أكد مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ أن الوقت قد حان لكي تضع الحرب في غزة أوزارها، داعيا المجتمع الدولي إلى استخدام نفوذه لتحقيق ذلك.

وقال غريفيث، في بيان صفحي، إن الوقت قد حان لكي تفي الأطراف بجميع التزاماتها بموجب القانون الدولي، بما في ذلك حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية، والإفراج عن جميع الرهائن على الفور، وفق موقع "الأمم المتحدة".



وأضاف غريفيث أن غزة أصبحت مكانا للموت واليأس، بعد مرور ثلاثة أشهر على الهجمات المروعة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر. وجدد المطالبة بإنهاء فوري للحرب، ليس فقط من أجل شعب غزة وجيرانها المهددين، بل من أجل الأجيال القادمة التي لن تنسى أبدا هذه الأيام التسعين من الجحيم والاعتداءات على أبسط المبادئ الإنسانية.

وأشار منسق الإغاثة في حالات الطوارئ إلى مقتل وجرح عشرات الآلاف من الأشخاص معظمهم من النساء والأطفال، وقال إن العائلات تنام في العراء مع انخفاض درجات الحرارة "وتتعرض المناطق التي طُلب من المدنيين الانتقال إليها حفاظا على سلامتهم للقصف".


كما أشار إلى تعرض المرافق الطبية لهجمات مستمرة. أما المستشفيات القليلة التي تعمل جزئيا فهي مكتظة، وتعاني من نقص حاد في الإمدادات، وتوجد بها أعداد كبيرة من الأشخاص اليائسين الذين يبحثون عن الأمان.

كارثة صحية وشيكة ومجاعة في الأفق
 وحذر غريفيث من كارثة صحية عامة تتكشف فصولها في غزة، "حيث تنتشر الأمراض المعدية في الملاجئ المكتظة مع تسرب المجاري. وتلد حوالي 180 امرأة فلسطينية يوميا في خضم هذه الفوضى. ويواجه الناس أعلى مستويات انعدام الأمن الغذائي المسجلة على الإطلاق. والمجاعة وشيكة".

أما بالنسبة للأطفال على وجه الخصوص، يقول غريفيث إن الأسابيع الـ 12 الماضية كانت مؤلمة، حيث لا يتوفر لهم الطعام ولا الماء ولا يذهبون إلى المدارس "لا شيء سوى أصوات الحرب المرعبة، يوما بعد آخر". وأوضح وكيل الأمين العام أن غزة أصبحت ببساطة مكانا غير صالح للسكن. ويشهد أهلها تهديدات وجودية بصورة يومية، بينما يراقب العالم ذلك.

مهمة صعبة أمام المجتمع الإنساني
وقال غريفيث إن المجتمع الإنساني تُرك أمام مهمة مستحيلة تتمثل في دعم أكثر من مليوني شخص، حتى مع مقتل وتشريد موظفيه، ومع استمرار انقطاع الاتصالات، وتضرر الطرق، وإطلاق النار على القوافل، وانعدام شبه تام للإمدادات التجارية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.


ومن ناحية أخرى، أشار غريفيث إلى استمرار الهجمات الصاروخية على إسرائيل، وقال "ما زال أكثر من 120 شخصا محتجزين كرهائن في غزة، وتتصاعد التوترات في الضفة الغربية، ويلوح في الأفق، على نحو خطير، شبح امتداد الحرب إلى المنطقة".

ونبه وكيل الأمين العام إلى أن الأمل بات بعيد المنال أكثر من أي وقت مضى. وأضاف أن الأحداث في غزة أظهرت لنا أسوأ ما في الإنسانية، كما أظهرت لنا لحظات من البطولة العظيمة. وأضاف: "لقد رأينا كيف أن العنف لا يمكنه أن يحل الخلافات، بل يؤجج المشاعر ويُنشئ أجيالا جديدة من الخطر وانعدام الأمن".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الأمم المتحدة كارثة الأمم المتحدة غزة كارثة عدوان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

بين الركام واليأس.. حرب الإبادة تفتك بمستقبل 78 ألف طالب في غزة

الثورة  / متابعات

تسيطر حالة من الإحباط على الطالب أحمد أيوب، الذي كان يفترض أن يُنهي المرحلة الثانوية هذا العام، لكنّ استمرار حرب الإبادة يقف عائقاً أمام تحقيق حلمه بالالتحاق بالجامعة لدراسة الصيدلة السريرية.

يحاول أحمد التقاط إشارة الإنترنت ليطالع أخبار اليوم الأول من امتحان الثانوية العامة الفلسطيني، يستمر في تمرير أصبعه على العديد من الصور والفيديوهات للطلبة بزيهم المدرسي، مستمعًا إلى آرائهم في الورقة الأولى لامتحان اللغة العربية.

يقول أحمد الطالب في الفرع العلمي من حي الزيتون شرق مدينة غزة: “حرصت على حضور الحصص الرقمية التي حاولت توفيرها ما استطعت الوصول إلى خدمات الإنترنت، وتلك قصة أخرى. كما التحقت بمراكز الطوارئ التعليمية القليلة التي في غزة، لكن والدي منعني لخطورة الطريق”.

“فقدت كل شيء”

أما روان الشرفا التي اعتادت التفوق في دراستها، وكانت تصفها معلماتها بالطالبة اللامعة، فقد تبدل حالها كلياً، كما تخبر والدتها، إذ استكملت دراسة الصف الحادي عشر عبر الدروس الرقمية التي أعدتها الوزارة، وكانت متحمسة لأن تنتهي الحرب مع إعلان التهدئة في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن كل شيء تبدل.

فقدت روان والدها وأختها في قصف إسرائيلي، “نجوت، لكن فقدت كل شيء، حتى التركيز، حتى الرغبة في الدراسة”.

تصف محاولاتها استكمال الدراسة من تحت الخيمة، وسط ضجيج الأطفال، وانعدام الخصوصية، ونقص الكهرباء والماء، “حالنا كمن يحاول زراعة نبتة تنمو في الظل في صحراء قاحلة، كيف أدرس والسماء تمطر نارًا؟ كيف أستعد والقلق يلتهمني على أخي الصغير المصاب بالصدمة؟”.

وسبق أن حرم عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين في غزة العام الماضي من تقديم الاختبارات جراء حرب الإبادة المستمرة وعدم تمكن وزارة التربية والتعليم من توفير الإمكانات اللازمة لتقديم الاختبارات في ضوء استمرار الإبادة.

ومن هؤلاء الطلبة، ندى صلوحة التي تعيش الواقع الصعب ذاته، إذ إن تأجيل الاختبارات مرات عدّة أفقدها شغف مواصلة دراستها. تقول: “كنت متحمسة جداً، وتحديت كل الظروف لمواصلة الدراسة رغم القصف والدمار الذي طاول منزلنا. كنت أريد دراسة الهندسة في الجامعة، لكن الآن تُسيطر عليّ حالة من اليأس”.

وتلفت إلى تأجيل موعد امتحان الثانوية ثلاث مرّات قلص رغبتها في الدراسة، “فكلما بدأت مراجعة المنهاج، أتذكر الواقع المؤلم الذي أعيشه، فتصيبني حالة من الإحباط ولا أستطيع استكمال المراجعة. مستقبلنا يضيع بينما ننتظر تقديم الامتحانات النهائية، والتوجيهي سنة مهمة إذ تتبعُها الجامعة”.

78 ألف طالب على ناصية الانتظار

ويعد امتحان الثانوية العامة مرحلة مفصلية في حياة الطالب الفلسطيني، إذ يؤهله اجتياز هذا الامتحان لمرحلة الدراسة الجامعية، غير أن الطلبة الفلسطينيين في غزة لم يتمكنوا من تقديم الاختبارات نتيجة استمرار حرب الإبادة.

وتشير معطيات وزارة التربية والتعليم إلى أن نحو 78 ألف طالب وطالبة من القطاع حرموا من تقديم اختبارات الثانوية العامة على مدار العامين الأخيرين، منهم أكثر من 39 ألف طالب وطالبة العام الماضي.

وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله، فإن نحو ألفي طالب من طلبة القطاع يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة هذا العام وهم من الذين تمكنوا من مغادرة القطاع ويتوزع هؤلاء على 37 دولة.

ووفقاً لهذه البيانات، فإن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 16.470، والذين أصيبوا إلى 25.374، في حين أن 914 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 4.363 بجروح.

ويقدّر عدد طلاب التوجيهي الذين قتلتهم الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة على القطاع بنحو 4 آلاف طالب وطالبة كان مقرراً لهم أن يخضوا اختبارات الثانوية العامة العام الماضي والعام الحالي وهم من مواليد عامي 2006 و2007.

بنية تعليمية مدمرة

وفيما يتعلق بالضحايا من الكوادر التعليمية، فقد أوضحت الوزارة أن جيش الاحتلال قتل في قطاع غزة 691 كادرا وأصاب ألفين و926 من المرحلة المدرسية، فيما قتل 219 آخرين وأصاب ألف و416 من الكوادر التعليمية في الجامعات.

وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي دمرت 143 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية بشكل كلي و366 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية جزئيا. وأشار إلى أن الإبادة الجماعية المتواصلة حرمت ما يزيد عن 785 ألف طالب وطالبة من التعليم منذ 21 شهرا.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 186 ألف فلسطيني بين شهد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة.

مقالات مشابهة

  • دعوة مفتوحة إلى الأمين العام للأمم المتحدة
  • الأمين العام لوزارة الخارجية يلتقي السفيرة الأمريكية بالجزائر …وهذا ما دار بينهما
  • قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم الإيراني ضد قاعدة العديد الأمريكية
  • قطر توجه رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بشأن الهجوم على قاعدة العديد الجوية
  • ما قصة المسيرة الإيرانية شاهد 101 التي سقطت في العاصمة الأردنية؟
  • الأمم المتحدة: الأمين العام مستعد لدعم أي جهود تهدف إلى الحل السلمي للصراع بين إسرائيل وإيران
  • وكيل الشيوخ: التنمّر والعنف والتحرش ظواهر خطيرة تهدّد تماسك المجتمع وتؤثر سلبًا على العلاقات الإنسانية
  • خريطة تكشف المواقع التي تعرضت للضربات الإسرائيلية والأمريكية في إيران منذ 13 يونيو
  • جدال داخل مجلس الأمن عقب الضربات الأمريكية على إيران
  • بين الركام واليأس.. حرب الإبادة تفتك بمستقبل 78 ألف طالب في غزة