تتردد أصداء أجراس الكنائس في شوارع بيت لحم التي تشبه المتاهة. ومع اقتراب عيد الميلاد، كان من المفترض أن تعج المدينة الواقعة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل بالزوّار، لكنها أصبحت شبه مهجورة هذا العام.

ووفقًا لشبكة “سي إن إن”، اتخذ القادة المحليون قرارا، الشهر الماضي، بتقليص الاحتفالات تضامنًا مع السكان الفلسطينيين، مع احتدام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

واستشهد أكثر من 20 ألف فلسطيني خلال الهجوم البري والجوي الذي شنه الاحتلال، بحسب وزارة الصحة في غزة، كما نزح ما يقرب من 85% من إجمالي سكان القطاع.

والكثيرون في بيت لحم لديهم علاقات بغزة من خلال أحبائهم وأصدقائهم، وقد سيطر شعور بالبؤس على المدينة التي يقدسها المسيحيون باعتبارها مسقط رأس المسيح.

وتمت إزالة الزخارف التي كانت تزين الأحياء، كما أُلغيت المسيرات والاحتفالات الدينية. وفي وسط المدينة، غابت بشكل واضح شجرة عيد الميلاد التقليدية الضخمة في ساحة المهد.

والسفر إلى بيت لحم، على بعد حوالي 8 كيلومترات جنوب القدس، ليس بالرحلة السهلة في العادة، ومنذ 7 أكتوبر الماضي، فرضت إسرائيل قيودًا على الحركة في بيت لحم والمدن الفلسطينية الأخرى في الضفة الغربية، مع وجود نقاط تفتيش عسكرية تسمح بالدخول والخروج، مما يؤثر على الفلسطينيين الذين يحاولون الوصول إلى أعمالهم.

وقال علي ثابت لشبكة “سي إن إن”: "سألني ابني عن سبب عدم وجود شجرة عيد الميلاد هذا العام، ولا أعرف كيف أشرح ذلك".

يعيش علي وعائلته في قرية فلسطينية قريبة، ويزورون بيت لحم في كل عيد ميلاد، قائلًا "لأن علاقتنا مع إخوتنا المسيحيين علاقة قوية، ننضم إليهم في احتفالاتهم، وهم يشاركوننا أيضا احتفالاتنا. لكن موسم العطلات هذا العام سيئ للغاية".

وخلال السير في الشوارع المرصوفة بالحجارة، يبدو تأثير الصراع جليا.

ويعتمد اقتصاد بيت لحم على الحجاج والسياحة، كما ذكر صاحب متجر الجيل الثالث روني طباش، الذي يقف خارج متجره في انتظار العملاء الذين لن يصلوا أبدا.

ويحضر طباش والده معه إلى المتجر كل يوم لإخراجه من المنزل. وافتتح جده المتجر في عام 1927، لافتًا إلى أن هذا المكان، بجانب الميدان وكنيسته الشهيرة، أصبح "جزءا من قلوبنا".

وأضاف: "لم نر عيد ميلاد مثل هذا من قبل، منذ ثلاثة أشهر، بصراحة، لم نقم بعملية بيع واحدة. لا أريد أن أبقي والدي في المنزل، ولا أريد أن أتخلى عن الأمل".

وحتى كنيسة المهد، التي أصبحت أول موقع للتراث العالمي في الأراضي الفلسطينية في عام 2012، باتت فارغة إلى حد كبير. في العام العادي، تقف طوابير من المئات حول موقف السيارات بالخارج وينتظر الحجاج بصبر لدخول المغارة، التي تعتبر منذ القرن الثاني الموقع الدقيق لميلاد المسيح.

وفي الداخل، عادة ما تكون غرفة الوقوف فقط. ولكن هذا العام، غيّر القتال في غزة كل شيء.

ويقول الأب سبيريدون سمور، كاهن الروم الأرثوذكس في كنيسة المهد: "لم أر هذا الأمر من قبل".

وأضاف: "عيد الميلاد هو الفرح والحب والسلام. ليس لدينا سلام"، لافتًا: "ليس لدينا فرح، الأمر خارج عن أيدينا، وندعو القادة الذين سيتخذون القرارات (في جميع أنحاء العالم) إلى الله أن يساعدهم، ويمنحهم نوره لصنع السلام هنا وفي جميع أنحاء العالم".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بيت لحم عيد الميلاد إسرائيل أجراس الكنائس غزة عید المیلاد هذا العام بیت لحم

إقرأ أيضاً:

مارتشيكا تعيش الفوضى وغياب المحاسبة…حدف مشاريع أشرف على إطلاقها جلالة الملك

زنقة20| علي التومي

بعد سنوات من الترويج له كمشروع حضري واعد، يُثير مشروع شارع القنطرة التابع لوكالة تهيئة بحيرة مارتشيكا تساؤلات متزايدة بشأن مآله، وسط غياب الأشغال النهائية، وإختفاء عدد من المكونات التي تم الإعلان عنها في التصميمات الأولية التي عُرضت أمام أنظار جلالة الملك.

وعرف المشروع، الذي تم تقديمه سابقا كجزء من رؤية شاملة لتحويل واجهة الناظور المتوسطية إلى قطب سياحي وبيئي، تعددا في التصاميم، منها ما تضمن ممرات مائية وفضاءات تجارية ثم مرافق ترفيهية، وصولا إلى نسخة نهائية تم تبسيطها بشكل كبير، قبل أن يتم التراجع عن تنفيذها هي الأخرى، حسب ما يظهر على أرض الواقع.

ورغم الوعود الرسمية التي قُدمت بشأن تحويل هذا الشارع إلى نموذج عمراني فريد، إختفت عناصر رئيسية من المشروع، أبرزها القنطرة المائية، والأشجار، إلى جانب عدم تنفيذ مجرى الماء المعروف محليًا بـ”ثاسكيفت ن وامان”، دون توضيح رسمي حول أسباب هذه التغييرات أو مصير الميزانية المرصودة التي قدرتها مصادر غير رسمية بنحو 2600 مليار سنتيم.

هذا، ويطالب عدد من الفاعلين المحليين بالناظور بتقديم توضيحات دقيقة من طرف وكالة مارتشيكا والجهات المشرفة على المشروع، كما يدعون إلى إفتحاص شامل لتتبع مراحل الإنجاز وطرق صرف الاعتمادات المالية.

وفي انتظار ذلك، تبقى العديد من الأسئلة معلقة، حول مصير مشروع قدم امام جلالة الملك على ان “جسر” كان يُنتظر أن يشكل علامة فارقة في التنمية الحضرية بالإقليم، وتحول إلى نموذج للإخفاق والتأجيل المتكرر.

إلى ذلك، تحولت مشاريع “مارتشيكا” التي قُدمت أمام جلالة الملك كمشاريع نموذجية لإعادة هيكلة المنطقة وتحويلها إلى واجهة متوسطية جذابة، إلى مصدر حيرة وانتقادات، بعد أن تبخر مشروع “شارع القنطرة” الذي كان يُنتظر أن يكون أحد أجمل الشوارع على مستوى البحر الأبيض المتوسط.

مقالات مشابهة

  • عاشوراء في طهران.. من الشعائر إلى سرديات الهوية الوطنية
  • الخرطوم .. زيادة عدد الصيدليات لتغطية الطلب المتزايد
  • حافلات المدينة تُحدث مساراتها على خرائط “جوجل” لتجربة نقل أسهل
  • مارتشيكا تعيش الفوضى وغياب المحاسبة…حدف مشاريع أشرف على إطلاقها جلالة الملك
  • عن الردّ اللبناني عشية زيارة باراك.. هذا ما كشفه بو صعب
  • رائحة الجثث.. إليكم الأسباب التي دفعت جنديا إسرائيليا للانتحار
  • اعرف كيفية استخراج شهادة الميلاد فى دقائق معدودات
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • مشاورات رئاسية مكثفة عشية زيارة برّاك.. والحزب يرد: لا داع لاتفاقات جديدة
  • مع احتدام الأزمة.. وكالة الطاقة الذرية تسحب المفتشين من إيران