«البايرن» يُكَرِم «القيصر» تحت الصفر!
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
برلين (أ ف ب)
أخبار ذات صلة
كَرَّمَ بايرن ميونيخ أسطورته «القيصر» فرانز بيكنباور الذي فارق الحياة عن 78 عاماً، بأفضل طريقة، من خلال الفوز على ضيفه هوفنهايم 3-0، بفضل «ثنائية» لجمال موسيالا، في المرحلة السابعة عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم.
وخاض العملاق البافاري، الساعي إلى لقبه الثاني عشر توالياً في الدوري، مباراته الأولى لعام 2024 بأجواء حزينة نتيجة وفاة بيكنباور الذي تألق في صفوفه لاعباً وتُوج معه بلقب الدوري أربع مرات وكأس الأندية الأوروبية البطلة ثلاث مرات، قبل أن يدربه لاحقاً، ويحرز معه لقب الدوري، وصولاً إلى تولي منصب رئيس النادي.
وفي أجواء مناخية باردة جداً، حيث وصلت الحرارة إلى ناقص 9 درجات مئوية، قام لاعبو البايرن بعملية الإحماء وهم يرتدون قمصاناً تحمل الرقم 5 الذي كان يرتديه بيكنباور، حين كان لاعباً في مسيرة، أحرز خلالها كأس العالم لاعباً عام 1974، قبل أن يكرر الأمر كمدرب عام 1990.
وخاض البايرن اللقاء أيضاً بقمصان، خاصة كتب عليها «دانكه فرانز»، أي شكراً فرانز، من ضمن لفتات تكريمية أخرى تضمنت عرض مقاطع فيديو عن مسيرة الأسطورة، قبل أن يقف الفريقان دقيقة صمت، على غرار ما يحصل في جميع مباريات المرحلة.
وكانت المباراة مناسبة لتكريم «القيصر»، وارتقى لاعبو بايرن إلى مستوى المناسبة بفوزهم الثالث عشر للموسم، ما منح الفرصة لرجال المدرب توماس توخل بتضييق الخناق على باير ليفركوزن المتصدر، بعدما بات الفارق بين الفريقين نقطة واحدة موقتاً بانتظار مباراة الأخير مع مضيفه أوجسبورج «السبت».
ورغم الموسم الاستثنائي الذي يقدمه ليفركوزن، وجمعه 42 نقطة في 16 مرحلة للمرة الأولى في تاريخه، وخوض 25 مباراة في جميع المسابقات، من دون هزيمة هذا الموسم، يبقى اللقاء الثاني عشر توالياً في متناول البايرن تماماً، لاسيما أنه يملك مباراة مؤجلة يخوضها في 24 الحالي على أرضه ضد أونيون برلين.
وفي المباراة رقم 500 لحارس المرمى القائد مانويل نوير الذي بات يتشارك المركز العاشر مع باستيان شفاينشتايجر، من حيث أكثر اللاعبين مشاركة مع النادي البافاري، خلف لاعبين مثل سيب ماير المتصدر «706»، وزميله الحالي توماس مولر «686» أو بيكنباور الخامس «582»، ضغط العملاق البافاري منذ البداية، وترجم أفضليته في الدقيقة ،18 حين افتتح موسيالا التسجيل من زاوية ضيقة، بعدما وصلته الكرة من لوروا سانيه، إثر ضربة ركنية.
ورغم أفضليته الميدانية، كان هدف موسيالا الفارق بين الفريقين مع الوصول الى نهاية الشوط الأول، ثم بقي الوضع على حاله في بداية الثاني وسط صلابة دفاعية من هوفنهايم الذي عرف كيف يحد من خطورة الإنجليزي هاري كاين، مولر، سانيه وموسيالا الذي كان قريباً من هدف ثانٍ بتسديدة من مشارف المنطقة، لكن الحظ عانده بعدما ارتدت الكرة من القائم الأيسر «59».
وارتفعت وتيرة المباراة بعد ذلك، وكان النمساوي كونراد لايمر قريباً من تسجيل الهدف الثاني لبايرن، لكن الحارس أوليفر باومان تألق في الدفاع عن مرماه «60».
وكاد هوفنهايم أن يدرك التعادل لولا تألق نوير في صد رأسية ماكسيميليان باير «62»، قبل أن يكرر الأمر في مواجهة انفراد للكرواتي أندري كراماريتش «64».
وعاند الحظ الضيوف، حين ارتدت تسديدة باير من العارضة «67»، قبل أن يحبط موسيالا عزيمتهم بهدفه الثاني، بعدما وصلته الكرة من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء عبر سانيه «70»، ليحقق الأخير تمريرته الحاسمة العاشرة هذا الموسم في الدوري.
وتعقدت مهمة هوفنهايم أكثر، وتأكدت الى حد كبير هزيمته السابعة، بعدما أكمل اللقاء بعشرة لاعبين نتيجة حصول جريخا برومل «74» على البطاقة الحمراء، ما مهد الطريق أمام بايرن للخروج بالنقاط الثلاث، وإضافة هدف آخر هذه المرة عبر كين الذي رفع رصيده الى 22 هدفاً في منتصف موسمه الأول في الدوري الألماني، بعد تمريرة من البديل ليون جوريتسكا «90».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الدوري الألماني بايرن ميونيخ هوفنهايم ليفركوزن بيكنباور هاري كين جمال موسيالا
إقرأ أيضاً:
بعدما أعلن حرب أبدية على غزة.. من هو رئيس الشاباك الجديد؟
أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن تعيين اللواء دافيد زيني رئيسًا لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) يوم الجمعة ، جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والأمنية والقانونية في إسرائيل.
وجاء هذا القرار في ظل أجواء سياسية مشحونة، وتوترات داخلية متفاقمة، ووسط اتهامات لنتنياهو بمحاولة إحكام السيطرة على المؤسسات الأمنية والاستخبارية.
كما تزامن الإعلان مع رفض واسع من المعارضة، وأجهزة قضائية وتشكيك في قانونية الإجراءات المتخذة، ما جعل من تعيين زيني قضية أمنية وسياسية بامتياز تتجاوز مجرد اختيار مسؤول أمني رفيع.
في خطوة مثيرة للجدل، أعلن دافيد زيني، رئيس الشاباك المُعين حديثًا، عن معارضته لأي اتفاق مع حركة حماس حول استعادة المحتجزين الإسرائيليين في غزة، واصفًا الحرب في القطاع بأنها "حرب وجودية" بالنسبة لإسرائيل.
وجاءت تصريحاته خلال مناقشات مغلقة مع هيئة الأركان العامة، ما دفع بعائلات الأسرى إلى دعوة لإلغاء تعيينه، معتبرين أن نتنياهو يسعى لاستبدال رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، بشخص يرفض مبدأ الصفقات.
من هو دافيد زيني؟اللواء دافيد زيني من مواليد عام 1974 في القدس، ونشأ في مدينة أشدود ضمن أسرة دينية جزائرية الجذور، يُعد زيني من القيادات العسكرية البارزة، ويعيش حاليًا في مستوطنة "كيشت" في هضبة الجولان المحتلة، وهو متزوج وأب لـ11 طفلًا، حاصل على بكالوريوس في التربية وماجستير في الأمن القومي والإدارة العامة.
وانضم إلى الجيش الإسرائيلي عام 1992 في وحدة "سييرت متكال"، وهي إحدى وحدات النخبة، وشارك في عدد من العمليات العسكرية في غزة ولبنان، وتدرج في المناصب القيادية، حيث شغل عدة مواقع من بينها: قائد الكتيبة 51، وقائد لواء الكوماندوز "عوز"، وقائد لواء "الإسكندروني"، ومؤسس لواء "عوز"، وقائد المركز الوطني لتدريب القوات البرية.
في يونيو 2023، رُقي إلى رتبة جنرال وأصبح قائد قيادة التدريب والتأهيل، قبل أن يُعلن عن تعيينه المفاجئ في رئاسة جهاز الشاباك.
الخلفية القانونية والسياسية للتعيينقرار التعيين لم يكن وليد اللحظة، حيث تشير التقارير إلى أن نتنياهو اتخذ قراره قبل نحو أسبوعين، لكنه تجنب إعلانه فورًا لتفادي الانتقادات القانونية والسياسية. وفي السياق ذاته، أعلنت المدعية العامة والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف ميارا، أن نتنياهو "تصرف في تضارب مصالح" وأن التعيين تشوبه "عيوب قانونية واضحة".
وقد منعت المحكمة العليا في وقت سابق إقالة رئيس الشاباك الحالي، رونين بار، بسبب طعون قانونية تقدمت بها المعارضة ومنظمات مجتمع مدني، وهو ما زاد من تعقيد المشهد القانوني. علاوة على ذلك، يُجري الشاباك تحقيقًا مع مكتب نتنياهو بشأن علاقات مالية مشبوهة مع دولة قطر، مما يطرح تساؤلات حول دوافع الإقالة والتعيين.
ردود الأفعال الرسمية والمعارضةقائد الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، فوجئ بالتعيين ولم يُستشر في القرار. وقد استدعى زيني لـ"محادثة توضيحية"، مما أثار تكهنات عن إقالة محتملة من الجيش. لكن الجيش نفى لاحقًا تلك التكهنات، وأعلن أن زيني سيتقاعد "بالاتفاق" استعدادًا لتسلم مهامه الجديدة.
على الجانب الآخر، دعت المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها زعيم المعارضة يائير لابيد، زيني إلى رفض المنصب مؤقتًا حتى تبت المحكمة العليا في قانونية التعيين. كما أعلنت منظمة "الحركة من أجل جودة الحكومة في إسرائيل" نيتها الطعن في القرار قضائيًا.
سياق تعيين زيني.. خلفية محاولة إقالة رونين بارتشير خلفية الأزمة إلى أن حكومة نتنياهو كانت قد قررت إقالة رونين بار في مارس الماضي بذريعة "انعدام الثقة الشخصية والمهنية"، لكن تقارير إعلامية ربطت القرار بتحقيقات الشاباك حول تقصير الحكومة في التعامل مع هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وقد انتقد بار القرار علنًا، معتبرًا أن "الولاءات الشخصية لرئيس الوزراء تتناقض مع قانون الشاباك والمصلحة العامة"، في تصريحات لاقت دعمًا واسعًا من المعارضة وأجهزة الدولة القانونية.
محاولة سابقة لتعيين بديل آخر وفشلهالم تكن محاولة نتنياهو لتغيير قيادة الشاباك الأولى من نوعها، إذ سبق أن رشّح الأميرال إيلي شارفيت، القائد السابق للبحرية، لكن بعد ساعات فقط تراجع عن القرار.
تقارير إعلامية كشفت أن التراجع جاء بعد اكتشاف مشاركة شارفيت في احتجاجات ضد قوانين الإصلاح القضائي المثيرة للجدل، والتي رُفعت العام الماضي.
وتعيين دافيد زيني على رأس جهاز الشاباك، يُعد واحدًا من أكثر التعيينات إثارة للجدل في تاريخ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، فبعيدًا عن كفاءاته العسكرية، يواجه زيني عوائق قانونية، ورفضًا شعبيًا، واعتراضات من عائلات الرهائن.
كما يأتي القرار ضمن سياق سياسي محتقن يحاول خلاله نتنياهو فرض سيطرته على مفاصل الدولة الأمنية، وسط تزايد الضغوط الداخلية والدولية.
الأيام القادمة ستكون حاسمة في تقرير مصير هذا التعيين، إما بتثبيته رغم كل الاعتراضات، أو بتراجعه تحت وطأة القضاء والمعارضة والشارع الإسرائيلي.