الخليج الجديد:
2024-06-12@06:38:49 GMT

حملات «المقاطعة» مصلحة عربية

تاريخ النشر: 2nd, January 2024 GMT

حملات «المقاطعة» مصلحة عربية

حملات «المقاطعة» مصلحة عربية

حملات المقاطعة التي تسببت بها حرب إسرائيل على قطاع غزة، ليست سوى فرصة ذهبية لتحقيق مزيد من استقلال الاقتصادات العربية.

الاقتصادات العربية تستفيد من مقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للاحتلال، التي يشهدها العالم العربي ولا يصح ترويج البعض أن المقاطعة تضر بالاقتصادات المحلية.

حملات المقاطعة فرصة تفيد الشركات العربية البديلة، وتصحيح السلوك الاستهلاكي للإنسان العربي، ليستهلك بوعي ويُفكر ويسأل عن المستفيد النهائي من مشترياته.

ولو استمرت المقاطعة على حالها وزخمها، فالنتيجة المنطقية أن تغادر الشركات الأجنبية بلادنا طوعاً واحدة تلو الأخرى لتحل مكانها شركات عربية بالكامل تنتج ما نأكل، وتشغل أبناءنا وتدور أرباحها داخل الاقتصاد الوطني.

* * *

الاقتصادات العربية تستفيد من موجة مقاطعة المنتجات والشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، التي يشهدها العالم العربي من محيطه إلى خليجه، وليس صحيحاً ما يحاول البعض ترويجه بأن هذه المقاطعة تضر بالاقتصادات المحلية، كما أن التصريحات التي أدلى بها وزير أردني قبل أيام وزعم فيها أن الاقتصاد يتضرر والوظائف تتضرر بسبب هذه المقاطعة هي مزاعم لا يُمكن أن تكون صحيحة ولا منطقية بالمطلق.

موجة المقاطعة العربية غير المسبوقة للشركات الداعمة للاحتلال ولمنتجات هذه الشركات، إنما هي فرصة ذهبية لاقتصاداتنا العربية، من أجل تعزيز منتجاتنا المحلية وتسويق البدائل التي تصنعها شركاتنا العربية، وهذا لمسناه بالفعل وبشكل سريع خلال الأسابيع الماضية عندما هيمنت المنتجات البديلة بشكل مفاجئ على الأسواق المحلية العربية، ما يعني أن مقاطعة الشركة الأجنبية يؤدي بالضرورة إلى انتعاش شركة عربية مقابلة لها تطرح منتجاً بديلاً.

ما يحدث عند مقاطعة أي منتج هو أن المستهلكين لا يستغنون عنه بشكل نهائي، ولا يتوقفون عن استخدامه واستهلاكه، وإنما يتجهون إلى المنتجات البديلة له، وهو ما يعني، على سبيل المثال، إذا كان الأردنيون يستهلكون مليون عبوة يومياً من مشروب غازي أمريكي، فعندما يقررون مقاطعته فإنهم سيستهلكون الكمية ذاتها من المشروب الغازي، ولكن من إنتاج شركة محلية بدلاً من الشركة التي تحمل العلامة التجارية الأمريكية.

وهذا يعني في نهاية المطاف أن الاقتصاد الكلي لم يتضرر، ولم يتأثر وإنما الشركة الأمريكية ستخرج من السوق الأردني، وتحل مكانها شركة أردنية بعلامة تجارية محلية، وهذه حالة لا يوجد عاقل يشك في أنها مفيدة للاقتصاد الأردني..

وهذا المثال ينسحب طبعأً على المنتجات كافة والاقتصادات العربية كافة. مقاطعة المنتجات الأجنبية عموماً هي فرصة بالغة الأهمية للتحرر من هيمنة الشركات الأجنبية، أو الشركات متعددة الجنسيات، التي أصبحت في العقود الأخيرة أحد أشكال الاستعمار الأجنبي.

فهي شركات عملاقة تدخل إلى أسواق نامية وصغيرة وتُهيمن فوراً على السوق، بل في كثير من الأحيان تتمكن من احتكار الأسواق بشكل مطلق، كما هو الحال بالنسبة للمشروبات الغازية مثلاً، التي هي سوق تُهيمن عليه العلامات التجارية الأمريكية، دون غيرها منذ أكثر من خمسين سنة.

ولا تتيح هذه الشركات الأمريكية لأي منافس محلي أن يوجد في السوق، وذلك على الرغم من أنها صناعة بالغة البساطة، وتستطيع دولنا العربية كافة أن تصنع بدائل بجودة أفضل ونظافة أعلى.

وبالعودة إلى تصريحات الوزير الأردني قبل أيام، فقد زعم أن ما بين 12 ألفا إلى 15 ألف أردني تضرروا بسبب حملات المقاطعة التي تشهدها البلاد، وهذه مزاعم ظاهرها قد يكون صحيحاً، لكنها في حقيقتها من المستحيل أن تكون صحيحة.

فالشركات الأمريكية والأجنبية التي تعمل في الأردن، من المؤكد أنها تُشغل آلاف المواطنين من أبناء البلد، وهذا لا شك فيه، وهذه الشركات من المؤكد أنها قلصت أعمالها بسبب المقاطعة، ولو استمرت المقاطعة فإنها قد تُغلق أبوابها بشكل كامل، وتنسحب من السوق.

لكن المشهد لا يتوقف عند ذلك، وإنما ما يحدث هو أن الشركات المحلية البديلة ستضطر إلى توسيع أعمالها، وهذا يعني أنها ستضطر إلى تشغيل الأردنيين الذين فقدوا وظائفهم من الشركات الأجنبية التي أغلقت أبوابها، خاصة أن هؤلاء الأردنيين هم ذوو الخبرة في المنتج نفسه والمجال نفسه، ما يعني في نهاية المطاف أن الأردنيين لن تتأثر وظائفهم، والسوق المحلي لن يتأثر مطلقاً، وكل ما سيحدث هو خروج الشركة الأجنبية وخسارتها، وهذا مفيد للاقتصاد المحلي وليس مضرا.

الخلاصة هو أن حملات المقاطعة التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ليست سوى فرصة ذهبية لتحقيق مزيد من الاستقلال لاقتصاداتنا العربية، وفرصة لأن تستفيد الشركات العربية البديلة.

كما أنها فرصة لتصحيح السلوك الاستهلاكي للإنسان العربي، إذ أصبح يستهلك بوعي ويُفكر ويسأل عن المستفيد النهائي من مشترياته، ولو استمرت المقاطعة على حالها وزخمها، فإن النتيجة المنطقية لها هو أن نرى الشركات الأجنبية تغادر بلادنا طوعاً واحدة تلو الأخرى لتحل مكانها شركات عربية بالكامل تقوم بإنتاج ما نأكل، وتقوم بتشغيل أبنائنا ولا تذهب أرباحها إلى الخارج، بل يتم تدويرها داخل الاقتصاد الوطني.

*محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مقاطعة الوزير الأردني الاقتصادات العربية الشركات الداعمة للاحتلال الإنسان العربي الشركات الأجنبية الشرکات الأجنبیة حملات المقاطعة

إقرأ أيضاً:

«الضرائب»: تكثيف اللقاءات المشتركة مع اتحاد الصناعات لحل أي مشكلات

أكدت رشا عبدالعال رئيس مصلحة الضرائب المصرية، حرص المصلحة على مد جسور التواصل مع كافة مؤسسات المجتمع الضريبي وخاصة اتحاد الصناعات، وتذليل أى عقبات تواجه أعضاء الاتحاد وأخذها بعين الاعتبار، وذلك من خلال اطلاع أعضاء الاتحاد على كل مستجدات الشأن الضريبي، ومشروعات التطوير التي تشهدها المصلحة حاليًا، والتي ساهمت بشكل ملحوظ فى التسهيل على الممولين في التعامل مع المنظومة الضريبية ككل .

تطبيق الضريبة على النولون

وقالت رئيس مصلحة الضرائب المصرية خلال اللقاء الدوري المشترك للمصلحة مع اتحاد الصناعات المصرية من خلال اللجنة المشكلة لحل كافة المشكلات أول بأول، إنه جرى متابعة الموضوعات التي سبق مناقشتها باللجنة، وتناول الحضور العديد من المشكلات التي تواجه أعضاء الاتحاد منها كيفية تطبيق الضريبة على النولون، كما طالب الاتحاد بتكثيف التوعية الضريبية بقانون تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، وعقد مؤتمرات بالمحافظات المختلفة لحث المشروعات بالقطاع غير الرسمي والمشروعات الصغيرة والمتوسطة للانضمام إلى الاقتصاد الرسمي.

عقد ندوات التوعية الضريبية

وأشارت إلى وجود تنسيق مستمر بين المصلحة والاتحاد من خلال عقد ندوات التوعية الضريبية التي تتناول المستجدات الضريبية من تشريعات ومنظومات مثل منظومة الأعمال الضريبية الرئيسية الجديدة، ومنظومة الفاتورة الإلكترونية، ومنظومة الإيصال الإلكتروني وغيرها من الموضوعات الضريبية المتخصصة، وتتناول الندوات تقديم شرح واف لهذه الموضوعات عن طريق متخصصين من المصلحة، والرد على كافة الاستفسارات، لافتة إلى أن مصلحة الضرائب تسعى دائمًا إلى ترسيخ قيم الشفافية والعدالة الضريبية مع كافة أطراف المجتمع الضريبي، للتأكيد على جسور الثقة المتبادلة.

نشر الوعي الضريبي

ومن جانبه، أعرب محمد البهي رئيس لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات،  عن تقديره للتعاون مع وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية، لافتا إلى أوجه التعاون التي يقوم بها الاتحاد مع مصلحة الضرائب، وقيامه بنشر الوعي الضريبي بين أعضائه، وبيان أهمية الضرائب بالنسبة للدولة باعتبارها الركيزة الأساسية في موازنة الخزانة العامة للدولة.

وأشاد رئيس لجنة الضرائب والجمارك باتحاد الصناعات باهتمام مصلحة الضرائب بحل المشكلات الضريبية التي تواجه أعضاء الاتحاد بشكل سريع وفوري، مؤكدًا أن علاقة اتحاد الصناعات بكل من وزارة المالية ومصلحة الضرائب علاقة ممتدة ولها تاريخ طويل من التعاون المثمر والبناء في حل كافة المشكلات.

مقالات مشابهة

  • الـتأطير والمقاطعة
  • الملا: المنتدى العربي الياباني فرصة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الطاقة النظيفة
  • “إرحومة” يعلن عن صرف مرتبات 6 أشهر للعاملين في الشركات الوطنية المتعثرة والأجنبية المنسحبة
  • «الضرائب»: تكثيف اللقاءات المشتركة مع اتحاد الصناعات لحل أي مشكلات
  • مصر تقتحم مجال تصنيع الطائرات وتقدم فرصة لمواطنيها
  • عادل عسوم: هويتي كسوداني
  • تكريم 53 مشاركاً في برنامج القيادات الإعلامية الشابة
  • هيثم رجائي: الملتقى الدولي لرواد صناعة الدواجن سيكون بمشاركة عربية ودولية
  • خطوات لتنظيم سوق العمل العراقي: تدريب وفرص للعمالة الوطنية
  • كيف تدعم كوكاكولا الاحتلال.. وهل أربكت مقاطعة العرب التاريخية حساباتها؟