قلل القيادي في الحركة الإسلامية السودانية ربيع عبد العاطي، من أهمية اللقاء الذي جرى أمس الإثنين بين قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (الشهير بحميدتي)، ورئيس الوزراء السوداني السابق رئيس الهيئة القيادية لـ"تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)" عبد الله حمدوك، مشيرا إلى أنهما وجهين لعملة واحدة، وهي التمرد على خيارات الشعب السوداني وأمنه واستقراره.



وقال ربيع عبد العاطي في تصريحات خاصة لـ "عربي21": "لقد اتضح بما لا يدع مجالا للشك لدى الشعب السوداني أن حميدتي وحمدوك يمثلان نفس التوجه، ولذلك فاللقاء بينهما لا يعبر عن توجه جدي لإنهاء القتال في السودان، وإنما هي محاولة جديدة لمواجهة غضب الشعب السوداني الذي أذاقوه الويلات على مدى الأشهر الماضية".

وحول الأنباء التي تتحدث عن لقاء مرتقب بين قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، أكد عبد العاطي أن "اللقاء لا معنى له، وأنه لن يتم إلا بعد تنفيذ اتفاق الرياض، غير ذلك فإن أي دخول في محادثات جديدة هو مضيعة للوقت والجهد"، وفق تعبيره.

وكانت وزارة الخارجية السودانية، قد أعربت الأسبوع الماضي عن أسفها لعدم إجراء اللقاء الذي دعت له الإيغاد الخميس الماضي بين رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في العاصمة جيبوتي، واعتبرت ذلك جزءا من "مماطلة قوات الدعم السريع في تحكيم صوت العقل".

وأمس الإثنين التقى قائد قوات الدعم السريع بحميدتي، ورئيس الوزراء السوداني السابق رئيس الهيئة القيادية لـ"تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)" عبد الله حمدوك في أديس أبابا، في مسعى لبحث سبل وقف الحرب المستعرة في البلاد منذ أبريل (نيسان) الماضي.

وقبيل الاجتماع مع حمدوك ووفد "تقدم"، بث حميدتي خطاباً موجهاً إلى السودانيين، تباهى خلاله بما أسماه "الانتصارات الكبيرة" التي قال إن قواته حققتها في كردفان والجزيرة. كما أشاد بـ"بكفاءتها القتالية العالية والتزامها بقضايا الشعب العادلة، وتعهد بإنهاء الحرب لصالحها قريباً"، وبناء ما أطلق عليه "دولة المواطنة المتساوية بلا تمييز".

خطابي للشعب السوداني بمناسبة الذكرى الثامنة والستون لاستقلال السودان pic.twitter.com/ysgMT20poY

— Mohamed Hamdan Daglo (@GeneralDagllo) January 1, 2024

من جهة أخرى أعربت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الثلاثاء، عن استغرابها من أن بيان وزارة الخارجية الأمريكية أمس الإثنين بمناسبة عيد استقلال السودان، "عاد لإستخدام عبارات معممة تتحدث عن جرائم ضد الإنسانية وتطهير عرقي وعنف جنسي دون تسمية من يقوم بها".

وقالت الخارجية السودانية في بيانها: "في حين أن آخر بيان لوزير الخارجية الأمريكي يوم 6 ديسمبر 2023 حمّل بشكل قاطع ميليشيا الدعم السريع المحلولة المسؤولية عن تلك الجرائم، فضلا عن ما صدر من أعضاء بارزين في الكونغرس أدانت الميليشيا لإرتكابها تلك الفظائع".

وأضاف: "يأتي ذلك بينما تتمادى الميليشيا الإرهابية في جرائمها لتشمل مناطق ريفية لا توجد في بعضها حتي أقسام للشرطة، كما يحدث في ولاية الجزيرة، حيث إرتكبت الميليشيا خلال الأيام الماضية مذبحة ضد المدنيين العزل في المدينة عرب، راح ضحيتها أكثر من أحد عشر شخصا، إلى جانب تكرارها للتصفيات علي أسس عرقية التي سبق وان ارتكبتها بدارفور في مدينة ودمدني".

وتابع البيان: "وسبق أن نبهت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة عند هجوم الميليشيا على مدينة ودمدني أن جرائم الإرهاب لن تمضي دون عقاب. كما أبرزت التقارير الإستقصائية لأجهزة إعلام دولية كبرى الأسبوع الماضي المدي المروع الذي إنحدرت إليه الميليشيا في المجازر العرقية لتي ترتكبها، بقتلتها حتى للأطفال الرضع الذكور من القبائل التي تستهدفها، وهو ما يمثل جريمة إبادة جماعية. وكان من المتوقع أن يشير البيان الأخير للوزير الأمريكي لهذا".

الخارجية السودانية أضافت في بيانها: "كذلك تجاهل البيان الإشارة لتنصل الميليشيا عن إلتزاماتها بموجب إعلان جدة للمبادئ الإنسانية الموقع منذ 11 مايو الماضي، والذي من شانه أن ينهي المعاناة الإنسانية ويمهد لوقف إطلاق النار إن تم تطبيقة كاملا".

واختتم بالقول: "تنبغي الإشارة إلي أن الشعب السوداني في مختلف الولايات قد عبر عن موقفه بقوة ووضوح بتلاحمه مع القوات المسلحة وإنتظامه في المقاومة الشعبية سندا لها ودفاعا عن نفسه وكرامته وسيادته. ولا يمكن بالتالي فرض أي حلول للأزمة لا ترضي تطلعاته في السلام والحرية وإرادته المستقلة".

وكانت وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد دعا أمس الإثنين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى "إنهاء الحرب الوحشية وإعادة الحكم إلى المدنيين".

جاء ذلك في بيان نشرته سفارة واشنطن بالخرطوم عبر صفحتها الرسمية بفيسبوك.

وقال بلينكن: "مع بدء عام جديد بالذكرى الـ 68 لاستقلال السودان، نرى استمرار معاناة الشعب السوداني بسبب الصراع الذي لا داعي له بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع"، وفق البيان.

وأضاف: "يجب على القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع إنهاء هذه الحرب الوحشية وإعادة الحكم إلى المدنيين، كما طالب الشعب السوداني منذ وقت طويل".

وذكر وزير الخارجية الأمريكي، أن "الصراع في السودان أسفر عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، وانعدام الأمن الغذائي الخطير، وانتشار تشريد واسع النطاق، وانهيار نظام الرعاية الصحية".

وأشار إلى أن الحرب "عملت بشكل خطير على تعميق الانقسامات في السودان على طول خطوط عرقية وقبلية إقليمية".

وأوضح أن "السودان يعاني إحدى أكبر الأزمات الإنسانية والنزوح في العالم، بسبب قرارات الأطراف المتحاربة. الاقتصاد والبنية التحتية السودانية في خراب".

وزاد: "تعرض العديد من النساء والفتيات للاغتصاب أو يعشن في رعب من العنف الجنسي وسط حالة انعدام القانون والإفلات من العقاب".



ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة حميدتي، حربا خلّفت أكثر من 12 ألف قتيل وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.

واتسعت رقعة الصراع في السودان مع إعلان "الدعم السريع" في 18 ديسمبر الماضي، سيطرتها على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، بعد معارك مع الجيش استمرت نحو 4 أيام، في الولاية المتاخمة للخرطوم من الجنوب، وتعد ذات كثافة سكانية عالية، وكانت قِبلة للنازحين من القتال في الخرطوم..

وبانتقال المعارك إلى الجزيرة، اتسعت رقعة القتال إذ انضمت الولاية إلى 9 ولايات تشهد اشتباكات مستمرة منذ منتصف أبريل، وهي العاصمة الخرطوم وولايات إقليمي دارفور وكردفان، من أصل 18 ولاية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السودانية السلام السودان سلام سياسة آفاق المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخارجیة السودانیة الخارجیة الأمریکی قوات الدعم السریع الشعب السودانی فی السودان

إقرأ أيضاً:

خريطة سيطرة الجيش السوداني.. هذه المناطق متبقية مع الدعم السريع

وسّع الجيش السوادني من خريطة سيطرته على أراضي البلاد، بعد التقدم الذي أحرزه الثلاثاء، جنوب مدينة أم درمان وغربها، وتطهير ولاية الخرطوم بشكل كامل من قوات الدعم السريع برئاسة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وجدد الجيش السوداني العهد بمواصلة جهوده "حتى تطهير آخر شبر من بلادنا من كل متمرد"، وفق البيان المتلفز الذي أدلى به المتحدث باسم الجيش نبيل عبد الله.




وبهذا الإعلان، اتسعت رقعت سيطرة الجيش السوادني، وأصبحت غالبية مساحة البلاد خاضعة تحت نفوذه، بعد تقلبات عديدة شهدتها الحرب التي اندلعت في نيسان/ أبريل لعام 2023.

سيطرة الجيش
⬛ يسيطر الجيش السوداني على ولايات الشمالية والبحر الأحمر ونهر النيل والخرطوم وكسلا والقضارف والجزيرة وسنار والنيل الأزرق والنيل الأبيض وجنوب كردفان.



⬛ باتت سيطرة الجيش موجودة على الـ18 ولاية السودانية، عدا بعض الأجزاء في ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان، وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتي لا تزال خاضعة تحت سيطرة قوات "الدعم السريع".

معقل الدعم السريع
⬛ إقليم دارفور يضم 5 ولايات، وهي شمال وغرب وجنوب وشرق ووسط دارفور، وتحتفظ قوات "الدعم السريع" بـ4 ولايات منها، وتعد معقلا رئيسيا لها.



⬛ من أبرز مناطق سيطرة قوات الدعم السريع الفاشر ونيالا والجنينة والعديد من ولايات دارفور، فيما تحتدم الاشتباكات مع الجيش في ولاية شمال دارفور، وشمال كردفان وغرب كردفان.

وارتكبت قوات الدعم السريع مجازر بشعة مؤخرا في مدينة الفاشر الواقعة شمال دارفور، وطالت مخيمات النازحين، في ظل تراجع سيطرة قوات حميدتي في أنحاء مختلفة بالسودان.

ودمرت قوات الدعم السريع الشهر الماضي، منازل ومرافق صحية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية دارفور غرب السودان، إلى جانب تخريب مخيمات النازحين المحيطة بها، وتحديدا مخيمي زمزم وأبو شوك.



وتأتي سيطرة الجيش على غالبية مساحة السودان، في وقت أعلن فيه مجلس السيادة الانتقالي تعيين المسؤول الأممي السابق والمرشح الرئاسي الأسبق كامل إدريس، رئيسا للوزراء في الحكومة التي يشرف عليها الجيش.

وبحسب موقع "ميدل إيست آي"، فإنّه بعد أكثر من عامين على الحرب، فإن السودان قد دخلت مرحلة حاسمة، واتسمت بتكثيف الهجمات وتصلب هياكل السلطة المتنافسة.

قتال من أجل الشرعية السياسيةوأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لا تتقاتل من أجل السيطرة على الأرض فحسب، بل من أجل الشرعية السياسية أيضا، حيث يُصعّد كلا الجانبين عملياتهما في جميع أنحاء البلاد.

وذكر أن القتال اشتدت في معاقل رئيسية، لا سيما في دارفور وكردفان، وتمضي قوات الدعم السريع قدما في خططها لتشكيل حكومة موزاية، منوها إلى أن الجيش السوداني شن غارات جوية مكثفة على منشآت عسكرية في "نيالا"، مع التركيز على مطار المدينة الدولي.

ولفت إلى أنه في جنوب دارفور، عززت قوات "الدعم السريع" سيطرتها، وتستعد لإعلان حكومة مدنية جديدة، بهدف استبدال الإدارة المتمركزة في "بورتسودان".

مقالات مشابهة

  • خريطة سيطرة الجيش السوداني.. هذه المناطق متبقية مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يوجه ضربة قاصمة لظهر مليشيا الدعم السريع بدارفور
  • الجيش السوداني يعلن ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن رسميًا.. الخرطوم خالية من الدعم السريع
  • الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير
  • 14 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مخيم للنازحين غرب السودان
  • الجيش السوداني يحاصر آخر معاقل الدعم السريع غرب الخرطوم
  • انضمت للجيش وتقاتل لجانبه.. هل تسعى مجموعات السودان المسلحة لمقابل سياسي؟
  • السودان.. مقتل 14 نازحًا في قصف الدعم السريع على سوق في دارفور
  • السودان: مقتل 14 شخصا في قصف لميليشيا الدعم السريع على معسكر للنازحين في الفاشر