اليوم العالمي للتطوع .. بذور يختتم فعاليات عام ٢٠٢٣ ويُكرّم مستفيديه
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
اختتم مشروع بذور للتعليم الموازي فعاليات عام ٢٠٢٣ إحياء لليوم العالمي للتطوع، بمقر مكتبة مصر العامة بالدقي، وتخلل الحفل ندوة حول "الإستعداد الجيد لسوق العمل" قدمتها المترجمة الصحفية أميرة سيد رئيس قسم الخارجي بجريدة الإيجيبتشان جازيت، والمعيد بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية، وأدارها حسن غزالي مؤسس مشروع بذور للتعليم الموازي وعضو لجنة الاقتصاد والعلوم السياسية بالأعلي للثقافة، بحضور عدد من القيادات الشبابية وصناع القرار والمتخصصين في قطاعات التنمية الثقافية ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والقطاع العام، وكوادر المتدربين والمتطوعين بالمشروع من طلاب الجامعات المصرية وجامعة الأزهر، بكليات الألسن والإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية واللغات والترجمة والدراسات الإنسانية، ونخبة من الصحفيين وممثلي المؤسسات الاعلامية والتليفزيون المصري.
وفي سياق متصل تحدثت الاعلامية أميرة سيد عن تجربتها كمترجمة وصحفية أوضحت خلالها كيف يستعد الطالب الجامعي لسوق العمل مشيرةً إلي مدي أهمية المشاركة في الانشطة الطلابية والتطوعية التي تخدم مجال تخصصهم يساعدهم الاستثمار في قدراتهم ومهاراتهم، مؤكدةً أن هذا ما يميز المترجم والاعلامي المصري عن غيره في المحافل الدولية والعالمية ويضعه في الصفوف الأولي من الاختيار.
وفي ذات السياق أوضح حسن غزالي في مُستهل حديثه نبذة تعريفية حول مشروع بذور للتعليم الموازاي الذي انطلقت رحلة العمل فيه مند سبع سنوات، لافتاً أن المشروع يتكون من ثلاثة أقسام رئيسية هي: برنامج المدرسة الوطنية لإعداد الكوادر، وبرنامج المبادرات المجتمعية، وبرنامج صالون بذور، مؤكداً ان المشروع مجاني وغير هادف للربح نهائياً، مشيراً أن فاعليات اليوم هي ختام المدرسة الوطنية لاعداد الكوادر الطلابية والتي استفاد منها نحو ٤١٦ طالب جامعي، وحصل نحو ١٠٠ منهم علي المراكز الاولي في اقسام التدريب واللغات المختلفة من بينها الإعلام وكتابة المحتوي والترجمة باللغات الفرنسية والانجليزية والسواحيلية والأسبانية.
وأردف غزالي أن مشروع بذور ركز هذا العام علي تنظيم والمشاركة في فعاليات الاحتفال بمرور ٥٠ سنة علي وفاة عميد الأدب العربي طه حسين، لافتاً إلي حرص مشروع بذور للتعليم الموازي ترسيخ مفاهيم وقيم الأسرة المصرية، واتاحة مساحات فسيحة لتبادل الخبرات والتجارب تعزيزاً للمسؤولية والمشاركة المجتمعية للشباب في المراحل المختلفة، مشيراً إلي أن المشروع هو إحدي آليات تنفيذ ثلاثة وثائق أساسية يستند إليها وهي رؤية مصر ٢٠٣٠، وأجندة أفريقيا ٢٠٦٣، وأهداف التنمية المستدامة ٢٠٣٠، كما أكد عزم المشروع علي استكمال مسيرته ببرامج ومسارات متقدمة بما يناسب احتياجات المجتمع وسوق العمل وذلك تفعيلا لتوصيات المتدربين والمتطوعين بالمشروع.
واختتم غزالي حديثه موجهاً شكره وتقديره لكل المؤسسات التعليمية والثقافية ومراكز الفكر والمؤسسات الأهلية والحكومية الداعمة لمشروع بذور للتعليم الموازي، وكرّم عدد من ممثليها من بينهم الجمعية الأفريقية بالقاهرة سيادة السفير محمد نصر الدين واستلمت عنه درع التكربم الدكتورة آمنة فزاع، إلي جانب تكريم الإعلامية أميرة سيد رئيس قسم الخارجي بالإيجيبتشان جازيت، والصحفية راندا خالد مسؤول الملف الافريقي بجريدة الوفد، والصحفية هناء محمد عن جريدة الجمهورية، والمهندس أحمد براني خبير سياسات الشباب الدولية.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
ما العمل بعد نهاية النظام العالمي؟
أكثر الناس إدراكاً لنهاية ما يسمى النظام العالمي هم مخططوه. وفي طريقة أشبه بصاحب الكرة الذي يدعو المحيطين به للعب معه، على أرض خططها على طريقته وأتى بحكم لقَّنه قواعد اللعبة التي صممها ليضمن الفوز، لتبدأ المباريات وتنتهي كل مرة بنتائج تعلن فوزه مع فريقه وفقاً للقواعد.
ثم أتقنت الفرق الأخرى قواعد اللعبة وبدأت بالفوز في بعض المباريات، لم يعر صاحب الكرة الأمر اهتماماً في البداية ما دام يستأثر بالفوز. فلما اشتدت المنافسة ولم يعد الفوز حليفه، اشتط غضباً وحمل كرته ومضى بها معلناً أن النتائج على النحو المشهود لم تكن مسعاه، فطرد الحكم وشرع في طمس معالم الملعب ومحو قواعد اللعبة القديمة، ليفكر في لعبة جديدة يكسب نتائجها.
بطبيعة الحال، عالم الواقع أكثر تعقيداً من عالم صاحب الكرة، فالمتنافسون سعياً للتقدم في لعبة الأمم لن ينتظروا نظاماً جديداً يُنعم به عليهم من احترف الفوز في النظام القديم، بل سيسعون إلى ترتيب البدائل التي تيسر حركة التجارة والاستثمار وتنظم سريانها وتسوي منازعاتها.
وفي هذه الأثناء سيسعون إلى احتواء اللاعب القديم؛ فقد صار لديهم ما يخسرونه إذا ما افتعل المعارك ليطيل أمد الهيمنة بكل ما يتاح له من سبل استخدام القوة بأنواعها ناعمة كانت أم خشنة، أو مزج بينهما بما تيسر له من ذكاء مفترض.
وما دمنا بصدد القوة في العلاقات الدولية فلنرجع إلى آخر ما كتبه جوزيف ناي، الأستاذ بجامعة هارفارد، ونُشر قبل وفاته بأيام في عدد شهر أبريل (نيسان) الماضي من مجلة «أفريكان إيكونومي» المعنية باقتصاد القارة السمراء، وكان قد اختصها بمقال عن مستقبل النظام العالمي، أشار فيه إلى أنه بعد القرن الماضي الذي شهد سيطرة أميركية بعد نهاية الحرب الباردة في عام 1991، بما أسفر عن تدعيم مؤسسات واتفاقيات دولية قائمة وإنشاء أخرى تؤكد نهج الاعتماد على القواعد الحاكمة في إدارة العلاقات الدولية. لعب فيها دور حكام اللعبة الدولية مؤسستا بريتون وودز المتمثلتان في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ومنظمة التجارة العالمية والاتفاقية الإطارية لتغيرات المناخ وغيرها. ولكن مع اطراد الصعود الآسيوي، وقبل قدوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب لسدة الحكم بفترة بدأ تنبؤ المحللين بأن عصر الهيمنة الأميركية يوشك أن يرى نهايته، مع توزيع جديد للقوة.
جاءت المكاسب الآسيوية المتنامية منذ مطلع هذا القرن على حساب أوروبا، فما زالت الولايات المتحدة تحتفظ بنصيبها الذي تمتعت به لعقود وهو ربع الاقتصاد العالمي. ورغم تقدم الصين فاقتصادها لم يتفوق على المنافس الأميركي بعد. وعلى الرغم من تطورها العسكري الوثاب فإنها تأتي بعد الولايات المتحدة وزناً في آلة الحرب، ولا تتمتع بتحالفاتها، أو تقدمها التكنولوجي، حتى الآن.
النقطة المحورية هي تلك التي اختتم بها جوزيف ناي مقاله، والتي تمزج بين معرفته البحثية وخبرته العملية، مساعداً سابقاً لوزير الدفاع الأميركي، وخلاصتها أنه «إذا ما تآكل النظام الدولي الراهن فإن السياسات المحلية الأميركية تتحمل مسؤولية هذا التآكل بقدر مسؤولية الصعود الصيني عنه».
وقد ترك السؤال مفتوحاً عما إذا كان ما يشهده العالم منذ تولي الإدارة الثانية للرئيس ترمب من هجوم متوالٍ على التحالفات والمؤسسات الدولية التي بنيت القرن الماضي، بداية طويلة لانحدار أميركي، أم هي مجرد مرحلة دورة ستشهد صعوداً بعدما تصل للدرك الأسفل من القاع. وقد دعا ناي إلى الانتظار للتعرف إلى الحقيقة بين الأمرين مع بداية ولاية رئيس أميركي جديد في 2029. لم يمنح القدر الفرصة لناي للتعرف إلى الرئاسة الجديدة لما بعد ترمب وتوجهاتها، ولا أحسب أن سائر العالم معلقة مصائره انتظاراً لما سيقرره الناخب الأميركي ومزاجه، ويجب ألا تكون.
سنشهد مزيداً من محاولات الكر والفر في معركة التجارة الدولية لتخفيض التعريفة الجمركية
سنشهد مزيداً من محاولات الكر والفر في معركة التجارة الدولية لتخفيض التعريفة الجمركية المفروضة أحادياً في الثاني من أبريل الماضي الذي سماه ترمب «يوم التحرير» للتعريفة الجمركية الذي أعقبه التاسع من أبريل وهو «يوم تجميد» هذه التعريفة لتسعين يوماً، بعدما انتفضت الأسواق المالية متقلبة بعد تصعيد الحرب التجارية. وقد وجدنا اتفاقيات تجارية للتوصل لترتيب أفضل مع الولايات المتحدة، أو قُل أقل سوءاً مما صار في يوم التحرير، على النحو الذي تم بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وما يسعى إليه الاتحاد الأوروبي أيضاً.
وربما استجابت بلدان عالم الجنوب، ومنها البلدان العربية والأفريقية، لدعاوى الناصحين لها بزيادة القيمة المضافة بتصنيع ما تملكه من ثروات طبيعية وتعدينية على أرضها بدلاً من الاسترسال في النمط المتدني لعلاقاتها التجارية بتصديرها خاماتٍ وسلعاً أولية، وذلك بعقد منافسة مفتوحة بين الشركات الراغبة في التصنيع بخاصة مع الرغبة الجامحة للولايات المتحدة في الحصول على المواد الخام الحرجة اللازمة للصناعات التكنولوجية المتقدمة، بخاصة مع تقدم الصين في الولوج لمصادرها بخاصة في أفريقيا.
ويقترح الاقتصاديان فيرا سونغ وي وويتني شنيدمان أن الولايات المتحدة في اتفاقياتها التجارية الجديدة مع أفريقيا عليها أن تعلي فرص زيادة التعاون في التصنيع بالقارة لكي تحظى بفرص تفوق الصين التي سبقتها بالفعل إلى القارة.
والأهم مما سبق هو كيفية قيام دول عالم الجنوب، وقد أدركت زوال النظام القديم، بإدارة عملية التنمية والتقدم بارتكازها على البشر، والتنويع الاقتصادي، والتحول الرقمي، وتيسير الاستثمار، وثورة في البيانات. وفي هذه المرتكزات والممكنات الخمس ما نفصله في مقال قادم.
الشرق الأوسط