14 يناير، 2024

بغداد/المسلة الحدث: في مفاجأة سياسية مثيرة، تبين أن قوى الشيعة في العراق انقسمت بشدة حول اختيار رئيس مجلس النواب، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق موحد كما كان متوقعًا. بدلًا من ذلك، شهدنا انقسامًا واضحًا بين قوى داخلية تدعم ترشيح محمود المشهداني، وقوى أخرى تساند شعلان الكريم.

يعد هذا الانقسام تحولًا ملحوظًا عن الوحدة التي كانت تتسم بها قوى الشيعة عادة، حيث كانوا يتفقون على كلمة واحدة في القرارات الرئيسية.

الدعم المتضارب لمشهداني والكريم يفتح بابًا لمفاجآت سياسية، ويظهر عجز القوى الشيعية عن تحقيق التوحيد في هذه المرحلة الحساسة.

وفي ظل انقسام قوى الشيعة حول رئاسة مجلس النواب العراقي، يظهر عدم الاتفاق على مرشح موحد فشلًا في التوحيد الشيعي المعتاد. المشهداني والكريم، كل منهما يحظى بدعم جزء من القوى الشيعية، يمثلان تحديات سياسية ملحة.

التشظي وعدم التوافق يكشفان عن تأثير التحولات الداخلية والتدخلات الخارجية على الساحة السياسية العراقية. والانتقادات للكريم بسبب مدحه لصدام حسين ومشاركته في اعتصامات الاحتجاج تعكس توترات داخلية تتعلق بالمبادئ والقيم.

هذا الانقسام يضع الشيعة في موقف صعب، حيث يجب عليهم التعامل مع تحديات المضي قدمًا نحو تشكيل حكومة قوية ومستقرة. التوحيد والتفاهم سيظلان ضروريين لتجاوز التحديات الراهنة وضمان استقرار العراق في هذه المرحلة الهامة.

وتشير مصادر مطلعة داخل الساحة السياسية العراقية إلى أن انقسام القوى الشيعية حول اختيار رئيس مجلس النواب يعزى إلى تداخل المصالح والأموال وظاهرة الرشاوى. تشير هذه المصادر إلى أن بعض القوى الشيعية تتلقى رضحت للاملاءات والمغانم  وارادات رؤساء الكتل، مما يؤثر على عملية اتخاذ القرارات بشكل غير شفاف ويؤدي إلى انقسام الصفوف.

المصادر تشدد على أن المصالح الفردية والأموال التي يحصل عليها بعض النواب تلعب دورًا كبيرًا في تحديد اتجاهات القوى الشيعية، مما يجعلها عرضة للتأثير الخارجي وتقسيمها بين مختلف التيارات. هذه الظاهرة تلقي بظلالها على الساحة السياسية العراقية، متسببة في تعقيد عملية اتخاذ القرارات الهامة وتشكيل حكومة مستقرة.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: القوى الشیعیة انقسام ا

إقرأ أيضاً:

صعود “الطبقة المخملية” يُعيد تشكيل ثقافة الأكل في العراق

24 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: كتب حسن الحيدري:

يُعد ارتياد المطاعم لدى العوائل العراقية ثقافة شائعة في الآونة الأخيرة. وكنت قد زرت أحد أصدقائي المقرّبين من سكان منطقة الداوودي في بغداد أواخر عام 2012 تقريبًا، فانتابني شعور بالرفاهية التي تمتاز بها المنطقة، حيث المنازل الراقية، والحدائق الخضراء، والأرصفة المخططة. غير أنني، حين اتصلت به، ضللتُ الطريق داخل الحي بسبب تشابه البيوت والشوارع، وعدم وجود معالم واضحة تساعد في الاستدلال.

وحين أدخل اليوم إلى شارع “التانكي”، أجد المطاعم والمقاهي متجاورة بشكل لافت. وإن دلّ ذلك على شيء، فإنما يدل على تحسن الوضع الاقتصادي لشريحة واسعة من العوائل العراقية، وظهور طبقة “مخملية” تعتمد في أحيان كثيرة على الطعام الجاهز بدل الطهو المنزلي، بحكم انشغالها أو عدم امتلاكها طباخًا. وهي ثقافة بدأت ترتبط بمظاهر الرفاهية والتفاخر، لا سيما من خلال عادات “العزيمة” وكرم الضيافة في الأماكن العامة.

وتشير تقارير الجهات المختصة إلى أن في بغداد نحو 540 مطعمًا فخمًا، منتشرة في المناطق الراقية، وقد امتد انتشارها إلى مختلف أحياء العاصمة.

ويُلاحظ تميّز العديد من تلك المطاعم، لاسيما الواقعة في الكرادة، شارع فلسطين، البلديات، والبنوك، بطابع ملكي لافت، وتصاميم معمارية يدخل الرخام في تفاصيلها، فضلًا عن الزخارف الخشبية التي توحي أحيانًا بأنها ليست مطاعم بقدر ما هي قصور مؤقتة!

ويسجّل عراقيون امتعاضهم من الأسعار المبالغ بها لوجبات طعام لا تتناسب من حيث الكم أو الجودة، وغالبًا ما تتكون من مواد زهيدة متوفرة، مع انتشار واضح لظاهرة الطمع والرغبة في تحقيق أرباح سريعة. ويستغرب كثيرون من تسعيرة قناني المياه، التي تبلغ ألف دينار أحيانًا، بينما تنشر بعض العوائل مقاطع ترفيهية ساخرة، تبيّن أنهم بعد أن تناولوا الطعام بـ14 شخصًا، دفعوا 14 ألف دينار فقط مقابل الماء، مقارنة بسعر علبة كاملة تحوي 12 قنينة فقط!

ويستذكر بعضهم طيبة البغداديين وكرمهم في الماضي، حين كان من المعيب أن يغادر غريب باب منزلك دون أن يشرب الماء. واليوم، يشكون من رسوم “الخدمة” التي تبلغ 3000 دينار، ولا تدخل ضمن سعر الطعام أو الشراب، وكأنها تُجمع بشكل منفصل لتسديد رواتب العاملين. وهناك من يرى أن انتظار فتح السلاسل الحديدية أمام المطاعم من أجل السماح بالمغادرة مقابل 3000 دينار أخرى، يعد إساءة لتصميم بغداد الحضري والإنساني.

وعلى مواقع التواصل، انتشر مؤخرًا مقطع لإحدى الناجيات من كارثة “الهايبر”، الذي يسميه البعض ساخرين “مر وكت”، على لسان أحد “الحجّاية” الظرفاء. تروي الناجية أن العاملين طمأنوا الزبائن أول الأمر بأن الحريق تحت السيطرة، ثم طلبوا منهم الصعود إلى الطابق العلوي بعد اشتداد الحريق، وهنا “تُسكب العبرات”، كما تقول.

ويؤكّد شهود أن غالبية المتواجدين في “الهايبر” لحظة الكارثة، كانوا جالسين مع عوائلهم في المطعم. بينما تشير شهادات إلى أن إدارة المطعم كانت تشدد على العاملين ضرورة متابعة الطلبات بدقة، وخصم أي خطأ من رواتبهم. ويرجّح البعض أن الزبائن كانوا قد دفعوا ثمن وجباتهم مسبقًا، كما تجري العادة تحت ذريعة “السستم ينغلق الساعة 11″، ما يعني أنه لو لم يدفعوا، لربما طُلب منهم المغادرة مبكرًا، وتم إنقاذهم. لكن الجشع، وضغط أصحاب المطاعم على العاملين من ذوي الأجور المتدنية، وغالبيتهم من العرب غير العراقيين، ساهم في تعميق الكارثة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مؤشرات بلا ضجيج: الصين تغيّر طبيعة السوق العراقية من دون جيوش
  • خطيئة الثلاثية.. البرلمان يقرّ بخطأه والمالية تسدد ماضياً مهترئاً في حاضر مرتبك
  • ماذا سيبحث وزيرا خارجية سوريا وتركيا في العراق؟
  • قوى عاملة النواب: مصر ستظل المدافع والداعم الحقيقي للقضية الفلسطينية
  • العراق وايران يبحثان “الوضع الحرج” في غزة
  • الحرائق تكشف عورة البنية التحتية وتُوقد غضب الشارع
  • لقمان الفيلي مندوباً دائماً للعراق لدى الأمم المتحدة
  • رئاسة البرلمان تعلق أعمال لجانها الميدانية وتحمل الحكومة والرئاسي المسؤولية وتقول بأنها الشرعية الوحيدة المتبقية في اليمن
  • نائب: رئاسة البرلمان سور سراق المال العام وخونة العراق
  • صعود “الطبقة المخملية” يُعيد تشكيل ثقافة الأكل في العراق