هكذا تعيد المقاومة في غزة تدوير ذخائر الاحتلال لتضربه بها مجددا
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
لا تدخر المقاومة في قطاع غزة جهدا لتطوير منظومة الأسلحة لديها، رغم شح الإمكانيات، وصعوبة الحصول على المواد الأولية اللازمة، بفعل إطباق الحصار الإسرائيلي على القطاع منذ ما يزيد عن 17 عاما.
دفعت هذه الأوضاع المقاومة، وعلى رأسها كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس إلى البحث عن سبل بديلة، تغني عن جلب الأسلحة من الخارج، بسبب صعوبة الحصول عليها، ومن هنا جاءت فكرة إعادة تدوير المخلفات الحربية للاحتلال.
كيف تجري عمليات التدوير؟
شكلت كتائب وحدة خاصة تقوم بانتشال القذائف والقنابل الكبيرة التي كان الاحتلال قد أطلقها على أهداف في قطاع غزة ولم تنفجر، ومن ثم يقوم متخصصون بدراستها جيدا والبحث في كيفية الاستفادة منها، وذلك بعد تحييد خطرها، ذلك أن هذه القذائف تحتوى عادة على مواد شديدة الخطورة، وتحتاج خبرة كبيرة للتعامل معها.
وأطلقت كتائب القسام قبل ثلاث سنوات مشروعا تحت اسم "قصد السبيل" لإعادة تدوير القذائف التي يلقيها جيش الاحتلال الإسرائيلي على الفلسطينيين في قطاع غزة ولم تنفجر.
ويهدف المشروع إلى تحييد مخاطر كميات كبيرة من قذائف الاحتلال التي سقطت على قطاع غزة، ولم تنفجر، وإعادة تدويرها وإدخالها ضمن منظومة تصنيع السلاح لدى المقاومة.
وشملت مراحل المشروع دراسة الهياكل وتحليل المواد، ومرحلة استخراج المواد المتفجرة، ومرحلة القص والتسنين للرؤوس والمحركات، وصب المواد المتفجرة، وتركيب الرؤوس المتفجرة على المحركات، وإمداد الميدان بالصواريخ وإطلاقها باتجاه أهدافها.
#فيديو????مشروع قصد السبيل ! pic.twitter.com/s9bDWfbVB5 — فلسطين قضيتي (@vip_mugahid) December 22, 2023
"طريقتان للاستفادة"
الأولى: استخدام المواد المتفجرة إنتاج الصواريخ والقذائف التي يجري تصنيعها محليا، حيث يتم حشو الرؤوس المتفجرة لهذه القذائف والصواريخ بالمواد المتفجرة التي جرى استخراجها من قنابل وقذائف الاحتلال، وعادة ما تكون هذه المواد شديدة الانفجار، وذات فعالية عالية.
ثانيا: يجري الاستفادة من الجسم الحديدي للقذائف بحيث يتم إعادة صهرها وسكبها مرة أخرى لتصبح قذائف جديدة يمكن استخدامها من قبل أسلحة المدفعية التابعة للمقاومة، وتبرز عمليات التدوير جليا في إعادة إنتاج قذائف الهاون، إذ يجري صناعة قذاف جديدة بأعيرة مختلفة، لتصبح بعد ذلك قذائف يمكن استخدامها بكفاءة في عمليات الرماية ضد مواقع و تمركزات الاحتلال. وفق مصدر مطلع تحدث لـ"عربي21".
ولا يقتصر الأمر على القذائف أو الصواريخ التي لم تنفجر، بل تبحث هذه الوحدة في ما يمكن استغلاله لتصنيع الأسلحة، فعلى سبيل المثال، عثرت فرق تابعة لكتائب القسام خلال السنوات القليلة الماضية على خط حديدي للمياه يبلغ طوله عدة كيلومترات، كان قد زرعه الاحتلال خلال فترة احتلاله لغزة، بهدف سرقة المياه الجوفية للقطاع.
قامت "الكتائب" بتفكيك هذا الخط، وجرى استخدام الكم الكبير من الأنابيب في إعادة إنتاج الصواريخ بعد أن تأكدت أن هذه الأنابيب كانت ذات جودة عالية، ومطابقة للمواصفات.
وفي مثال آخر على عمليات التدوير، أعلنت أعلنت كتائب القسام ثلاث سنوات تقريبا، أنها عثرت على مئات القذائف داخل بقايا سفينتين حربيتين بريطانيتين غارقتين في عمق البحر المتوسط قبالة سواحل القطاع الفلسطيني.
وقال قيادي في "القسام" لبرنامج ما خفي أعظم مؤخرا، إن أفراد سلاح الهندسة في "القسام"، قاموا بإعادة تدوير القذاف، وفحصها وإجراء تجارب على فعاليتها على سقف إسمنتي مسلح بسمك 40 سم، وكانت النتيجة تدمير الهدف بالكامل".
تدوير ميداني
وخلال الحرب الحالية على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس عن تمكن مقاتليها من تدمير 5 دبابات إسرائيلية وقتل وإصابة جميع أفرادها بعد إعادة استخدام صاروخين يزنان 2 طن أطلقهما الاحتلال تجاه بيوت المدنيين ولم ينفجرا.
وأضافت القسام أن مقاتلي الكتائب قاموا قبل أيام بزرع الصواريخ في طريق تقدم آليات الاحتلال في جباليا البلد وفور وصول الآليات للمكان تم تفجير الصواريخ.
وكشفت القسام مؤخرا أن نتائج مشروع "قصد السبيل" كانت مضاعفة القوة الصاروخية للكتائب وحققت إدامة النيران واستخدمت هذه الصواريخ لأول مرة في عام 2018، عندما ضربت القسام المواقع العسكرية للاحتلال في عسقلان بعشرات الصواريخ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المقاومة غزة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال المقاومة إعادة التدوير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة کتائب القسام إعادة تدویر قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
القذائف غير المنفجرة.. أفخاخ الموت في الخرطوم
الخرطوم"رويترز": خرج عبد العزيز علي بنظارته ولحيته الرمادية من مدرسة ابتدائية في حي العمارات في العاصمة السودانية الخرطوم وهو يرتجف من الصدمة.وعاد الرجل، مثل آلاف آخرين، لتفقد المباني التي استعاد الجيش السيطرة عليها بعد عامين من الحرب الأهلية، ليجد تهديدا جديدا كامنا بين أنقاض المدينة. وفي حالته كان التهديد قذيفة غير منفجرة تحت كومة من القماش القديم.وكان علي (62 عاما) يعمل إداريا في المدرسة قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023 واجتياح قوات الدعم السريع شبه العسكرية للمدينة.
وقال وهو يقف خارج المدرسة "كيف ما بخاف؟!"، مشيرا إلى أن القذيفة طولها حوالي 40 سنتيمترا وتبدو مثل القذائف المضادة للدروع.وأضاف "دي مدرسة بتاعة أطفال يعني لازم كل الحاجات دي تتشال.. ما نقدر نشيل أي حاجة حتى ييجوا ويشيلوا الحاجات دي كلها".
وتنتشر الذخائر والصواريخ في الشوارع والمنازل والمدارس والمتاجر في جميع أنحاء المدينة حيث بدأت العائلات بالعودة إلى المباني التي كانت قوات الدعم السريع تسيطر عليها.
وتتفقد فرق تطهير سودانية وأخرى تابعة للأمم المتحدة الوضع، وتسعى إلى تأمين الأماكن. لكنهم يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من الموظفين والتمويل، لا سيما بعد خفض المساعدات الأمريكية.وفي حي العمارات بالخرطوم، أشار علي إلى قذائف أخرى على الطريق الترابي بين المدرسة وروضة أطفال. وشوهدت عدة صواريخ في مركبات محطمة.
وقال حارس مبنى آخر إن السلطات عثرت على ذخائر وطائرات مسيرة في القبو وأزالتها. لكن الصواريخ المضادة للدبابات لا تزال موجودة.وأضاف "نخشى أن يؤدي انفجار واحد إلى تدمير المكان بأكمله".
وعاد أكثر من 100 ألف شخص منذ استعادة الجيش السيطرة على الخرطوم ومعظم مناطق وسط السودان في خضم الصراع الذي بدأ بسبب خطط لدمج قوات الدعم السريع في القوات المسلحة.
ولا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مساحات شاسعة بغرب السودان، وغيرت أساليبها القتالية من التوغلات البرية إلى الهجمات بطائرات مسيرة على البنية التحتية في المناطق التي يسيطر عليها الجيش.
* انفجرت "بدون مقدمات"
أعلن المركز القومي لمكافحة الألغام في السودان تدمير أكثر من 12 ألف جسم متفجر منذ بدء الحرب. وقال مدير المركز اللواء الركن خالد حمدان إنه جرى اكتشاف خمسة آلاف جسم آخر منذ توسيع نطاق العمليات لتشمل الأراضي التي استعيدت في الآونة الأخيرة.
وذكرت تقارير أن 16 مدنيا على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات جراء انفجارات لذخائر خلال الأسابيع القليلة الماضية. وهناك مخاوف من أن يكون العدد الحقيقي للقتلى أعلى من ذلك.
وقال مدير مكتب المركز القومي لمكافحة الألغام في الخرطوم جمال البشرى "لدينا خمس فرق عمل فقط في الخرطوم حاليا". وتركز الجهود في العاصمة على الطرق الرئيسية والمباني الحكومية والمراكز الطبية في وسط الخرطوم، وهي المنطقة التي شهدت أعنف المعارك.
وقال حمدان إن بدء عمليات إزالة الألغام والمسح على النحو الأمثل يحتاج إلى 90 مليون دولار.
وتلتقط فرق العمل القذائف يدويا وتضعها بعناية في حقائب وصناديق قديمة أو جنبا إلى جنب فوق طبقة عازلة من التراب على ظهر شاحنة صغيرة ذات جوانب معدنية لحمايتها.
وتولت مجموعات تطوعية بعضا من هذه الجهود.
وقال حلو عبد الله الذي يرأس أحد الفرق العاملة في حي أمبدة بمدينة أم درمان المجاورة للخرطوم "في اليوم بيكون عندنا حكاية (حوالي) عشرة بلاغات إلى 15 بلاغا، وبنحاول نزيل العدد اللي نستطيع إزالته في اليوم".
وكان برنامج الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام أغلق أبوابه تقريبا في مارس آذار بعد خفض التمويل الأمريكي، إلى أن تدخلت كندا لدعمه.
وقال صديق راشد رئيس البرنامج في السودان "نحتاج إلى مئات الفرق. ليس لدينا سوى عدد قليل منها". وأضاف أن مشاكل في الحصول على تصاريح السفر تعرقل العمل أيضا.
وأضاف "الأمر مقلق للغاية لأن هذه المناطق تحتاج إلى فحص من فريق متخصص" قبل أن يعود الناس.
وقال رشيد إن فرق إزالة الألغام لم تقم بعمليات مسح إلا على السطح، لاسيما في المناطق الواقعة خارج الخرطوم التي تضررت بشدة أيضا.
وإذا لم تكن هناك عمليات مسح مناسبة، سيكون السكان متروكين لحماية أنفسهم بأنفسهم.
وفقد فتى يبلغ من العمر ستة عشر عاما ذراعه اليسرى وأصيب بجروح بالغة عندما انفجرت قذيفة بينما كانت أسرته تزيل الأنقاض في منزلها بجزيرة توتي، حيث يلتقي النيلان الأزرق والأبيض في الخرطوم.
وقال عمه وهو يقف بجانب سرير الصبي في المستشفى بأم درمان "خلال النضافة العادية في البيت يوم السبت حوالي الساعة 11 ونص 12 واحنا قاعدين فجأة سمعنا صوت انفجار لكن أنا شايف انه كان في طلقة بتاعة مضاد 23... كان في الكرسي، بدون مقدمات بدون أي حاجة قامت الطلقة".