الثورة  / متابعات

تسيطر حالة من الإحباط على الطالب أحمد أيوب، الذي كان يفترض أن يُنهي المرحلة الثانوية هذا العام، لكنّ استمرار حرب الإبادة يقف عائقاً أمام تحقيق حلمه بالالتحاق بالجامعة لدراسة الصيدلة السريرية.

يحاول أحمد التقاط إشارة الإنترنت ليطالع أخبار اليوم الأول من امتحان الثانوية العامة الفلسطيني، يستمر في تمرير أصبعه على العديد من الصور والفيديوهات للطلبة بزيهم المدرسي، مستمعًا إلى آرائهم في الورقة الأولى لامتحان اللغة العربية.

يقول أحمد الطالب في الفرع العلمي من حي الزيتون شرق مدينة غزة: “حرصت على حضور الحصص الرقمية التي حاولت توفيرها ما استطعت الوصول إلى خدمات الإنترنت، وتلك قصة أخرى. كما التحقت بمراكز الطوارئ التعليمية القليلة التي في غزة، لكن والدي منعني لخطورة الطريق”.

“فقدت كل شيء”

أما روان الشرفا التي اعتادت التفوق في دراستها، وكانت تصفها معلماتها بالطالبة اللامعة، فقد تبدل حالها كلياً، كما تخبر والدتها، إذ استكملت دراسة الصف الحادي عشر عبر الدروس الرقمية التي أعدتها الوزارة، وكانت متحمسة لأن تنتهي الحرب مع إعلان التهدئة في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، لكن كل شيء تبدل.

فقدت روان والدها وأختها في قصف إسرائيلي، “نجوت، لكن فقدت كل شيء، حتى التركيز، حتى الرغبة في الدراسة”.

تصف محاولاتها استكمال الدراسة من تحت الخيمة، وسط ضجيج الأطفال، وانعدام الخصوصية، ونقص الكهرباء والماء، “حالنا كمن يحاول زراعة نبتة تنمو في الظل في صحراء قاحلة، كيف أدرس والسماء تمطر نارًا؟ كيف أستعد والقلق يلتهمني على أخي الصغير المصاب بالصدمة؟”.

وسبق أن حرم عشرات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين في غزة العام الماضي من تقديم الاختبارات جراء حرب الإبادة المستمرة وعدم تمكن وزارة التربية والتعليم من توفير الإمكانات اللازمة لتقديم الاختبارات في ضوء استمرار الإبادة.

ومن هؤلاء الطلبة، ندى صلوحة التي تعيش الواقع الصعب ذاته، إذ إن تأجيل الاختبارات مرات عدّة أفقدها شغف مواصلة دراستها. تقول: “كنت متحمسة جداً، وتحديت كل الظروف لمواصلة الدراسة رغم القصف والدمار الذي طاول منزلنا. كنت أريد دراسة الهندسة في الجامعة، لكن الآن تُسيطر عليّ حالة من اليأس”.

وتلفت إلى تأجيل موعد امتحان الثانوية ثلاث مرّات قلص رغبتها في الدراسة، “فكلما بدأت مراجعة المنهاج، أتذكر الواقع المؤلم الذي أعيشه، فتصيبني حالة من الإحباط ولا أستطيع استكمال المراجعة. مستقبلنا يضيع بينما ننتظر تقديم الامتحانات النهائية، والتوجيهي سنة مهمة إذ تتبعُها الجامعة”.

78 ألف طالب على ناصية الانتظار

ويعد امتحان الثانوية العامة مرحلة مفصلية في حياة الطالب الفلسطيني، إذ يؤهله اجتياز هذا الامتحان لمرحلة الدراسة الجامعية، غير أن الطلبة الفلسطينيين في غزة لم يتمكنوا من تقديم الاختبارات نتيجة استمرار حرب الإبادة.

وتشير معطيات وزارة التربية والتعليم إلى أن نحو 78 ألف طالب وطالبة من القطاع حرموا من تقديم اختبارات الثانوية العامة على مدار العامين الأخيرين، منهم أكثر من 39 ألف طالب وطالبة العام الماضي.

وبحسب بيانات وزارة التربية والتعليم الفلسطينية في رام الله، فإن نحو ألفي طالب من طلبة القطاع يتقدمون لاختبارات الثانوية العامة هذا العام وهم من الذين تمكنوا من مغادرة القطاع ويتوزع هؤلاء على 37 دولة.

ووفقاً لهذه البيانات، فإن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 16.470، والذين أصيبوا إلى 25.374، في حين أن 914 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 4.363 بجروح.

ويقدّر عدد طلاب التوجيهي الذين قتلتهم الاحتلال منذ بداية حرب الإبادة على القطاع بنحو 4 آلاف طالب وطالبة كان مقرراً لهم أن يخضوا اختبارات الثانوية العامة العام الماضي والعام الحالي وهم من مواليد عامي 2006 و2007.

بنية تعليمية مدمرة

وفيما يتعلق بالضحايا من الكوادر التعليمية، فقد أوضحت الوزارة أن جيش الاحتلال قتل في قطاع غزة 691 كادرا وأصاب ألفين و926 من المرحلة المدرسية، فيما قتل 219 آخرين وأصاب ألف و416 من الكوادر التعليمية في الجامعات.

وبحسب آخر إحصائيات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، فإن الاحتلال الإسرائيلي دمرت 143 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية بشكل كلي و366 مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية جزئيا. وأشار إلى أن الإبادة الجماعية المتواصلة حرمت ما يزيد عن 785 ألف طالب وطالبة من التعليم منذ 21 شهرا.

ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة خلفت نحو 186 ألف فلسطيني بين شهد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الثانویة العامة حرب الإبادة طالب وطالبة ألف طالب فی غزة

إقرأ أيضاً:

مصر.. الأولى على الجمهورية في الثانوية العامة تتعرض لحادث ووالدها بالعناية المركزة

#سواليف

تعرّضت #سمية_الكتامي، الحاصلة على #المركز_الأول على مستوى الجمهورية في #الثانوية_العامة – شعبة علمي رياضة، لحادث تصادم مروري أثناء وجودها برفقة والدها.

وأسفر الحادث عن إصابتهما بإصابات متعددة، استدعت نقلهما على الفور إلى أحد المستشفيات لتلقي الإسعافات والعلاج اللازم.

وأفاد أحد المقربين من أسرة الطالبة بأن سمية تعرّضت لكدمات سطحية فقط، ووُصفت حالتها الصحية بأنها مستقرة، ولا تستدعي تدخّلًا طبيًّا دقيقًا في الوقت الراهن.

مقالات ذات صلة أزمة في مطار إسباني بعد سفر طفل بمفرده في طائرة خاطئة 2025/08/06

أما والدها، فقد نُقل إلى المستشفى، حيث يُنتظر أن يُجري عملية جراحية عاجلة في العظام خلال الساعات القليلة المقبلة، بإشراف فريق طبي متخصص يتابع حالته بدقة منذ لحظة وصوله إلى قسم الطوارئ.

تزامنًا مع انتشار أنباء الحادث، شهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة من التفاعل الواسع، حيث عبّر كثير من المستخدمين عن قلقهم وحرصهم على الدعاء للطالبة ووالدها بالشفاء العاجل، متمنّين لهما السلامة والتعافي السريع.

وكانت سمية الكتامي قد نالت اهتمامًا كبيرًا من الرأي العام خلال الأيام الماضية بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة لعام 2025، حيث تم تكريمها من جهات رسمية ومجتمعية، وتلقّت دعمًا وتقديرًا من شخصيات عامة، إلى جانب حصولها على عدد من الهدايا والتشجيع، ما جعل اسمها حاضرًا بقوة في المشهد التربوي والإعلامي.

بالتزامن مع حادث الطالبة، أعلنت وزارة التعليم أن تسجيل الرغبات لطلاب المرحلة الثانية من تنسيق الثانوية العامة لعام 2025 سيبدأ غدًا، ما يعكس تواصل الاستعدادات لموسم التنسيق الجامعي الحالي.

مقالات مشابهة

  • مأمون حرزالله يهنئ أبناء شقيقاته بالنجاح في الثانوية العامة
  • المهندس يحيى بدران يهنئ شقيقته رغد بدران بتفوقها في الثانوية العامة
  • بتول الحردان تهنئ شقيقتيها عرين وعريب بنجاحهما في الثانوية العامة
  • زيد الرواجفة.. مبارك التفوق في الثانوية العامة
  • إعلان نتائج الثانوية العامة / رابط
  • صراحة نيوز تهنئ ريان جاد ماجد القرعان بتفوقه في الثانوية العامة
  • تفعيل رابط نتائج التوجيهي الأردن ٢٠٢٥ - موقع نتائج الثانوية العامة
  • جواربك تحتوي الكثير والغسيل لا يكفي… دراسة تكشف الميكروبات التي تعيش داخلها
  • عرض شعبي لـ 6 آلاف طالب من خريجي دورات التعبئة العامة بجامعة صنعاء
  • مصر.. الأولى على الجمهورية في الثانوية العامة تتعرض لحادث ووالدها بالعناية المركزة