لماذا ستعيد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر التضخم؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
يمن مونيتور/قسم الأخبار
قال موقع UnHerd البريطاني، اليوم الإثنين، إن التأثيرات الناجمة عن الحصار الذي يفرضه الحوثيون في البحر الأحمر بدأت تظهر على الشحن العالمي.
وبحسب لموقع: يتحرك ما بين 12% إلى 15% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، لكن حجم التجارة انخفض من حوالي 5.5 مليون طن متري أسبوعيًا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى حوالي 2.
وباعتبارها الأهداف الرئيسية للحوثيين، فمن غير المستغرب أن تكون سفن الحاويات هي الأكثر تضرراً. لكن ناقلات النفط تأثرت أيضًا، حيث انخفضت من حوالي 27 مليونًا إلى 18.3 مليون طن متري أسبوعيًا منذ نوفمبر.
ولم يستجيب سعر النفط بعد لهذه التطورات، مما يشير إلى أن السوق قد يكون الآن تحت سيطرة المضاربين.
وبدأت التكاليف في الارتفاع، وأكثرها وضوحًا هو زيادة وقت الشحن، حيث يضيف السفر حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا 40٪ إضافية إلى الرحلة، أو 10 أيام. علاوة على ذلك، عندما تصل السفن إلى جنوب إفريقيا، يتعين عليها إعادة التزود بالوقود في ديربان، لكن المرافق ليست معتادة على مثل هذه الكميات الكبيرة، وبالتالي فإن تكاليف إعادة التزود بالوقود أو “الملاجئ” ترتفع بشكل كبير.
ولم يعد السؤال عما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى زيادة التضخم، بل إلى أي مدى ستؤدي هذه التطورات إلى زيادة التضخم. من المرجح أن يكون التأثير مشابهًا لاضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالإغلاق في عام 2021، والتي أدت إلى ارتفاع أولي في التضخم في الدول الغربية. وسيكون لذلك آثار كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
وكانت النوبة الأخيرة من التضخم سبباً في دفع الاقتصادات الأوروبية إلى الانزلاق إلى الركود، ومن غير المرجح أن تظهر التأثيرات الكاملة على أسواق الإسكان والنظام المالي بالكامل إلا عندما يأتي الركود. وكانت أزمة تكلفة المعيشة ساحقة، حيث لا يزال أربعة من كل 10 أشخاص يكافحون من أجل دفع فواتير الطاقة الخاصة بهم على الرغم من انخفاض الأسعار من ذروتها. موجة أخرى من التضخم يمكن أن تقضي على اقتصاداتنا.
وسيكون التأثير الأكثر إلحاحا على أسعار الفائدة. وإذا بدأ التضخم في الارتفاع مرة أخرى، فسوف تكون البنوك المركزية حريصة على القضاء عليه بسرعة، وسوف تتعرض مصداقيتها للتحدي بسبب عدم استجابتها بشكل صحيح للتفشي الأخير. وسوف يفرض ارتفاع أسعار الفائدة ضغوطاً هائلة على أسواق الإسكان والنظام المصرفي؛ وهناك احتمالات كبيرة بأن يؤدي كل منهما في نهاية المطاف إلى حدوث أزمة مالية شاملة.
وثم هناك التداعيات السياسية. في الشهر الماضي، أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إعلانًا مفاجئًا عن تحركه لخفض أسعار الفائدة في عام 2024.
وبالنظر إلى أن هذا القرار جاء بعد وقت قصير من بدء الاستطلاع ليظهر أنه من المتوقع أن يخسر جو بايدن انتخابات عام 2024 وأن السبب الرئيسي كان اقتصاديًا. بسبب سوء الإدارة، اشتبه الكثيرون في أن القرار كان سياسيًا جزئيًا على الأقل. ويبدو من غير المرجح أن يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من تسليم الرئيس الحالي هذه الهدية قبل الانتخابات إذا بدأ التضخم في الارتفاع.
وفي المملكة المتحدة، من ناحية أخرى، يواجه المحافظون مشكلة أكبر. وبعد نكثهم بوعودهم الانتخابية بتقليص حجم الهجرة إلى بريطانيا، كانوا حريصين على تسليط الضوء على أن التضخم يتراجع بما يتماشى مع تعهداتهم خلال حملتهم الانتخابية. وإذا بدأ التضخم في الارتفاع مرة أخرى، فإن الحكومة سوف تتعرض للإذلال، وقد يُهلك الحزب في الانتخابات المقبلة.
لقد انتهى السلام الأمريكي ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على ضمان المرور الآمن للسفن التجارية عبر نقاط الاختناق العالمية الرئيسية. ولا يزال البعض ينكرون هذا الواقع الجديد، وينتظرون أن “يهتم” الأمريكيون بالحوثيين – كما لو أنهم يستطيعون أفضل 10 سنوات من الضربات الجوية السعودية باستخدام طائرات أمريكية الصنع. والحقيقة هي أن سلاح الفرسان لن يأتي، وإذا حدث ذلك فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التضخم الحوثي اليمن فی الارتفاع التضخم فی
إقرأ أيضاً:
وول ستريت جورنال: كيف استطاع الحوثيون قض مضاجع البحرية الأميركية؟
نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرا مطولا عن المواجهات العنيفة التي دارت رحاها داخل اليمن وفي عرض البحر الأحمر بين بين البحرية الأميركية وجماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، قبل أن يوافق الطرفان في أوائل مايو/أيار المنصرم على وقف إطلاق النار.
وذكرت أن المسؤولين الأميركيين يعكفون الآن على تحليل ذلك الصراع لمعرفة كيف تمكن خصم "مشاكس" من تحدي واختبار أفضل أسطول سطحي في العالم، في إشارة إلى حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2تايمز: أكثر عصابات المخدرات رعبا بالعالم تشن حربا في أوروباlist 2 of 2أوروبيون في حالة تدهور نفسي بسبب أهوال غزةend of listففي ذلك اليوم، كانت طائرة أميركية من طراز "إف/إيه-18 سوبر هورنيت" تحاول الهبوط على حاملة الطائرات ترومان في البحر الأحمر، لكن آلية إبطاء السرعة تعطلت، فانزلقت الطائرة -التي تبلغ تكلفتها 67 مليون دولار- عن مدرج الحاملة وسقطت في البحر.
وقد كانت هذه هي الطائرة الثالثة التي تفقدها ترومان في أقل من 5 أشهر، ووقعت الحادثة بعد ساعات من إعلان الرئيس ترامب أنه توصل إلى هدنة مع الحوثيين في اليمن، الأمر الذي فاجأ المسؤولين في وزارة الدفاع (البنتاغون).
وقالت الصحيفة في التقرير الذي أعدّه اثنان من مراسليها إن الحوثيين أثبتوا أنهم خصم صعب المراس بشكل مدهش، إذ اشتبكوا في أعنف معارك تخوضها البحرية الأميركية منذ الحرب العالمية الثانية "رغم أنهم كانوا يقاتلون من كهوف وأماكن تفتقر إلى أبسط المرافق في واحدة من أفقر دول العالم".
إعلانوأضافت أن الحوثيين استفادوا من انتشار تكنولوجيا الصواريخ والطائرات المسيرة الرخيصة الثمن التي حصلوا عليها من إيران، وأطلقوا صواريخ باليستية مضادة للسفن في أول استخدام قتالي على الإطلاق لهذا السلاح الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة، وابتكروا طريقة لنشر أسلحتهم.
وكشفت أن حوالي 30 سفينة شاركت في العمليات القتالية في البحر الأحمر منذ أواخر عام 2023 حتى هذا العام، أي بمعدل 10% تقريبا من إجمالي أسطول البحرية الأميركية العامل في الخدمة الفعلية. وخلال تلك الفترة، أمطرت الولايات المتحدة الحوثيين بذخائر لا تقل قيمتها عن 1.5 مليار دولار، بحسب مسؤول أميركي.
ومع أن البحرية الأميركية تمكنت من تدمير جزء كبير من ترسانة الحوثيين، فإنها لم تستطع -كما تؤكد الصحيفة- تحقيق هدفها الإستراتيجي المتمثل في استعادة الملاحة عبر البحر الأحمر، في حين تواصل الجماعة اليمنية إطلاق الصواريخ بانتظام على إسرائيل.
القادة في المؤسسة العسكرية والكونغرس بدؤوا في تقصي الحقائق المتعلقة بالحملة في اليمن لاستخلاص الدروس المستفادة، في وقت يشعرون فيه بالقلق من أن ينال مثل هذا الانتشار المرهق من جاهزية القوات الأميركية بشكل عام
وقد بدأ القادة في المؤسسة العسكرية والكونغرس في تقصي الحقائق المتعلقة بالحملة في اليمن لاستخلاص الدروس المستفادة، في وقت يشعرون فيه بالقلق من أن ينال مثل هذا الانتشار المرهق من جاهزية القوات الأميركية بشكل عام.
ويجري البنتاغون بدوره تحقيقا بشأن حوادث فقدان طائرات وتصادم منفصل في البحر الأحمر تعرضت لها قطع حاملة الطائرات ترومان الضاربة، ومن المنتظر أن تظهر النتائج في الأشهر المقبلة.
وطبقا للصحيفة، فقد أدى نشر القوات لقتال الحوثيين إلى سحب موارد وعتاد عسكري كانت موجهة إلى الجهود المبذولة في آسيا لردع الصين، وتسبب في تأخير جداول صيانة حاملات الطائرات. ومن المتوقع أن تظل آثار هذا الانتشار ماثلة لسنوات قادمة.
وعلى الرغم من هذا الاستنزاف والإنهاك، يعتقد مسؤولون في البحرية أن قتالهم ضد جماعة الحوثي قدم لهم خبرة قتالية لا تقدر بثمن، ويُنظر إلى الصراع في البحر الأحمر داخل البنتاغون على أنه إحماء لصراع محتمل أشد ضراوة وتعقيدًا وأثرًا.
إعلانوفي المقابل، اكتسب الحوثيون قوة كبيرة منذ استيلائهم على معظم أنحاء البلاد قبل عقد من الزمن. وأفادت وول ستريت جورنال بأن الجماعة اليمنية بدأت منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بمهاجمة المدن الإسرائيلية وكذلك السفن العابرة للبحر الأحمر.
وأشارت إلى أن الحوثيين كانوا قد أطلقوا أول وابل من الطائرات المسيرة والصواريخ في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على المدمرة الأميركية "يو يو إس إس كارني" في عرض البحر الأحمر في اشتباك استمر 10 ساعات، مما فاجأ البحارة على متنها.
المعركة التي وقعت بين الحوثيين والأميركيين يوم 19 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وصفت بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق
ووصفت الصحيفة تلك المعركة بأنها أعنف قتال تتعرض له سفينة حربية تابعة للبحرية الأميركية منذ ما يقرب من قرن، إذ أسقط الحوثيون أكثر من 12 طائرة مسيرة و4 صواريخ كروز سريعة التحليق.
ولما توعد الحوثيون بتكثيف هجماتهم، سارع العسكريون الأميركيون إلى حل مشكلة لوجستية تمثلت في أن المدمرات -مثل كارني- لم تشارك في القتال لمدة تصل إلى أسبوعين لأنها كانت في رحلات مكوكية في البحر الأبيض المتوسط لإعادة التسلح، وكانت الدول المجاورة حذرة من أن تصبح هي نفسها أهدافا للحوثيين.
وقد استطاعت وزارة الدفاع الأميركية في نهاية المطاف استخدام ميناء في البحر الأحمر، وصفه أحد المسؤولين بأنه كان سببا في تغيير قواعد اللعبة لأنه أتاح لسفن البحرية الأميركية إعادة التزود بالسلاح من دون الحاجة لمغادرة مسرح العمليات.
ومضت الصحيفة في تقريرها إلى القول إن وتيرة العمليات أثرت على البحارة الذين كانوا مضطرين إلى البقاء متيقظين على مدار الساعة لأنهم كانوا باستمرار في مرمى نيران الحوثيين. ولذلك، لم تقم حاملة الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور" سوى برحلة قصيرة واحدة خلال 7 أشهر من القتال.
ومع أن البحرية الأميركية اعتادت العمل في بيئة مماثلة في الخليج العربي، حيث يوجد الإيرانيون على مسافة قريبة، إلا أن ردع مليشيات مثل جماعة أنصار الله في اليمن أصعب من ردع حكومة نظامية، كما تزعم الصحيفة، لافتة إلى أن مثل هذه الجماعات أضحت أكثر خطورة مع انتشار الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والطائرات المسيرة الهجومية.
إعلان