قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن الرشقات الصاروخية تجاه تل أبيب التي أطلقتها كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -في اليوم الـ94 للحرب على قطاع غزة– متزامنة مع وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إليها، وهي تحمل رسالة له ولرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وللمجتمع الإسرائيلي.

وأوضح الدويري -في تحليل للجزيرة- أن رسائل هذه الرشقات السياسية تعلو على أهدافها العسكرية، فهي رسالة للإدارة الأميركية ممثلة في بلينكن الذي وصل تل أبيب أنه رغم ما قدمتموه من دعم عسكري ومادي غير مسبوق للاحتلال الإسرائيلي إلا أنه لم يحقق هدفه، ولا تزال المقاومة تعمل بكفاءة وتدير المعركة وصواريخها تصل قلب فلسطين المحتلة.

وأضاف أن الرشقة حملت كذلك رسالة إلى نتنياهو الذي لا يزال يتحدث عن استمرار الحرب حتى القضاء على حركة حماس، تقول له: أنت تعيش أحلام يقظة، ولا تعترف بالواقع، ومن أجل مصلحة شخصية تريد تدمير قطاع غزة، وكذلك تدمير كيان دولة الاحتلال الإسرائيلي.

كما أن هذه الرشقة حملت -حسب الخبير العسكري- رسالة لأهالي المحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة في غزة والمطالبين بإيقاف الحرب بأن قادة دولتكم يكذبون عليكم بما يدعونه من القضاء على قدرات حماس شمال القطاع، حيث خرجت إحدى الرشقات منه.

وفي ظل الحديث المتكرر عن القضاء على قدرات القسام الصاروخية واكتشاف مصانعها، أكدت هذه الرشقة أن القسام لا تزال لديها مخزونات وقدرة على استخدامها وتوظيفها في المكان والزمان الذي تقرره قيادتها، وأن انسحاب جيش الاحتلال من الشمال لم يكن لتحقيقه أهدافه فيه بالقضاء على قدرات حماس، وإنما هو أجبر على ذلك.

مرحلة ارتداد وارتباك

وتوقع الدويري أن تدفع هذه الرسالة وزير الخارجية الأميركي إلى سؤال قيادة الاحتلال عما حققوه من إنجاز والتأكيد على ضرورة إنهاء العملية البرية في أقرب وقت، في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة حيث إن الإدارة الحالية لن تضيع الحزب الديمقراطي من أجل إنقاذ رقبة نتنياهو من السجن، على حد تعبيره.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال في مرحلة ارتداد وارتباك بغزة وخسائره تتزايد، بدليل ما كشفته وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل 9 ضباط وجنود وإصابة آخرون في هجومين منفصلين خلال معارك في غزة في الـ24 ساعة الماضية، وأن يوم الإثنين كان "الأقسى" على جيش الاحتلال منذ بداية هذه الحرب.

وأشار الدويري إلى أن هذه الخسائر تأتي كذلك في ظل إهانات غير مسبوقة وجهت لرئيس أركان الجيش، هرتسي هاليفي، من قبل أشخاص ليس لهم تاريخ عسكري، وهو أمر غير معتاد بدولة الاحتلال مما دفع 169 قائدا عسكريا سابقا لتوجيه رسالة لهاليفي، عبّروا فيها عن دعمهم له أمام هذا الهجوم.

ولفت إلى أن اعتراف الاحتلال بسقوط قتلى في معارك غزة جاء بعد أيام من حصره خسائره اليومية في سقوط مصابين دون الحديث عن قتلى، وهو ما يؤكد أن جيش الاحتلال يدفع أثمانا باهظة لا يستطيع الإفصاح الكامل عنها، مجددا التأكيد أن الأعداد الحقيقية للخسائر أكبر مما يعلن عنه.

وحول ارتفاع عدد قتلى الإسرائيليين بين الضباط بشكل لافت، يرجع الدويري ذلك إلى قلة كفاءتهم والفشل في تأهيلهم لمثل هذه المواجهات، وكذلك يعكس فشل قيادة هذا الجيش في إدارة المعركة بالشكل المطلوب.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: جیش الاحتلال

إقرأ أيضاً:

عمليات حجارة داود سلسلة كمائن لكتائب القسام

ردت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) على عملية "عربات جدعون" بإطلاقها سلسلة عمليات وكمائن في مناطق عدة بغزة، ومنها كمائن "حجارة داود" التي استهدفت القوات والآليات الإسرائيلية في قطاع غزة.

وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت" قد أقر خطة عملية "عربات جدعون" مطلع مايو/أيار 2025، بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة واحتلاله بالكامل، وسعيا لإجبار حماس على القبول بصفقة تبادل.

التسمية

اختارت إسرائيل اسما توراتيا لعمليتها العسكرية ضد المقاومة في غزة، في مسعى واضح لـ"إضفاء شرعية دينية" على العدوان، وترويج سردية مفادها أن "القلة المؤمنة" تنتصر على "الأغلبية المتفوقة عددا وعدة".

واستوحت اسم العملية من شخصية جدعون التوراتية، وهو قائد خاض معركة حاسمة بعدد محدود من الجنود وانتصر على جيش يفوقه حجما (المديانيين وهم بدو من الحجاز) وفقا لسفر القضاة في العهد القديم، في محاولة منها لتغليف الحرب بطابع ديني مقدّس.

وبالمقابل ردّت كتائب القسام باختيار تسمية تنهل من الحقل الرمزي الديني نفسه، فأطلقت على عملياتها اسم "حجارة داود" في إحالة إلى القصة التي هزم فيها النبي داود عليه السلام خصمه جالوت بالمقلاع والحجر، في رسالة مفادها أن الإرادة الصلبة والمقاومة والعقيدة الراسخة كفيلتان بقلب موازين القوة، حتى في وجه ترسانة متطورة.

العملية الأولى

بثت كتائب القسام في 28 مايو/أيار 2025 مشاهد من أولى عمليات "حجارة داود" في بيت لاهيا (شمالي قطاع غزة) تزامنا مع إعلانها تنفيذ مقاتليها هجمات وكمائن مركبة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في مختلف مناطق القطاع.

إعلان

وتضمنت المشاهد استهداف دبابة من طراز "ميركافا" بقذيفة "الياسين 105" المضادة للدروع، واشتعلت النيران داخل هذه الآلية بعد استهدافها. كما أظهرت قصف قوة إسرائيلية تحصنت داخل أحد المنازل بقذيفة مضادة للأفراد.

وكذلك، أعلنت القسام استهداف ناقلة جند إسرائيلية بقذيفة "بي-29" في منطقة الفخاري شرقي خان يونس (جنوبي القطاع) في حين فجرت حقل ألغام بقوة هندسية تسللت ليلا في حي الشجاعية (شرقي غزة) واستهدفت دبابتي "ميركافا" وقنصت جنديا إسرائيليا.

العملية الثانية

وفي 29 مايو/أيار من العام نفسه، بثت كتائب القسام ثانية عمليات "حجارة داود" وتضمنت مشاهدها استهداف جنود وآليات جيش الاحتلال في منطقة مدرسة الأقصى ببلدة القرارة (شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع).

وقالت الكتائب -في بداية الفيديو- إن مقاتليها خدعوا جيش الاحتلال باستخدام تكتيك "عواء الذئب" واستدرجوا جنوده إلى عين نفق مفخخة.

وأوضحت أن المقاتلين فجّروا عين النفق بجنود الاحتلال وأطبقوا عليهم من المسافة صفر، ثم استدرجوا قوات الإنقاذ وفجروا عبوتين مضادتين للأفراد بها.

وعقب ذلك، فجّر مقاتلو القسام 3 مبانٍ تحصّنت بها قوات الاحتلال، وذلك بعد عملية رصد دقيقة لتقدم الآليات الإسرائيلية نحو منطقة الكمين.

وقد علت تكبيرات المقاتلين بعد تفجير عين النفق بالقوات الإسرائيلية، قبل أن يختتم فيديو القسام بتوثيق إطلاق النار على أحد الجنود وفراره.

العملية الثالثة

وفي 30 مايو/أيار 2025 بثت كتائب القسام ثالثة عمليات "حجارة داود" وتضمن المقطع مشاهد قنص جندي إسرائيلي واستهداف قوة راجلة من جيش الاحتلال في حي الشجاعية بمدينة غزة (شمالي القطاع).

وأظهر المقطع في بدايته 3 جنود وهم إلى جوار جرافة إسرائيلية قبل أن يسقط أحدهم بعد أن قنصه أحد مقاتلي القسام ببندقية "الغول" وفرّ زملاؤه من حوله قبل عودتهم لأخذ سلاحه وسحبه من مكان الاستهداف.

إعلان

وتلت ذلك مشاهد عملية استدراج قوة إسرائيلية راجلة إلى منطقة كمين بعبوتين ناسفتين، وتم تفجيرهما في 3 جنود.

مقالات مشابهة

  • بين الجوع والموت | الاحتلال يُنفذ خطة إبادة جماعية علنية .. وخبير: غزة تعيش أزمة خانقة
  • عمليات حجارة داود سلسلة كمائن لكتائب القسام
  • دون أن تتبنى المقاومة العملية.. العدو الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق 3 صواريخ من غزة 
  • الاحتلال يهدد باغتيال خليل الحية وأحد أبرز قادة كتائب القسام
  • جيش الاحتلال يزعم نجاحها باغتيال القيادي بالقسام محمد السنوار
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رصد إطلاق 3 صواريخ من غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن رسميا اغتيال محمد السنوار ومحمد شبانة
  • المقاومة تواصل عملياتها النوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد بوحدة صواريخ حزب الله
  • فتوج يدين تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي