واشنطن تحذر لندن من بناء سفارة صينية قرب مراكز مالية حساسة
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
حذّرت الولايات المتحدة الحكومة البريطانية من المضي قدما في خطة بناء سفارة صينية ضخمة في موقع قريب من مراكز مالية وإستراتيجية في العاصمة لندن، معتبرة أن المشروع قد يشكل تهديدا أمنيا بالغا لبريطانيا وحلفائها.
ويأتي هذا التحذير في وقت حساس تشهد فيه العلاقات التجارية بين لندن وواشنطن مفاوضات دقيقة لتنفيذ اتفاق تجاري تم توقيعه مؤخرا، وسط مخاوف من أن تؤثر هذه الخطوة على التعاون الاستخباراتي بين البلدين.
وكانت الحكومة البريطانية السابقة قد رفضت مشروع بناء السفارة في وقت سابق استنادا إلى تحذيرات من أجهزة الاستخبارات بشأن مخاطر التجسس، إلا أن المشروع عاد إلى الواجهة بعد ضغوط مباشرة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، بحسب ما أفادت به صحيفة "ذا تايمز" البريطانية.
ويقع الموقع المقترح للسفارة في منطقة "رويال منت كورت" القريبة من برج لندن، وهو موقع إستراتيجي بين منطقتي "سيتي أوف لندن" و"كناري وارف". ويضم شبكة من الكابلات الحيوية التي تغذي البنية التحتية للاتصالات والبيانات في القطاع المالي البريطاني.
وقال مسؤول أميركي رفيع إن بلاده "تشعر بقلق بالغ من احتمال حصول الصين على إمكانية الوصول إلى اتصالات حساسة تخص أحد أقرب حلفائنا" في إشارة إلى بريطانيا.
إعلانوتشير تقارير إلى أن هذه المخاوف قد تؤثر على مستقبل الاتفاق التجاري بين البلدين، إذ ألمح مسؤول في البيت الأبيض إلى أن واشنطن تتوقع أن تُتخذ القرارات البريطانية بما يراعي المصالح الأمنية المشتركة، وبعد تقييم دقيق من قبل خبراء مكافحة التجسس.
وفي مذكرة رفعها "التحالف البرلماني الدولي بشأن الصين" إلى مجلس الأمن القومي الأميركي، حذّر نواب من أن الكابلات الموجودة تحت موقع السفارة المقترحة "تغذي قلب النظام المالي البريطاني" مما يجعل الموقع هدفا محتملا للتجسس أو التخريب.
ومن جهته، قال جون مولينار رئيس لجنة الشؤون الصينية بمجلس النواب الأميركي إن "بناء سفارة صينية بهذا الحجم فوق بنية تحتية حيوية يمثل مخاطرة غير مقبولة" مضيفا أن "الحزب الشيوعي الصيني لديه سجل واضح في استهداف البنى التحتية الحساسة".
وفي المقابل، نفت السفارة الصينية في لندن هذه الاتهامات، ووصفتها بأنها "افتراءات من جهات معادية للصين" مؤكدة أن مشروع السفارة يهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية.
يُذكر أن الصين اشترت هذا الموقع عام 2018، وتسعى منذ ذلك الحين إلى تحويله إلى أكبر بعثة دبلوماسية لها في أوروبا. وقد أُحيل القرار النهائي بشأن المشروع لوزراء الحكومة البريطانية، وسط انقسام داخلي بين مؤيدين يرون فيه فرصة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، ومعارضين يعتبونه تهديدا للأمن القومي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لليوم الثالث.. تونسيون يعتصمون أمام سفارة واشنطن دعما لناشطي أسطول الصمود
الثورة نت /..
واصل ناشطون تونسيون، لليوم الثالث على التوالي،اعتصاما مفتوحا أمام سفارة الولايات المتحدة بالعاصمة التونسية، للمطالبة بالإفراج عن ناشطين بينهم تونسيون ضمن “أسطول الصمود العالمي” اعتقلهم الكيان الإسرائيلي خلال إبحارهم نحو قطاع غزة.
وكان عشرات الناشطين قد تجمعوا في ساعة مبكرة الجمعة الماضية ، للاعتصام بدعوة من تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين (ائتلاف جمعيات)، والشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع ، وفقا لوكالة الاناضول .
وقالت عضوة هيئة تسيير أسطول الصمود المغاربي، جواهر شنة، في كلمة على هامش الاعتصام، مساء الأحد: “مازلنا نواصل اعتصامنا أمام السفارة الأمريكية إلى حين رجوع كل المشاركين بالأسطول بسلام إلى أوطانهم خاصة مشاركي الأسطول المغاربي”.
وأكدت القيادية بأسطول الصمود المغاربي، أنه “سيتم ترحيلهم قريبا”.
واكدت على أن “الاعتصام أمام السفارة الأمريكية مستمر مساندة وانتظارا لهم، وإلى أن نتأكد أنهم غادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة وإلى حين عودة كل المشاركين من الصمود المغاربي إلى أوطاننا سواء تونس أو ليبيا أو موريتانيا أو الجزائر أو المغرب، ولن نستثني أحدا منهم”.
وأمس الأحد، وصل 10 ناشطين تونسيين من إجمالي 25 مشاركا بأسطول الصمود لكسر الحصار عن قطاع غزة، إلى مطار قرطاج الدولي بالعاصمة تونس، بعد إفراج العدو الصهيوني عنهم، عقب اعتقالهم خلال إبحارهم نحو القطاع.
يذكر انه في مساء الأربعاء الماضي، استولت السلطات العدو الإسرائيلية على 42 سفينة تابعة لأسطول الصمود العالمي أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة، واعتقلت مئات من الناشطين الدوليين على متنها، ونقلتهم إلى سجن كتسيعوت (جنوب)، قبل أن تعلن البدء بترحيلهم، الجمعة.
وكان عدد من المشاركين في الأسطول العالمي المفرج عنهم مؤخرا، أكدوا تعرض ناشطين تونسيين لاعتداءات عنيفة داخل المعتقلات الإسرائيلية من بينهم: مهاب السنوسي، ووائل نوار، وياسين القايدي.
وأشاروا إلى تعرض المحتجزين “من بلدان المغرب العربي، وخاصة التونسيين، لمعاملة سيئة وغير إنسانية”، وفق بيانات سابقة أصدرتها الصفحة الرسمية لأسطول الصمود المغاربي.
ويواصل الناشطون التونسيون المحتجزون حاليا وعددهم 15، إضرابهم المفتوح عن الطعام، منذ ليلة الخميس، احتجاجا على الانتهاكات التي طالتهم أثناء احتجازهم، وعلى ظروف معاملتهم القاسية داخل السجون الإسرائيلية، بحسب بيان للأسطول المغاربي.
وطمأن الأسطول المغاربي، في بيان الأحد، “جميع العائلات والأصدقاء التونسيين بأنّ جميع النشطاء المعنيين قد صدرت في شأنهم بطاقات ترحيل، ولا توجد أيّ حالة مستثناة”، مؤكدا أن “قرارات الترحيل ستُصدر تباعًا”.