CNN Arabic:
2025-05-18@10:29:14 GMT

التاريخ السري لبطاقات التاروت الأكثر شعبية في العالم

تاريخ النشر: 4th, January 2024 GMT

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تناولت باميلا كولمان سميث، الفنّانة والرسامة ومصمّمة الأزياء البريطانية، في مقال نشرته في عام 1908، كيفية تفسير اللوحات الفنية. وكتبت: "تعلّم من كل شيء، وشاهد كل شيء، إبحث عن العيون المتخفية، والباب المؤدي إلى البلد المجهول".

ربما كانت سميث تصف كيفية استخدام مجموعة بطاقات التاروت.

وفي نهاية المطاف، كانت هي المسؤولة عن ابتكار الرسوم المستخدمة في تصميم بطاقات التاروت الأكثر شعبية في العالم. في عام 1909، التقت سميث بالشاعر المتصوّف آرثر ويت من خلال جمعية سرية تُعرف باسم "نظام الفجر الذهبي المحكم". أدى إيمانهما المتبادل بالروحانية، والطقوس، والرمزية، والممارسات الروحانية، إلى توحيد قواهما وإنشاء مجموعة بطاقات التاروت، والجمع بين مفاهيم ويت ورسوم سميث على طراز فن الآرت نوفو.

نُشرت بطاقات التاروت خلال عام 1910، وتُعرف اليوم باسم مجموعة "Waite-Smith" أو "Rider-Waite-Smith" (تمّ مسح مساهمة سميث إلى حد كبير من العنوان وطغى عليها اسم رايدر للناشر الأصلي، حتى تسعينيات القرن الماضي). لكن طبعة جديدة أصدرتها دار تاشين للنشر، "The Tarot of A.E. Waite and P. Colman Smith: The Story of the World's Most Popular Tarot"، تضم مجموعة كاملة من الورق الأصلي وسلسلة من المقالات السياقية عن سميث ووايت، وتتعمّق بكيفية إنشاء المجموعة وتاريخها، وأهميتها، وشعبيتها.

صورة "مخلوقات بحرية" للفنانة باميلا كولمان سميث، رسمتها عام 1907. نقلت الفنانة رؤيتها إلى بطاقات التاروت التي صمّمتها بالتعاون مع الشاعر آرثر ويت.Credit: Alfred Stieglitz/Georgia O'Keeffe Archive, Yale Collection of American Literature/Taschen

تحتوي مجموعة بطاقات التاروت على حزمة مكونة من 78 بطاقة مصوّرة، تظهر كل منها رموزًا وشخصيات محدّدة، كانت نشأت في إيطاليا خلال القرن الخامس عشر. يعكس إنشاء مجموعة ويت-سميث "منعطفًا ثقافيًا مهمًا" في مطلع القرن العشرين، بحسب ما أوضح محرر الكتاب يوهانس فيبيغ الذي تعود بدايات علاقته بدراسة التاروت إلى أكثر من 40 عامًا. وقال: "كان هناك شعور إيجابي بالتحرّر الشخصي، والعيش بحرية، وبشكل أكثر براعة (في هذا الوقت)". وأضاف: "ومع ذلك، فقد توقفت هذه الانتفاضات بسبب الحربين العالميتين الأولى والثانية". 

وأوضح فيبيغ أنّ سبعينيات القرن العشرين شهدت على تجدّد الاهتمام بالتاروت، وزادت شعبية مجموعة ويت-سميث بالتوازي مع الحركات النسوية، وتلك المناهضة للحرب، وحقوق الإنسان الدولية. اليوم، يستخدم الناس التاروت في الغالب كأداة لفهم أنفسهم على المستوى الشخصي، وأحيانًا من خلال ممارسات مثل القراءات، وتفسير الأحلام، واختيار بطاقة اليوم.

استلهمت اللوحات التي رسمتها باميلا كولمان سميث لمجموعة التاروت الخاصة بها من الرموز والشخصيات التي نشأت في إيطاليا خلال القرن الخامس عشر.Credit: Public domain

وبحسب فيبيغ، يمكن تفسير كل بطاقة والنظر إليها بشكل مختلف تبعًا للناظر إليها. وشرح قائلًا إنّ "التاروت هو اقتراح للناس". وفي مقابلة مع CNN، أوضح أن "(التاروت) أكثر من مجرد قراءة للطالع. فأنت كقارئ للورق مدعو للدخول والتحاور مع الصورة (بطاقة الورق)، ​​بحيث تصبح مرآة لك".

تُعد الصورة نفسها بالتالي أمرًا بالغ الأهمية لأي رحلة مع التاروت، وهي دليل مهم لفهم الشعبية الدائمة لمجموعة ويت سميث. ولفت فيبيغ إلى أن "(ويت وسميث) كانا يتحلان بالعبقرية، لكن حينها، لم يدرك ذلك سوى عدد قليل من الناس".

تأثّر إبداع سميث بالحياة الدولية الملونة التي عاشتها. ولدت ونشأت في مانشستر، إنجلترا، وانتقلت مع عائلتها إلى جامايكا عندما كانت طفلة، قبل الالتحاق بكلية في بروكلين، نيويورك، عندما كانت مراهقة. واستقرت لاحقاً في لندن، وأصبحت جزءًا من المشهد الفني في العاصمة البريطانية، حيث كان من معاصريها والمعجبين بأعمالها الكتّاب و.ب. ييتس، ومارك توين، وروديارد كيبلينغ، والملحن كلود ديبوسي.

طبعة أولية من ورق التاروت ويت-سميث يعود تاريخها إلى عام 1909.Credit: Courtesy Saskia Jansen/Taschen

في مقال عن سميث كجزء من الكتاب الجديد، ذكرت الكاتبة ماري ك. غرير أن أسلوب سميث الفني، بألوانه الجريئة الزاهية والتفاصيل المعقدة، تأثر بعوامل عديدة بينها تعرضها للحكايات الشعبية الجامايكية والمطبوعات اليابانية، ومشاركتها في العروض المسرحية وتصميم الديكور. كتبت جرير أن ويت وسميث يحتمل أنهما زارا معرضًا لمجموعة التاروت الإيطالية من القرن الخامس عشر بالمتحف البريطاني، في عام 1907، الأمر الذي ألهمهما.

تصور البطاقات، التي تم إنشاؤها خلال أشهر صيف عام 1909، شخصيات وزخارف ورموز موضوعة على خلفيات غالبًا ما ترتبط بالمناظر الطبيعية الإنجليزية، مثل التلال والسواحل. وأوضح فيبيغ أن جمال الرسوم يكمن بأنّ محتوياتها يمكن تفسيرها بطرق لا تُعد ولا تُحصى، حيث تمثل كل بطاقة توصية وتحذيرًا.

كان آرثر وايت شاعرًا ومتصوفًا التقى بباميلا كولمان سميث في جمعية سرية. وبعد بضع سنوات بدأ الثنائي العمل على مجموعة ورق التاروت.Credit: Alamy Stock Photo

هذا الانفتاح الذي طبع مجموعة ويت-سميث سمح بإعادة تفسير الأوراق مرات عدة، خصوصًا خلال العقد الماضي، بالتوازي مع الاهتمام المتزايد بممارسة التاروت. وأنشأ الفنانون تشكيلات تحتوي على شخصيات تعكس مجتمعاتهم التي غالبًا ما تكون ممثلة تمثيلاً ناقصًا إن لجهة العرق، والجنس، والطبقة الاجتماعية، والإعاقة، إلى أمور أخرى. لكن، وكما كتبت خبيرة التاروت راشيل بولاك في مقال تناول الكتاب الجديد، فإن إعادة التفسير هذه تكون دومًا متجذرة في التصاميم، والرمزية، والزخارف الخاصة بمجموعة ويت-سميث.

يتعمق كتاب جديد للمؤلف تاشين بتاريخ التاروت الأكثر شهرة في العالم.Credit: courtesy Taschen

بالنسبة لفيبيغ، تنبع الجاذبية الدائمة لمجموعة ويت-سميث من قدرة الأوراق على تشجيع الناس على مواجهة حقائقهم الشخصية، لا سيّما في أوقات الأزمات. وقال: "كثير من الناس غير راضين عن النظام الموجود ويبحثون عن طرق جديدة للحياة، وهويات جديدة، وقيم جماعية جديدة". وتابع: "(يبحث) الناس عن إجابات. ويبدو أن هذا الشعور يتماشى مع طريقة سميث الأصلية التي أرادت أن يُنظر بها إلى الفن: "تعلم من كل شيء، وشاهد كل شيء، وقبل كل شيء قم بالشعور بكل شيء".

إيطالياالمملكة المتحدةبريطانيانشر الخميس، 04 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2023 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المملكة المتحدة بريطانيا ا خلال کل شیء

إقرأ أيضاً:

سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات

لم تعد دمية "لابوبو" حكرا على غرف الأطفال، بل أصبحت قطعة مميزة في إطلالات المشاهير وعالم الموضة. فهذه الدمية الصغيرة ذات الوجه الغريب، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 ضمن سلسلة "الوحوش" من إبداع الفنان الهولندي من أصل هونغ كونغي كاسينغ لونغ، تحولت إلى ظاهرة ثقافية وتجارية تخطت الأعمار والحدود، وجذبت اهتمام الإعلام والمشاهير، وجامعي المقتنيات حول العالم.

من قصص الأطفال إلى صناديق الكبار

صُممت "لابوبو" بالأساس كشخصية في كتب مصورة مستوحاة من الأساطير الإسكندنافية، لكن تصميمها الذي يمزج بين البراءة والغموض -بأذنين ناعمتين وأسنان حادة- فتح لها بابا نحو جمهور مختلف تماما. إذ لم يكن طريق الشهرة ممهدا عبر حملات تسويقية موجهة للأطفال، بل عبر ظهورها في أيدي نجوم كبار مثل ليسا من فرقة "بلاك بينك" (BLACKPINK) وريانا، اللتين شوهدتا مع دمى لابوبو تتدلى من حقائبهما الفاخرة، مما دفع ملايين المتابعين إلى اقتنائها.

"لابوبو هي طفلي"، قالتها ليسا في مقابلة مع (Teen Vogue)، لتشعل موجة شغف عالمية.

دمى لابوبو تتدلى من حقائب المشاهير الفاخرة (غيتي إيميجز) أرقام فلكية وسوق متفجر

تباع دمى لابوبو في شكل "صناديق عشوائية" (Blind Boxes)، حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة. تتراوح أسعارها في المتاجر الآسيوية ما بين 13 و16 دولارا، لكنها تُباع حاليا على مواقع مثل "ستوك إكس" (StockX) و"إي باي" (eBay) بأسعار تفوق التصور:

إعلان

بعض النماذج الشهيرة تُعرض بسعر 300 دولار، أما الإصدارات النادرة قد تصل إلى 1580 دولارا على موقع "بوب مارت" (Pop Mart).

بينما نموذج "سيكريت" (Secret) النادر جدا، الذي تبلغ احتمالية ظهوره 1.4% فقط، يُعرض في مزادات إلكترونية مقابل 1920 دولارا.

في حين تباع نسخة "بيغ انتو إنيرجي" (Big Into Energy) على متجر أمازون بسعر 167 دولارا للعلبة، أو 101 دولار للدمية الفردية.

وهذا ما يدفع كثيرين للوقوف في طوابير تمتد لساعات -بل أيام- على أمل الفوز بدمية نادرة أو حصرية.

دمى لابوبو تباع في شكل "صناديق عشوائية" حيث لا يعرف المشتري أي دمية سيحصل عليها حتى يفتح العبوة (شترستوك) صناعة تسويقية محكمة

اعتمدت شركة "بوب مارت" على إستراتيجية تسويقية ذكية قائمة على الإصدارات المحدودة والندرة، كما حدث مع دمى "بيني بيبيز" (Beanie Babies) في التسعينيات. كل دفعة جديدة تصدر بعد حملة تشويقية، ثم تُسحب بسرعة من الأسواق، مما يرفع الطلب بشكل كبير ويحوّل سوق المقتنيات إلى جزء أساسي من إستراتيجية الشركة.

لكن اللافت في ظاهرة لابوبو أنها ليست موجهة للأطفال، بل للبالغين. تتصدر صورها حسابات مشاهير الموضة، وتناقشها مجلات الرجال مثل "جي كيو" (GQ) كإكسسوار فاخر في حقائب الرجال. على منصات مثل تيك توك وإنستغرام، وتحصد مقاطع فتح الصناديق ملايين المشاهدات، وتُستخدم وسوم مثل #Labubu لتوثيق مجموعات منسقة بعناية، وغالبا مزودة بأحذية بلاستيكية (تباع بـ22 دولارا) وملابس مصممة خصيصا.

لماذا لابوبو الآن؟

تفسّر الأكاديمية الأميركية غوزدي غونكو بيرك لصحيفة الغارديان الأميركية هذه الظواهر بقولها إن الصيحات لا تنشأ من فراغ، بل تعبّر عن قلق ثقافي، وتحولات تكنولوجية، ورغبات مشتركة يصعب التعبير عنها، لكن يسهل التعلق بها. في عالم يعج بعدم اليقين والاستهلاك المفرط، توفر دمية واحدة ذات وجه وحش عزاء عاطفيا ومهربا إلى طفولة مفقودة. "ربما تمثل لابوبو وهم البساطة الذي نحاول أن نتمسك به أمام تعقيدات حياة الكبار".

إعلان

مقالات مشابهة

  • تامر حسني وكزبرة يجتمعان لأول مرة في أغنية شعبية بحفل بمصر
  • جواهر القاسمي تشهد إطلاق مجموعة «قلب كريم» بهدف مساعدة اللاجئين والمحتاجين في العالم
  • جواهر القاسمي تشهد إطلاق مجموعة «قلب كريم» لدعم المشاريع الإنسانية حول العالم
  • هذه الدول الأكثر امتلاكا للترسانة النووية في العالم (إنفوغراف)
  • مصر التي خرجت من التاريخ والسياسة وزيارة ترامب
  • المغرب يفتح باب الإستثمار في إحداث فنادق بالمطارات استعداداً لكأس العالم
  • إنعام محمد علي.. رائدة الدراما المصرية التي أنصفت المرأة وكتبت التاريخ بالصورة
  • سر جنون اللابوبو.. دمية الوحوش التي غزت العالم وتباع بآلاف الدولارات
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب
  • خلال مأمورية بالسعودية والكويت.. الداخلية تستخرج أكثر من 8 آلاف بطاقة رقم قومي للمواطنين بالخارج