العثور على قصر يعود لآلاف السنين في مدينة صينية قديمة
تاريخ النشر: 29th, December 2023 GMT
عثر علماء الآثار على بقايا قصر وحظائر يعود تاريخها إلى نحو 4 آلاف عام، في موقعين أثريين مهمين في مقاطعة خنان بوسط الصين.
ويعتقد أن الموقعين، موقع معبد تشوتشيو (Zhuqiu) في مدينة تشوكو والمدينة القديمة المسورة في شينمي (Xinmi)، تم بناؤهما في عهد أسرة شيا (2070 قبل الميلاد - 1600 قبل الميلاد).
إقرأ المزيد. العثور على فسيفساء عمرها 1000 عام تحت روما
وقد زودت الاكتشافات الجديدة في الموقعين القائمين علماء الآثار بمزيد من البيانات حول أنشطة وهياكل تلك الفترة من التاريخ.
وتم اكتشاف أنقاض المدينة المسورة منذ عدة سنوات في شينمي، على الضفة الشرقية لنهر جينشوي، وتغطي مساحة مستطيلة تبلغ 176 ألف متر مربع. ويعتقد أنها مدينة كبيرة الحجم ومحفوظة جيدا، وقد تم بناؤها في الفترة المتأخرة من ثقافة لونغشان، وهي حضارة تعود إلى أواخر العصر الحجري الحديث.
والآن، اكتشف علماء الآثار الذين يعملون في الموقع، هيكل أساس يعتقدون أنه جزء من مجمع القصر القديم في المدينة. ويبلغ طول الاكتشاف الجديد 60 مترا وعرضه 30 مترا، ويغطي نحو 1800 متر مربع. وهو مرتفع في المنتصف ومنخفض من الجوانب الأربعة، وله سطح مستو وصفوف من فتحات الأعمدة موضوعة بالتساوي. وتحده المدرجات والأديرة والفناء المركزي.
وقال لي بو، رئيس فريق التنقيب: "نعتقد من الحفر أن الأساس كان ينتمي إلى مجمع منازل مع مصاطب (مدرجات زراعية) في الجنوب والشمال، وأديرة في الشرق والغرب، وساحة في الوسط".
وأضاف لي: "أظهرت نتائج التنقيب السابقة التي أجريناها أن المنطقة الشرقية الوسطى من المدينة القديمة كانت جوهر مجمع القصر. وتشكل البقايا المكتشفة حديثا، بالإضافة إلى أساسات القصر والممر، مجمعا على الطراز الرباعي".
إقرأ المزيدوأشار إلى أن النتائج الجديدة يمكن أن تحسن فهم العلماء لتخطيط المدن القديمة، وتقدم أدلة مهمة للدراسات حول أصل وتطور مباني قصر شيا.
وإلى جانب هذا الاكتشاف الضخم، عثر علماء الآثار الذين يعملون في موقع معبد تشوتشيو منذ عام 2022 أكثر من 100 قطعة أثرية، بما في ذلك بقايا حفر الرماد والخنادق وبقايا مبنيين دائريين يتكونان من أعمدة ترابية وجدران من الطوب كانا يستخدمان لتخزين الحبوب. ويعود تاريخ هذا المكان إلى أواخر فترة ثقافة لونغشان وأسرة شيا.
وأشار فانغ ليكسيا، الذي قاد فريق التنقيب في الموقع، إلى أن الاكتشاف سيوفر مواد جديدة لدراسة مستوى تطور الزراعة وآليات تخزين الحبوب وتاريخ بناء الحظائر في شمال الصين القديم.
المصدر: Interesting Engineering
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: آثار اكتشافات مواقع اثرية علماء الآثار
إقرأ أيضاً:
ليس صيحة جديدة.. الحليب النباتي حاضر منذ آلاف السنين
وسط تنوع خيارات القهوة الصباحية، من حليب اللوز والشوفان إلى الصويا والبازلاء، قد يبدو الحليب النباتي وكأنه صيحة حديثة ارتبطت بأنماط الحياة العصرية. لكن الواقع أن بدائل الحليب ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى آلاف السنين، حيث عرفتها حضارات متعددة وانتشرت عبر القارات بدوافع مختلفة، شملت الحاجة والتقاليد الدينية، وصولا إلى الاهتمام بالاستدامة البيئية وتقليل الأثر البيئي لإنتاج الحليب الحيواني.
البدائل النباتية تفرض حضورهارغم أن العديد من بدائل الحليب النباتي تُعرف باسم "حليب"، فإنها تختلف بشكل كبير عن الحليب الحيواني من حيث القيم الغذائية. وتصنع هذه البدائل من مصادر نباتية متنوعة، تشمل الحبوب مثل الشوفان والكينوا، والبقوليات كفول الصويا والبازلاء، إضافة إلى المكسرات مثل اللوز وجوز الهند. هذا التنوع جعلها بديلا مناسبا لمن يعانون من حساسية تجاه الحليب، أو لمن يختارون الابتعاد عن الألبان لأسباب صحية أو أخلاقية.
ومع تزايد الطلب على "الحليب النباتي"، شهدت الصناعة نموا ملحوظا. فقد قدرت شركة "فورتشن بيزنس إنسايتس" للأبحاث السوقية العالمية حجم سوق بدائل الألبان بنحو 32.38 مليار دولار أميركي في عام 2024، مع توقعات ببلوغه نحو 37 مليار دولار في عام 2025، ليصل إلى 91.15 مليار دولار بحلول عام 2032.
تبرز منطقة آسيا والمحيط الهادئ كلاعب رئيسي في هذا السوق، حيث استحوذت على نحو 53% من الحصة السوقية في عام 2024، مما يجعلها الأكبر عالميا في هذا المجال. وهو أمر ليس غريبا، خاصة مع معرفة أن أصل حليب الصويا يعود إلى الصين عقب اختراع طاحونة الحجر اليدوية. وتشير أقدم السجلات المكتوبة إلى ظهوره عام 1365، وتم توثيقه لأول مرة تحت اسم "دوفوجيانغ"، وفقا لموقع "تودايز دايتيشين" المختص بالتغذية.
إعلانفي القرن الـ17، كان يقدم حليب الصويا ساخنا على الإفطار أو يستخدم كأساس للحساء.
ومع أن حليب الصويا انتشر سريعا في مناطق شرق آسيا، حيث دخل في عادات الطبخ، فإن الثقافات الغربية لم تعرفه إلا بعد قرون.
ذكر تقرير على موقع منظمة "ڤيڤا" المهتمة بالترويج للنظام النباتي، أن فول الصويا انتقل إلى أوروبا وأميركا في القرن الـ19، وظهر مصطلح "حليب الصويا" لأول مرة في أميركا عام 1897.
في عام 1910، أسس عالم الأحياء الصيني لي يو-ينغ أول مصنع قرب باريس، وحصل على براءة اختراع لأول "حليب نباتي"، بعده أطلق رجل الأعمال الأميركي بوب ريتش "المنتج" في عام 1945.
مع انتقال الصناعة إلى أميركا واجهت صراعا قضائيا من شركات الألبان، لكن ريتش أثبت أن منتجه بديل وليس تقليدا.
وفي السبعينيات، تعرض المنتج لضغوط من لوبي الألبان لمنع تسميته بـ"حليب"، فسمي بـ"غذاء سائل من أصل نباتي"، لاحقا، أصبح اسمه "حليب الصويا النباتي". وازدادت شعبيته في ثمانينيات القرن الماضي في آسيا وأوروبا وأستراليا والولايات المتحدة، وأسهم تطور التغليف في انتشاره، ليصبح اليوم من أكثر بدائل الحليب شعبية.
مثل حليب الصويا، كانت آسيا رائدة، أيضا، في اكتشاف حليب جوز الهند. ويرجع أصل حليب جوز الهند إلى الهند وجنوب شرق آسيا، وفقا لتقرير على موقع مؤسسة "نافيك ميلز" المختصة بإنتاج منتجات جوز الهند العضوية.
ارتبط حليب جوز الهند، وهو سائل يستخرج من لب جوز الهند المبشور، بأطباق ومشروبات محلية هناك، وفي بعض الثقافات استخدم أيضا في الطقوس والقرابين الاحتفالية.
وحسب موقع "ڤيڤا" يعتبر حليب جوز الهند من أقدم أنواع الحليب النباتي استخداما، خاصة في المناطق التي لا يستهلك سكانها حليب البقر، مما جعله الحليب الأساسي في حياتهم اليومية.
إعلان حليب اللوز والصوم الكبيرتعتبر أشجار اللوز من أقدم الأشجار الموجودة منذ نحو 5 آلاف عام، وانتشرت على طول شواطئ البحر الأبيض المتوسط القديم وصولا إلى جنوب أوروبا وشمال أفريقيا والهند.
أما حليب اللوز نفسه، وفقا لتقرير على موقع "سكند هيستوري" فليس له جذور في المطبخ القديم، بل يعتقد أنه ابتكر في أوروبا خلال العصور الوسطى، وكان يحضر بنقع اللوز المطحون في الماء ثم تصفيته.
نال إعجاب الأوروبيين، وبدأ يظهر كمكون أساسي في كتب الطهي آنذاك، حتى أصبح من أهم المكونات في الطبخ أواخر العصور الوسطى، وفاق حليب البقر في الانتشار، لأن الأخير كان سريع الفساد.
ارتبط انتشار حليب اللوز في أوروبا بالعقيدة المسيحية خلال فترة الصوم الكبير، حيث يحظر تناول منتجات الألبان.
ومع تزايد الاهتمام بالتغذية النباتية ونمط الحياة الصحي، بدأ حليب اللوز يحظى بشعبية متزايدة خارج الأوساط الدينية ليصبح أحد أكثر بدائل الحليب رواجا، وتجاوزت مبيعاته حليب الصويا بحلول عام 2013 في الولايات المتحدة وفقا لموقع "ڤيڤا".
الشوفان.. حديث العهدرغم أن حليب الشوفان يعد حديث العهد مقارنة بحليب اللوز أو الصويا، فإنه حقق انتشارا لافتا في فترة قصيرة.
وحسب تقرير على موقع "بي بي سي" تعود بداياته إلى أوائل التسعينيات، حين كان عالم الأغذية السويدي ريكارد أوستي يجري أبحاثا عن حساسية اللاكتوز، مما دفعه للتفكير في ابتكار نوع جديد من الحليب النباتي.
اعتمد أوستي على الشوفان، وهو محصول وفير في السويد، وقام باستخدام إنزيمات لتحويله إلى مشروب غني يشبه في قوامه وطعمه حليب البقر. ولتحقيق ملمس أكثر دهنية، أضاف زيوتا نباتية، مما جعل المنتج أقرب إلى الحليب التقليدي في خصائصه.
أسس أوستي لاحقا شركة "أوتلي"، التي أصبحت واحدة من أبرز الشركات المصنعة لحليب الشوفان على مستوى العالم، ورغم أن هذا النوع من الحليب لم يتجاوز عمره 30 عاما، فإنه نجح في التفوق على حليب اللوز في المملكة المتحدة، ليصبح أكثر أنواع الحليب النباتي شعبية هناك.