بعد أن كان من أشد المحذرين منه.. غيتس يخفف من مخاوف الجمهور بشأن الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
انضم بيل غيتس إلى جوقة الأسماء الكبيرة في مجال التكنولوجيا الذين طرحوا وجهة نظرهم في مسألة المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وبدا أنه ليس قلقا كثيرا، بحسب تقرير لموقع "إم آي تي تكنولوجي ريفيو" (MIT Technology Review).
وقدم رجل الأعمال رأيه في منشور على مدونته الشخصية "غيتس نوتس" (GatesNotes) حيث كتب: "أريد أن أتكلم عن المخاوف التي أسمعها وأقرؤها في أغلب الأحيان، وأشارك الكثير منها، وأشرح كيف أفكر بها".
ووفقا لغيتس، يعد الذكاء الاصطناعي "أكثر التقنيات المؤثرة التي نراها في حياتنا"، وهذا يضعه فوق الإنترنت والهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب الشخصية، وهي التقنيات التي كان له فضل في جلب معظمها إلى العالم.
وكان غيتس واحدًا من عشرات الشخصيات البارزة التي وقعت على بيان صادر عن مركز أمان الذكاء الاصطناعي -ومقره سان فرانسيسكو- قبل بضعة أسابيع، ونص على أنه "يجب أن يكون التخفيف من خطر الانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي أولوية عالمية، إلى جانب المخاطر المجتمعية الأخرى مثل الأوبئة والحرب النووية".
لكن لا يلاحظ في المنشور بالمدونة هذه النبرة المتخوفة. في الواقع، لم يتطرق غيتس في حديثه إلى المخاطر الوجودية، وبدلا من ذلك، جعل النقاش يصب في مواجهة المخاطر "الفورية"، واختار التركيز على "المخاطر الموجودة بالفعل أو التي ستوجد قريبا".
وينقل التقرير عن ديفيد ليزلي مدير أبحاث الأخلاق والابتكار في معهد آلان تورينغ (Alan Turing) بالمملكة المتحدة قوله: "كان غيتس من الفئة المتخوفة من هذه التكنولوجيا منذ فترة طويلة".
ويضيف ليزلي: "لقد كان غيتس أكثر اهتماما بالذكاء الاصطناعي الخارق منذ زمن، لكن يبدو أنه ربما خفف من تخوفاته قليلا".
ولم يتجاهل غيتس -في تدوينته- المخاطر الوجودية تماما، بل تساءل عما يمكن أن يحدث عندما "يتم تطوير ذكاء اصطناعي يمكنه تعلم أي موضوع أو مهمة"، ويقول "سواء وصلنا إلى هذه النقطة خلال عقد أو قرن، فسنحتاج إلى التفكير في أسئلة عميقة، مثل ماذا لو حدد الذكاء الاصطناعي الخارق أهدافه الخاصة؟ ماذا لو تعارضت مع الإنسانية؟ هل علينا أصلا أن نصنع ذكاءً اصطناعيًا فائقًا؟ لكن التفكير في هذه المخاطر الطويلة المدى ينبغي ألا يأتي على حساب المخاطر الأكثر إلحاحًا".
ويمكن اعتبار موقف غيتس هذا وسطا بين رائد التعلم العميق جيفري هينتون الذي ترك غوغل (Google) وأعلن مخاوفه بشأن الذكاء الاصطناعي في مايو/أيار الماضي، وآخرين مثل يان لوسين وجولي بينووي في "ميتا إيه آي" (Meta AI) اللذين يعتقدان أن الحديث عن المخاطر الوجودية هي مسألة "سخيفة بشكل غير معقول"، أو ميريديث ويتاكر من سيغنال (Signal) التي تعتقد أن المخاوف التي يتقاسمها هينتون وآخرون هي "قصص أشباح".
ويتساءل التقرير عن المساهمة التي يقدمها غيتس من خلال تدوينته، في وقت يقول فيه ليزلي: "مع حديث الجميع عن ذلك، نحن مشبعون نوعا ما بالمخاوف".
تهديداتيشير غيتس إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل بالفعل تهديدا في العديد من المجالات الأساسية للمجتمع، من الانتخابات إلى التعليم إلى التوظيف، وهي مخاوف ليست جديدة.
ففي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، غيرت الآلات الحاسبة كيفية تعلم الطلاب للرياضيات، مما سمح لهم بالتركيز على ما يسميه غيتس "مهارات التفكير وراء الحساب"، بدلا من الحساب الأساسي نفسه، ويرى الآن أن تطبيقات مثل "شات جي بي تي" تفعل الشيء نفسه مع مواضيع أخرى، بحسب موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو.
وفي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، غيرت تطبيقات معالجة الكلمات وجداول البيانات العمل المكتبي تغييرات كانت مدفوعة بشكل كبير من شركة غيتس الخاصة "مايكروسوفت" (Microsoft).
وينظر غيتس مرة أخرى إلى كيفية تكيف الناس مع هذه الاختراعات، ويدّعي أنه يمكننا القيام بذلك مرة أخرى، ويقول: "تطبيقات معالجة الكلمات لم تلغِ العمل المكتبي، لكنها غيرت طريقته إلى الأبد"، ويضيف: "التحول الناجم عن الذكاء الاصطناعي سيكون انتقالا صعبا، لكن هناك كل الأسباب للاعتقاد بأنه يمكننا تقليل الاضطراب الذي يلحق بحياة الناس وسبل عيشهم".
ويضيف "مثل ذلك التعامل مع المعلومات المضللة، لقد تعلمنا كيفية التعامل مع البريد العشوائي، لذلك يمكننا أن نفعل الشيء نفسه بالنسبة للتزييف العميق".
خطوات للحدّ من مخاطر الذكاء الاصطناعيوبحسب موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو، يحث غيتس على اتخاذ إجراءات سريعة وحذرة لمعالجة جميع الأضرار، لكنه لا يقدم أي جديد، ويدعو إلى هيئة عالمية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويعتقد أن هذه ستكون طريقة جيدة للتحكم في تطوير الأسلحة الإلكترونية للذكاء الاصطناعي، لكنه لم يذكر ما الذي يجب أن تحدده هذه اللوائح أو كيف ينبغي تنفيذها.
ويقول إن الحكومات والشركات بحاجة إلى تقديم الدعم، مثل برامج إعادة التدريب للتأكد من عدم تخلف الناس عن الركب في سوق العمل، ويضيف أنه يجب دعم المعلمين للانتقال إلى عالم تكون فيه تطبيقات مثل "شات جي بي تي" هي القاعدة، لكن غيتس لم يحدد كيف سيبدو هذا الدعم.
ويرى غيتس أننا بحاجة إلى تحسين طرق اكتشاف التزييف العميق، أو على الأقل استخدام الأدوات التي تكتشفه لنا، لكن المشكلة الحالية أن أحدث مجموعة من الأدوات لا يمكنها اكتشاف الصور أو النصوص التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ويقول غيتس إنه يجب إعطاء الأولوية للمخاطر الفورية، ويرى أن البشرية واجهت بنجاح الاضطرابات التكنولوجية من قبل، ويمكنها القيام بذلك مرة أخرى. لكن كيف؟
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
89% من الإماراتيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التخطيط لعطلاتهم
دبي (الاتحاد)
يجمع المسافرون الإماراتيون بين التكنولوجيا الذكية وتطلعاتهم نحو تجارب أكثر عمقاً وإنسانية أثناء التخطيط لعطلاتهم الصيفية، فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة «تولونا» العالمية المتخصّصة في أبحاث ودراسات المستهلكين أن 89% من المواطنين الإماراتيين يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل «ChatGPT» و«Gemini» للمساعدة في تنظيم رحلاتهم.
وأظهرت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي بين عموم سكان الدولة لا يقل قوة، حيث أشار 87% من المقيمين في الإمارات إلى اعتمادهم على هذه الأدوات عند التخطيط للسفر، ما يؤكد تحولها إلى عنصر أساسي ضمن تجربة السفر الحديثة.
ويستخدم سكان الإمارات هذه الأدوات الذكية لأغراض متنوعة تشمل اقتراح الأنشطة «46%»، الترجمة «42%»، البحث عن أفضل العروض «41%»، استكشاف أماكن محلية مخفية «38%»، الحصول على توصيات لمطاعم «37%»، وتنظيم الجداول الزمنية للرحلات «31%»، وهو ما يعكس مدى مركزية الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل تجربة السفر.
وفي تعليقه على نتائج الدراسة، قال داني مندونكا، المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تولونا: يبدو أن الذكاء الاصطناعي أصبح المساعد الذكي الذي لا غنى عنه للمسافر الإماراتي اليوم، فهو يرافقه في كل تفاصيل الرحلة، من اكتشاف الجواهر المحلية إلى تنظيم الخطط اليومية والتعامل مع تحديات اللغة اللافت، أن هذا الاعتماد لا يقتصر على الجيل الرقمي فقط، بل يشمل أيضاً الفئات الأكبر سناً، حيث يستخدم نحو 40% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و60 عاماً أدوات الذكاء الاصطناعي للبحث عن عروض وأنشطة وخدمات ترجمة. هذا التحول الذي نرصده اليوم ليس توجهاً مستقبلياً، بل هو واقع ملموس يُعيد صياغة سلوك السفر عبر مختلف الفئات العمرية.
أما فيما يتعلق باختيار الوجهات السياحية، تُعد السلامة والأمن وجمال الطبيعة في مقدمة الأولويات لدى جميع المسافرين ومع ذلك، تظهر اختلافات واضحة بين الفئات، إذ يولي المواطنون الإماراتيون اهتماماً خاصاً بالتسوق «35%» والطعام «34%»، فيما يذكر 22% فقط زيارة العائلة أو الأصدقاء كدافع أساسي للسفر، وعلى النقيض، يشير 43% من المقيمين إلى أن قضاء الوقت مع العائلة هو السبب الرئيسي للسفر، ما يعكس تقليداً شائعاً بين العديد من الوافدين بالعودة إلى أوطانهم خلال العطل. هذه الاتجاهات تُظهر أن السفر من دولة الإمارات يجمع بين الرغبة في الاستكشاف والحاجة لإعادة التواصل العائلي.