كشف الباحث اليمني المتخصص في الآثار، عبدالله محسن، عن تمثال أثري نادر لامرأة بارزة من مدينة "تمنع" التاريخية، عاصمة مملكة قتبان، يعود تاريخه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويُعرض حالياً في عدد من المعارض الدولية بعد تهريبه من اليمن إلى فرنسا قبل عام 1970، ثم انتقاله إلى سويسرا.

ويُعدّ التمثال، المنحوت من المرمر والمزيّن بعناصر من البرونز، من أكمل وأندر نماذج النحت اليمني القديم، ويُرجّح أنه يجسد ملكة أو كاهنة.

وقد شارك في عدة معارض دولية بارزة، من بينها معرض "PAD London" الذي أُقيم في ساحة بيركلي بلندن خلال أكتوبر 2017، والمعروف بعرضه لأهم قطع الفنون الكلاسيكية والمعاصرة.

وبحسب مؤسسة "فينكس للفن القديم"، التي استعرضت التمثال، فإنه يُعتبر أكمل تمثال مرمري معروف لامرأة يمنية، يحتفظ بتفاصيل فنية نادرة، من بينها الشعر المصنوع من البرونز، والتاج، والأقراط، والأساور المصممة على شكل أفاعٍ، إلى جانب فستان طويل بأكمام قصيرة. كما تتجلى في وجهه ملامح دقيقة، أبرزها العينان الكبيرتان المرصعتان بمادة داكنة، يُعتقد أنها من البيتومين، إضافة إلى الحواجب والحدقتين المحفورتين بعناية فائقة.

وأشار الباحث محسن إلى أن التمثال يُصوّر امرأة واقفة بثبات على قاعدة صغيرة، وقدماها عاريتان، وذراعاها ممدودتان للأمام في وضع تعبدي، إحداهما مفتوحة والأخرى تقبض على جسم غير محدد، مع تباين فني بين دقة نحت الوجه وتجريد الجسد، وهو ما يميز فن النحت اليمني في تلك الحقبة.

وتشير دراسات دولية، منها ما قدمه الباحثان كليفلاند ودي ميغريه، إلى أن هذه التماثيل الجنائزية كانت تُستخدم كصور رمزية للمتوفين وتوضع بجوار القبور، ما يعكس طقوس الدفن والمعتقدات الدينية في حضارة قتبان.

ويمثل هذا التمثال النادر دليلاً ملموساً على ثراء وتفرّد الحضارة اليمنية القديمة، ويعيد التأكيد على أهمية الجهود الرامية لاستعادة الآثار اليمنية المنهوبة، والحفاظ على ما تبقى منها من عبث التهريب والنهب.

وتشهد اليمن منذ انقلاب ميليشيا الحوثي عام 2014 تصاعدًا خطيرًا في عمليات تهريب ونهب الآثار، خصوصًا من المتاحف والمواقع الأثرية الواقعة تحت سيطرتهم، بما في ذلك العاصمة صنعاء. 

وفي المقابل، تمكنت الحكومة اليمنية من استعادة عدد من القطع الأثرية النادرة من الولايات المتحدة وبريطانيا، بعد جهود دبلوماسية وقانونية مستمرة بالتعاون مع جهات دولية متخصصة في حماية التراث الثقافي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

زاهي حواس: أبو الهول مبني على صخرة صماء

كشف الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار، أن الحفر والتنقيب في منطقة الهرم لم يثبت وجود أي آثار أو مبانٍ تحت الأهرامات أو أبو الهول، نافياً الشائعات التي تتحدث عن أن الأهرامات مصدر لتوليد الطاقة عالميًا.

زاهي حواس: افتتاح المتحف المصري الكبير رسالة واضحة بأن مصر آمنة ومستقرةمؤسسة زاهي حواس تنعى الدكتور عبد الغفار شديد: قامة علمية وفنية بارزةزاهي حواس يدعو طلاب الجامعات للتوقيع على وثيقة استرداد حجر رشيد وتمثال نفرتيتيزاهي حواس في ندوة بجامعة عين شمس .. الاثنين

أوضح "حواس"، خلال لقاء خاص مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هضبة الجيزة جزء من هضبة المقطم وتحتوي على أعظم أحجار مصر، وهي نفس الحجارة التي استخدمها المصري القديم في بناء الأهرامات ورأس أبو الهول، مؤكداً أن بناء أهرامات الجيزة كان مشروعًا قوميًا في عهده.

وتطرق إلى ترميم أبو الهول بين عامي 1980 و1987، موضحًا أن التمثال خضع لتعديلات خاطئة، حيث تم إزالة حجارة قديمة واستبدالها بأخرى جديدة، ما جعل رأس التمثال أصغر مقارنة بالجسم المغطى بالحجارة الضخمة.

وشدد على أن أسفل أبو الهول تم حفر 32 حفرة وأكدت أن الصخرة صماء ولا يوجد أي أسرار مخفية تحت التمثال، نافياً كل ما يتردد عن وجود أي شيء أسفل أبو الهول.

طباعة شارك زاهي حواس اخبار التوك شو أبو الهول مصر الاهرامات

مقالات مشابهة

  • لجنة دولية تؤكد تعزيز شراكة الأمن البحرية بالتعاون الوثيق مع خفر السواحل اليمني
  • بينها قطع معدنية عربية.. علماء روس يكتشفون آثارًا بمنطقة إيفانوفو
  • أبي والقذافي.. وثائقي يكشف قصة اختفاء وزير ليبي معارض ودور المخابرات
  • مصير غامض يواجه أكبر حزب معارض ببنغلادش بعد مرض زعيمته
  • سر غارق منذ 3000 عام… بصمات بشرية على تمثال غامض في أعماق بحيرة| إيه الحكاية ؟
  • (خاص) سقوط زوار في مياه تمثال رمسيس الثاني جدل مبالغ فيه..رئيس اتحاد الأثريين يوضح الحلول الفورية والجذرية
  • زاهي حواس: أبو الهول مبني على صخرة صماء
  • الباحث محسن يكشف عن تهريب ما يزيد على 200 قطعة من آثار اليمن بدعم من شخصيات نافذة
  • اليمنية تلغي اشتراط حجز تذاكر ذهاب وعودة للمسافرين من اليمن إلى السعودية
  • حملة تموين الفيوم تضبط 87 مخالفة ودقيق بلدي مدعم قبل تهريبه للسوق السوداء