دعا وزيرا "الأمن القومي" والمالية الإسرائيليان، إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الاثنين، إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وإعادة المستوطنات إليها.

وقال وزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير في تغريدة على منصة "إكس": "يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا هو الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني".



وأضاف: "لدينا شركاء حول العالم يمكننا مساعدتهم (باستيعاب المهاجرين)"، دون ذكر أسماء هذه الدول.

وتابع بن غفير: "إن تشجيع هجرة سكان غزة سيسمح لنا بإعادة سكان غلاف قطاع غزة، وسكان (مستوطنة) غوش قطيف إلى وطنهم".


وكانت دولة الاحتلال سحبت قواتها وأخرجت مستوطنيها من قطاع غزة في 2005، بما في ذلك مستوطنة "غوش قطيف" التي كانت قائمة في غزة.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن سموتريتش، قوله: "الحل الصحيح لقطاع غزة هو تشجيع الهجرة الطوعية إلى الدول التي توافق على استقبال اللاجئين".

وأضاف زعيم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف: "ستحكم إسرائيل بشكل دائم، لضمان الأمن من خلال التواجد الدائم لقوات الجيش على الأرض، وإقامة مستوطنات يهودية".

ما دور توني بلير؟
وبرزت في الأسابيع الماضية دعوات إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين طوعا من قطاع غزة، وسط حديث عن تولي توني بلير مهمة إقناع دول بقبول استقبال المهاجرين من غزة.

وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية، الاثنين، أنها تتابع باهتمام الأنباء عن تولي توني بلير مهمة للتهجير الطوعي للشعب الفلسطيني من قطاع غزة.

وقالت في بيان، إنها تتابع باهتمام كبير ما أورده الإعلام العبري بشأن تولي توني بلير رئاسة فريق للعمل من أجل الإخلاء الطوعي للمواطنين الفلسطينيين من قطاع غزة، وإجراء لقاءات ومشاورات مع عدد من الدول لفحص موقفها بشأن استقبال لاجئين فلسطينيين، الأمر الذي لقي ترحيبا كبيرا من الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير وغيره من حكومة الاحتلال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية بن غفير تهجير الفلسطينيين غزة توني بلير فلسطين غزة تهجير توني بلير بن غفير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من قطاع غزة تونی بلیر بن غفیر

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تسعى لإعادة احتلال قطاع غزة: أية خيارات أمام الفلسطينيين؟

في مواجهة خطة إسرائيلية لتوسيع الحرب واحتلال غزة مجدداً، لا يملك الفلسطينيون سوى خيارات محدودة: الصمود في ظروف قاتلة، والنزوح داخل قطاع منهار، أو مواجهة التهجير القسري المحتمل. ومع انسداد الأفق، تتحول النجاة في المكان إلى خيار المواجهة الأخير. اعلان

في ضوء قرار التوسّع الإسرائيلي الجديد في العمليات العسكرية داخل غزة، والمصحوب بتصريحات رسمية تتحدث صراحة عن نية "احتلال" القطاع من جديد كما عبّر عنها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام واقع بالغ التعقيد: استمرار الحرب من جهة، وإعادة تعريف وجودهم في المكان بوصفه عبئاً أمنياً تُراد إزاحته.

في هذا السياق، لا تأخذ الأسئلة حول خيارات الفلسطينيين الذين يعيشون في القطاع طابعاً وجودياً مباشراً، يتجاوز الأفق السياسي أو القانوني، وتلخصه الأسئلة التالية: كيف يمكن للمدني الفلسطيني أن يتفادى الموت والجوع؟ وما هي خيارات النجاة داخل قطاع تُعاد هندسته ليُصبح غير قابل للعيش؟

ضرب "المناطق الآمنة"

منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023، تعرضتالبنية التحتية المدنية في القطاع إلى دمار هائل بفعل القصف العنيف، كما أن إسرائيل ضربت مراراً مواقع نزوح صنّفتها هي نفسها على أنها "مناطق آمنة"، ما أدى إلى مقتل أكثر من 52 ألف فلسطيني ثلثاهم من النساء والأطفال وإصابة ما يزيد على 118 ألفاً بحسب وزارة الصحة في غزة. حيث قُتل كثيرون من هؤلاء في مواقع كانوا قد لجأوا إليها بعد التهجير القسري من مناطقهم الأصلية.

بهذا المعنى، تحوّلت فكرة "الفرار" داخل القطاع من محاولة للنجاة إلى مفارقة قاتلة: الفلسطيني يُجبر على التحرك تحت القصف، ولا يجد مكانا يستقرّ فيه. إذ لم يعد هناك مركز أو هامش، ولم يعد من الممكن التنبؤ بما يشكل ملاذاً آمناً بسبب القصف الإسرائيلي المستمر.

سيناريوهات البقاء

يمكن اعتبار القطاع اليوم عبارة عن حيّز مغلق ومحاصر من كل الجهات. ففي الشمال دمار هائل مسح المنطقة من على وجه الأرض أو يكاد، وفي الوسط تفكك كامل للبنى التحتية الخدمية، أما في الجنوب -حيث تُوجَّه موجات النزوح الأخيرة- فتلوح الحملة العسكرية الكبرى القادمة.

وفي ظل هذه المعطيات، تتقلص خيارات المدنيين الفلسطينيين إلى ثلاثة سيناريوهات رئيسية:

الخيار الأول: التمركز في جيوب مجتمعية مؤقتة في الجنوب

رغم هشاشة البنية في الجنوب المدمّر، يسعى كثير من السكان إلى إنشاء أشكال بدائية من التجمعات الآمنة (سواء في مدارس، أو أراضٍ خالية، أو مبانٍ مهدّمة) على أمل أن تردع الكثافة المدنية القصف الإسرائيلي. هذا الخيار يحمل في طياته عنصر تضامن مجتمعي قوي، لكنه مؤقت وهش للغاية، ولا يصمد أمام الضربات الجوية أو الاجتياح البري المرتقب. كما أنه يزيد من احتمالات انتشار الأوبئة وسط شحّ الغذاء والدواء.

وقد شهدت الأشهر الماضية، خصوصاً بعد تجدد الحرب، قصفاً مباشراً لخيام النازحين وسقوط ضحايا كثر من بينهم، وهو ما تم توثيقه مراتٍ عديدة في الفيديو.

الخيار الثاني: التحرك المستمر كتكتيك للنجاة

يعتمد بعض الفلسطينيين خيار التحرك المستمر داخل القطاع (ما يشبه "الترحال القسري") تفادياً لأن يُستهدفوا في نقطة ثابتة. غير أن هذا الخيار يستنزف الموارد بسرعة، ويتطلب قدرة جسدية ومادية لا يملكها الجميع، خصوصاً العائلات، والمرضى، وكبار السن. كما أنه يتحوّل إلى عبء نفسي مدمر، ويُفقد الأسر القدرة على الحفاظ على الحد الأدنى من النظام أو الحماية. 

Relatedشاهد: مؤيدون لفسلطين يعرقلون مراسم إحياء الذكرى الثمانين لتحرير هولندا من النازيةلماذا يفقد جنود الاحتياط الإسرائيليون الرغبة في العودة إلى القتال بقطاع غزة؟الصين وفرنسا تنتقدان بشدّة قرار إسرائيل توسيع العمليات العسكرية وخطة احتلال غزة

الخيار الثالث: الاحتماء بالأنفاق أو المناطق المهدّمة سابقًا

في ظل انعدام البدائل، لجأت بعض العائلات إلى الاحتماء بالمناطق التي قُصفت سابقًا، ظناً منها بأنها لن تُستهدف مجددًا. ويعبّر هذا الخيار يُعبّر عن منطق اليأس الكامل: أن تصبح البقعة التي سبق أن دُمّرت مكانًا "أكثر أمانًا" من غيرها. لكنه أيضاً يعكس انهيار منطق الحماية التقليدي، ويُحوّل الفضاء الفلسطيني إلى متاهة من الرعب.

المعركة من أجل الطعام

وإلى جانب خطر الموت بالقصف، يواجه المدنيون معركة موازية لا تقلّ فتكًا وهي المجاعة الزاحفة. فمع الحصار المتواصل منذ أكثر من شهرين، باتت المواد الغذائية نادرة إلى حد الانقراض. وخرجت المخابز خرجت عن الخدمة، وتعطلت شبكات المياه معطلة، وانقطعت إمدادات الوقود. وتتحدث المنظمات الإنسانية عن أطفال يموتون ببطء، ورضّع لا يجدون حليباً، وأمهات يتقاسمن فتات الخبز مع أسرهن.

ورغم قوته التاريخية، بات المجتمع المدني الغزي في حالة تفكك وظيفي. إذ لم يعد بالإمكان إجراء عمليات توزيع منتظمة، أو ضمان حد أدنى من العدالة الغذائية. ومع كل موجة نزوح جديدة، تُفقد المناطق القليلة القادرة على الاحتواء قدرتها على التنظيم.

اعلان

وفي ظل انسداد الأفق الإقليمي والدولي، وغياب أي خطة إنقاذ حقيقية، يجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة خطة واضحة: إفقادهم القدرة على الحياة داخل غزة تمهيدًا لإخراجهم منها.

Relatedاحتجاجات في إسرائيل بعد إعلان الحكومة عن خططها للاستيلاء على كامل قطاع غزةحتى بعد رحيله... سيارة البابا فرنسيس في خدمة أطفال غزةوزير التراث الإسرائيلي: "اقصفوا مخازن الغذاء في غزة.. عليهم أن يجوعوا حتى يغادروا القطاع"

ومع أن الخيار الأخلاقي والسياسي والوطني الغالب لدى الفلسطينيين هو البقاء والصمود كما تشير مواقفهم، إلا أن معادلة الجوع والموت قد تدفع بعضهم إلى خيار الخروج القسري، إن فُتحت المعابر لاحقًا تحت عنوان "الإجلاء الإنساني". وهو ما يوصل إلى النتيجة التي دفع الرئيس الأمريكي باتجاهها حين أطلق فكرة "ريفييرا غزة"، والتي تقوم على إخراج الفلسطينيين من القطاع والسيطرة عليه.

وبنتيجة ما يحدث، يُدفع الفلسطينيون نحو التهجير ليس عبر القرارات العسكرية فحسب، بل عبر خلق بيئة حياتية مستحيلة، تجرّ إلى الانفصال عن الأرض كضرورة بيولوجية لا سياسية.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الأورومتوسطي يحذر: الخطة الأميركية الغذائية تمهّد لتهجير الفلسطينيين من غزة
  • قلق أممي إزاء خطط إسرائيلية لترحيل الفلسطينيين خارج قطاع غزة
  • استقبال حافل لأول رحلة إماراتية إلى مطار بيروت
  • استشهاد واصابة عدد من الفلسطينيين بغارات على شمال ووسط قطاع غزة
  • الأمم المتحدة تحذر من خطة جديدة للاحتلال لتهجير سكان غزة 
  • قلق أممي إزاء خطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة
  • كاتس يتحدث عن خطط إسرائيلية لاحتلال غزة وتهجير الفلسطينيين
  • خبراء في الأمم المتحدة: على الدول التحرك لتجنب القضاء على الفلسطينيين في غزة
  • إسرائيل تسعى لإعادة احتلال قطاع غزة: أية خيارات أمام الفلسطينيين؟
  • عاجل. مركز استطلاع فلسطيني في رام الله يقول إن 49% من سكان قطاع غزة يريدون الرحيل!