الاحتلال يرضخ للحراك العالمي: بدء دخول المساعدات إلى قطاع غزة
تاريخ النشر: 27th, July 2025 GMT
بدأت صباح اليوم الأحد دخول قوافل من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، وسط تصاعد الضغوط الدولية والتحذيرات من كارثة إنسانية في القطاع المحاصر.
ونشرت قناة "القاهرة الإخبارية" مقطع فيديو يُظهر شاحنات مساعدات مصرية وهي تعبر إلى غزة، مشيرة إلى وصول دفعات أخرى من المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدًا لإدخالها إلى القطاع.
ويأتي هذا التحرك في وقت أعلن فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تعليق مؤقت للعمليات العسكرية في بعض مناطق قطاع غزة، وفتح "ممرات إنسانية" لتأمين مرور قوافل الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، في إطار ما وصفه بـ"وقف لإطلاق النار لأغراض إنسانية" في مناطق مكتظة بالسكان، لا سيما في شمال القطاع.
وحدد جيش الاحتلال ثلاث مناطق سيُطبق فيها هذا التوقف اليومي المؤقت، هي: المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، وذلك يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا وحتى الثامنة مساء بالتوقيت المحلي، حتى إشعار آخر. وكانت تلك المناطق قد شهدت آخر تحرك عسكري بري في مارس/آذار الماضي.
كما أشار إلى أن "المسارات الآمنة" الخاصة بمرور قوافل المساعدات الغذائية والطبية ستُفعل يوميًا من السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة ليلًا.
في سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال عن إسقاط جوي لسبعة طرود مساعدات تحتوي على مواد غذائية كالدقيق والسكر وأطعمة معلبة، في مناطق بشمال غزة. وأكدت مصادر فلسطينية بدء إنزال المساعدات فعليًا، في حين شددت الأمم المتحدة على أن إسقاط المساعدات جوا لا يشكّل حلًا للأزمة، بل يُعد "تشتيتًا للانتباه" عن الواقع الإنساني المتدهور.
وألقى جيش الاحتلال بالمسؤولية على الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية في ما يتعلق بعملية توزيع المساعدات داخل غزة، مشددًا على ضرورة ضمان عدم وصولها إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وفي خطوة أخرى، أعلن الاحتلال عن تشغيل خط كهرباء مخصص لتغذية محطة تحلية المياه جنوب قطاع غزة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى استمرار عملياته العسكرية في المناطق التي تُسجل فيها أنشطة للمقاومة الفلسطينية.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار، وضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام لتفادي الانهيار الكامل، وإنقاذ المدنيين من خطر المجاعة.
ودعا نشطاء ومؤثرون إلى الاستمرار في الحراك العالمي حتى رفع الحصار بشكل كامل عن غزة، مؤكدين على أن القطاع يحتاج في الظروف الراهنة إلى أكثر من 1000 شاحنة يوميًا، ومحذرين من أن تكون الانفراجة الحالية لمجرد إخماد الأصوات التي تصاعدت حول العالم ،الأسبوع الماضي، ضد الاحتلال.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«الأغذية العالمي»: خفض المساعدات يهدد الملايين بالجوع في الصومال
أحمد مراد (مقديشو، القاهرة)
أخبار ذات صلةحذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الملايين في الصومال يواجهون خطر تزايد الجوع وسوء التغذية، بسبب النقص الحاد في التمويل الذي أجبر المنظمة على تخفيض عدد الأشخاص الذين تدعمهم بالمساعدات الغذائية الطارئة المنقذة للحياة بنسبة تزيد على الثلثين.
وخلال نوفمبر، سيضطر برنامج الأغذية العالمي إلى تقليص عدد الأشخاص الذين يتلقون مساعدات غذائية طارئة إلى 350 ألف شخص فقط، انخفاضاً من 1.1 مليون في أغسطس الماضي، مما يعني أن البرنامج سيقدم الدعم لأقل من واحد من كل 10 أشخاص بحاجة إلى المساعدات الغذائية للبقاء على قيد الحياة.
وقال روس سميث، مدير برنامج الطوارئ والاستجابة في برنامج الأغذية العالمي: «نشهد ارتفاعاً خطيراً في مستويات الجوع الطارئ بالصومال، وقدرتنا على الاستجابة تتقلص يومياً، ومن دون تمويل عاجل ستواجه آلاف العائلات كارثة إنسانية».
ويُشكل التغير المناخي عاملاً رئيساً آخر في تفاقم أزمتي انعدام الأمن الغذائي والنزوح الداخلي في الصومال، مما يجعله من أكثر دول العالم عرضة للتأثيرات الناجمة عن تغير المناخ.
وفي أغسطس الماضي، كشفت هيئة إدارة الكوارث في الصومال، عن أن 4.4 مليون صومالي يواجهون انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، من بينهم 1.7 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية، مشيرة إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص منذ يونيو الماضي.
وقال الكاتب والمحلل الصومالي، منير عبدالله الحاج عبده، إن الصومال يُعد من أكثر دول العالم تأثراً بالتغير المناخي، الذي تسبب في موجات قحط وجفاف متكررة، نتيجة قلة هطول الأمطار في مواسم متتالية ونضوب الآبار، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الوفاة جوعاً أو عطشاً، لا سيما بين الفئات الأكثر ضعفاً، مثل الأطفال وكبار السن والمرضى.
وأضاف عبده، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الصومال يعاني بشكل عام كوارث طبيعية متكررة، سواء كانت بطيئة التأثير مثل موجات الجفاف، أو مفاجئة وسريعة التأثير مثل الفيضانات، وهو ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية وعدم الاستقرار البيئي في غالبية مناطق البلاد.
من جهته، شدد الخبير المناخي ورئيس قسم التكنولوجيا الحيوية البيئية في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور تحسين شعلة، على خطورة تداعيات التغير المناخي التي تضرب الصومال بشكل متواصل، وهو ما يجعل ملايين الصوماليين بحاجة ماسّة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأوضح شعلة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التغيرات المناخية التي تضرب الصومال تأتي بأوجه متناقضة بشكل حاد، ما بين موجات الجفاف الشديدة التي شهدتها البلاد في بعض الفترات، والأمطار غير المنتظمة والفيضانات النهرية في المناطق الزراعية، مما أدى إلى تدمير المحاصيل الزراعية وتفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي التي يعانيها ملايين الصوماليين.
ودعا إلى تعزيز أوجه التعاون الدولي للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المؤسفة الناجمة عن تداعيات التغير المناخي في الصومال، وذلك لتقليل الخسائر البشرية والاقتصادية، مشدداً على أن البلاد بحاجة إلى مساعدات إقليمية ودولية عاجلة تساعدها على مواجهة هذه التحديات.