تم اكتشافها بالصدفة.. قصة صخرة غامضة بداخلها نيزك يحمل أسرارًا قديمة
تاريخ النشر: 14th, December 2025 GMT
يعتبر اكتشاف نيزك ماريبورو، واحدًا من الأحداث المثيرة في عالم الجيولوجيا خلال الفترة الأخيرة، فالأمر بدأ حين اكتشف المنقب الأسترالي ديفيد هول صخرة غريبة احتفظ بها لسنوات، ظنًّا أنه عثر على كتلة من الذهب.
لكن، بعد جهد كبير ومحاولات فاشلة لكسر الصخرة، قرر “هول” أخذها إلى متحف ملبورن بحثًا عن إجابة.
. رجل احتفظ بصخرة والنتيجة صادمة| إيه الحكاية؟
عندما فحص خبراء المتحف هذه الصخرة، لم يجدوا بداخلها ذهبًا، بل اكتشفوا شيئًا أكثر قيمة بكثير: نيزك يعود عمره إلى 4.6 مليار سنة، وهو جزء من المادة التي تشكل منها النظام الشمسي.
تُعتبر هذه القطعة النادرة من العصور القديمة، ونتيجة للأبحاث، أطلق عليها اسم "نيزك ماريبورو" نسبةً إلى البلدة القريبة من موقع اكتشافها.
يمتاز نيزك ماريبورو بوزن يصل إلى 17 كيلوجرامًا، ما يجعله واحدًا من أكبر وأندر النيازك المكتشفة في ولاية فيكتوريا. وقد لاحظ الجيولوجيان ديرموت هنري وبيل بيرش، بمجرد رؤيتهما لها، أنها ليست صخرة عادية.
السطح الخارجي كان منحوتًا ومقعّرًا، مما يدل على احتكاكها بالغلاف الجوي أثناء سقوطها، حيث أدى ذلك إلى تآكل سطحها وتشكيلها بشكل انسيابي.
بواسطة تحليل دقيق، تأكد الفريق من أن النيزك هو كوندريت من النوع H5، وهي نيازك حجرية تحتوي على نسبة عالية من الحديد بالإضافة إلى جزيئات معدنية تُعرف بالكُوندريولات، حيث تعتبر هذه الجزيئات من أقدم المواد الصلبة التي تشكلت في بدايات النظام الشمسي.
رحلة النيزك عبر الزمنمن بين الآلاف من شذرات الذهب التي اكتُشفت في ولاية فيكتوريا، يوجد فقط 17 نيزكًا تم توثيقها بطريقة رسمية، مما يجعل اكتشاف نيزك ماريبورو حدثًا نادرًا للغاية فهو يُعتبر الثاني من نوعه في المنطقة بعد نيزك آخر وزنه 55 كيلوغرام اكتُشف في عام 2003.
تشير دراسات سابقة إلى أن هذا النيزك يحتوي على مواد محفوظة منذ اللحظات الأولى التي بدأت فيها الكواكب بالتشكل، مما قد يُساعد العلماء في فهم خصائص الفضاء المبكر والإجابة عن أسئلة تتعلق بأصل الكواكب.
يُرجَّح أن أصل النيزك يأتي من حزام الكويكبات، الواقع بين المريخ والمشتري. هذا مصدر يحمل تاريخًا طويلًا من التصادمات بين الصخور العملاقة، والتي تؤدي إلى انطلاق شظايا عبر الفضاء لتنتهي في النهاية على سطح الأرض.
وتشير التحاليل الإشعاعية إلى أن النيزك هبط على الأرض قبل 100 إلى 1000 عام، ومن الممكن أن يكون له ارتباط بمشاهدات نيازك مُضيئة سُجلت في المنطقة بين القرن التاسع عشر والقرن العشرين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: نيزك ماريبورو صخرة غامضة
إقرأ أيضاً:
متبرع بالحيوانات المنوية يحمل جينا سرطانيا أُنجب 200 طفل في أوروبا
كشف تحقيق موسع قاده اتحاد البث الأوروبي (EBU)، وشاركت فيه 14 جهة بث عامة،بما في ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، أن متبرعًا بالحيوانات المنوية كان يحمل، من دون علمه، طفرة نادرة مسببة للسرطان، أنجب ما يقرب من 200 طفل في أنحاء أوروبا.
A rare genetic mutation that increases cancer risk by 90% has been passed on by an unknowing donor, whose sperm was used to conceive almost 200 children across Europe. ???? #GlobalNewsPod https://t.co/QXxDmsEyMb — BBC World Service (@bbcworldservice) December 10, 2025
وأظهر التحقيق أن الحيوانات المنوية لم تُباع لعيادات في المملكة المتحدة، لكن بعض العائلات استخدمتها أثناء تلقي علاج الخصوبة في الدنمارك، وقد توفي بعض الأطفال بالفعل، ومن المتوقع أن يصاب العديد ممن يحملون هذا الجين بالسرطان خلال حياتهم، رغم أن الرجل بدا بصحة جيدة واجتاز جميع الفحوصات الروتينية، وتبرع بالحيوانات المنوية طوال 17 عاما بينما كان طالبا، لكن ما يصل إلى 20 في المئة من حيواناته المنوية كانت تحمل طفرة في جين TP53 – وهو الجين الذي يمنع الخلايا عادة من أن تصبح سرطانية.
ودق الأطباء ناقوس الخطر هذا العام بعد رصد 23 طفلا يحملون المتغير من أصل 67 حالة معروفة آنذاك، وقد شُخِّصت الإصابة بالسرطان لدى عشرة منهم بالفعل، وكشف التحقيق أن حيوانات المتبرع المنوية استُخدمت لإنجاب ما لا يقل عن 197 طفلا في 14 دولة – مع احتمال أن يكون العدد الحقيقي أكبر.
وأقر بنك الحيوانات المنوية الأوروبي (ESB) في الدنمارك، الذي وفر العينات، بأن الحيوانات المنوية استُخدمت مرات كثيرة أكثر من اللازم، وأرسل "أعمق مشاعر التعاطف" إلى الأسر المتضررة،وقال البنك إن: "الطفرة كان يستحيل التقاطها عبر الفحوصات"، وإنه "أوقف المتبرع فورًا" عند ظهور المشكلة.
وكشف التحقيق أن أطفالا وُلدوا باستخدام حيواناته المنوية في الدنمارك وبلجيكا وإسبانيا واليونان وألمانيا. كما جرى بيع الحيوانات المنوية إلى أيرلندا وبولندا وألبانيا وكوسوفو، وتلقت نساء من السويد علاج الخصوبة من هذا المتبرع، وفي الوقت نفسه، تلقت "عدد صغير جدا" من نساء المملكة المتحدة علاجًا في عيادات بالدنمارك، وفقا لبيتر تومسون، الرئيس التنفيذي لهيئة الإخصاب البشري وعلم الأجنة في المملكة المتحدة (HFEA).
متلازمة "لي-فراوميني"
ويواجه المصابون بهذه المتلازمة خطرا متزايدا يصل إلى 90 بالمئة للإصابة بالسرطان قبل سن الستين، بما في ذلك سرطان الثدي وأورام الدماغ وسرطان العظام وساركوما الأنسجة الرخوة وبعض سرطانات الأطفال، وتعد متلازمة "لي-فراوميني" حالة نادرة، وفقا للمراكز الوطنية للصحة في الولايات المتحدة، ويقدّر وجود أكثر من 1000 عائلة متعددة الأجيال مصابة بها حول العالم. ويخضع المصابون لمتابعة منتظمة للكشف المبكر عن الأورام، وأفادت الـ"بي بي سي" أن البيانات لم تُجمع من جميع الدول، ما قد يعني أن الرقم الفعلي لعدد الوفيات قد يكون أعلى، حيث استُخدمت الحيوانات المنوية في 67 عيادة خصوبة في 14 دولة.
مصادفة وفشل تنظيمي
يقول خبراء إن القضية تكشف ثغرات في تنظيم التبرع على المستوى الدولي، وقال جاكسون كيركمان-براون، أستاذ في جامعة برمنغهام، في بيان: "التحري عن أمر مستجد في الخصية لن ينجح أبدا عبر فحص الدم. كل حيوان منوي في القذف يختلف قليلًا، لذا فإن فحصها جميعا ليس بسيطا أيضا"، وأضاف: "في نهاية المطاف، تتمحور المشكلة هنا حول حدود عدد الأسر والاستخدام الممتد غير الخاضع للمراقبة".
من جانبها، وصفت كلير تيرنبول من "معهد أبحاث السرطان" في المملكة المتحدة الوضع بأنه غير محتمل على نحو استثنائي، وقالت: "يمثل ذلك تقاطعا شديد السوء لحدثين نادرين بصورة استثنائية: أن تحمل حيوانات المتبرع المنوية طفرات لحالة وراثية نادرة للغاية... وأن تُستخدم حيواناته المنوية في إنجاب عدد كبير على نحو غير اعتيادي من الأطفال". وأشارت إلى أن الأدلة ترجح أن الطفرة نشأت في خصيتي المتبرع وانتشرت سريعا بين الخلايا المنوية، "وهو ما يُعرف بـ "selfish spermatogonial selection".
اختلاف القواعد في أنحاء أوروبا
تختلف القواعد المنظمة للتبرع بالحيوانات المنوية والبويضات من بلد أوروبي إلى آخر؛ إذ يتراوح الحد الأقصى لعدد الأطفال من متبرع واحد بين واحد في قبرص وعشرة في فرنسا واليونان وإيطاليا وبولندا، وفق تقرير لعام 2025 صادر عن مجالس الأخلاقيات الوطنية في دول الشمال.
من جانب آخر، تُقيد بلدان عدد الأسر التي يمكنها استخدام المتبرع نفسه لإتاحة فرصة إنجاب إخوة وأخوات؛ فمثلا يمكن للمتبرع نفسه أن يساعد 12 أسرة في الدنمارك وست أسر في السويد أو النرويج، إضافة إلى ذلك، تُحفظ سرية التبرعات في 16 بلدا، مع إمكان الكشف عن هوية المتبرع في بعضها إذا كان لدى الطفل حالات صحية خطيرة، بحسب التقرير.