سفير إيطالي سابق: إسرائيل لم تحقق أهدافها الاستراتيجية في حربها ضد إيران
تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT
في حوار خاص أجراه موقع "إنسايد أوفر" الإيطالي مع السفير الإيطالي السابق في بغداد، ماركو كارنيلوس، والخبير في شؤون الجغرافيا السياسية الإقليمية، تناول السفير أبعاد وتداعيات وقف إطلاق النار المفاجئ بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، والذي أُعلن عنه بوساطة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
يرى كارنيلوس أن وقف إطلاق النار بعد حرب استمرت 12 يومًا، لا يمكن عزله عن سلوك الإدارة الأمريكية، وعلى رأسها دونالد ترامب، الذي يتصرف بطريقة "متقلبة" بحسب وصفه.
ويُشبه نهج ترامب بما يُعرف بـ"نظرية الرجل المجنون" المنسوبة للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون، والتي تقوم على إرباك الخصوم بسلوك غير متوقع.
لكن كارنيلوس حذر من أن إرباك الخصوم لا يخلو من مخاطر، وقد يؤدي إلى تصعيدات غير محسوبة، موضحًا أن ترامب يتصرف أحيانًا وكأن ماضيه كمفاوض عقاري لا يزال يتحكم بعقله السياسي، وأن قراراته الأخيرة بدت وكأنها تخدم شعارات متناقضة، من "لنجعل أمريكا عظيمة" إلى "لنجعل إيران عظيمة من جديد".
حسابات الاحتلال وأحلام نتنياهو
بحسب كارنيلوس، فإن الحرب الإسرائيلية لم تكن فقط ردًا على تهديدات آنية، بل جزء من مخطط استراتيجي بعيد المدى يهدف إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط.
ويعتبر أن نتنياهو رأى في هذا التوقيت فرصة تاريخية لا تُعوض لتصفية أعداء الاحتلال الإسرائيلي، خصوصًا في ظل دعم أمريكي غير مسبوق، وتواطؤ أوروبي، وانشغال روسي بالحرب الأوكرانية، وتردد صيني.
ويشمل المخطط، وفق السفير، تدمير حماس في غزة، القضاء على حزب الله في لبنان، واستغلال انهيار النظام السوري كعامل لتفكيك ما كان يعرف بمحور المقاومة، ليصل الهدف الأخير إلى إيران.
لماذا إيران؟
يشير كارنيلوس إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أراد من الهجوم على إيران تحقيق هدفين رئيسيين: الأول، إنهاء البرنامج النووي الإيراني عسكريًا؛ والثاني، خلق حالة من الفوضى الداخلية في إيران تؤدي إلى إسقاط النظام. غير أن التطورات الميدانية تشير إلى أن أياً من الهدفين لم يتحقق بعد.
ويضيف أن الهجمات الجوية لم تحسم مصير المشروع النووي الإيراني، كما أن الأوضاع الداخلية الإيرانية لم تشهد انهيارًا، بل إن الردود العسكرية التي نفذتها طهران فاجأت خصومها، وأجبرت واشنطن وتل أبيب على مراجعة حساباتهما.
رغم إعلان وقف إطلاق النار، يبدي كارنيلوس شكوكًا حيال صموده، مشيرًا إلى سوابق عدة أعلن فيها ترامب مواقف مشابهة سرعان ما تراجع عنها أو لم تُترجم فعليا.
لكن في حال صمد الاتفاق، فهو يعني فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافها الثلاثة: تدمير البرنامج النووي الإيراني، جر أمريكا إلى حرب شاملة، وإسقاط النظام في طهران.
ويرى أن نتنياهو قد يُنظر إليه كخاسر سياسيًا، بينما قد يسوق ترامب نفسه داخليا كصانع سلام، ويبحث عن جائزة نوبل، في خطوة دعائية تشبه تلك التي قام بها سلفه باراك أوباما.
إيران بين الصدمة والرد
يؤكد السفير أن إيران دخلت الصراع وهي في وضع معقد، خاصة بعد الضربات التي طالت وكلاءها في غزة ولبنان، وانقطاع خطوط الإمداد في سوريا. لكن الرد الإيراني جاء مفاجئًا في قوته وتوقيته، ما أعاد خلط الأوراق ميدانيًا ودبلوماسيًا، وفرض وقفًا لإطلاق النار لم يكن على أجندة نتنياهو.
ويشير إلى أن إيران استخدمت ترسانتها الصاروخية بفعالية، دون أن تُدفع نحو مواجهة شاملة، وهو ما يؤكد قدرتها على فرض قواعد اشتباك جديدة، رغم العقوبات والخنق الاقتصادي.
وحول إمكانية استئناف الحوار النووي، يرى كارنيلوس أن فرص العودة إلى طاولة المفاوضات ما زالت قائمة، لكن بشروط. ويحذر من إشراك الأوروبيين في هذه المرحلة، متهمًا إياهم بالتسبب بإرباك كبير في السنوات الماضية، سواء عبر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو عبر مواقفهم السياسية المتذبذبة.
ويقترح أن تبقى الوساطة في يد أطراف أقل انحيازًا وأكثر واقعية، داعيًا الأوروبيين للتركيز على "ما يُجيدونه" من تنظيم لوجستي، بدل محاولات التأثير السياسي غير المدروسة.
من الأحادية إلى التعددية.. من يربح السباق؟
يرى كارنيلوس أن سلوك الولايات المتحدة يُعيد إحياء نموذج الأحادية القطبية، لكنه يشكك في قدرة واشنطن على الاستمرار في هذا المسار. فالقوة وحدها لم تعد كافية، والديون الأمريكية الهائلة تُهدد النظام المالي العالمي. ويحذر من أن استمرار الصراع قد يدفع واشنطن نحو "قنبلة التخلف المالي عن السداد".
ويدعو في هذا السياق إلى إعادة قراءة كتاب بول كينيدي "صعود وسقوط القوى العظمى"، باعتباره مرجعا لفهم ما يحدث من تبدلات في موازين القوى.
يرى كارنيلوس أن التبدلات في الشرق الأوسط تُقلق موسكو وبكين، خصوصًا في ظل محاولات أمريكية لإعادة فرض الهيمنة عبر بوابة تسوية شرق أوسطية جديدة. ويشير إلى أن أي تطبيع بين واشنطن وطهران سيؤثر مباشرة على مشاريع كبرى مثل البريكس، والحزام والطريق، والتكامل الأوراسي.
ويعتبر أن إيران، بما تمتلكه من موقع استراتيجي وموارد طاقة، قد تكون النقطة التي تُنسف بها كل هذه المشاريع إن تمكنت أمريكا من إعادة تطويعها، سواء دبلوماسيًا أو عسكريًا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية إيران الإسرائيلي ترامب النووي إيران إسرائيل النووي ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی إلى أن
إقرأ أيضاً:
أوكرانيا تحقق مكاسب صغيرة قبل قمة ترامب وبوتين
أعلن جيش كييف استعادة قريتين في منطقة سومي الشرقية، مُضيفًا بذلك مكاسب صغيرة حققتها مؤخرًا على طول الحدود مع روسيا، وذلك قبل محادثات السلام في قمة الرئيسيين الأمريكي والروسي المقررة يوم الجمعة في ألاسكا.
وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيتعين على كييف وموسكو التنازل عن أراضٍ لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وستُظهر محادثات هذا الأسبوع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مدى استعداد زعيم الكرملين للتوصل إلى اتفاق.
أعلنت هيئة الأركان العامة في تقريرها الصادر الثلاثاء أن القوات الأوكرانية حررت قريتي “ستيبني” و"نوفوكوستيانتينيفكا" على خط المواجهة في “سومي”.
وكتب القائد الأعلى للجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، على فيسبوك، عقب اجتماع عُقد يوم الثلاثاء مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي وكبار القادة العسكريين: "الوضع صعب. لكننا نصد العدو".
وأضاف: "ننفذ عمليات نشطة في منطقة سومي، ونحقق بعض النجاح في التقدم نحو تحرير الأراضي الأوكرانية".
وتأتي مكاسب يوم الاثنين عقب أنباء يوم أمس الأحد عن استعادة جيش كييف قرية “بيزساليفكا”.
تأتي هذه المكاسب الصغيرة في الوقت الذي تتقدم فيه القوات الروسية غربًا منذ أشهر على طول أجزاء من خط المواجهة الذي يبلغ طوله 1000 كيلومتر (620 ميلًا)، مسيطرةً على قرى جديدة بشكل شبه يومي، وخاصة في منطقة دونيتسك.
شنت روسيا، حربها على أوكرانيا في فبراير 2022، وشنت هجومًا جديدًا هذا العام في سومي، بناءً على أمر بوتين بإنشاء "منطقة عازلة" هناك، مما يهدد عاصمة الإقليم.