البابا فرنسيس: رذيلة الشراهة هي الأكثر خطورة وتلحق ضررا كبيرا بالعالم
تاريخ النشر: 10th, January 2024 GMT
أجرى البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأربعاء، مقابلته العامة، مواصلا تعليمه حول الرذائل والفضائل.
وتوقف البابا عند رذيلة الشراهة، وعاد إلى ما يروي لنا الإنجيل حول المعجزة الأولى ليسوع أي ما فعل في عرس قانا الجليل حين، وكما قال البابا فرنسيس، كشف يسوع تعاطفه أمام أفراح البشر.
وتابع البابا: أن يسوع كان يريد للعرس أن ينتهي بشكل جيد فوهب العريسين الخمرة الجيدة.
وأضاف البابا فرنسيس، حسب ما نشرته الصفحة الرسمية للفاتيكان : انه كانت أفعال يسوع تكشف احترامه للشريعة كان من جهة أخرى متفهما لتلاميذه حين قلعوا سنابل القمح عندما شعروا بالجوع. فقد برر يسوع تصرف التلاميذ هذا مذكرا بأن داود الملك أيضا قد أخذ هو والذين معه الخبز المقدس. (راجع مرقس ٢، ٢٣-٢٦). وواصل قداسة البابا أن يسوع قد ثبَّت مبدأً جديدا، ألا وهو أن أهل العرس لا يمكنهم أن يصوموا والعريس بينهم، وأضاف الأب الأقدس أن يسوع يريدنا أن نكون في فرح برفقته، فهو مثل عريس الكنيسة، لكنه يريدنا أن نشارك أيضا في آلامه والتي هي أيضا آلام الصغار والفقراء.
واستطرد البابا فرنسيس ، إن يسوع قد أسقط من جهة أخرى، التفرقة التي كانت في الشريعة بين الطعام النقي والطعام النجس.
وذكَّر قداسته بأن يسوع يقول بوضوح أن ما يجعل الطعام سيئا ليس الطعام في حد ذاته بل علاقتنا به، وهذا ما نرى في الأشخاص الذين لديهم علاقة غير طبيعية مع الطعام، حين نشاهد مَن يأكل بشكل سريع وكأنه يريد سد جوعه لكنه لا يشبع أبدا، وهؤلاء الأشخاص هم بالأحرى عبيد للطعام.
أشار البابا فرنسيس، إلى ان تثمين يسوع للطعام وتحدث عن أن العلاقة السيئة مع الطعام هي التي تسبب المشاكل التي يحاول الطب وعلم النفس حلها مثل فقدان الشهية والإفراط في تناول الطعام والسمنة. متحدثا عن أمراض غالبا ما تكون مؤلمة ترتبط بمشاكل نفسية، مشيرا إلى ان هناك رباطا بين الخلل النفسي وكيفية تناول الطعام، فالتغذية هي انعكاس لشيء ما في دواخلنا، الميل إلى التوازن أو إلى المبالغة، القدرة على الشكر أو عنجهية الشعور بالاستقلالية، تعاطُف مَن بإمكانه تقاسم الطعام مع المعوزين أو أنانية مَن يكدس كل شيء لنفسه. ففي كيفية تناولنا للطعام تظهر أعماقنا وعاداتنا وتصرفاتنا النفسية.
ثم عاد البابا فرنسيس إلى الحديث عن رذيلة الشراهة مذكرا بأن الآباء الأوائل كانوا يطلقون عليها ما يمكن ترجمته إلى جنون البطن، كما وذكَّر بالمَثل الشهير أن علينا أن نأكل لنعيش لا أن نعيش لنأكل. وتابع قداسته أن هذه الرذيلة ترتبط بحاجة ضرورية بالنسبة لنا وهو تناول الغذاء وأشار إلى أهمية الانتباه على هذا الأمر.
تابع البابا فرنسيس: رذيلة الشراهة من وجهة النظر الاجتماعية إنها على الأرجح الرذيلة الأكثر خطورة، فهي تقتل الكوكب.
وتابع أن مَن يبالغ أمام كعكة لا يسبب أضرارا كبيرة بينما النهم الذي يميز تصرفاتنا إزاء خيور كوكب الأرض منذ بضعة قرون يُلحق الضرر بمستقبل الجميع. إننا نهاجم كل شيء لنكون أسياد كل شيء بينما أوكلت إلينا الأشياء لنحرسها، لا لنستغلها.
وواصل البابا فرنسيس أننا هكذا قد تحولنا من بشر إلى مستهلكين، وهذا هو المصطلح المستخدَم في الحياة الاجتماعية حتى أننا لم ننتبه إلى أن هناك مَن بدأ بتسميتنا بهذا الاسم. لقد خُلقنا لنكون رجالا ونساء قادرين على الشكر وعقلاء في استخدام الأرض، بينما يهددنا خطر التحول إلى مفترسين، وها نحن ننتبه اليوم إلى أن هذا الشكل من الشراهة قد ألحق ضررا كبيرا بالعالم. ثم ختم قداسة البابا فرنسيس: لنطلب من الرب أن يساعدنا على درب القناعة وألا تستحوذ أشكال الشراهة الكثيرة على حياتنا.
واختتم البابا فرنسيس بابا الفاتيكان ، اطالب من الجميع ان نكون بالقرب من الشعب الأوكراني المتألم بشكل كبير ومن المعانين بسبب الحروب في فلسطين وإسرائيل ومناطق العالم المختلفة. كما تضرع البابا إلى الرب كي يزرع في قلوب حكام الدول بذرة السلام.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: البابا فرنسيس بابا الفاتيكان الفضائل يسوع الخمرة يوحنا المعمدان الكنيسة الصغار الفقراء البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
مدبولي: مصر أولت اهتماما كبيرا لتطوير الرعاية الصحية والطبية
ألقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، كلمة في مداخلة له اليوم في الجلسة الثالثة والختامية حول "البيئة، ومؤتمر الأطراف الثلاثين، والصحة العالمية"، وذلك خلال مشاركته نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أعمال النسخة السابعة عشرة لقمة مجموعة "بريكس"، التي تستضيفها مدينة "ريو دي جانيرو" البرازيلية.
بريكسفي مستهل كلمته، وجه رئيس مجلس الوزراء الشكر للرئاسة البرازيلية لمجموعة "بريكس" على اختيارها لموضوع هذه الجلسة. كما رحّب بـ "الإعلان الإطاري للقادة بشأن تمويل المناخ"، موجها التهنئة للبرازيل على توليها رئاسة مؤتمر الأطراف الثلاثين (COP30).
أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف السابع والعشرين (COP27) بذلت كل الجهود الممكنة لتحقيق تقدم ملموس وفعال في مختلف مجالات العمل المناخي، وخاصةً فيما يتعلق بـ "الانتقال العادل"، والدور المحوري لبنوك التنمية متعددة الأطراف في تمويل العمل المناخي، والأهم من ذلك، إنشاء صندوق الخسائر والأضرار.
وقال رئيس الوزراء في كلمته: إن مصر تؤكد التزامها بتحقيق أهداف وغايات اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ واتفاقية باريس، استنادًا إلى مبادئ ريو، وخاصة مبدأ المسؤوليات المشتركة ولكن المتباينة.
وأضاف: ومع ذلك، يساورنا القلق إزاء النقص الواضح في التزام الدول المتقدمة بتوفير التمويل اللازم وآليات التنفيذ الأخرى، لتحقيق مستوى الطموح الوارد في المساهمات المحددة وطنيًا التي قدمتها دولنا النامية.
كما أشار رئيس الوزراء في كلمته إلى أن احتياجات الدول النامية لتنفيذ مساهماتها المحددة وطنيًا بحلول عام 2030 تبلغ حوالي 5.9 تريليون دولار، في حين لم يتم الوصول لهدف الـ 100 مليار دولار سنويًا. علاوة على ذلك، تتراوح تكلفة التكيف للدول النامية بين 140 و300 مليار دولار سنويًا.
أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن توفير وسائل التنفيذ اللازمة للدول النامية، وخاصةً التمويل الميسر ونقل التكنولوجيا، يُعد حجر الزاوية في الجهود الدولية المشتركة بشأن هذه القضية المهمة، قائلا: نحن على ثقة بقدرة الدبلوماسية البرازيلية على قيادة العمل في مؤتمر الأطراف COP30، مع إعطاء الأولوية لاحتياجات الدول النامية، التي لا ينبغي إجبارها على الاختيار بين العمل المناخي وجهودها للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
وحول ملف الرعاية الصحية، لفت "مدبولي" إلى أنه على مدار السنوات الماضية، أولت مصر اهتمامًا كبيرًا لتطوير نظام الرعاية الصحية والخدمات الطبية. وقد تبين ذلك في زيادة الإنفاق الوطني على قطاع الصحة، وصياغة رؤية شاملة لرفع كفاءة الرعاية الصحية، وتطوير البنية التحتية الصحية، والتوسع في تطبيق نظام التأمين الصحي الشامل.
وتابع: أطلقنا أيضا عددًا من المبادرات التي تستهدف جميع فئات المجتمع، بما في ذلك المرأة والطفل، أبرزها المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" و"100 مليون صحة"، بالإضافة إلى توفير العلاج لـ 4.6 مليون مواطن في إطار مبادرتنا للقضاء على التهاب الكبد الوبائي "سي" والكشف عن الأمراض غير المعدية.
أوضح رئيس الوزراء أن قطاع الصحة يُعد من أهم القطاعات التي يُمكن للدول من خلالها تعزيز التعاون وتنسيق المواقف في مختلف المحافل متعددة الأطراف، قائلا: علينا البناء على التبني التاريخي لاتفاقية الأمم المتحدة بشأن الوقاية من الأوبئة، مع الاستفادة من الدروس المستفادة خلال جائحة كوفيد-19، لا سيما من خلال بناء القدرات ونقل التكنولوجيا إلى الدول النامية، والتأكيد على الدور المحوري لمنظمة الصحة العالمية في هذا الصدد.
وأضاف: يمكننا أيضًا تعزيز تعاوننا، خاصة في تنفيذ برامج البحث والابتكار المشتركة المتعلقة بتطوير وإنتاج اللقاحات، ومعالجة الأمراض غير المعدية. كما نُقرّ بالدور المهم للقطاع الخاص في جهودنا المشتركة وفي الاستثمار في النظم الصحية في بلداننا. ونؤكد على الدور المهم لمركز البحث والتطوير في مجال اللقاحات التابع لـ "بريكس" في تعزيز جهودنا المشتركة.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد أن مصر مستعدة لتعزيز التعاون في هذه القضايا المهمة.