القشع بالجبل الأخضر .. وجهة مثرية لسياحة المغامرات واكتشاف الطبيعة
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
العُمانية: تعد قرية القشع بولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية وجهة مثرية لسياحة المغامرات لما تتمتع به من تضاريس وجيولوجيا استثنائية ذات مناخ معتدل صيفًا وبارد شتاءً.
تقع قرية القشع عند السفح الشرقي لأحد الجبال الشاهقة عند نهاية أحد أطول المدرجات الجبلية من جهتها الغربية أما شمالها فتطل عليها قرية العين، بينما تحدها من الجنوب قرية سلوت ومصيرة الرواجح.
وتتفرد القرية بمدرجاتها الزراعية التي تضم العديد من أشجار الفاكهة كغيرها من قرى الولاية كأشجار الرمان والجوز والخوخ والمشمش، إضافة إلى المحاصيل الزراعية الموسمية كالثوم والبصل وغيرها.
ووضح وليد بن سيف الزكواني، عضو المجلس البلدي في ولاية الجبل الأخضر وأحد الأهالي في القرية لوكالة الأنباء العُمانية أن سبب تسمية القرية بالقشع يرجع إلى انحدار الصخور نحوها من مختلف الاتجاهات، ومن معانيها اللغوية أيضًا انقشاع الغيوم بعد أن تغطي كبد السماء، وهو وصف مجازي يليق بعلاقتها الساحرة بالطبيعة.
وذكر الزكواني أن القرية تشتهر بالكثير من الشواهد والأدلة الأثرية التي تعود إلى بدايات الاستيطان البشري الأول في الجبل الأخضر، حيث تنتشر المقابر القديمة بعدة أشكال واتجاهات غير معتادة، مختلفة عن النمط الإسلامي، ما يُشير إلى أزمنة ما قبل الإسلام، وربما إلى العصر الحجري القديم، وتحجر بعض المدرجات الزراعية بفعل العوامل الجيولوجية والطقس ما يدل على قدمها. كما توجد آثار كهوف سكنية تتضمن مواقد للنار وآثارًا للدخان، ما يعزز فرضية استخدامها البشري كما لا تزال هناك مبانٍ حجرية قديمة فيها وهي بحاجة إلى دراسات أثرية معمقة من قبل الجهات الحكومية المعنية.
وبيّن ارتباط نشأة قرية القشع بالعمق التاريخي والموروث التراثي المتنوع، حيث تضم شواهد تاريخية وعددًا من المساجد منها مسجد البلاد ومسجد الوادي ومسجد الجفرة ومسجد الحجرين، إلى جانب عدد من الأفلاج والعيون المائية والتي تروى بها المزروعات كفلج لعور وفلج الغوج وفلج ازل وفلج الحرف، وعين السمنة وعين السويب وعين شاذان وغيرها.
وأشار عضو المجلس البلدي في ولاية الجبل الأخضر إلى أن حصاد الورد والرمان ومختلف أصناف الفاكهة يتم خلال فصل الصيف مما يجعل الولاية وجهة سياحية للكثير من السياح والزوار، حيث إن هذه المواسم تُضفي على قرية القشع تنوع المنتج السياحي، ويتعرف الزائر عن قرب على آلية تصنيع ماء الورد بشقيه التقليدي والحديث، مؤكدًا على أن زراعة الورد والرمان في القرية تعد ذات جدوى اقتصادية ولها أهمية كبيرة كونها أحد مصادر الدخل للمزارعين.
وقال حمد بن صبيح الزكواني، أحد أهالي قرية القشع لوكالة الأنباء العُمانية: إن القرية تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى مزار سياحي بارز حيث يتوافد إليها محبو الطبيعة، خصوصًا في فصل الصيف، لما تتميز به من شلالات ساحرة مثل شلال وادي العين، وشرجة العنبور، وشلال كور أزك والتنوّع الجيولوجي في تكوينات الصخور (متحولة، رسوبية، ونارية)، وكهوف ومغارات فريدة مثل كهف لمبرد، بالإضافة إلى النمو النادر لأشجار استوائية تُعرف محليًّا بـ"السوجر" والتي تنبت على طول وادي العين، وهي ميزة تنفرد بها قرية القشع عن سائر قرى الجبل.
وأكد الزكواني أنه توجد في القرية طرق مهيأة لرياضة المشي الجبلي (الهايكنج)، والتي تمر عبر عدد من الشعاب والأودية والمدرجات الزراعية في مناخ متوسطي معتدل، مشيرًا إلى أنه من أبرز هذه المسارات طريق اللمد وطريق الساب وطريق مسلك المغارات والتي تربط القرية بعدد من القرى المجاورة وكانت تستخدم في تنقل الأهالي قديمًا.
وقال: إن مواسم حصاد الفاكهة في ولاية الجبل الأخضر بشكل عام وقرية القشع بشكل خاص تسهم في جذب السياح والزوار للتعرف من خلالها على المقومات السياحية من خلال سياحة المغامرات والسياحة الطبيعية والتراثية وغيرها.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الجبل الأخضر
إقرأ أيضاً:
«جامعة الإمارات» تشارك في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة 2025
أبوظبي (وام)
أخبار ذات صلةتشارك جامعة الإمارات العربية المتحدة في المؤتمر العالمي للحفاظ على الطبيعة، الذي ينظّمه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة 2025، وتستضيفه العاصمة أبوظبي، من خلال تنظيمها سلسلةً من الأنشطة والجلسات العلمية، والإعلان عن شراكات جديدة.
وأظهرت الجهود الدور المتنامي للجامعة كصرح وطني وعالمي للبحوث البيئية، وريادة الاستدامة، والمبادرات العالمية في مجال حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية، فيما تعكس مشاركة الجامعة رؤيتها الاستراتيجية في تعزيز البحث والابتكار والتنمية المستدامة، بما يتماشى مع الأجندة الوطنية والعالمية للمناخ.
وأعرب الأستاذ الدكتور أحمد علي الرئيسي، مدير الجامعة، عن فخر الجامعة بالمشاركة في المؤتمر لتجسيد التزامها الراسخ بالاستدامة والمحافظة على البيئة، لافتاً إلى أن شراكتها مع هيئة البيئة - أبوظبي، وحديقة الحيوانات بالعين، والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، تعكس التزاماً مشتركاً بحماية التنوع البيولوجي وتعزيز البحوث البيئية.
وأشار إلى أنه من خلال معرض براءات الاختراع ومساهماتها الابتكارية، تواصل جامعة الإمارات تقديم حلول مبتكرة لمواجهة التحديات العالمية، كما يؤكد تصنيفها في المرتبة الأولى على مستوى الدولة في تصنيف «QS» للاستدامة، ريادتها في بناء إرث مستدام للأجيال المقبلة.
وكشفت الجامعة، خلال المؤتمر، عن العديد من المبادرات والشراكات الرئيسة، مؤكدة التزامها بتطوير البحث العلمي التطبيقي الذي يعالج التحديات البيئية الملحة، ومن أبرزها الإعلان عن الفائزين بمنح الأبحاث الطلابية المشتركة بين جامعة الإمارات وهيئة البيئة - أبوظبي، والتي صُمّمت لتمكين الباحثين الشباب من تطوير حلول مبتكرة ومستدامة للقضايا البيئية.
كما أطلقت الجامعة شراكة بحثية مع حديقة حيوان العين، لتعزيز التعاون في مشاريع بحثية مشتركة تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، مع التركيز على إدارة المناظر الطبيعية وعلوم الطب البيطرية.
وتم إطلاق تعاون بحثي طلابي مشترك مع الصندوق الدولي لحماية الحبارى لدعم الحفاظ على التنوع البيولوجي.
وأعلنت جامعة الإمارات، عن إطلاق الدورة الثانية من برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه في العمل المناخي، والتي تهدف إلى تعزيز البحث التطبيقي في مجالات حيوية مثل الطاقة المتجددة، واحتجاز الكربون، واقتصاديات المناخ.
كما أعلن مركز بحوث البيئة الصحراوية، الذي تم إنشاؤه حديثاً في الجامعة، عن شراكة استراتيجية مع هيئة البيئة - أبوظبي للتعاون في معالجة القضايا البيئية والاستدامة الأكثر إلحاحاً التي تواجه النظم البيئية الصحراوية.
واستضافت الجامعة، حلقة نقاشية بعنوان «تخضير المستقبل»، تناولت الدور الحيوي للجامعات كمحرك للتحول البيئي من خلال دمج الاستدامة في المناهج الدراسية، وتعزيز الحرم الجامعي الأخضر، وتشجيع العمل المناخي القائم على الابتكار. وبالتعاون مع هيئة البيئة - أبوظبي، و«تدوير»، وحديقة حيوان العين، نظّمت الجامعة حلقة نقاشية لتسليط الضوء على أهمية الشراكات بين القطاعات في دعم الاستدامة البيئية، واستعادة النظام البيئي، والمرونة المناخية.
وفي جناحها المخصص ضمن معرض الابتكار وبراءات الاختراع، عرضت الجامعة مجموعة من براءات الاختراع والابتكارات التطبيقية التي طوّرها باحثوها وطلابها، كما تم عرض فيلم قصير بعنوان «من حكمة الصحراء إلى الابتكار العالمي»، احتفاءً بإرث الجامعة في مجال رعاية البيئة.