تستأنف الدائرة الأولى بمحكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار سلامة جاب الله، وعضوية المستشارين هيثم حسن الضوي، ويحيي عادل صادق، وشادي المهدي عبدالرحمن، وأمانة سر نبيل شكري، اليوم الإثنين، محاكمة المتهمة بقتل ابنها وتقطيع جثمانه لأشلاء بدائرة مركز فاقوس، بدافع خوفها الشديد عليه وحمايته من أن يأخذه والده منها.



كانت هيئة المحكمة قد قررت في جلستها السابقة انتداب لجنة خماسية من أساتذة الطب النفسى بجامعتي الزقازيق والمنصورة، تكون مهمتها الإطلاع على أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات بمعرفة النيابة العامة والمحكمة، وما آثاره شهودها أمام المحكمة ودفاعها، لبيان ما إذا كانت مسؤولة عن تصرفاتها وأفعالها الإجرامية، وعما إذا كانت تعاني من ثمة أمراض عقلية مزمنة أو عارضة، من شأنها افقادها إرادتها، أو التأثير عليها من عدمه.

وكلفت النيابة العامة بإعداد مكان آمن لممارسة اللجنة عملها، أو إيداع المتهمة أحد المستشفيات الحكومية، أو كما تتراءى للجنة لكي تنتهي من عملها على الوجه الأكمل، وصرحت للجنة في سبيل أداء مهمتها الإنتقال إلى أي جهة حكومية أو غير حكومية، وحددت المحكمة جلسة اليوم لتودع اللجنة تقريرها.

تعود أحداث القضية رقم 8619 لسنة 2023 جنايات مركز فاقوس، والمقيدة برقم 844 لسنة 2023 كلي شمال الزقازيق، عندما أحالت النيابة العامة المتهمة «هناء ... ح» 37 عاما، ربة منزل، ومقيمة قرية سواده مركز فاقوس، إلى المحاكمة الجنائية، لأنها في يوم 26 أبريل الماضي قتلت ابنها الطفل المجني عليه «سعد ... س» 5 سنوات، عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، بأن عقدت النية وبيتت العزم على قتله، لرغبتها في الاستئثار به مع خوفها من أن يبعده عنها مطلقها.

وأسند أمر الإحالة للمتهمة بأن أعدت لذلك عصا فأس خشبية كانت بمسكنها، وغلقت منافذه وانفردت بالمجني عليه مستغلة اطمئنانه إليها وسكونه في وجودها، فغافلته وانهالت على رأسه بثلاث ضربات بالعصا قاصدة إزهاق روحه، فأحدثت إصابته الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، وفي سبيل إخفاء إثر جريمتها وحتي لا يفتضح أمرها قطعت جثمانه لأشلاء لإخفاء معالمها، وأكلت أجزاء منها، وقبيل ضبطها من ذويها والجريمة متلبسًا بها، جمعت ما تبقي من الأشلاء والعظام وأخفتهم بدلو حتى اكتشف أمر جريمتها على النحو المبين بالتحقيقات.

استمعت النيابة العامة لأقوال الشهود، وأقرت الشاهدة الأولى أنها يجمعها والمتهمة رابطة الجيرة منذ الصغر، وأن المتهمة منذ حوالي 3 سنوات انفصلت عن زوجها وانتقلت للعيش رفقة أهلها بعد زواج استمر لعدة أعوام شهد العديد من الخلافات بين الطرفين، ورزقت منه بالطفل المجني عليه وقد انتهت تلك الزيجة برفع المتهمة دعوى للخلع من زوجها حتى وقع الطلاق بالفعل.

وأوضحت الشاهدة أن المتهمة منذ أقامت رفقة أهلها نشبت بينهما العديد من الخلافات بسبب توجسها من والدتها لميلها إلى ضم حضانة المجني عليه إلى والده، وأنها متمسكة بحضانته لحبها الشديد له وخوفها الزائد عليه من أي ضرر يصيبه، وارتيابها من أن يأخذ مطلقها المجني عليه منها رغما عنها، وعلى أثر تلك الخلافات انتقلت وبرفقتها المجني عليه للإقامة بأحد المنازل الملاصقة بمسكن أهلها والذي لم يكن مهيأ للسكني، ثم انتقلت إلى المنزل محل الواقعة.

وأضافت أن المتهمة اصطحبتها ذات يوم إلى المنزل غير المهيأ للسكنى، وأشارت إلى حفرة كبيرة به، مشيرة إلى أنها حفرتها ثم طلبت منها مواراة التراب عليها وعلى المجني عليه، ولكنها رفضت ذلك وقصت على والدة المتهمة ذلك، وفي اليوم التالي للواقعة تلاحظ لها غلق نوافذ مسكن المتهمة وعدم ظهورها والمجني عليه على غير عادتها، وهو ما تزامن مع إصدار المتهمة أصوات بكاء وصراخ يتزايد بمرور الوقت على فترات من ذلك اليوم رددت خلاله المتهمة نداء على المجني عليه بعبارة «يا سعد»، فارتابت من أمرها وأرسلت في طلب عم المتهمة والذي حضر طالبًا منها الدلوف لداخل المنزل للاطمئنان عليها وعلى المجني عليه، فأبت ثم عاد إليها بعد فترة وجيزة وبصحبته والدة المتهمة وشقيقها وأصروا على الدخول، حتى سمحت لهم فبادرها عمها بالسؤال عن المجني عليه فأنكرت وجوده بالمسكن فشك في أمرها وبحث عنه بمحل الواقعة حتى عثر على أشلاء الجثمان المقطعة بدلو بلاستيكي مخبأ داخل خزانة ملابس المتهمة، وإذ واجهت المتهمة بقتلها المجني عليه وتقطيع جثمانه، قررت لها أنها أكلت ولدها وأعادته لبطنها كما جاءت به من بطنها إلى الدنيا، وعزت قصدها المتهمة من إرتكاب الواقعة إلى قتل المجني عليه، وقام عمها بإبلاغ الشرطة على الفور.

وأشارت والدة المتهمة بأن نجلتها كانت شديدة التعلق بالمجني عليه، وانتابها الخوف عليه من أن يأخذه منها والده، بعدما انتهت زيجتها على النحو المذكور بأقوال سابقيها من الشهود، لافتة إلى أن جارتها أخبرتها بطلب المتهمة منها دفنها والمجني عليه بالحفرة المذكورة، وأفاد الشهود تعلق المتهمة بالمجني عليه وخوفها الزائد عليه، وغضبها إذا حضر والده إليه لرؤيته أو اصطحابه معه.

فيما أفاد والد المجني عليه في التحقيقات بانتهاء زواجه من المتهمة، وأن علاقته بابنه المجني عليه كانت طيبة، حتى ادعت المتهمة للمجني عليه برغبته خطفه ومنعها من رؤيته على خلاف الحقيقة، وأن المتهمة كانت تستاء بشدة عند رؤيته لابنه المجني عليه، مؤكدا أن المتهمة كانت تحب ابنها حبا جما، إلا أن ذلك لم يخل دون تعديها عليه بالضرب ما بين الحين والآخر.

أقرت المتهمة في التحقيقات بارتكابها جريمة قتل الطفل المجني عليه عمدا مع سبق الإصرار على ذلك، وأبانت لذلك تفصيلاً أنها كانت متزوجة من والد المجني عليه، وقد نشبت بينهما خلافات نتيجة سوء معاملته وأهله لها وللمجني عليه، فحصلت على حكم بتطليقها منه ثم انتقلت وبرفقتها الطفل المجني عليه للإقامة مع ذويها، ثم انتقلت والمجني عليه إلى منزل مجاور لذويها غير مؤهل للسكني لتقيم منفردة به امعانا في الحفاظ عليه ومراعاة له، حتى انتقلت للسكن بالمنزل محل الواقعة والذي شيدته بارثها من والدها، وكانت تحوطه دوما بالرعاية وتحاول حمايته حتي كانت ترتاب إطعام أي أحد له خوفا من أن يكون الطعام متسخا.

وأفادت المتهمة في التحقيقات بأن مطلقها حاول أخذ المجني عليه منها مرتين، أولهما من أمام المصنع الذي تعمل به، وثانيهما من أمام مسكنها وأنها في المرتين تمكنت من إعادته، وأمام خوفها من أن يبعد عنها مطلقها المجني عليه واحساسها بالعجز عن حمايته فكرت في قتل نفسها والمجني عليه، وظلت تراودها مخاوف إبعاد المجني عليه عنها، فقررت قتله وأعدت لذلك الغرض «عصا فأس خشبية، وسكين» متواجدين لديها بمنزلها، ومساء يوم الواقعة غلقت النوافذ وانهالت على رأسه بثلاث ضربات بالعصا، وإمعانا في التأكد من قتله نحرت عنقه بالسكين وقطعته لأشلاء وأذابت بعضها بطهيها، وفي سبيل إخفاء الجثمان تناولت بعض ما طهته منه، ثم قامت باخفاء باقي الأشلاء بدفنها مساء اليوم التالي.

أفادت التحريات أن المتهمة وعلي أثر خلافات بينها وبين زوجها، قامت برفع دعوى خلع وطلقت منه، وبناء على ذلك انتقلت للعيش رفقة أسرتها بالمنزل خاصتهم، وعقب ذلك قامت بالانتقال إلى لمنزل منافع ملاصق لمنزل أسرته، وعقب أن تحصلت على حصتها الميراثية قامت ببناء المنزل محل الواقعة، وكان والد الطفل المجني عليه يتردد على منزل المتهمة لرؤيته، فتولدت لها فكرة قتل نجلها بدافع خوفها من أخذ والد الطفل له، فعقدت النية وبيتت العزم على قتل المجني عليه، وخططت لتنفيذ ذلك بتاريخ الواقعة، وما إن ظفرت به داخل المسكن المقيمين به مستخدمة يد فأس خشبية وسكين مطبخ من أدوات منزلها،وسددت له عدد من الضربات على رأسه، ثم نحرت عنقه بالسكين والتي استعملتها في تقطيع جثمانه وفصل لحم جسده عن عظامه، وتكسير عظامه وطهت أجزاء منه وتناولتها وذلك لإخفاء جثمان المجني عليه حتي لا يتم كشف جريمتها.

ثبت بتقرير الإدارة المركزية للمعامل الكيماوية بمصلحة الطب الشرعي، خلو عينات الدم والبول المأخوذين من المتهمة من أية مواد مخدرة، وخلو الأدوية المضبوطة بمسكن المتهمة من أية أدوية تؤثر على الصحة النفسية أو العقلية.

ثبت من تقرير الإدارة المركزية للمعامل الطبية بمصلحة الطب الشرعي، أن البصمة الوراثية للحمض النووي المستخلص من رفات المجني عليه وآثار الدماء بمختلف أرجاء المسكن محل الواقعة قد تطابقت مع بعضها البعض وهي تخص ذكر واحد، وكذلك البصمة الوراثية للحمض النووي المستخلص من جثمان المجني عليه قد تطابقت في أحد شقيها مع البصمة الوراثية للحمض النووي المستخلص من المتهمة في جميع المواقع الوراثية، مما يعني أن جميع الرفات المضبوطة تخص ابن المتهمة.

كشفت التحقيقات أكدتها التحريات صحة الواقعة، وتم التحفظ على المتهمة والأدوات المستخدمة في الجريمة، وتحرر المحضر اللازم بالواقعة، وبالعرض على النيابة العامة قررت إحالتها إلى مصلحة الطب النفسي، وأفاد التقرير الطبي النفسي والعقلي الصادر عن إدارة الطب النفسي الشرعي بالمجلس الإقليمي للصحة النفسية، أن المتهمة لا تعاني في الوقت الحالي ولا في وقت إرتكاب الواقعة من أي اضطراب نفسي أو عقلي يفقدها أو ينقصها الإدراك والإختيار، ومعرفة الخطأ من الصواب والتمييز والحكم على الأمور مما يجعلها مسئولة عن الاتهام المسند إليها، وعليه تم إحالتها إلى محكمة الجنايات للمحاكمة.

أخبار متعلقة

اليوم.. ثاني جلسات محاكمة المتهمة بقتل ابنها في الشرقية

لسماع الشهود.. تأجيل محاكمة المتهمة بقتل نجلها في الشرقية

تأجيل محاكمة المتهمة بقتل ابنها في الشرقية لجلسة الخميس للمرافعة

جنايات الزقازيق محاكمة الأم المتهمة قتل ابنها فاقوس في الشرقية

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: شكاوى المواطنين محاكمة الأم المتهمة قتل ابنها فاقوس في الشرقية النیابة العامة فی الشرقیة علیه من

إقرأ أيضاً:

مادة استخدمتها الجنايات لمد الحكم على المتهم بقضية اغتيال اللواء نبيل فراج

اقتربت محكمة جنايات مستأنف بدر، من تسطير كلمة النهاية في إعادة محاكمة أحد المتهم بقتل الشهيد اللواء نبيل فراج بالمشاركة مع أخرين بعد مدة أجل الحكم لجلسة 13 يوليو المقبل.

واستخدمت المحكمة المادة 172 من قانون المرافعات لمد أجل النطق بالحكم في الدعوى والتي نصت: إذا اقتضت الحال تأجيل إصدار الحكم مرة ثانية صرحت المحكمة بذلك فى الجلسة بذلك فى الجلسة مع تعيين اليوم الذى يكون فيه النطق به وبيان أسباب التأجيل فى ورقة الجلسة وفى المحضر، ولا يجوز لها تأجيل إصدار الحكم بعدئذ إلا مرة واحد.

وأسندت النيابة إلى المتهمين تهمة قتل اللواء نبيل فراج مع سبق الإصرار والترصد، والشروع فى قتل آخرين وإحراز الأسلحة النارية والذخائر والمفرقعات والمتفجرات وصنعها، ومقاومة السلطات، وحيازة أجهزة الاتصالات بدون تصريح من الجهات المختصة لاستخدامها فى المساس بالأمن القومى للبلاد


وتم أيضا توجيه اتهام للمتهمين بارتكاب جرائم الإرهاب وتمويله، وإنشاء وإدارة جماعة على خلاف أحكام القانون، بغرض منع مؤسسات وسلطات الدولة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي واستهداف المنشآت العامة بغرض الإخلال بالنظام العام، واستخدام الإرهاب فى تنفيذ تلك الأغراض.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة متهمة بنشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة إرهابية
  • تأجيل محاكمة شركاء سفاح الإسكندرية في لجلسة 30 يوليو للنطق بالحكم
  • شاهدة في قضية تعـذيب الابن رحيم : والدته داومت الاعتداء عليه بمصر القديمة
  • تأجيل محاكمة "التيربو" المتهم الرئيسي بقتل زوج ريم فكري إلى 10 يوليوز
  • تأجيل محاكمة المتهمين بقتل شاب الغردقة إلى 11 يوليو المقبل
  • مطلقة تستأنف على حكم إلزام أب بدفع 4 آلاف جنيه نفقة طفليه
  • مادة استخدمتها الجنايات لمد الحكم على المتهم بقضية اغتيال اللواء نبيل فراج
  • عبير الشرقاوي تتصدر التريند بعد تصريحات جريئة: "كنت بديلة سهير البابلي.. وتجربتي على المسرح كانت مرعبة"
  • معاقبة المتهم بقتل والدته تحت تأثير المخدرات في القاهرة
  • المشدد 10 سنوات للمتهم بقتل والدته بـ «شوكة» في مصر القديمة