واشنطن تايمز: الجواسيس الصينيون بيننا
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
ذكرت صحيفة واشنطن تايمز الأميركية أن مواطنيْن صينييْن هرّبا إلى الولايات المتحدة "عاملا بيولوجيا" خطيرا، وذلك في وقت تتصاعد فيه حرب التجسس بين البلدين، على حد تعبيرها.
وفي هذا السياق أعلن مكتب المدعي العام الأميركي للمنطقة الشرقية من ميشيغان أن "العامل البيولوجي" يمكن أن يسبب أمراضا في القمح والشعير والذرة والأرز، ويدمر المحاصيل، ويؤدي إلى القيء وتلف الكبد ويسبب تشوهات خلقية عند تناوله.
وأضاف المكتب -حسب تقرير كيلي سادلر للصحيفة- أن الفطر المسمى "فاسورانيوم غراميناريوم" (Fusarium graminearum) يعرف في الأدبيات العلمية بأنه "سلاح إرهابي زراعي محتمل" وهو مسؤول عن "خسائر اقتصادية بمليارات الدولارات في جميع أنحاء العالم سنويا".
وبحسب واشنطن تايمز، كانت يونتشينغ جيان، العضو في الحزب الشيوعي الصيني، قد تلقت تمويلا من حكومة بكين لدراسة هذا العامل الممرض في الصين.
وزعمت الصحيفة أن جيان كانت تنوي استخدام منصبها كباحثة زميلة في جامعة ميشيغان لتعزيز هذا البحث، مع علمها بالتهديد الوشيك الذي يشكله العامل الممرض على السلامة العامة، ووجود قيود على استيراد هذه المادة.
وقال كاش باتيل مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) في بيان الثلاثاء الماضي إن "هذه القضية تذكرنا بشدة بأن الحزب الشيوعي الصيني يعمل على مدار الساعة لنشر عملاء وباحثين للتسلل إلى المؤسسات الأميركية، واستهداف إمداداتنا الغذائية، الأمر الذي ستكون له عواقب وخيمة، ويعرض حياة الأميركيين واقتصادنا لخطر جسيم".
إعلان مصدر قلقحذر إيان ميتش الباحث السياسي بمؤسسة راند من أن شبكة التجسس الصينية قد تطور مهارات تخريب البنية التحتية الحيوية في الولايات المتحدة.
وذكرت واشنطن تايمز أن "أجهزة الأمن في جميع أنحاء أوروبا والأميركتين تحقق في أكثر من 100 منشأة كشفت عنها منظمة حقوقية في سبتمبر/أيلول على أنها مواقع خارجية لجهاز الأمن الصيني".
أجهزة الأمن في جميع أنحاء أوروبا والأميركتين تحقق في أكثر من 100 منشأة كشفت منظمة حقوقية عن أنها مواقع خارجية لجهاز الأمن الصيني
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين تشتري أراضي زراعية أميركية، غالبا بالقرب من مواقع حساسة.
غير أن واشنطن تايمز تقول إن "التسلل الصيني إلى المؤسسات العليا لسرقة التجارة والملكية الفكرية وغيرها من الأبحاث الحساسة" هو الأكثر خطورة، وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الأسبوع الماضي أن الحكومة "ستلغي بقوة تأشيرات الطلاب الصينيين، وخاصة من تربطهم صلات بالحزب الشيوعي الصيني أو يدرسون في مجالات حيوية".
وقال كريستوفر جونسون المحلل السابق بوكالة المخابرات الأميركية (سي آي إيه) -الذي أدلى بشهادته حول "سذاجة" إدارات الجامعات في قبول عملاء الحزب الشيوعي الصيني- "إن التجسس الصيني بالجامعات الأميركية مصدر قلق مشروع".
ومن عام 2018 إلى 2022، وجه "إف بي آي" لوائح اتهام متعددة لمواطنين صينيين بتهم التجسس أو تجنيد آخرين للتجسس لصالح بكين، وجميعها -حسب الصحيفة- مرتبطة بجامعات أميركية.
محاولات إغراء
مقابل هذا المجهود الصيني المزعوم للتجسس بالولايات المتحدة، أشارت "واشنطن تايمز" إلى تقرير لصحيفة غارديان البريطانية -نشر قبل شهر- قال إن وكالة المخابرات الأميركية تشن حملة تجنيد لجواسيس أجانب، وخاصة في الصين من خلال مقاطع فيديو براقة نشرت حديثا.
وقال مسؤول لدى "سي آي إيه" لرويترز "لو لم تكن هذه الطريقة ناجحة، لما كنا ننتج المزيد من الفيديوهات" وذلك في محاولة من الوكالة لإعادة بناء شبكة تجسس داخل الصين، كما تقول الصحيفة.
إعلانومقابل هذا النشاط، قالت غارديان إن الصين عززت قوانين مكافحة التجسس، وشجعت المواطنين على مراقبة الأنشطة المشبوهة لمن حولهم والإبلاغ عنها بدقة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج ترجمات الشیوعی الصینی واشنطن تایمز
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: رفاق السلاح الأجانب ملف ثقيل بين يدي الرئيس الشرع
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن ملف المقاتلين الأجانب، الذين شاركوا في الحرب إلى جانب الفصائل في سوريا، لا يزال مصدر جدل داخلي ودولي وسط تحولات سياسية دقيقة تمر بها البلاد.
وتوضح الصحيفة في تحقيق ميداني لها أنه في الوقت الذي تعدّهم السلطات السورية الجديدة "رفاق السلاح" و"أوفياء للثورة"، تنظر إليهم بعض الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، بريبة وشك، مستحضرة تجارب ماضية مع جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسدlist 2 of 2ما مصير المقاتلين الأجانب في قسد بعد الاتفاق مع حكومة دمشق؟end of listوتابعت أنه منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011، وفد آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات إلى سوريا للقتال في صفوف الفصائل المسلحة التي وقفت ضد النظام، لا سيما في المناطق الشمالية والشرقية.
تحدٍ كبيروزادت أن الرئيس السوري أحمد الشرع يواجه تحديا كبيرا يتمثل في الموازنة بين دعم مقاتلين أجانب قاتلوا إلى جانب الثورة منذ سنوات، وبين رغبة شركائه الدوليين في تقليص نفوذ هؤلاء أو إبعادهم كليا.
وذكرت أن الولايات المتحدة، التي بدأت تخفيف العقوبات عن سوريا وتبحث في تطبيع تدريجي للعلاقات، عبّرت في مناسبات متعددة عن قلقها من استمرار وجود هؤلاء الأجانب.
وتؤكد الصحيفة الأميركية أن كثيرا من هؤلاء، بحسب شهاداتهم، لا يمكنهم العودة إلى بلدانهم الأصلية خشية الملاحقة القضائية أو السجن، كما أن ارتباطهم العائلي بالمجتمع السوري يجعل فكرة المغادرة أكثر تعقيدا.
إعلانوتحدثت في ريف إدلب مع مقاتل مصري متزوج من سورية، محاطا بأطفاله الذين يتعلمون الخط العربي، حيث قال لها "هذا بيتي الآن، لا أملك مكانا آخر أذهب إليه".
وطن جديدوقال إنه لا يستطيع العودة إلى مصر دون خطر الاعتقال، مشيرا إلى أطفاله بجواره "ماذا سيحدث لأطفالي إذا اضطررت للمغادرة؟".
ونقلت عن عبد الله أبريك (36 عاما)، وهو مقاتل أجنبي من داغستان، في مقهى بالعاصمة دمشق قوله "من المستحيل أن يتخلى عنا الشرع، كنا أمامه وخلفه وبجانبه". أبريك، الذي بدأ عملا في مجال الاستيراد، قال إنه يريد البقاء والحصول على جواز سفر سوري، بحسب نيويورك تايمز.
أما إسلام شخبنوف (39 عاما) الذي التقته الصحيفة في مدينة إدلب، فقال إنه من داغستان وجاء إلى سوريا عام 2015 للانضمام إلى الثوار، وأشار إلى أنه غير متأكد من انضمامه للجيش، لكنه صرح "سأدافع عن بلدي إذا اندلعت اشتباكات بين الحكومة وبقايا نظام الأسد".
وذكرت نيويورك تايمز أن الحكومة السورية الجديدة بدأت في دمج بعض هؤلاء المقاتلين ضمن صفوف الجيش النظامي.
أرقاموبحسب تقديرات دبلوماسية، يتراوح عدد المقاتلين الأجانب المتبقين في البلاد بين 3 آلاف و5 آلاف، ومعظمهم من الإيغور ودول خاضعة لروسيا ودول عربية.
وكان الشرع قد أكد في مقابلة مع نيويورك تايمز في أبريل/نيسان الماضي أن حكومته قد تنظر في منح الجنسية للمقاتلين الأجانب "الذين وقفوا إلى جانب الثورة" وعاشوا في سوريا لسنوات.
وأضاف "ما دام هؤلاء لا يشكلون تهديدا لأي دولة أجنبية ويحترمون القوانين والسياسات الداخلية لسوريا، فالموضوع ليس ملحا فعلا".
ومؤخرا، وافقت الإدارة الأميركية على خطة للحكومة السورية تقضي بضم آلاف المقاتلين الأجانب، الذين شاركوا في قتال نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، إلى الجيش الجديد، وذلك بعدما كان إبعاد هؤلاء المقاتلين أحد الشروط الرئيسية لواشنطن مقابل الانفتاح ورفع العقوبات عن دمشق.
إعلانوبحسب ما نقلت وكالة رويترز عن مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا توماس باراك، فإن هناك "تفاهما وشفافية" بين الولايات المتحدة وسوريا حول خطة للسماح لحوالي 3500 من المقاتلين الأجانب، معظمهم من الإيغور ودول الجوار، بالانضمام إلى الفرقة 84 من الجيش السوري.