شنّ صحافيون ومحللون فرنسيون مُختصّون في شؤون اليمن، انتقادات لاذعة للدور التخريبي الذي تقوم به الميليشيات الحوثية في منطقة البحر الأحمر والشرق الأوسط، حيث اعتبروا في تصريحات لصحيفة "ماريان" الفرنسية بأنّ الحوثيين أسوأ من تنظيم القاعدة الإرهابي، ويُشكّلون تهديداً بوجود دولة دينية متشددة تُزعزع الأمن الدولي.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) كثّف الحوثيون هجماتهم ضد جميع السفن التجارية التي تعبر البحر الأحمر، المرتبطة أو غير المرتبطة بشكل مباشر بإسرائيل، حيث تؤثّر مُضايقات واستفزازات الحركة المسلحة المتمردة والتطرّف الذي تُمارسه على الاقتصاد العالمي اليوم من خلال تغيير مسار سفن شحن البضائع والنفط.
وذكرت "ماريان"، أنه في نهاية عام 2014 قام الحوثيون بغزو شمال اليمن وعاصمته صنعاء بعد انقلاب عسكري عنيف، لكن تدخل التحالف العربي عبر عملية "عاصفة الحزم" في مارس (آذار) 2015 كان ناجحاً حيث تمّ طرد الميليشيات الحوثية من شواطئ بحر العرب، وفشل الغزو الكامل للبلاد. إلا أنّه وعلى الرغم من ذلك فإن الخطوط الأمامية ما زالت مُتجمّدة، حيث يستقر الحوثيون في عدّة مناطق من اليمن بدعم عسكري واستشاري كبير من إيران.

 

تهديد دائم 

وحول ذلك علّق ماريز فرانكي، بأن الحوثيين في اليمن يُشكّلون تهديداً طويل المدى للملاحة في البحر الأحمر، وبالتالي للتجارة البحرية (بما نسبته 40% من التجارة العالمية). ومن المهم أن نعرف أن صواريخهم وطائراتهم بدون طيار تسمح لهم بشن هجمات إرهابية ضد عدة دول، خاصة وأنّ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قد وجد ملجأ له في هذا البلد الذي يُعاني من الحرب. واعتبر أنّ التحالف الجديد المُكوّن من 10 دول، سيكون له مهمة رادعة مع الحرص على عدم إشعال مزيد من النار في الشرق الأوسط، ويجب أن يُقنع نشر القوات البحرية الدولية الحوثيين بعدم مهاجمة السفن التجارية.
من جهتها تقول غي دورليانز في تعليق لها، إن وقف النقل البحري من شأنه أن يفرض تكاليف باهظة على أوروبا، بل وقد يؤدي حتى إلى نقص مؤقت في النفط الخام هناك، مُشيرة إلى أن فرنسا عضو في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وعليها أن تُشارك في الحرب ضدّ الإرهاب في البحر والبر.

تدمير القُدرات العسكرية للميليشيات الحوثية وحول تشكيل تحالف يضم 10 دول من بينها فرنسا، ردّاً على الهجمات المتكررة التي يشنّها الحوثيون في اليمن على السفن العابرة لمضيق باب المندب، نقلت الصحيفة الفرنسية عن الجنرال جيروم بيليستراندي، رئيس تحرير مجلة "الدفاع الوطني"، قوله إنه عندما يتم تشكيل ائتلاف، تكون الأولوية لتحديد أهدافه بوضوح. وفي هذه الحالة، سيكون تحالفاً دفاعياً يهدف إلى كبح التهديد الحوثي للسفن البحرية في البحر الأحمر لحماية الحركة التجارية. وبالتالي لن يكون هناك أي شك في ضرب الطائرات بدون طيار الحوثية أو نقاط إطلاق الصواريخ من المناطق التي يُسيطرون عليها في اليمن، في حين أن هجمات الحوثيين ستبدو أقل فأقل وكأنها حوادث معزولة.
وتابع الخبير العسكري رؤيته بأن هذه المهمة الدولية المُشتركة تهدف إلى الحفاظ على القانون البحري الدولي، ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الغرب لديه خبرة طويلة في هذا الشأن، إذ ومنذ أوائل الثمانينيات وصعود الخميني إلى السلطة في إيران، أصبحت حرية الملاحة في منطقة الخليج العربي أحد اهتمامات أوروبا والولايات المتحدة، وكل هذا يُذكرنا بأن الدول المُشاركة في هذا التحالف الجديد مُعتادة على العمل معاً في المنطقة. وعلاوة على ذلك، فإن ما يقرب من نصف السفن المشاركة في هذا التحالف موجودة بالفعل في الموقع، وعلى سبيل المثال فقد أسقطت الفرقاطة الفرنسية "لانغدوك" طائرة بدون طيار للحوثيين قبالة سواحل اليمن قبل أيام. وسيدعم ذلك تحالف "قوة المهام المشتركة 153" التي نشأت في عام 2022 لحفظ الأمن في البحر الأحمر، بهدف تسهيل تداول البيانات حول المخاطر التي يُشكّلها التهديد الحوثي، والتعاون بين سائر الدول المعنية. رسالة لإيران وحذّر بيليستراندي من أنه أصبح لدى الحوثيين اليوم مخزونات من الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية القوية بما يكفي لتُشكل تهديداً مباشراً للمنطقة، مُشيراً إلى أن هؤلاء المتمردين المدعومين من إيران باتوا يتمتّعون بقدرات عسكرية تفوق قدرات حزب الله.
واعتبر أنه من الواضح، أن الإعلان عن تشكيل التحالف الدولي الجديد يهدف بداية لتوجيه رسالة سياسية تجاه المتمردين الحوثيين، بمعنى "أننا الآن نُدافع عن أنفسنا معاً، لذا قوموا بقياس المخاطر التي سوف تتعرّضون لها بعناية قبل أن تقوموا بأيّ عملية استهداف جديدة لسفن الشحن لدينا"، مؤكداً أن ذلك يعني أنّه عند أي هجوم مُحتمل، وبغض النظر عن جنسية مالكي السفينة المستهدفة، سوف تفتح قوات التحالف النار على الفور، وهي أيضاً رسالة إلى طهران التي يُفترض أن تفهم جيداً أنّ من مصلحتها تهدئة الحوثيين والسيطرة عليهم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل مونديال الأندية الحرب الأوكرانية عام الاستدامة اليمن الحوثي البحر الأحمر بدون طیار فی البحر التی ی فی هذا

إقرأ أيضاً:

مجلس التعاون الخليجي يكشف عن تحركات سعودية وعمانية لإحياء العملية السياسية في اليمن ويشدد على انخراط الحوثيين .. عاجل

 

كشفت مجلس التعاون الخليجي عن تحركات سعوديه عمانية لإحياء العملية السياسية في اليمن وتواصل مع كافة الجهات والاطراف اليمنية، حيث رحب اليوم بيان مجلس التعاون الخليجي " باستمرار الجهود المخلصة التي تبذلها السعودية، وسلطنة عُمان، والاتصالات القائمة مع كافة الأطراف اليمنية، لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق حل سياسي شامل ومُستدام في اليمن، وأهمية انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، والتعاطي بجدية مع مبادرات وجهود السلام لتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب اليمني.

كما شدد مجلس التعاون الخليجي، على ضرورة انخراط الحوثيين بإيجابية مع الجهود الدولية والأممية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، في الوقت الذي أدان استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون اليمنية وتهريب الأسلحة والخبراء إلى جماعة الحوثي.

 

جاء ذلك في بيان صادر عن إجتماع للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية دورته الرابعة والستين بعد المائة في دولة الكويت، برئاسة عبدالله علي عبدالله اليحيا وزير الخارجية الكويتي، رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري.

 

وأدان بيان مجلس التعاون، استمرار التدخلات الأجنبية في الشؤون الداخلية لليمن، وتهريب الخبراء العسكريين والأسلحة إلى جماعة الحوثي، في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن 2216 و2231 و2624، مجددا دعمه لكافة الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية، بما يحقق الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة.

 

وأكد المجلس الوزاري لمجلس التعاون في بيانه، على دعمه الكامل لمجلس القيادة الرئاسي برئاسة رشاد محمد العليمي، والكيانات المساندة له لتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن، والتوصل إلى حل سياسي شامل، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن 2216، بما يحفظ لليمن الشقيق سيادته ووحدته وسلامة أراضيه واستقلاله.

  

وجدد المجلس الوزاري دعمه لجهود الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص إلى اليمن هانز جروندبرج، للتوصل إلى الحل السياسي الشامل وفقاً للمرجعيات الثلاث، مشيدا بتمسك الحكومة اليمنية بتجديد الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة في اليمن.

 

كما رحب المجلس الوزاري بإعلان سلطنة عُمان، التوصل إلى وقف إطلاق النار في اليمن، بهدف حماية الملاحة والتجارة الدولية، مشددا على أهمية خفض التصعيد للمحافظة على أمن واستقرار المنطقة، واحترام حق الملاحة البحرية فيها، وفقاً لأحكام القانون الدولي، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار لعام 1982م

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو أنصار الله الحوثيين للإفراج عن موظفيها المحتجزين في اليمن
  • محللون: إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من اليمن وغزة ومتورطة بحرب استنزاف
  • مجلس التعاون الخليجي يكشف عن تحركات سعودية وعمانية لإحياء العملية السياسية في اليمن ويشدد على انخراط الحوثيين .. عاجل
  • صحيفة روسية: حاملة الطائرات البريطانية الأكثر شهرة تتجه إلى الحوثيين للانتحار
  • التعاون الخليجي يؤكد على وحدة اليمن ويشدد على انخراط الحوثيين بإيجابية للوصول لحل سياسي
  • فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين
  • حاملة الطائرات الأمريكية تعود إلى قاعدتها بعد معارك شرسة ضد الحوثيين في البحر الأحمر
  • لتشديد الحصار على الحوثيين..  إجراءات لإغلاق منافذ التهريب
  • اليمن يفرض شروط السيادة في البحر الأحمر: “ترومان” تغادر و”كوين إليزابيث” تعبر بإذن صنعاء
  • حميد الأحمر يدعو للتحقيق في تمكين الحوثيين من طائرات اليمنية ومحاسبة المتورطين