بدعم أوروبي.. رواندا تستضيف مقر المؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية
تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT
وقعت المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية وحكومة رواندا اتفاقية البلد المضيف للمؤسسة في كيجالي، فيما تبع ذلك توقيع مذكرة تفاهم بين المؤسسة الصيدلانية وبنك الاستثمار الأوروبي أكبر داعم مالي للمؤسسة.
وذكر بيان صادر عن بنك التنمية الافريقي موافقته على إنشاء المؤسسة الأفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية كهيئة مستقلة في يونيو العام الماضي، مشيرا إلى أن المؤسسة تتمتع بدعم فني ومالي كبير على مستوى العالم وداخل أفريقيا.
وأوضح البيان أن عمل المؤسسة الصيدلانية محورياً بالنسبة لقطاع الأدوية في أفريقيا وهو الأول من نوعه لتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص في أفريقيا وأمريكا الشمالية وأوروبا وبقية دول العالم النامي.
حضر مراسم التوقيع فنسنت بيروتا، وزير الخارجية والتعاون الدولي في رواندا، وأكينوومي أ. أديسينا، رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، وباد مشري جيل سامباث، الرئيس التنفيذي للمؤسسة الإفريقية للتكنولوجيا الصيدلانية، وباربيل كوفلر، وزيرة الدولة البرلمانية، بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية في ألمانيا، وجيلسومينا فيجليوتي، نائب رئيس بنك الاستثمار الأوروبي، وماركوس بيرندت، المدير العام لبنك الاستثمار الأوروبي العالمي، والممثلون الدبلوماسيون للدول الإفريقية.
اقرأ أيضاًشيخ الأزهر: مستعدون لزيادة المنح الدراسية لأبناء رواندا
وصول بيراميدز إلى الدفاع الجوي استعدادا لمواجهة بطل رواندا (صور)
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: رواندا
إقرأ أيضاً:
حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
حين تتحدث #الأرقام… #مؤشرات_الأداء كمرآة للمؤسسة
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
ليست الأرقام مجرد نتائج في جداول، بل قصة مكتوبة بلغة الصدق. فالمؤسسة التي لا تراقب أرقامها تشبه من يسير في طريقٍ طويل بلا بوصلة، قد يظن أنه يتقدم بينما هو يدور في المكان نفسه. الأرقام لا تكذب، لكنها تحتاج إلى من يفهمها، ويقرأ ما وراءها. إنها مرآة الأداء، ومفتاح التوازن بين الطموح والواقع.
في بيئة الأعمال الأردنية، يمكن تمييز المؤسسات القادرة على النمو من خلال علاقتها بمؤشرات الأداء. فشركة البوتاس العربية مثلًا، لم تبنِ مكانتها العالمية على الحظ، بل على نظام متابعة دقيق لمؤشرات الإنتاج والتصدير والتكلفة، مما مكّنها من اتخاذ قراراتٍ سريعة في فترات الاضطراب الاقتصادي. وفي المقابل، كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة ما تزال تتعامل مع الأرقام كمجرد تقاريرٍ سنوية تُعد لأغراض التقييم الشكلي لا للتحسين الحقيقي.
مقالات ذات صلة الباشا موسى العدوان… حين يتكلم ضمير الوطن ويسكت تجّار الأوطان 2025/12/12القائد الواعي يدرك أن مؤشرات الأداء (KPIs) ليست مجرد أدوات رقابة، بل وسيلة لإدارة المستقبل. حين يقيس الإنتاجية أو رضا العملاء أو زمن الاستجابة، فهو لا يبحث عن رقمٍ للعرض، بل عن إشارةٍ تدله على ما يجب أن يتغير. في جامعةٍ أردنية مثل اليرموك أو الأردنية، يصبح تتبّع مؤشرات البحث العلمي والرضا الأكاديمي ومعدلات التشغيل بعد التخرج دليلًا على جودة القرارات لا على حجم النشاط فقط. فالإدارة الحديثة لا تحكم بالانطباع، بل بالبيان.
في المقابل، من يسيء فهم الأرقام يحولها إلى عبءٍ على الموظفين. تُجمع البيانات بلا هدف، وتُراقب المؤشرات الخطأ، فتتحول الأرقام من وسيلةٍ للتطوير إلى أداةٍ للرقابة العمياء. فكم من مؤسسةٍ تقيس “عدد الاجتماعات” بدل جودة القرارات، أو “عدد الزوار” بدل رضا العملاء، أو “عدد المشاريع” بدل أثرها الحقيقي؟ تلك المفارقات تجعل الأرقام صامتة، لأنها تُستخدم بلا عقلٍ ناقد.
الشركات العالمية الناجحة أدركت هذه الحقيقة مبكرًا. فشركة Toyota تستخدم مؤشرات الأداء اليومية كجزءٍ من ثقافة العمل، لا كإجراءٍ إداري. كل عامل يعرف الأرقام التي تعنيه، ويفهم كيف تسهم في تحقيق الهدف العام. وفي Google، تُدار فرق العمل وفق نظام OKRs (الأهداف والنتائج الرئيسية)، حيث تُقاس النتائج ليس بالكمّ فقط، بل بمدى تأثيرها على الرؤية الكبرى. هناك يصبح الرقم لغة مشتركة بين القائد والفريق، لا مجرد تقريرٍ للمدير المالي.
في الأردن، نحن بحاجةٍ إلى هذا التحول في التفكير الإداري، حيث تُصبح مؤشرات الأداء وسيلة للتعلّم لا للمحاسبة فقط. أن نسأل: ماذا تقول لنا هذه الأرقام؟ ماذا تكشف عن ثقافة المؤسسة؟ وهل تحكي قصة نجاحٍ مستدام أم مجرد نشاطٍ عابر؟
الأرقام لا تزيّف الحقيقة، لكنها قد تُغفلها إن لم نُحسن قراءتها. والمؤسسة التي تتعلّم الإصغاء إلى بياناتها، تتعلم كيف تتغيّر قبل أن يُجبرها السوق على ذلك. فحين تتحدث الأرقام، على القائد أن يسمع جيّدًا… لأن الصمت في هذه الحالة ليس تواضعًا، بل خطرٌ وجودي.