مباحثات خليجية أوروبية حول سبل إنهاء الحرب في غزة
تاريخ النشر: 9th, January 2024 GMT
عواصم (الاتحاد)
أخبار ذات صلةبحث الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي والممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تطورات الأوضاع ووقف الحرب في غزة.
وذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون في بيان أمس، أن ذلك جاء خلال استقبال البديوي لبوريل مساء أمس الأول، في مقر الأمانة العامة بمدينة الرياض.
وأضافت، أن اللقاء تناول سبل تعزيز الجهود الدولية والإقليمية المبذولة والرامية لإنهاء الحرب في غزة ووضع حد لهذه الكارثة الإنسانية. وأشارت الأمانة إلى أن «اللقاء ناقش أيضاً جوانب حوار الأمن الإقليمي لكبار المسؤولين في دول مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي والمزمع عقده في 24 يناير الجاري بمقر الأمانة العامة بمدينة الرياض وأهمية هذا الحوار في تعزيز السلم والاستقرار الإقليمي».
وأوضحت، أن الجانبين بحثا أيضاً سبل تعزيز التعاون بينهما وتطويره في مختلف المجالات والتأكيد على أهمية التحرك الجماعي لمواجهة التحديات الراهنة.
وفي السياق، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع جوزيب بوريل أمس، تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وذكرت وزارة الخارجية السعودية «واس» في بيان، أن ذلك جاء خلال استقبال الأمير فيصل بن فرحان الممثل الأعلى الأوروبي في مدينة «العلا» شمال المملكة العربية السعودية.
وأوضحت الخارجية، أن الجانبين بحثا تطورات الأوضاع في قطاع غزة ومحيطها والجهود المبذولة حيالها لا سيما على الصعيد الإنساني، مشيرة إلى أنهما استعرضا كذلك العلاقات بين المملكة والاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، بحث وزراء خارجية إيطاليا وفرنسا وبريطانيا أمس، سبل الضغط على إسرائيل من أجل «نهاية سريعة» للحرب والعودة سريعاً للمسار السياسي لحل القضية الفلسطينية. وذكرت وزارة الخارجية الإيطالية في بيان أن ذلك جاء في محادثتين هاتفيتين أجراهما نائب رئيسة الوزراء وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني مع وزيري خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون وفرنسيا كاثرين كولونا في إطار الاتصالات الجديدة التي تجريها روما بمناسبة بدء الرئاسة الإيطالية لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «جي 7».
وأشار البيان، إلى أن «الوضع المتأزم في الشرق الأوسط كان الموضوع الأول الذي تم تناوله في إطار تنسيق عمل (جي 7) حيث اقترح تاياني على زميليه تحديد أشكال الضغط المشتركة على مستوى مجموعة السبع على الأطراف المعنية لتحقيق بضعة أهداف».
وقال، إن «أول هذه الأهداف يتمثل في الضرورة المطلقة للحد الفوري من عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، فيما يتمثل الهدف الثاني في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لحملها على إنهاء العمليات العسكرية وذلك من أجل إعطاء فرصة لحل الدولتين».
وأكد الوزير تاياني وفقاً للبيان أن دول «جي 7» بصدد العمل مع الحكومة الإسرائيلية لصياغة طريقة للخروج سريعاً من المرحلة العسكرية من أجل العودة إلى الدبلوماسية والسياسة، مؤكداً «الحاجة إلى الخروج بسرعة من هذه المرحلة والتعويل على دعم الدول العربية بالمنطقة».
وذكر البيان أن المحادثتين الهاتفيتين تناولتا أيضاً الوضع في البحر الأحمر «بشكل ملموس للغاية»، حيث أكد تاياني التزام الحكومة الإيطالية بأمن خطوط الاتصال البحرية وضرورة حماية طرق التجارة التي تربط بين البحر المتوسط والمحيطين الهندي والهادئ.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده قلقة إزاء استمرار دوامة العنف في الشرق الأوسط.
وأفاد الوزير الإسباني في كلمة له، أمس، خلال مراسم أقيمت بمدينة سيوداد ريال الإسبانية، بمناسبة إرسال سيارتي إسعاف مدرعتين إلى أوكرانيا، بأن «الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة قد تتوسع وتصل إلى نطاق إقليمي أكبر بكثير»، معرباً عن قلق بلاده حيال استمرار دوامة العنف في الشرق الأوسط.
وأكد، أن «إسبانيا ستواصل إعلاء صوتها ضد قتل آلاف المدنيين الفلسطينيين»، مبيناً أن بلاده رفعت مساعداتها إلى قطاع غزة إلى 3 أضعاف ما كانت سابقاً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس التعاون الخليجي الاتحاد الأوروبي غزة فلسطين إسرائيل فی الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
نشرت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، مقالا، للزميلة الأولى في برنامج الشرق الأوسط بمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، زها حسن، قالت فيه: "إنه وفي أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأمريكية على المواقع النووية الإيرانية وما تلاها من وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، بدا أن اتفاقا آخر بات وشيكا، هذه المرة في غزة".
وأضافت حسن، في المقال الذي ترجمته "عربي21": "مع ذلك، في أواخر الأسبوع الماضي، أوقفت كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مشاركتهما في المفاوضات، متهمتين حماس بنقص التنسيق وحسن النية".
وتابعت: "إن استمرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في احترام إسرائيل وانسحابه من المحادثات خطأ فادح. فما لم يتم التوصل إلى اتفاق، فإن رغبة ترامب في قيادة سلام إقليمي أوسع يشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية ستُصبح من الماضي".
وأردفت: "مع ذلك، لم يُظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم القومي المتطرف، أي مؤشرات على استعدادهم لإعطاء الأولوية لسلام دائم. حتى لو تم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المتبقين لدى حماس، فقد أكد نتنياهو أن إنهاء الحرب في غزة مستحيل حتى يتم نزع سلاح حماس بالكامل ونفي قادتها".
وأوردت: "حتى في هذه الحالة، يريد أن تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الأمنية على غزة والضفة الغربية إلى أجل غير مسمى"، مضيفة: "في أيار/ مايو، قال نتنياهو عن سكان غزة: نحن ندمّر المزيد والمزيد من المنازل، وليس لديهم مكان يعودون إليه. والنتيجة الحتمية الوحيدة هي رغبة سكان غزة في الهجرة خارج قطاع غزة".
واسترسلت: "لكن صيغة نتنياهو لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط غير مناسبة. لن تقبل أي حكومة عربية بالتهجير القسري للفلسطينيين. علاوة على ذلك، أوضحت الدول العربية بشكل متزايد أنها لم تعد مستعدة لتعميق علاقاتها أو تطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى تقبل إسرائيل بدولة فلسطينية ذات سيادة".
"شكّل نتنياهو عقبة أمام أهداف ترامب في الشرق الأوسط منذ ولايته الأولى في البيت الأبيض. آنذاك، كان ترامب يأمل في أن يجعل من اتفاق سلام كبير في الشرق الأوسط إنجازه الأبرز. لكن بسماحه لنتنياهو بالمشاركة في صياغة خطته لعام 2020 للسلام الإقليمي الشامل، قضى ترامب على أي فرصة كانت لديه للنجاح" وفقا للمقال نفسه.
وأوضح: "إذا كان لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تلاها من أحداث أثر بالغ على الدول العربية الرئيسية، فهو أن الحاجة إلى السلام والأمن الإقليميين مُلحّة، وأن السلام بين إسرائيل والفلسطينيين لا ينفصل عن هذا الهدف. لقد أصبح غياب الحل بمثابة حبل مشنقة للأمن القومي يلفّ عنق كل دولة في الشرق الأوسط".
ومضى بالقول: "كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، واضحا: فبعد ما وصفه بـ"الإبادة الجماعية" التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لا يمكن لبلاده قبول سوى عملية تطبيع تُشبه تلك التي اقترحتها مبادرة السلام العربية لعام 2002، والتي اعتُمدت في قمة جامعة الدول العربية: يجب على إسرائيل أولا قبول دولة فلسطينية عاصمتها القدس. وعندها فقط ستُطبّع السعودية العلاقات".
وتابع: "ينبغي على ترامب أن يسعى إلى اتفاق يحظى بدعم مجموعة واسعة من أصحاب المصلحة في الشرق الأوسط، وفي جميع أنحاء العالم الإسلامي، وفي أوروبا. سيحتاج إلى العديد من الحكومات في تلك المناطق إلى جانبه للمساعدة في توفير مليارات الدولارات اللازمة لتمويل إعادة إعمار غزة".
واسترسل: "فقط عندما تخضع غزة والضفة الغربية لسلطة واحدة، يمكن أن تبدأ المهمة الهائلة المتمثلة في تعافي غزة وإعادة إعمارها. ولا يمكن إلا لقيادة فلسطينية موحدة وشرعية أن تضمن الالتزام بشروط أي اتفاق سياسي مستقبلي مع إسرائيل".
وأبرز: "في نهاية المطاف، وللتوصل إلى سلام حقيقي بين الإسرائيليين والفلسطينيين، سيحتاج ترامب إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وهي الجهة المعترف بها دوليا والتي تمتلك الأهلية القانونية لتوقيع اتفاق نيابة عن جميع الفلسطينيين. وبدعمه ضم حماس تحت مظلة المنظمة، سيخفف من احتمالية وجود مفسدين".
واستدرك: "كان ترامب مستعدا بشكل فريد للانفصال عن إسرائيل في العديد من القضايا - على سبيل المثال، من خلال عقد صفقات مع جماعة الحوثي في اليمن وفتح حوار دبلوماسي مع الزعيم السوري الجديد، أحمد الشرع، على الرغم من تحالفه السابق مع تنظيم القاعدة".
وبحسب المقال نفسه، "سيُضطر ترامب إلى الانفصال عن نتنياهو مجددا، بغض النظر عن تداعيات ذلك على مستقبله السياسي. عليه التراجع عن تصريحه السابق الداعم لإعادة توطين الفلسطينيين من غزة، وأن يُوجّه رسالة مباشرة للإسرائيليين مفادها أن أمنهم مرتبط بأمن الفلسطينيين وسائر المنطقة".
واختتم بالقول: "فيما يتعلق بإسرائيل والفلسطينيين، أبدت إدارة ترامب مرونة بالفعل بخروجها عن تقليد واشنطن التقليدي بفتح قنوات اتصال مع حماس لضمان إطلاق سراح مواطن أمريكي محتجز في غزة. والآن، يتطلب وضع المصالح الأمريكية في المقام الأول التوسط لوقف إطلاق نار فوري ودائم في غزة. إذا مضى ترامب قدما، فقد يُحقق إنجازا يُستحق جائزة السلام - ولكن ليس إذا ماتت غزة جوعا".