أن المتاحف لم تعد مجرد أماكن تحتفظ بالتراث العريق، بل تتيح رؤية إرث إنساني وتاريخي، وتلعب دوراً حيوياً في الحفاظ على التراث الثقافي وتشكيله، وتسُهم في ربط الماضي بالحاضر، وتعزيز فهم الواقع بشكل أعمق، كما تلهم الإبداع وتعزز التواصل بين الثقافات.
وأشار إلى أن هذه القيم هي الأساس الذي يوجّه عمل المنطقة الثّقافيّة في السّعديات في أبوظبي، أحد أكبر تجمعات المؤسسات الثقافية في العالم التي تحتضن كوكبة من كبريات المتاحف والمؤسسات والمراكز الثقافية العلمية العالميّة الرّائدة، ضمن رؤية مشتركة هي احتفاءٌ بالحوار الثّقافيّ البنّاء، والاستكشاف الإبداعيّ، والقصّة الإنسانيّة الجامعة التي تربطنا عبر الزّمان والمكان.
استراتيجيّة أبوظبي
لفت معالي محمد خليفة المبارك، إلى أن أن طموح استراتيجيّة أبوظبي الثّقافيّة يمتدّ أبعد من حدود المنطقة الثّقافيّة في السّعديات، إذ ترسخ مؤسسات ومراكز ومتاحف دائرة الثقافة والسياحة في جميع أنحاء الإمارة، أهمية الثّقافة في تشكيل هويّة المجتمع وحياته اليوميّة، وذلك من منطلق حرص القيادة الرشيدة على الحفاظ على تاريخ دولتنا وتراثها الثقافي وإرثها العريق، وتبرزه لجميع أفراد المجتمع حتى لا تنقطع الصلة بينهم وبين ماضيهم المشترك، لافتاً إلى أن قصر الحصن، أقدم صرحٍ قائمٍ في أبوظبي، تحول إلى متحفٍ حيٍّ يروي فصول تطوّر العاصمة من برج مراقبةٍ حصينٍ إلى مدينةٍ عالميّةٍ نابضةٍ بالحياة، بينما يقف كلٌّ من متحف العين، الذي أسّسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1971، ومتحف قصر العين، شاهدين راسخين على هويّتنا الوطنيّة، بالإضافة إلى قصر المويجعي الذي برز بدورٍ محوريٍّ في تاريخ دولة الإمارات العربيّة المتّحدة.
وأضاف أن متحف المقطع، الذي أُعيد افتتاحه مؤخراً والواقع في برجٍ تاريخيٍّ للمراقبة عند مدخل مدينة أبوظبي، يستكشف التّراث الدّفاعيّ والبحريّ للمنطقة، بينما يقدّم متحف دلما في الوقت نفسه، في إحدى أقدم الجزر المأهولة باستمرارٍ في دولة الإمارات العربيّة المتّحدة، رؤىً معمّقةً حول تقاليدنا وعاداتنا البحريّة وصيد اللّؤلؤ.
التّراث الثّقافيّ
وتابع معاليه: «لقد صُمّمت كلٌّ من هذه المؤسّسات لتناسب مجتمعها وسياقها الخاصّ، ما يعزّز الفخر المحلّيّ ويرسّخ في الوقت نفسه سرداً وطنياً أوسع، إنّها تجسّد إيماننا بضرورة الاحتفاء بالتّراث الثّقافيّ في أبوظبي في كلّ مكان، ليجد كلّ زائرٍ من جميع أفراد المجتمع على اختلاف فئاتهم العمرية والاجتماعية، من طلّاب المدارس إلى الباحثين، انعكاساً لذاته في القصص التي نحفظها ونشاركها هذا النّهج ليتواصل إرث الوالد المؤسس الشّيخ زايد، الذي أدرك قبل قيام الاتّحاد بوقتٍ طويلٍ أنّ الثّقافة ضروريّةٌ لبناء مجتمعٍ متماسكٍ ومتطلّعٍ إلى المستقبل، ليس فقط للحفاظ على الماضي، بل لإلهام الأجيال القادمة».
وأوضح: «لقد شهدنا خطوةً أخرى إلى الأمام هذا العام مع إطلاق مجموعة مُقتنيات أبوظبي الفنية، التي أشرفت دائرة الثّقافة والسّياحة - أبوظبي على جمعها على مدى سنواتٍ عديدة. وتضمّ آلاف الأعمال التي تعكس عمق وتنوّع تراثنا المشترك، وبامتدادها عبر القارات والقرون والحضارات، تؤكّد هذه المجموعة أنّ الثّقافة ليست ثابتةً أو محدودةً، بل تتجاوز الحدود، وتربط النّاس، وهي إرثٌ إنسانيٌّ مشترك»، لافتاً إلى «التحديات المتعددة التي يشهدها القرن الحادي والعشرين، من التّغيّرات الدّيموغرافيّة إلى تحدّيات المناخ، ومن التّقنيّات المتسارعة إلى الجغرافيا السياسية، والتي تقدّم فيها الثّقافة قيمةً فريدة، تكمن في إبراز القدرة على إيجاد الفرص وسط التحديات، فهي تذكّر بأنّ كلّ تقدّمٍ حقيقيٍّ يبدأ بحلم وفكرة ورؤية، وأنّ كلّ حلٍّ يستند إلى التّجربة الإنسانيّة».
الماضي والحاضر والمستقبل
أكد معاليه أن أبوظبي تجدد بمناسبة اليوم العالميّ للمتاحف، إيمانها بمستقبلٍ لا تشكّله البيانات أو البنية التّحتيّة فحسب، بل الأفكار والتّراث والتّواصل الإنسانيّ، مضيفاً: «من خلال الاستثمار في المؤسّسات الثّقافيّة والصّناعات الإبداعيّة والمشاركة المجتمعيّة، فإنّنا لا نحافظ على الماضي فحسب، بل نمكّن الحاضر ونلهم المستقبل أيضاً، لأنّ الثّقافة تظلّ أقدم استراتيجيّة لبقاء البشريّة، فضلاً عن كونها أسمى مصادر الأمل الدّائم».