المبادرات الرئاسية مجمّدة... بانتظار حراك الخماسية
تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT
كتبت كلير شكر في" نداء الوطن": فعلياً، يمكن القول إنّ المنطقة برمّتها على المحك. صارت أشبه بحقل ألغام متفجّرة من شأنها أن تطيح بأي استقرار. فكيف يمكن في ظلّ هذه الظروف انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان؟ وفق المصادر الدبلوماسية المعنية، لا حراك رئاسياً جدياً قبل وقف إطلاق النار في غزة وفي جنوب لبنان. وبالتالي، كل الجولات المنتظرة والمرتقبة للمسؤولين الغربيين ليست سوى محاولات خجولة لجسّ النبض وتهيئة الأرضية قبل الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
ويزيد بعض المعنيين على هذا الكلام، تأكيدهم أنّ عملية اغتيال العاروري قد تبرّد الملف الرئاسي أكثر، وتحيله إلى لائحة الملفات الثانوية التي تصعب معالجتها في الوقت الراهن. ويشيرون إلى أنّ ما حصل في الضاحية الجنوبية وما قد يحصل في الأيام المقبلة، من شأنه أن يدفع المعنيين بالملف اللبناني، وتحديداً مكونات اللجنة الخماسية، إلى الانكفاء قليلاً بانتظار جلاء الصورة الأمنية، لا سيما وأنّ التطورات الأخيرة تزيد من تمسك القوى المعنية بمواقفها حيال الملف الرئاسي، ليصير البحث عن حلّ توافقي، عديم الفائدة. وفق هؤلاء، كان يفترض بمكونات اللجنة الخماسية (لا تزال خماسية من دون أي تغيير في تركيبتها)، أن تعيد تفعيل محركاتها مع انطلاق العام الجديد، على أن يقوم سفراؤها المعتمدون في لبنان بجولة على بعض المسؤولين اللبنانيين، منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل أن تلتئم اللجنة وتعقد اجتماعاً جديداً بعد الاجتماع الأخير الذي عقد في نيويورك... على أن يحطّ من بعدها الموفد الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت لتكريس ما سيتمّ التفاهم عليه في اللجنة، ولو أنّ ما قاله لودريان صراحة في زيارته الأخيرة، يؤكد أنّ البحث من جانب «الخماسية» انتقل جدياً إلى مربع المرشح الثالث. والبحث جارٍ عن قوة الدفع التي تتيح انتخاب هذا المرشح.
وفي السياق نفسه، يقول لبنانيون التقوا حديثاً السفيرة الأميركية الجديدة ليزا جونسون إنّ الأخيرة متحمّسة جداً لإنهاء الملف الرئاسي في لبنان، وهي تعتقد أنّه لا بدّ من انتخاب رئيس وتأليف حكومة فاعلة لمواكبة التطورات الحاصلة في الجنوب، سواء في حال أخذت منحى تصعيدياً أو تفاهمياً من خلال العمل على تطبيق القرار 1701 كما تطرح إدارة بلادها عبر الوسيط آموس هوكشتاين، كمخرج لوقف الأعمال العسكرية في الجنوب.
ويشيرون إلى أنّه حتى اللحظة، لا جواب لدى الإدارة الأميركية من قبل لبنان حول هذا المقترح، ويفترض أن يعود هوكشتاين إلى بيروت لاستكمال مساعيه، وقد نقلت صحيفة «هآرتس» أمس أنّ «المبعوث الأميركي سيزور إسرائيل هذا الأسبوع سعيا لتجنب الحرب بين إسرائيل ولبنان». ولكن رئاسياً، لا مواعيد واضحة على الأجندة الدولية المهتمة. ويبدو أنّ الظروف لا تساعد على إعادة تنشيط مساعي اللجنة الخماسية، أقله في المدى المنظور. وعليه، من غير المرتقب أن يتجدد النقاش حول هذا الملف كما كان يُخطط له منذ أسابيع. والأحداث الأمنية قد تستدعي بعض التأجيل.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تمتنع عن الهجمات في غزة.. بانتظار المصادقة الرسمية
كشف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن وقف إطلاق النار في غزة لن يدخل حيز التنفيذ إلا بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية مساء اليوم.
ويأتي إعلان مكتب نتنياهو في وقت كانت مصادر قد أعلنت في وقت سابق أن الاتفاق على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة دخل حيز التنفيذ عند الساعة 09:00 بتوقيت غرينتش، وهو الموعد الذي كان من المفترض أن يبدأ فيه تنفيذ وقف إطلاق النار.
ورغم تأكيد نتنياهو أن وقف إطلاق النار سينتظر المصادقة النهائية، إلا أن إذاعة الجيش الإسرائيلي كشفت أن "إسرائيل لن تبادر لعمليات هجومية قبل وقف إطلاق النار بشكل رسمي".
وفي نفس الوقت، أفاد مراسلنا بتوقف تحليق الطائرات والمسيّرات الإسرائيلية في أجواء قطاع غزة.
وينتظر أن تصادق الحكومة الإسرائيلية في وقت لاحق الخميس على الاتفاق، ليدخل رسميا حيز التنفيذ.
واتفقت إسرائيل وحماس على المرحلة الأولى من خطة ترامب، في وقت مبكر الخميس، وهي اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن الإسرائيليين والمحتجزين الفلسطينيين مما قد يمهد الطريق لإنهاء حرب دامية مستمرة منذ عامين.
وجاء الاتفاق بعد يوم واحد فقط من الذكرى السنوية الثانية للهجوم عبر الحدود الذي شنته حماس والذي أدى إلى الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة.