الفرق بيننا وبين البلابسة المستهبلين (٨)
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
أيها البرهان، ويا حميدتي: أرجوكما تفاوضا لأجلِ الشعب السوداني وليس إنابةً عن أحد !!
د. بشير إدريس محمدزين..
• إنَّ ما حدث، وما يزال يحدث حتى هذه اللحظة، في ولاية الجزيرة، وسط السودان من جرائم وإستباحات وإنتهاكات لهيَ جرائمٌ فاقت حد البشاعة والعار كما وصفها أحد قادة الدعم السريع أنفسهم.
لقد أُستبيح كلُّ شئ، وكل أحد، وكل حي، وكل ميت، وكل هواء، وكل شجر، وكل بحر، وكل نهر في ولاية الجزيرة !!
لقد دخلت الإستباحات -كما ذكر لي أصدقائي من الجزيرة- حتى القرى الفقيرة البائسة النائية التي لا تعرف الحكومة، ولا تعرفها الحكومة، ولم يسمع بها حتى أهلُ الجزيرة أنفسُهم، فهل في هذه القرى فلولٌ أو كيزان أو جيش يطارده الدعمُ السريع ؟! لا بل هل فيها عربات أو كنوز أو ذهب وأهلُ هذه القرى بالكاد يأكلون ويشربون ؟!
• لا شك أن هذا الذي يحدث في ولاية الجزيرة هو مثل أو ربما أبشع مما حدث في الخرطوم، فالخرطوم غابةٌ من الأسمنت والدهاليز والسراديب والشواهق، وأما الجزيرةُ، بما فيها عاصمتها واد مدني، فهي سهولٌ سهلة ومنبسطة وكلها فاتحةٌ ومفتوحةٌ على السماء، ولهذا، فإذا لم يتم توقيف ما يجري بلا رحمةٍ في الجزيرة الآن، وفوراً، وعند هذا الحد من التخريب، فإنها ستصبح، وفي أيامٍ معدودات أرضاً خرِبةً بلا ناس وبلا حياة، مسجاةً على الدمار الكامل، وشاهدةً على العار والعوار مدى الدهر، وستمدد الحربُ منها نحو الجنوب والشرق في سرعة النار في الهشيم !
• ومع هذا كله، فلابد لنا هنا أن نذكِّر السودانيين أن هذا الذي يجري في الجزيرة الآن، وقد جرى مثله أو قريباً منه في الخرطوم، وفي الجنينة، وفي نيالا، وفي كل حاضرةٍ دخلتها الحرب، ليس شيئاً جديداً مستحدثاً، وإنما هو ممارسةٌ قديمة وراسخة ظل يمارسها ذات الدعم السريع، وبمباركة ورضا ورعاية (جيشهم السوداني) في دارفور، ولقد جنَّد هذا الجيشُ أنفار الدعم السريع في دار فور ليقوموا له، وبتوجيهه، بأعمال القتل والسحل والحرق والإبادة هذه ذاتها في دارفور منذ أكثر من عشرين سنة، وحين تجرأت جهاتٌ مدنيةٌ وسياسيةٌ في الخرطوم (البعيدة من دار فور) لتجأر بفضح ما يحدث هناك، وبإيقافه، تمَّ قمعُها بواسطة (جيشهم وسلطاته الأمنية والعسكرية) وكُممت أفواهها، ووُضع قادتُها في السجون.
• صحيحٌ، ومعلومٌ جداً أنّ كثيراً من هذه الإستباحات البشعة والسرقات، في الخرطوم، وفي ولاية الجزيرة، وفي كل مكان طالته هذه الحرب، يقوم بها مرافقو إكتساحات الدعم السريع من اللصوص والمجرمين، وبعض بؤساء الأحياء السكنية المجاورة، ولكن فإنَّ الصحيحَ جداً أيضاً، والمعلومَ جداً أنَّ كثيرين جداً من جنود الدعم السريع هم مع من يقتل أبرياء المدن بشراسة، ويستبيح بيوتهم وأملاكهم وأعراضهم بقوة السلاح الباطشة التي يمتلكونها، ويبطشون بها بلا تردد، فالدعمُ السريع إذن، هو المسؤول عن تلك الجرائم، بلا شك، سواء أرتكبها جنودُه، أو المتفلتون واللصوص والمجرمون في المناطق التي يدخلها ويبسط سيطرته عليها !!
• إننا نؤمن أن كل ما يحدثُ في بلادنا من تهجير وتقتيل وإنتهاكات إنما هو من آثار الحرب، ومن لوازمها اللازمة لها، في غالب الأحوال، ولن تتوقف كلها أو بعضُها إلا بتوقفِ الحرب، وإلى أن يتم ذلك فعلى قادة الدعم السريع خصوصاً والجيش كذلك أن يوقفوا كل أشكال الإضرار بالحياة المدنية من قتل للأبرياء وترويع لهم، وتهجير وإستلاب وإنتهاك.
• ولا نشكُّ أبداً أن هذه الفرصةَ السانحةَ الآن للقاءِ قائدي الجيش والدعم السريع، في يوغندا، ربما تكون من أخريات الفرص المتاحة لوقف الدمار والهلاك للبلاد والعباد، وإذا لم يحسنا إستغلالها، أو تحججا بعدم المسؤولية واللجاج الأهوج المعهود وبخاصة من قائد الجيش فستنصبُ عليهما لعناتُ الله والناس أجمعين، وسيُكتبهما التاريخُ في سجلِّ الأشقياء الخاسرين..
•••
bashiridris@hotmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی ولایة الجزیرة فی الخرطوم
إقرأ أيضاً:
انفجارات تهز أم درمان وسط تصدي الجيش السوداني لمسيرات تابعة للدعم السريع
كشفت تقارير دولية، اليوم الأربعاء، عن سماع دوي انفجارات قوية في مدينة أم درمان السودانية، في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وميليشيات الدعم السريع.
ووفقًا للتقارير، فإن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت لمسيرات حلّقت في أجواء المدينة، ما تسبب في سماع أصوات انفجارات متتالية في عدد من الأحياء.
وكانت مصادر أمنية سودانية قد أفادت، أمس الثلاثاء، بأن مسيرتين تابعتين لميليشيات الدعم السريع استهدفتا منطقة عد بابكر شرقي العاصمة الخرطوم.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أن نحو 60 شخصًا لقوا مصرعهم جراء قصف نفذته طائرات مسيّرة تابعة لميليشيات الدعم السريع على مركز إيواء للنازحين داخل المدينة.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام من قصف مستشفى الفاشر من قبل الميليشيات ذاتها، ما أسفر عن مقتل 12 شخصًا وإصابة 17 آخرين، بينهم طبيبة وعدد من أفراد الطواقم الطبية والتمريضية.
من جانبها، أكدت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان أن الوضع الإنساني في الفاشر يزداد سوءًا، مشيرة إلى عدم القدرة على إرسال المساعدات أو الإمدادات الطبية إلى المدينة بسبب استمرار القتال وإغلاق الطرق المؤدية إليها.
يُذكر أن الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام تسببت في مصرع ما لا يقل عن 120 من العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية، ما يعكس حجم المخاطر التي تواجهها المنظمات الدولية في أداء مهامها داخل البلاد.