ميناء خصب .. حراك تجاري ومحطة للسفن السياحية العالمية
تاريخ النشر: 13th, January 2024 GMT
- أناسين كيم: مبادرة الرسو المجاني للسفن السياحية ستتواصل هذا العام
- يوسف الشيزاوي: اهتمام كبير بتنمية المشاريع السياحية لاستيعاب أعداد السياح
- إيمان الصلتية: النشاط السياحي في ميناء خصب انعكس على تطور قطاع الخدمات
تعد ولاية خصب من أجمل الولايات الساحلية في سلطنة عمان، إذ تحمل تضاريس جبلية ممتزجة مع البحر بطريقة فريدة تشكل أخوارا متعددة وأرصفة بحرية طبيعية تولد مناظر خلابة من مختلف الزوايا، وعلى الطريق المؤدي إلى ولاية خصب محطات عديدة تعكس روعة التضاريس، فتارة يكون المنظر من ارتفاع شاهق على الأفق الممتد نحو البحر، وتارة يأخذنا الشارع على جزء مقوس من البحر على شكل شاطئ صغير تصطف عليه قوارب الصيد، كما أن الولاية تقبع في بقعة جغرافية مهمة، وهي مضيق هرمز الذي تمر من خلاله مختلف السفن التجارية منها والسياحة، ما يشكل أهمية قصوى لميناء خصب الذي يستقبل سنويا عشرات السفن التجارية والسياحة التي تحمل على متنها مئات السياح الذين يتوافدون إلى الولاية منعشين بذلك النشاط السياحي في الولاية والتجاري كذلك.
معايير أمن السفن
وفي لقاء مع الرئيس التنفيذي للشركة العمانية لمحطة الحاويات العالمية "أناسين كيم"، الشركة التي تدير ميناء خصب، قال: "أثبت حجم البضائع العامة في ميناء خصب استقراره طوال عام 2023، ويؤكد هذا الأداء المرونة والموثوقية في عمليات الشحن لدينا، ونتوقع زيادة كبيرة في مناولة البضائع عبر ميناء خصب، ومن المؤكد أن يؤدي تنفيذ خطة التنمية الفعالة في محافظة مسندم (مثل مدينة محاس الصناعية وغيرها من المشاريع الكبرى) إلى زيادة الأنشطة ورفع مستوى الميناء كمركز لوجستي رئيسي".
عن أبرز السلع التي تدخل إلى ميناء خصب وتشكل النسبة الأكبر من الواردات قال الرئيس التنفيذي: "الواردات مختلفة بطبيعة الحال، لكن أكبر نسبة في واردات الميناء هي الماشية، وفي الغالب يدير ميناء خصب استيراد الماشية، ونتوقع استيراد المزيد من البضائع عبر ميناء خصب مع خطة التطوير المطبقة في محافظة مسندم، على سبيل المثال مدينة محاس الصناعية كما أشرت وغيرها من المشاريع الكبرى، وبالنسبة للصادرات يتعامل ميناء خصب مع جميع أنواع السلع مثل المواد الغذائية وقطع غيار السيارات والأجهزة الكهربائية وغيرها".
وأجاب الرئيس التنفيذي "أناسين كيم" على تساؤل حول استراتيجيات تعزيز الصادرات من الميناء، بقوله: "نعمل بشكل ثابت على تعزيز مستوى الخدمة في الميناء، مع إعطاء الأولوية لتعزيز تدابير السلامة والأمن، تزامنا مع ذلك، نحن ملتزمون بتقديم حلول لوجستية مثالية مخصصة لتلبية احتياجات عملائنا، أصبح ميناء خصب الآن منشأة متوافقة تمامًا مع معايير المدونة الدولية لأمن السفن ومرافق الموانئ تحت إدارتنا، مما يضمن الالتزام بالمعايير الأمنية الدولية، بالإضافة إلى عمليات مناولة البضائع الأساسية لدينا، قمنا بتقديم خدمات جديدة مثل الخدمات البحرية، والتي تشمل التزويد بالوقود وعمليات النقل من سفينة إلى أخرى، والمزيد، وتعكس هذه الخدمات المتنوعة تفانينا في تقديم حلول شاملة ومتطورة لتلبية المتطلبات المتطورة للصناعة البحرية".
وحول النشاط السياحي قال: "رست في ميناء خصب أكثر من 60 سفينة سياحية على متنها أكثر من 156 ألف مسافر".
وعما إذا كانت هناك جهود لجذب المزيد من السفن السياحية وتطوير مرافق لخدمة هذا القطاع، أشار "كيم" بقوله: "بشكل استباقي شاركنا في العديد من المعارض التجارية لتعزيز أعمال الرحلات السياحية في ولاية خصب، وفي خطوة استراتيجية، أطلقنا حملة رسو ميناء مجاني لعام 2023، والتي تهدف إلى جذب المزيد من اليخوت والرحلات السياحية إلى الميناء، وأدى نجاح هذه الحملة إلى تمديدها لعام آخر في عام 2024، مما يؤكد التزامنا بجذب ودعم الأنشطة البحرية في ولاية خصب".
واختتم حديثه بأن هناك دراسات لتوسيع الميناء سيتم الكشف عنها لاحقا.
انتعاش سياحي
وحول وضع النشاط السياحي في الولاية، وأثر الحراك في ميناء خصب، قال المرشد السياحي يوسف الشيزاوي: "منذ أن انتهت أزمة كورونا انتعشت الحركة السياحية في ولاية خصب ومحافظة مسندم عموما، حيث ازداد عدد السفن السياحية، وهناك اهتمام كبير من قبل الحكومة في تنمية المشاريع السياحية والاقتصادية، فقد تم إنشاء السلك الانزلاقي الأطول في العالم في ولاية خصب مما زاد عدد سياح المغامرة، وكذلك تم تدشين خدمة أوتاكسي في ولاية خصب مما سهل على السياح التنقل والتجول في الولاية، أذكر ذلك كخدمات تعني الكثير للسائح عندما يصل إلى ولاية خصب سواء عبر الميناء أو عبر البر أو حتى جوا، فعدد السياح الكبير الذي نتمنى وصوله لا بد وأن يقابل بخدمات تشجعه على الزيارة القادمة، كما تم افتتاح الممشى الصحي في ولاية خصب بطول 2500 متر وهو ممشى رائع وجميل ويحتضن عددا من المقاهي وألعاب الأطفال، كما أن الحركة التجارية زادت فقد تم إنشاء بعض المقاهي والمطاعم وتم التنافس بينهم بالخدمة فكلا منهم يحاول أن يقدم الخدمات الأفضل للزائرين، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام وزارة التراث والسياحة في تطوير البنية التحتية التي تخدم الأهالي والزوار من إنشاء دورات المياه في المزارات السياحية، وتأتي خطط عمان 2040 لتضع مسندم على خارطة السياحة العالمية".
تطور الخدمات
في حين قالت إيمان بنت صالح الصلتية صاحبة شركة "زري خصب للسياحة": "منذ تواجدنا في ميناء خصب بداية من عام 2012 كشركة سياحية شهدنا تطورا ملحوظا في عدد السفن السياحية الزائرة إلى ميناء خصب، حيث إنها تزداد في كل عام، وحسب ما هو معروف كل سفينة سياحية تحمل ما بين 500 إلى 3000 سائح، ومع ازدياد السفن تطورت خدماتنا كمؤسسة صغيره وتوسعنا في تقديم الخدمات، وهذا لا يمنع من وجود بعض الملاحظات التي نتمنى تجاوزها من قبل إدارة ميناء خصب، فمثلا هناك بعض السفن السياحية التي لا تستطيع الرسو في الميناء بسبب كبر حجمها، وعمق المرفأ في ميناء خصب لا يتناسب معها، فيضطر الربان للرسو وسط البحر، ومن ثم نقل السياح في قوارب صغيرة إلى المرفأ، وهذا يشكل صعوبة لجميع السياح على متنها، وربما يمتنع الكثير من النزول إلى القوارب الصغيرة، ما يحول دون وصول عدد كبير من السياح، لذلك نتمنى مع التطور الملحوظ أن يتم توسعة المرفأ بما يتناسب ورسو هذه السفن العملاقة".
وتابعت الصلتية: "النشاط السياحي في ميناء خصب هو سبب في تنمية مؤسستي التي تهدف للترويج لمسندم كوجهة ومقصد سياحي، وكذلك إثراء تجربة السائح والتعريف بالتراث الثقافي للمحافظة من خلال بيع الهدايا التذكارية الحرفية المصنوعة بأيدي حرفيين من مسندم، ويعيش السائح العادات والتقاليد الخاصة بالمحافظة من خلال تجربة الحناء والملابس التقليدية وتجربة الضيافة للتعرف على المأكولات الشعبية، كما نقدم في (زري خصب) خدمات الإرشاد السياحي الذي يلبي طلب السياح، حيث إن القائمات على المشروع يحملن ترخيص الإرشاد السياحي، وقد شاركنا في معارض دولية وعالمية وحازت المؤسسة على العديد من الجوائز والتكريمات، وكل هذا يعكس تطور النشاط السياحي في الولاية وأثر الميناء في التنمية السياحية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السفن السیاحیة فی الولایة
إقرأ أيضاً:
بناء السفن.. جبهة جديدة للتنافس بين الولايات المتحدة والصين
نشر موقع "أوراسيا ريفيو" تقريرا تناول فيه توسع التنافس بين الولايات المتحدة مع الصين ليشمل قطاع بناء السفن؛ فقد أصدرت إدارة ترامب في نيسان/ أبريل 2025 قرارًا تنفيذيًا لإحياء صناعة بناء السفن الأمريكية وتعزيز التفوق البحري في مواجهة التقدم الصيني السريع.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمه "عربي 21"، إن إدارة ترامب، رغم تركيزها الظاهري على التجارة وتعظيم المكاسب الاقتصادية، تُظهر تحركاتها الأخيرة أن التنافس البحري مع الصين بات جزءًا أساسيًا من أولوياتها.
وفي 9 نيسان/ أبريل 2025، أصدرت إدارة ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى إحياء صناعة بناء السفن في الولايات المتحدة واستعادة التفوق البحري، في ظل التقدّم المتسارع الذي تحققه الصين في هذا المجال، وهو ما يعكس شعورًا متزايدًا بالقلق داخل الإدارة الأمريكية بشأن تراجع قدراتها البحرية مقارنةً بمنافسها الصيني.
وأشار الموقع إلى أن قدامى المحاربين العسكريين قدموا مشروع قانون "أنقذوا أحواض السفن"، في آذار/ مارس 2025، بهدف تجديد صناعة بناء السفن الأمريكية وتلبية احتياجات الجيش، حيث إن هذه الخطوة، إلى جانب القرارات السابقة، تعكس إدراكًا متزايدًا لدى الولايات المتحدة بضرورة تعزيز تفوقها البحري، خصوصًا في ظل استحواذ الصين على نحو 53 بالمائة من صناعة السفن العالمية خلال العقدين الماضيين.
تفوق الصين في بناء السفن البحرية
وأفاد الموقع أن سوق بناء السفن شهد تغيرًا كبيرًا خلال العقدين الماضيين؛ حيث ارتفعت حصة الصين من 5 بالمائة في سنة 2000 إلى 53 بالمائة في سنة 2024، في حين انخفضت الحصة المشتركة لكوريا الجنوبية واليابان من 74 بالمائة إلى 42 بالمائة. وتحتل الولايات المتحدة أقل من 1 بالمائة من السوق العالمي حاليًا.
وذكر الموقع أن تقدم الصين في بناء السفن التجارية والبحرية جاء بفضل التصنيع المحلي وتكاليف العمالة المنخفضة والدعم الحكومي، مع اعتماد سياسة الدمج العسكري المدني التي تجمع بين القطاعين التجاري والدفاعي، ما يمنحها مزايا إستراتيجية واقتصادية واضحة مقارنة بدول أخرى.
وأضاف الموقع أن الصين تمكنت من الاستفادة من قاعدتها لبناء السفن لأغراض مزدوجة، مما عزز قدراتها البحرية بسرعة. وتمتلك الصين أكبر قوة بحرية في العالم؛ حيث تشغل 234 سفينة حربية مقابل 219 للبحرية الأمريكية، ويبلغ إجمالي قوتها القتالية أكثر من 370 سفينة وغواصة، منها أكثر من 140 سفينة سطحية رئيسية.
ومن المتوقع أن يصل عدد سفن البحرية الصينية إلى 395 بحلول 2025، و435 بحلول 2030. ففي سنة 2005، كان لدى البحرية الأمريكية حوالي 300 سفينة، بينما كان لدى الصين 200. وعلى الرغم من حجم الأسطول الأمريكي سيظل ثابتًا حتى 2030، ستصل البحرية الصينية إلى 450 سفينة، أما في مجال بناء السفن التجارية، فقد شهدت الصين نموًا كبيرًا، مما منحها تفوقًا واضحًا على منافسيها، بما في ذلك الولايات المتحدة.
ومع ذلك، قد تتعثر صناعة بناء السفن الأمريكية بسبب نقص الاستثمار والسياسات الحمائية التي أدت إلى تخلفها عن المعايير العالمية. وتواجه البحرية الأمريكية مشاكل كبيرة مثل تجاوز التكاليف وعيوب التصميم وتأخر التسليمات.
ويعتمد القطاع الخاص بشكل كبير على تلبية عدد السفن المطلوبة، لكنه يواجه صعوبات في الالتزام بالميزانية والجداول الزمنية، مما يعيق تحقيق هدف زيادة حجم الأسطول.
وذكر الموقع أن التحديات التي تواجه صناعة بناء السفن الأمريكية تمثل عائقًا كبيرًا أمام تطوير البنية التحتية البحرية، مما يثير مخاوف واشنطن من قدرتها على حماية ممرات الاتصال البحري والسيطرة على نقاط الاختناق، وهو أمر حيوي للتحكم في التجارة الدولية أثناء الأزمات وحماية التجارة العالمية، وهو الدور الأساسي للبحرية الأمريكية.
تعزيز الوجود في منطقة المحيطين الهندي والهادئ
قال الموقع إن صعود الصين كقوة بحرية وتعزيزها العسكري في المحيطين الهندي والهادئ يثير قلقًا لدى دول مثل الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان. وأكد تقرير أمريكي حديث على تصاعد عدوانية الصين وضرورة استعادة الولايات المتحدة لردعها في المنطقة للحفاظ على توازن القوى ودعم حلفائها.
جبهة القطب الشمالي
وأوضح الموقع أن الممرات البحرية في القطب الشمالي أصبحت جبهة حاسمة في المنافسة البحرية بين أمريكا والصين؛ حيث تستفيد الصين، بالتعاون مع روسيا، من تغير المناخ لتسهيل الملاحة وتطوير طريق البحر الشمالي الممتد 3500 ميل، بهدف استغلال الفرص الاقتصادية المحتملة في المنطقة.
وتابع الموقع أن كاسحات الجليد تلعب دورًا أساسيًا في ضمان الوصول المستمر إلى القطب الشمالي على مدار السنة. وقد نشرت الصين ثلاث كاسحات جليد مؤخرًا، بينما تواجه الولايات المتحدة ضعفًا في أسطولها. وتعاونت أمريكا مع كندا وفنلندا لتعزيز القدرات القطبية، وأعلن ترامب في 2025 عن خطة لشراء 40 كاسح جليد كبير، مما يعكس تصاعد المنافسة في المنطقة وسعي أمريكا للحفاظ على مكانتها في المنطقة.
الطريق نحو المستقبل
ولفت الموقع إلى أن الولايات المتحدة تواجه تحديات كبيرة في إعادة تنشيط صناعة بناء السفن، تشمل تأمين تمويل مستمر وتعزيز تنافسية السفن الأمريكية عالميًا وإعادة بناء القدرات الصناعية البحرية، وتطوير القوى العاملة. كما تحتاج إلى تعاون بين الوكالات وتقييم واقعي لقدراتها مقارنة بالصين، ووضع خطة مستقبلية واضحة لمتابعة التقدم.
واختتم الموقع بأن أمر ترامب التنفيذي يؤكد الحاجة الملحة لتعزيز القدرات البحرية الأمريكية لحماية المصالح طويلة الأمد، مع التركيز على المحيطين الهندي والهادئ وأمريكا اللاتينية والقارة القطبية الشمالية، وأن إعادة بناء صناعة بناء السفن المتدهورة تمثل خطوة أساسية لبداية جديدة لواشنطن في حماية مصالحها التجارية والاستراتيجية.