الوطن:
2025-12-13@00:17:57 GMT

بروفايل| أم كلثوم «كوكب الفن»

تاريخ النشر: 31st, December 2023 GMT

بروفايل| أم كلثوم «كوكب الفن»

في آخر ليالي ديسمبر قارس البرودة من العام 1898، جلس الشيخ إبراهيم البلتاجي في ساحة منزله الريفي البسيط يقرأ كتابا عن أولاد النبي، بينما في الخلفية يرتفع صراخ زوجته فاطمة في مخاضها الذي استمر لساعات قبل أن تنجح الداية في أن تقبض على رأس الجنين وتسحبه إلى الحياة، تذهب للأب وتبشره بقدوم مولودته في نفس الوقت الذي تقع عيناه على اسم «أم كلثوم» ابنة الرسول في كتابه، ويختاره اسما للفتاة التي أعلنت السجلات الرسمية ميلادها في مايو 1904 أي بعد 6 سنوات من ميلادها الحقيقي.

ما بين تلاوة القرآن وإلقاء القصائد والتواشيح الدينية تلقت أم كلثوم علومها وتشكل وعيها الأول من والدها، الذي كان يعمل منشدا في حفلات الزفاف كمصدر دخل إضافي للأسرة بجانب إمامة مسجد القرية، وعندما لمس الموهبة في الفتاة الصغيرة اصطحبها إلى حفلها الأول.

لم تعبء بالغرفة الضيقة المكتظة بالحضور، وقفت الطفلة بقامتها القصيرة فوق الكنبة الخشبية في ثبات وانطلق صوتها مدويا معلنا ميلاد فنانة حقيقية ستصبح خلال سنوات صوت الشرق وأيقونته وكوكبه، أصوات التصفيق والتهليل تغمر الطفلة التي لم تتجاوز الخمس سنوات التي أحيت حفل شيخ البلد برفقة والدها، ليذيع صيت الفتاة ذات الصوت الساحر في القرية والقرى المجاورة، وتنهال عليها عروض الحفلات حتى خطت أقدامها كل قرى القطر المصري قبل أن تلحق حلمها الكبير وتنقل إلى عاصمة الفن.

«مستقبل بنتك أكبر من طماي الزهايرة.. موهبتها أكبر من أن تظل حبيسة في تلك القرية الصغيرة».. اقتراح من الشيخ أبو العلا لوالد أم كلثوم بعد ما أطربته حنجرتها الذهبية ووجد موهبتها تليق بالمدينة الكبيرة، وبدأت بالفعل في تقديم حفلاتها على مسرح «الأزبكية» ليذيع صيت المطربة الشابة التي تتخذ خطواتها الأولى، وبحلول عام 1926 لم يكن مظهر الفتاة القروية التي ترتدي عقالا وبالطو وتغني المدائح النبوية والقصائد يروق للجميع، فكان يطلب منها الجمهور أن تغني الأغاني السائدة في ذلك الوقت، وأمام رفضها بدأ الجمهور يهجمون على المسرح لإغلاق الستار ولم تشعر بنفسها سوى وهي تسب هؤلاء لتسيقظ من الموقف على صفعة مدوية من والدها.

ولم تكن تلك الصفعة سوى جرس إنذار للفتاة الشابة التي بدأت تطوير الأغاني التي تقدمها دون الإخلال بالمستوى الفني والأخلاقي الذى ترضاه لنفسها، وسجلت أول اسطوانتها «مالي فتنت بلحظك الفتاك» والتي حققت أرباحا ضخمة لشركة الأسطوانات حتى وصل أجرها على الأسطوانة الواحدة لـ 50 جنيها بينما كانت تتقاضى منيرة المهدية التي كانت النجمة الأبرز في ذلك الوقت 40 جنيها.

وبدأ نجم «أم كلثوم» في البزوغ مع أغنية «إن كنت أسامح وأنسى الأسية» والتي باعت أكثر من نصف مليون أسطوانة، وارتفع بعدها أجرها في الحفلات الغنائية التي تحييها.

الخميس الأول من كل شهر كان موعدا مقدسا تخلو فيه الشوارع من المارة، فمن لم يحالفهم الحظ بالحصول على تذاكر للحفل يجلسون أمام المذياع في انتظار صوت السيدة يصدح في المنازل ويداعب أحلامهم وأوجاعهم، ونجحت أم كلثوم في تصدر المشهد الفني بعد سنوات قليلة في القاهرة، فلم تكن يوما مطربة عادية، ولكنها كانت حالة فنية استثنائية، أجادت إدارة موهبتها بذكاء شديد لتتحول إلى مؤسسة فنية متكاملة، تعاونت مع أبرز الملحنين والشعراء في ذلك الوقت، ولم تتوقف خطواتها على مجدها الشخصي فقط بل امتدت جهودها إلى العمل العام فأسست أول نقابة للموسيقيين وترأستها على مدار 10 سنوات، وشحذت سلاحها الوحيد وهو صوتها في دعم بلادها من خلال أغانيها وحفلاتها وجمع التبرعات لإعادة بناء الجيش المصري من بعد نكسة 1967 وحتى نصر أكتوبر 1973.

«ماتت أم كلثوم» تصدر مانشتات الصحف في 5 فبراير 1975، وصدم جميع محبيها في الوطن العربي بعد ما كان آمالهم بشفائها عالية، وخرج الملايين إلى الشوارع في مشهد مهيب لتوديع النجمة الكبيرة بعد ما سطرت بفنها جزءا كبيرا من تاريخ مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أم كلثوم كوكب الشرق ذكرى ميلاد أم كلثوم أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

قضية مثيرة.. أم تتقدم بطلب تزويج ابنها القاصر أقام علاقة غير شرعية مع فتاة قاصر نتج عنها حمل

زنقة 20 | الرباط

أثارت قضية حديثة في إحدى المدن المغربية جدلاً واسعًا حول مسؤولية الأهل والرقابة الأسرية، بعد أن تسبب ولد قاصر، يبلغ من العمر 15 سنة، في حمل فتاة قاصر تبلغ 16 سنة.

وأوضحت المصادر أن الأم، وهي مطلقة ومتزوجة من رجل آخر، لديها أبناء آخرون يحتاجون إلى متابعة طبية مستمرة، ما جعلها منشغلة بشكل كبير عن متابعة ابنها القاصر. كما أن والد الطفل يقضي فترات متكررة في السجن، ما دفع الأم إلى تركه تحت رعاية عائلة الفتاة القاصر.

وبحسب الوقائع، أدى غياب الرقابة إلى تقارب بين القاصرين، انتهى بعلاقة غير مسؤولة أثمرت عن حمل الفتاة.

في أعقاب ذلك، تقدمت الأم بطلب تزويج ابنها للفتاة، في محاولة لمعالجة الوضع القانوني والاجتماعي الناجم عن هذه الواقعة.

و بحسب مهتمين ، فإن القضية تؤكد على أهمية توفير بيئة آمنة للأطفال، ومراقبتهم بشكل مستمر، خصوصًا في ظل الظروف الأسرية المعقدة. ويبرز أن غياب الرقابة قد يؤدي إلى نتائج خطيرة تؤثر على مستقبل القاصرين وحياتهم الاجتماعية والنفسية.

تابعوا آخر الأخبار من زنقة 20 على Google News

مقالات مشابهة

  • الثلاثاء القادم .. اتحاد كتاب مصر يناقش كوكب سيكا لعبده الزراع
  • 98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
  • قضية مثيرة.. أم تتقدم بطلب تزويج ابنها القاصر أقام علاقة غير شرعية مع فتاة قاصر نتج عنها حمل
  • إخلاء سبيل والدة طالب متهم بمعاشرة شقيقته القاصر داخل منزل الأسرة
  • جنيفر لورنس خسرت لقب الفتاة الرائعة لتفوز بلقبٍ آخر غير متوقّع!
  • أبرد الأماكن على كوكب الأرض.. حياة مزدهرة تحت الصفر
  • «حملت منه سفاحًا».. التحقيق مع أسرة «قاصر» اعتدى عليها شقيقها بالمرج
  • روسيا تخطط للبحث عن مؤشرات حياة على كوكب الزهرة
  • مراهقة بريطانية تستنجد بالمارة لحمايتها من اعتداء جنسي.. ولا أحد يستجب
  • نهال طايل تكشف القصة الكاملة لأزمة فسخ الخطوبة التي انتهت بمقتل شاب ووالده بالدقهلية