التخطيط : إجراءات لتمكين ذوي الاحتياجات .. وتوفير فرص العمل بـ الذكاء الاصطناعي .. وآليات لتطوير إمكانيات الجهاز الحكومي
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
التخطيط والتنمية الاقتصادية: تطبيقات الذكاء الاصطناعي تلعب دوراً هاماً في توظيف ذوي القدرات الخاصة
تنفيذ الدفعة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي بجامعة شيكاغو
نظم مركز التخطيط الثقافي والاجتماعي بمعهد التخطيط القومي التابع لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية؛ ندوة حول "دور الذكاء الاصطناعي في ايجاد حلول مبتكرة لذوي الاحتياجات الخاصة"، وذلك بحضور أ.
وتناولت ورشة العمل عدة موضوعات ارتكزت على استعراض مفهوم الذكاء الاصطناعي ودوره في دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع والتحديات المرتبطة بذلك، إلى جانب شرح لبعض تطبيقات الذكاء الاصطناعي في توظيف الأشخاص ذوي الطاقات الخاصة، إلى جانب التركيز على ما يمكن القيام به لخلق بيئة شاملة لتعزيز الاندماج الاجتماعي لجميع أفراد المجتمع، ودور معهد التخطيط القومي في هذا الشأن.
وفي هذا الإطار أوضح أ.د أشرف صلاح الدين أن الاهتمام بذوى الاحتياجات الخاصة يمثل أولوية كبرى في التوجه التنموي للدولة المصرية، وينبغي النظر إليهم باعتبارهم مكوناً رئيساً من قوة العمل والثروة البشرية الهائلة التي يمتلكها المجتمع، مشيراً إلى أن الندوة تعد فرصة هائلة لتبادل الرؤى والخبرات للخروج بتوصيات قابلة للتطبيق بشأن الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في ايجاد حلول مبتكرة لأبناء هذه الفئة المميزة.
وفي سياق متصل استعرضت أ.د نيفين مكرم جهود الدولة المصرية في الاهتمام بذوي الهمم ومنها إطلاق برنامج الإتاحة التكنولوجية لدعم 3000 مدرسة للتربية الخاصة والدمج، وتطوير وزارة الاتصالات تطبيقات ذكية لمساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة على التوظيف، فضلاً عن تخصيص نحو مليار جنيه لبرامج تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب إطلاق تطبيق "انطلق" على هواتف الأندرويد والهواتف التي تعمل بنظام IOS، لمساعدة ذوي الهمم في معرفة وتحديد الأماكن والمواقع.
وبشأن خلق بيئة شاملة لتعزيز الاندماج الاجتماعي لكل فرد في المجتمع، أكدت مكرم على ضرورة الفهم الشامل للاحتياجات الفردية لذوي الهمم، وتطوير تقنيات ملائمة، والابتكار والتطوير المستمرين، إلى جانب الاهتمام بالقضايا الأخلاقية والقانونية، مع عدم إغفال دور الإعلام في التوعية، مشيرة إلى أن مشكلة توافر البيانات والمسؤولية الجنائية، والاشكاليات الأخلاقية تأتي على رأس التحديات المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في هذا الشأن.
وحول دور معهد التخطيط القومي لفتت أ.د عزة الفندري إلى أن المعهد أولى اهتماماُ خاصاً بذوي القدرات الخاصة من خلال مراعاة احتياجاتهم عند تطوير مبني المعهد، وعقد العديد من الندوات التي استهدفت تضافر الجهود لبناء القدرات ورفع كفاءة الأداء لهذه الفئة المتميزة، إلى جانب المرونة في التعامل مع تلك الفئة في البرامج الدراسية بالمعهد، وتطبيق نسبة الـ 5% من الفرص الوظيفية التي يتيحها المعهد لتلك الفئات.
وأكدت مداخلات السادة المشاركين على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يلعب دوراً هاماً في مساعدة الأشخاص ذوي القدرات الخاصة في العثور على وظائف من خلال معالجة مختلف التحديات التي قد يواجهونها في عملية التوظيف، من خلال تصميم منصات تعمل بالذكاء الاصطناعي لضمان إمكانية الوصول للأفراد ذوي الإعاقة، كما يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحليل مهارات وتفضيلات وقدرات الأفراد ذوي الإعاقة لتقديم توصيات وظيفية مخصصة لهم، وكذلك تصميم منصات المقابلات الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي لتشمل ميزات إمكانية الوصول.
وعلي سياق متصل جتمعت د. شريفة شريف، المدير التنفيذي للمعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة مع ممثلي جامعة شيكاغو، وذلك لبحث تنفيذ الدفعة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي والذي يتم بالتعاون بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والمعهد ومؤسس ساويرس للتنمية الاجتماعية وكلية شيكاغو بوث لإدارة الأعمال بجامعة شيكاغو.
وقالت د. شريفة شريف، إن إطلاق الدفعة الثالثة من برنامج التعليم التنفيذي جاء بناء على نجاح الدفعتين الأولى والثانية من البرنامج، مشيرة إلى أن البرنامج يهدف إلى تطوير قادة مبتكرين واستباقيين لديهم الإطار التحليلي اللازم لرفع كفاءة مؤسساتهم، بما يوفر لكل من القطاعين العام والخاص؛ المهارات اللازمة لتحسين القيادة وتطوير مؤسساتهم للتعامل مع توقعات تغييرات السوق.
وأوضحت شريف، أن الدفعة الأولى تم إطلاقها في 2019، والدفعة الثانية في مارس 2023، مشيرة إلى أن نموذج البرنامج مبني على المزج بين القطاعين العام والخاص، ويعطى فرصة للمتدربين لمشاركة خبراتهم المختلفة في القطاعات المختلفة، مؤكدة أنه البرنامج الأول من نوعه في مشاركة القطاعين العام والخاص معًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مال واعمال اخبار مصر معهد التخطيط القومي الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی فی ذوی القدرات الخاصة الأشخاص ذوی ذوی الإعاقة إلى جانب إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)