إسرائيل تصر على مواصلة الحرب.. تضاؤل الآمال بشأن وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
مع قرب انتهاء العام، ليس من الواضح ما إذا كانت الحرب في قطاع غزة ستتوقف، ولو مؤقتا، رغم الخسائر البشرية الهائلة، وتقليص الدعم لأمريكا في جميع أنحاء العالم، وما ستتبعه من تأثير على نتائج الانتخابات الأمريكية المقررة في الخريف المقبل.
هكذا أفاد تقرير لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية، وترجمه "الخليج الجديد"، متحدثا عن عوامل كثيرة لوقف الحرب، ولكن دون استجابة، في ظل إصرار إسرائيلي على المواصلة قدما في طريقها.
أبرز هذه العوامل، هي ارتفاع حصيلة شهداء الحرب غزة في كل ساعة، وتزايد الضغوط الدولية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بصورة مطردة، خارجيا وداخليا، لوقف قصف المدنيين.
وفي الوقت نفسه، يعرب الإسرائيليون العاديون عن المزيد والمزيد من الشعور بالإحباط، بسبب الاتجاه الذي تسير فيه الحرب الأكثر دموية حتى الآن ضد حركة "حماس".
يشار إلى أن حصيلة الشهداء في غزة، والتي تفاقمت بسبب واحدة من أكثر حملات القصف المكثفة في تاريخ الحروب الحديثة، وصلت إلى رقم قياسي موحِش الجمعة الماضي، بعد أن تجاوز عدد الشهداء الـ20 ألفا.
كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والأطفال يمثلون نحو ثلثي عدد الشهداء الفلسطينيين.
وفي أحدث إظهار لمقاومة الدعوات الأمريكية لوقف سقوط الضحايا بين المدنيين، قال نتنياهو للرئيس الأمريكي جو بايدن، في مكالمة هاتفية أجريت السبت، إن إسرائيل "ستواصل الحرب حتى يتم تحقيق جميع أهدافها"، حسب ما ذكره مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
اقرأ أيضاً
بايدن ونتنياهو يتوصلان إلى صفقة حول استمرار حرب غزة.. هذه تفاصيله
كما سعى نتنياهو إلى تصوير ما اعتبر على نطاق واسع أنه توبيخ علني نادر لإسرائيل من جانب الولايات المتحدة، على أنه إظهار للتضامن: وهو قرار إدارة بايدن الجمعة بعدم استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، الذي يطالب بالسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال مكتب نتنياهو بعد إجراء المكالمة الهاتفية، إن رئيس دولة الاحتلال "أعرب عن تقديره" للموقف الأمريكي إزاء القرار، الذي أحجم عن المطالبة بوقف إطلاق النار، بينما دعا إلى تقديم مساعدات إنسانية "بدون عوائق" لغزة.
وقد كان بايدن، من خلال تصريحات مقتضبة من أمام البيت الأبيض، أقل كلاما، حيث قال إنه أجرى محادثة "خاصة" مع نتنياهو، وأنه لم يطلب وقفا لإطلاق النار.
يشار إلى أن قرار مجلس الأمن صدر بعد أيام من إجراء مفاوضات، سعت خلالها الولايات المتحدة إلى تخفيف نبرته، بحيث لا يحتوي على دعوة لوقف إطلاق النار.
وذكرت صحيفة "لوس أنجليس تايمز"، أن الدعم القوي لإسرائيل من جانب إدارة بايدن، تراجع قليلا، في ظل تزايد النداءات العاجلة المطالبة بوقف الأعمال العدائية، محليا، ومن بينها قاعدة بايدن في الحزب الديمقراطي، وذلك قبل 11 شهرا من إجراء الانتخابات الرئاسية التي تشهد منافسة محتدمة، وبين العديد من حلفاء الولايات المتحدة.
من جانبها، رحبت منظمات الإغاثة بقرار الأمم المتحدة الصادر يوم الجمعة، إلا أنها قالت إنه أقل كثيرا بشكل مؤسف، من تلبية الاحتياجات المطلوبة.
اقرأ أيضاً
نتنياهو: الحرب ستكون طويلة.. وندفع الثمن باهظا في غزة
ويعيش مئات الآلاف من سكان غزة، الذين نزحوا من بيوتهم بدون ما يكفيهم من الغذاء أو الماء بسبب الهجوم العسكري الإسرائيلي، في ظل البؤس والمرض.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية، إن عدم المطالبة بوقف إطلاق النار، هو أمر "غير مبرر".
وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية، ما أعلنته العديد من المنظمات الأخرى، حيث قالت: "نؤكد أن الطريقة الوحيدة لحماية أرواح الفلسطينيين بالكامل، وتمكين الاستجابة الإنسانية الكافية وتوفير أفضل فرصة لإطلاق سراح الرهائن، هي وقف القتال".
وكانت الولايات المتحدة قد تراجعت أثناء التصويت الجمعة، عن معارضتها لسلسلة من القرارات المماثلة، ووافقت على الامتناع عن التصويت.
وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت بمفردها، قبل إجراء ذلك التصويت، حق (الفيتو) ضد الإجراءات التي دعت إلى وقف إطلاق النار، ولم تدن الهجوم الذي شنته "حماس" في 7 أكتوبر/تشرين الاول.
وقالت إدارة بايدن، إلى جانب إسرائيل، إن وقف إطلاق النار في الوقت الحالي، والذي من شأنه أن يترك قيادة "حماس" في مكانها، سيسمح للحركة المسلحة بإعادة تنظيم صفوفها وإعادة تسليحها.
اقرأ أيضاً
حتى لا تتصاعد الحرب.. بايدن أقنع نتنياهو بعدم توجيه ضربة لحزب الله
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عندما تمت الموافقة على الإجراء الجمعة الماضي: "لقد قدم هذا المجلس اليوم بصيصا من الأمل، وسط بحر من المعاناة التي لا يمكن تصورها".
وأضافت: "لقد دعا هذا المجلس اليوم إلى اتخاذ خطوات عاجلة من أجل السماح الفوري بالوصول الواسع للمساعدات الإنسانية بأمان وبدون عوائق، وتهيئة الظروف من أجل وقف الأعمال العدائية بصورة مستدامة".
وقد كان هناك أعضاء آخرون في مجلس الأمن، غاضبين بسبب عدم إمكانية إقناع الولايات المتحدة بالمضي قدما.
ويعد أقرب مثال سابق على عدم وقوف الولايات المتحدة في صف إسرائيل بالأمم المتحدة، خلال الأيام الأخيرة لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، عندما امتنعت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة آنذاك سامانثا باور، عن التصويت لأول مرة على الإطلاق، مما سمح بالموافقة على قرار لمجلس الأمن يعلن عدم قانونية المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وعلى الرغم من تماشي هذا القرار مع القانون الدولي، وكونه بمثابة سياسة أمريكية استمرت لعقود، أثار هذا الإجراء غضب الحكومة الإسرائيلية وبعض الجمهوريين، ومن بينهم الرئيس التالي دونالد ترامب.
وعلى أي حال، لم يتم في الوقت الحالي قبول المطالبات بوقف لإطلاق النار، ولو كان ذلك بشكل مؤقت.
اقرأ أيضاً
فورين أفيرز: على بايدن التحلي بالجرأة والصراحة والمجازفة تجاه خيار حل الدولتين
المصدر | لوس أنجلوس تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: وقف إطلاق نار حرب غزة الحرب على غزة نتنياهو بايدن إسرائيل الولایات المتحدة وقف إطلاق النار الأمم المتحدة اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
بدأ مسؤولون أمريكيون وصينيون الثلاثاء يومًا ثانيًا من المحادثات في العاصمة السويدية ستوكهولم لحل النزاعات الاقتصادية القائمة منذ فترة طويلة، وتهدئة الحرب التجارية المتصاعدة بين أكبر اقتصادين في العالم، مع تزايد التوتر بشأن الرسوم الجمركية التي يهدد بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اعلان
قد لا تُسفر الاجتماعات عن اختراقات كبيرة فورية، لكن الجانبين قد يتفقان على تمديد آخر لمدة 90 يومًا لهدنة الرسوم الجمركية التي تم التوصل إليها في منتصف مايو/ أيار، بحسب وكالة "رويترز". وقد يُمهد ذلك الطريق أيضًا لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق من العام، على الرغم من أن ترامب نفى يوم الثلاثاء بذل أي جهد من جانبه للسعي إلى عقد مثل هذا الاجتماع.
اجتماعات ستوكلهم
اجتمع الوفدان لأكثر من خمس ساعات يوم الاثنين في روزنباد، مكتب رئيس الوزراء السويدي في وسط ستوكهولم. ولم يُدلِ أي من الجانبين بتصريحات بعد اليوم الأول من المحادثات.
شوهد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وهو يصل إلى روزنباد صباح الثلاثاء بعد اجتماع منفصل مع رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون. كما وصل نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفنغ إلى مكان الاجتماع.
تواجه الصين مهلة نهائية في 12 أغسطس/ آب للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن التعريفات الجمركية مع إدارة ترامب، بعد التوصل إلى اتفاقيات أولية في مايو/ أيار ويونيو/ حزيران لإنهاء أسابيع من تصاعد التعريفات الجمركية المتبادلة وقطع إمدادات المعادن الأرضية النادرة.
بدون اتفاق، قد تواجه سلاسل التوريد العالمية اضطرابات متجددة نتيجة عودة الرسوم الجمركية الأمريكية، وهو ما قد يرقى إلى حظر تجاري ثنائي.
اتفاقات ترامب الجمركية
تأتي محادثات ستوكهولم في أعقاب أكبر صفقة تجارية لترامب حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي يوم الأحد، والتي تضمنت فرض تعريفات جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات سلع الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، واتفاقًا مع اليابان.
أثار هذا الاتفاق بعض الارتياح لدى الاتحاد الأوروبي، ولكنه أثار أيضًا شعورًا بالإحباط والغضب، حيث نددت فرنسا بالاتفاق ووصفته بأنه "خضوع"، وحذرت ألمانيا، أكبر اقتصاد في أوروبا، من أضرار "كبيرة".
Related ترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولمترامب يُكذّب الأنباء عن قمة مع الرئيس الصيني ويشترط دعوة رسمية لزيارة بكينترامب ولقاء شي
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية الاثنين أن الولايات المتحدة علّقت القيود المفروضة على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب تعطيل محادثات التجارة مع بكين ودعم جهود ترامب لعقد اجتماع مع شي هذا العام.
نفى ترامب التلميحات بأنه يسعى لعقد اجتماع مع شي. وقال: "هذا غير صحيح، أنا لا أسعى لأي شيء! قد أذهب إلى الصين، ولكن ذلك سيكون فقط بناءً على دعوة من الرئيس شي، والتي تم تقديمها. وإلا، فلا فائدة!" كتب على موقع "تروث سوشيال" يوم الثلاثاء.
محادثات لخفض الرسوم
ركزت المحادثات التجارية السابقة بين الولايات المتحدة والصين في جنيف ولندن خلال شهري مايو/ أيار ويونيو/ حزيران على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية بين الولايات المتحدة والصين من مستوياتها، واستعادة تدفق المعادن الأرضية النادرة التي أوقفتها الصين، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي من إنتاج شركة إنفيديا (NVDA.O)، وغيرها من السلع التي أوقفتها الولايات المتحدة.
من بين القضايا الاقتصادية الأوسع نطاقًا، تشكو واشنطن من أن نموذج الصين الذي تقوده الدولة ويعتمد على التصدير يُغرق الأسواق العالمية بسلع رخيصة، بينما تقول بكين إن ضوابط تصدير الأمن القومي الأمريكية للسلع التقنية تسعى إلى إعاقة النمو الصيني.
وقد أشار وزير الخزانة الأمريكي بالفعل إلى تمديد الموعد النهائي، وقال إنه يريد من الصين إعادة التوازن لاقتصادها بعيدًا عن الصادرات إلى مزيد من الاستهلاك المحلي - وهو هدفٌ لصانعي السياسات الأمريكيين منذ عقود.
وقال الناطق باسم الخارجية الصينية غوه جياكون: "نأمل من الولايات المتحدة، بالتعاون مع الصين، أن تعزز التوافق من خلال الحوار والتواصل، وتحد من سوء التفاهم وترسخ التعاون وتشجع تطوير العلاقات الصينية الأميركية بصورة مستقرة وسليمة ومستدامة".
وتهدف المحادثات في ستوكهولم إلى تمديد الهدنة الممتدة على 90 يوما والتي تم التوصل إليها في جنيف في مايو/ أيار، ما وضع حدا لإجراءات الرد المتبادلة في مجال الرسوم الجمركية.
وأفسحت هذه الهدنة المجال في خفض الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية والصينية من 125% و145% على التوالي إلى مستويات أقل بكثير بلغت 10% و30%. وتُضاف هذه الرسوم الجديدة إلى تلك التي كانت مفروضة على عدد من المنتجات قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في أواخر يناير/ كانون الثاني.
وتأتي المحادثات في السويد في مطلع أسبوع حاسم لسياسة الرئيس دونالد ترامب التجارية، إذ من المقرر أن تشهد الرسوم الجمركية على معظم الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة ارتفاعا كبيرا في الأول من أغسطس/ آب.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة