قالت الهيئة العامة العناية بشؤون الحرمين رداً على استفسارات "اليوم"، إن خدمة استخدام النقل الخفيف في الحرم المكي المتمثلة في الاسكوتر والدراجات الهوائية، لم تفعل بعد.

وكانت قد فعّلت الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة مُمثّلةً في المركز العام للنقل، مبادرات تتضمّن تعزيز استخدام وسائل النقل الخفيفة ومن ضمنها (الإسكوتر والدراجات الهوائية) وتوعية المجتمع في كيفية استخدامها بشكل آمن داخل مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

أخبار متعلقة استكمال الاستعدادات لمؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة.. اعرف موعد الافتتاحالأرصاد: ضباب خفيف على ينبع والرايس

وعقد المركز العام للنقل بمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة سلسلة اجتماعات تحفيزيّة موضّحةً أهم الخطوط العريضة، للبدء في المبادرة، وذلك مع شركاء النجاح من الجهات ذات العلاقة في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة وهم: أمانة العاصمة المقدسة، والهيئة العامة للنقل، وجامعة أم القرى، وشركة كدانة للتنمية والتطوير، على أن يكون انطلاق المبادرة في ممرّات المشاة والأحياء، ومواقف السيارات، وحول جبل الرحمة بمشعر عرفات وجامعة أم القرى.

ومن هذا المنطلق قامت جامعة أم القرى بمواكبة المبادرة من خلال توفير ٣٠ سكوترًا في أربع محطات على امتداد الحرم الجامعي، كما وفرت ٧٠ سكوترًا كهربائيًا لأكثر من ١١٠٠ مشترك في المبادرة عن طريق ذراعها الاستثماري "شركة وادي مكة للتقنية" لتُسهم في تحسين البيئة الجامعية والمجتمعية وتقديم تجربة مثالية لمنسوبي وطلبة الجامعة وزوارها، ولتحقق الفائدة المُجتمعيّة حسب المخطّط له في مدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: جدة شؤون الحرمين الحرمين الشريفين وسائل النقل الخفيفة الاسكوتر الدراجات الهوائية مكة المكرمة جامعة ام القرى مکة المکرمة والمشاعر المقدسة

إقرأ أيضاً:

كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء

 

 

حمود بن سعيد البطاشي

في عُمق الجبال العُمانية؛ حيث تتشابك مسارات الريح مع ذاكرة المكان، تختبئ كنوز لا تقل قيمة عن أي مورد اقتصادي آخر، لكنها ما تزال تنتظر من يمدّ إليها يد الحياة. وبينما تتسارع خطوات سلطنة عُمان نحو تنويع مصادر الدخل والتركيز على السياحة كأفق استراتيجي واعد، تبدو بعض القرى وكأنها خارج خارطة الاهتمام، رغم أنها تحمل ما لا تحمله المدن من تنوّع جغرافي وثقافي وجمالي. هنا، يصبح السؤال مُلحًّا: لماذا تبقى هذه الكنوز نائمة إلى اليوم؟ ومن يوقظها قبل أن يفوت الأوان؟

السياحة الجبلية والبيئية ليست ترفًا؛ بل أحد أهم الموارد القادرة على خلق فرص اقتصادية مباشرة لأبناء القرى، وفتح مسارات جديدة للاستثمار، وتحريك عجلة التنمية في المناطق التي تعاني من محدودية الفرص. ولنا في سوط نموذج جليّ، فهي قرية تحمل في قلبها ما يكفي لإنتاج قصة نجاح وطنية لو وجد المشروع الذي يشعل شرارة البداية. من كهف أبي هبّان، أحد أكبر الكهوف في السلطنة وأكثرها تفرّدًا، إلى الحارة القديمة التي تحمل ملامح التاريخ الأول، مرورًا بالممشى الجبلي الذي يمتد بين الصخور والوديان، وصولًا إلى الوادي الذي يشكّل لوحة طبيعية جاهزة لا تحتاج سوى لمسات تنظيمية مدروسة.

الخلل لا يكمن في غياب المقومات؛ بل في غياب الاستثمار المنهجي، والتخطيط الطويل المدى، والرؤية التي تربط بين ما هو موجود وما يمكن أن يكون. قد نمتلك مواقع خلابة، ولكننا لا نمتلك منظومة متكاملة تجعل السائح يقصد المكان ويعود إليه. فالسياحة ليست فقط مكانًا جميلًا؛ إنها تجربة عاطفية، ومسار مدروس، وبيئة خدمية، وبنية تحتية تستقبل الزائر بثقة واحترام.

وما ينقص هذه المواقع ليس الكثير؛ بل حُسن الإدارة، وتفعيل الشراكة، وتحريك الاستثمار المحلي والخاص. فكهف أبو هبّان مثلًا ليس مجرد تجويف صخري؛ إنه مشروع اقتصادي ضخم جاهز للانطلاق. يمكن أن يتحول إلى مقصد سياحي عالمي عبر مسارات آمنة، وإضاءة مدروسة، ولوحات تعريفية، ومركز استقبال للزوار، ومرافق بسيطة تضمن الأمن والجاذبية. وما حوله من تضاريس يمنح فرصًا للمغامرات، ومسارات المشي، والفعاليات الجبلية التي يعشقها السياح من كل مكان. إنه كنز، والكنز إمّا أن يُستثمر، أو يُترك يضيع في صمت الزمن.

 

وفي الحارة القديمة، تتكرر القصة. إرث معماري لو كان في دولة أخرى لرأينا حوله مقاهي تراثية، وورشًا للحرف، وأماكن للتصوير، ومسارات ليلية مضاءة بعناية. بينما لا يحتاج اليوم سوى إلى دعم بسيط يفتح الباب أمام شباب القرية والأسر المنتجة ويمكّنهم من صناعة منتجات تراثية تمثّل روح المكان.

وما يحدث في سوط يحدث في عشرات القرى بالشرقية والباطنة والظاهرة والجبال الجنوبية. مواقع فريدة، ولكن بلا إدارة سياحية حقيقية. والنتيجة أن الفرص موجودة… لكنها مؤجّلة.

ولكسر هذا الجمود، لا بد من خطة وطنية واضحة للسياحة الجبلية والريفية تشمل:

تحديد المواقع ذات الأولوية وفق معايير الجذب وقابليتها للتطوير. إنشاء بنية أساسية: مسارات، مواقف، لوحات، نقاط خدمات. منح امتيازات وتسهيلات للمستثمرين المحليين. تمكين الشباب بمشاريع صغيرة: بيوت ضيافة، أدلاء سياحيون، مقاهٍ، ورش حرف، فعاليات موسمية. تفعيل دور البلديات والمحافظات في إزالة العوائق وتسريع الموافقات.

لا شك أن الاستثمار في القرى ليس ترفًا؛ بل ضرورة اقتصادية. وفي زمن تتجه فيه دول العالم للسياحة البيئية، تملك عُمان خامات طبيعية وثقافية لا تتكرر. وإن لم نتحرك اليوم، سنجد غدًا أن الفرص التي كانت في متناول اليد قد ذهبت لمن استثمر قبْلنا.

إننا لا نطالب بمشاريع بملايين الريالات؛ بل بمشاريع ذكية وصغيرة وقادرة على خلق أثر سريع. ممشى واحد قد يغيّر اقتصاد قرية. كهف واحد مُستثمَر جيدًا قد يصنع وجهة سياحية عالمية. حارة واحدة مُعاد إحياؤها قد تُعيد القرية إلى خريطة السياحة الداخلية.

إن كنوز الجبال فرصٌ مؤجلة تنتظر الإحياء. وما لم نوقظها اليوم، سيوقظها الزمن لصالح آخرين. فالجبال تنادي… والزمن لا ينتظر.

مقالات مشابهة

  • «دي بي ورلد» تطلق خدمة جديدة للنقل البحري بين ميناء راشد وميناء أم قصر
  • انهيار أحد أبواب المسجد العمري الكبير في مدينة غزة بفعل الأمطار
  • هيئة شؤون الحرمين تحصد المركز الأول في كفاءة وترشيد الطاقة
  • الملاعب الرياضية في مكة المكرمة.. وجهة الشباب لتعزيز النشاط البدني وصناعة مجتمع رياضي واعد
  • «التعليم» تُعلن موعد امتحانات نصف العام 2026 للنقل والشهادة الإعدادية
  • نائب أمير منطقة مكة المكرمة: المملكة أولت خدمة المقدسات اهتمامًا خاصًا
  • نائب أمير مكة المكرمة: المملكة أولت خدمة المقدسات وقاصديها اهتماما خاصا
  • السلطات المغربية تفعل خطة عاجلة لإيواء ضحايا فاجعة فاس
  • أمانة العاصمة المقدسة: 8 تنبيهات لمرتادي الأسواق المركزية
  • كنوز الجبال.. فرصٌ مؤجَّلة تنتظر الإحياء