أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها عبرت الحدود الإدارية لمقاطعة دنيبرو بيتروفسك من دونيتسك، وأنها تعمل على توسيع عملياتها داخل أراضي المقاطعة، فيما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه دون دعم أميركي ستزداد فرص روسيا في الانتصار.

وأضافت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها شنت ضربات جوية على ورشة لإنتاج المسيرات ومواقع تخزينها، ومستودعات للذخيرة ومواقع انتشار للقوات الأوكرانية في 139 منطقة أوكرانية.

وقال ديمتري ميدفيديف نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إن دخول القوات الروسية مقاطعة دنيبرو بيتروفسك الأوكرانية يعني أن من يرفض الاعتراف بواقع الحرب في المفاوضات، سيواجه واقعا جديدا على الأرض.

كما شدد ميدفيديف في منشور على تلغرام، على أن العمليات العسكرية الروسية مستمرة.

في السياق ذاته، أشار موقع "ديب ستيت" العسكري الأوكراني إلى تقدم القوات الروسية في مقاطعة سومي ووصولها إلى ما دون 18 كلم عن مدينة سومي وتوسعها الى مناطق جديدة شمالها.

وكانت هيئة الأركان الأوكرانية أكدت وقوع 193 اشتباكًا بين قواتها والقوات الروسية على طول جبهات القتال، وقالت إن المواجهات تركزت في محيط باكروفسك ومحاور عدة بمقاطعة دونيتسك، إضافة الى تكثيف الهجمات في مقاطعة خاركيف وعدد من بلدات زاباروجيا.

إعلان

وأشارت خرائط التحركات العسكرية التي نشرتها الوزارة إلى وجود محاولات اختراق روسية من اتجاهات جديدة في مقاطعة سومي شمال شرقي أوكرانيا.

وعلى صعيد المواجهات، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أسقطت 4 مسيرات أوكرانية فوق مقاطعات موسكو وبيلغورود وشبه جزيرة القرم، وأضافت أن دفاعاتها الجوية اعترضت صاروخا أوكرانيا من طراز "نيبتون" في البحر الأسود.

وكانت الوزارة قالت في وقت سابق إن قواتها أسقطت 131 مسيرة أوكرانية خلال الساعات الـ24 الأخيرة، بينما قال عمدة موسكو إنه تم إسقاط 10 مسيرات كانت متجهة نحو العاصمة منذ منتصف الليل.

دعم أميركي

من جهته، قال حاكم مقاطعة تولا الروسية إن شخصين أصيبا بجروح إثر اندلاع حريق في مصنع "أزوت" للكيميائيات في مدينة نوفو- موسكوفسك بالمقاطعة بعد سقوط حطام طائرة مسيرة.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية صورا قالت إنها لهجمات شنتها قواتها على آليات وتحصينات وقوات أوكرانية باستخدام مسيرات وقاذفات للقنابل.

وقالت الوزارة إن الهجمات تركزت في عدة محاور في دونيتسك وزاباروجيا وألحقت بالقوات الأوكرانية خسائر فادحة.

في سياق موازٍ، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه لا يريد وقف الحرب المستمرة بين البلدين للعام الرابع على التوالي.

وقال زيلينسكي في مقابلة مع شبكة "إي بي سي" الإخبارية الأميركية إن الهجوم الأوكراني الأخير داخل الأراضي الروسية دمر نحو 34% من الطائرات الإستراتيجية الروسية، وإن القوات الأوكرانية لن تتراجع عن مثل هذه العمليات.

وشدد زيلينسكي على أنه بدون مساعدات أميركية، تزداد فرص انتصار روسيا وستتكبد أوكرانيا خسائر فادحة في الأرواح، وفق قوله، مضيفا أنه يجب على الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض مزيد من العقوبات على روسيا.

وكشف الرئيس الأوكراني أنه تم نقل 20 ألف صاروخ مضاد للمسيرات من واشنطن إلى الشرق الأوسط كانت مخصصة لأوكرانيا.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج وزارة الدفاع الروسیة

إقرأ أيضاً:

إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟

اتفق محللون سياسيون أن التصعيد الحالي في الحرب الروسية الأوكرانية يهدف إلى تحسين شروط التفاوض، لكنهم اختلفوا حول طبيعة هذه الحرب وما إذا كانت تمثل نموذجا جديدا لحروب الذكاء الاصطناعي أم أنها حرب تقليدية بأدوات حديثة.

وحسب الخبير الإستراتيجي أحمد الشريفي، فإن الصراع الدائر لا يمكن أن تسقط عليه النظريات التقليدية للحروب.

وأوضح الشريفي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الصراع يدخل ضمن نطاق حروب الذكاء الاصطناعي التي ترتكز على القدرات القتالية، واقتصاد حربي يقوم على قوة الدولة في الاستحواذ على الذهب كبديل عن الدولار أو العملة الورقية.

وأشار إلى أن العملية الأوكرانية الأخيرة في العمق الروسي نُفذت بقدرات تسليحية لا تتجاوز 170 إلى 200 ألف دولار، وأوقعت خسائر تُقدر بـ7 مليارات دولار.

وأكد أن هذا الاختراق الذي حدث على مسافة 4700 كيلومتر عمقا داخل روسيا يدل على أن مسائل الردع التقليدي ابتداءً من الردع الاستخباري إلى الردع التعبوي لم تعد مجدية.

طبيعة الحرب

في المقابل، اختلف الخبير في الشؤون الروسية محمود حمزة مع هذا التصور، مؤكدا أن هذه الحرب ليست حرب ذكاء اصطناعي، بل حرب تقليدية ذات جبهات.

إعلان

وأوضح حمزة أن التصعيد الحالي ليس جديدا ولكنه كبير، مشيرا إلى أنه يمثل حرب استنزاف متواصلة لـ3 سنوات بين الطرفين.

وربط هذا التصعيد بوصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلطة، موضحا أن الروس كانوا متفائلين جدا بترامب ووعده بإنهاء الحرب، لكنه فاجأهم بأن لديه شروطا وأنه لن يقدم هدية لموسكو بدون ثمن.

وفي تقييمه للأهداف الروسية، عبر حمزة عن قناعته الشخصية بأن الروس يريدون إنهاء الحرب في أوكرانيا، لأنهم تضرروا كثيرا من العقوبات الاقتصادية، كما انعكست الأوضاع الداخلية على حياة الناس، إضافة إلى خسائر كبيرة في المعدات والأموال والأرواح.

من جانبه، أكد أستاذ العلاقات الدولية حسني عبيدي، أن أوكرانيا استطاعت من خلال ثقة متزايدة في أجهزة استخباراتها أن تشن عمليات جريئة من داخل روسيا.

وأشار عبيدي إلى أن هذه العمليات استطاعت إقناع أجهزة الأمن والقيادات العسكرية بقدرة أوكرانيا على المقاومة.

وأكد أن أوكرانيا تدرك أن هذه العملية العسكرية واقتناع الأوروبيين بضرورة الاستمرار "سيساعد أيضا في تليين الموقف الأميركي، والحصول على الأقل على ما يُسمى بالضمانات الأمنية التي تطالب بها الدول الأوروبية".

حرب استنزاف

وفيما يتعلق بتقييم طبيعة الصراع كحرب استنزاف، اتفق المحللون على أن كلا الطرفين يسعى لاستنزاف الآخر.

وأوضح حمزة أن هذه الحرب هي حرب استنزاف، مؤكدا أن أوكرانيا لديها من يقدم لها الدعم المالي لصناعة هذه الطائرات والمسيرات، وروسيا أيضا تأخذ من اقتصادها وتصرف وتحاول أن تدافع.

وفي السياق ذاته، أكد عبيدي أنه يمكن تطبيق "نظرية الإعياء المزدوج" على الطرفين، إذ تستفيد واشنطن في النهاية عندما تتمكن من إضعاف روسيا داخل أوكرانيا.

وأشار إلى أن الحليف الأوروبي أصبح يحتاج للدعم الأميركي أكثر مما كان عليه سابقا، لافتا إلى أن روسيا لن تعود في النهاية القوة المهمة إذا كانت أميركا تخطط لحربها المقبلة مع الصين.

إعلان

وحول طبيعة التعامل بين الولايات المتحدة وأوروبا مع الملف الأوكراني، أوضح حمزة أن هناك اختلافات بين أميركا والأوروبيين في الرأي حول التعامل مع الملف.

أما عبيدي فأكد أن ترامب يذهب أبعد من هذا ويقول إن أوروبا التي قدمت وعودا ذهبية لأوكرانيا للدخول إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي يجب أن تتحمل تبعات كل هذه الوعود.

وأعرب عن قناعته بأن تفاهمات إسطنبول من المفترض أن تستمر، رغم أنها لم تحقق إلا البعد الإنساني، ووافقه حمزة مؤكدا أنها مقتصرة على الجانب الإنساني لأن الموضوع السياسي معقد والمواقف متباعدة.

لكن حمزة أشار إلى وجود إصرار حتى من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن الاستمرار في التفاوض شيء إيجابي، ولكنه نبه في الوقت نفسه إلى أن الروس يريدون ذلك بالرغم من التصعيد العسكري.

مقالات مشابهة

  • روسيا: تقدم القوات الروسية بأراضي دنيبروبتروفسك هو الواقع الجديد
  • إلى أين يقود التصعيد الحالي الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • وزارة الدفاع الروسية تعلن شن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في أوكرانيا خلال الليل
  • القوات الجوية الأوكرانية تعلن إسقاط مقاتلة روسية من طراز "سو-35" في مقاطعة كورسك الروسية
  • الدفاع الروسية: تحييد نحو 255 عسكريا أوكرانيا في مقاطعة سومي
  • روسيا تعلن تكبيد أوكرانيا خسائر فادحة في مختلف المحاور
  • الدفاع الروسية تعلن تحرير 7 بلدات جديدة في مقاطعة سومي ودونيتسك
  • روسيا تستهدف مواقع عسكرية أوكرانية وتحرر 4 بلدات جديدة
  • ‏وزارة الدفاع الروسية تعلن شن هجوم جويّ واسع النطاق على أهداف في أوكرانيا وأن الهجوم "حقق كل أهدافه"