التغيير الوزارى..التعديل لا يكفي
تاريخ النشر: 14th, January 2024 GMT
بدأت التسريبات حول تغيير وزارى قادم فى صورة تعديل واسع يشمل ما يقرب من ١٥ وزيرا، معظمهم فى الوزارات الخدمية والاقتصادية بالون الاختبار يتحرك فى اتجاه جس نبض الشارع حول تعديل مؤقت لحين إجراء شامل، نظرا لتردى الأوضاع فى الجانب الخدمى والاقتصادى، وانفلات الأسعار وعدم كبح جماح الدولار، معنى تلك التسريبات أن الدكتور مصطفى مدبولى باقٍ فى منصبه لحين اشعار آخر.
والحقيقة أن تعديلا مثل هذا غير كافٍ لتغيير السياسات التى انتهجتها حكومة الدكتور مدبولى، وأدت فى النهاية إلى أزمة اقتصادية كبيرة، تحتاج إلى فكر جديد يبدأ من تغيير بنية الحكومة بالكامل بما فيها الرأس، والتوجه نحو طريق جديد يقود حكومة مصر نحو النجاة من هذه الأزمة.
الوزارة الحالية أصدرت وثيقة وخطة عمل لها لسنوات قادمة، وتلك الوثيقة بها بعض الأفكار الجيدة يمكن البناء عليها، ولكن فى مجملها لا تقدم حلولا حقيقية ولا تنفذ إلى صلب مشكلة مصر، وهى الديون وارتفاع سعر الدولار والعجز عن رفع الصادرات، وجذب استثمارات أجنبية حتى اللحظة لم تعلن حكومتنا عن خطتها فى التعاطى مع تجمع بريكس الذى انضمت إليه مصر رسميا هذا الشهر من العام الجديد.
لا أدرى سر التمسك بالدكتور مصطفى مدبولى فالرجل ظل رئيسا للوزراء منذ سنوات، واستنفد كل الفرص، وبالتأكيد ليس لدى الرجل -مع كامل الاحترام -أى جديد يقدمه، ولم نرَ من كل وزرائه أى ابداع، أو تحرك خارج صندوق الأزمة التى وضعنا أنفسنا فيها، مصر بحاجة لرئيس وزراء قادر ولديه رؤية جديدة، لحل أزمة مصر الاقتصادية.
حكومة الدكتور مدبولى جاءت فى وقت توجه الدولة كان نحو البناء ودعم البنية الأساسية المنهارة، وأعتقد أن هذا الدور انتهى بانتهاء الدولة من تلك المشاريع المهمة والمكلفة فى نفس الوقت، نحتاج الآن البناء من القاعدة -من التصنيع والزراعة- وهما طوق النجاة الذى ارجئ وتأخر كثيرًا.
أتحدى أى مصرى يعرف اسم وزير السياحة مثلا وغيره من الوزراء كما كانوا يعرفون من قبل كل أعضاء الحكومة.
حتى الوزارة السياسية ليست هى الحل الآن..الحل فى وزارة أزمة تشمل مجموعة اقتصادية قوية تشبه حكومة رجال الأعمال فى نهاية عهد مبارك، ولكن بدون زواج المال من السلطة.
الحكومة القادمة تحتاج إلى أفق واسع وقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة تتجاوز مسألة الركود والاستسلام لوضع بائس، ولا تدفع بالتجاهل من أجل فقط الاستمرار، تعديل أو تغيير ليست المسألة فى المسمى وإن كانت الدلالة واضحة.
والمطلوب تغيير السياسات برمتها واختيار أكفاء يستطيعون التعاطى مع المرحلة الحالية، وقتها فقط نقول إن تغييرا حدث فى مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التغيير الوزاري الوزاري صورة تعديل الجانب
إقرأ أيضاً:
بابكر فيصل والديمقراطية المستحيلة
(1) عندما جاء الوليد بن الوليد بن المغيرة الى المدينة ليعلن إسلامه وقد سبقه إليها شقيقه سلمة. سأله النبي صلى الله عليه وسلم وأين خالد ؟؟
أي لماذا لا يزال خالد في الجانب الخطأ من التاريخ أمن ضيق سقف العقل ، أم ضيق الوعاء؟ فأرسل الوليد رسالة شفيفة عميقة استقرت في وعي ووجدان خالد واقنع بها عمرو بن العاص، وعثمان بن طلحة وأسلموا الثلاثة وقال النبي : رمتكم مكة بفلذات أكبادها . ومن تلك اللحظة التاريخية بدأت فيوضات الفتوحات الكبرى لحركة الاسلام وهكذا يتجلى دور الكبار في مسارات حركة التاريخ.
(2)
منذ انتفاضة ديسمبر 2018م انتظمت في حوارات فكرية وسياسية في الفضاء العام والخاص مع معظم قيادات قحت وفي طليعتهم الاخ بابكر فيصل رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي وقد تركز حواري معهم حول ضرورة تجذر قيم وشعارات الثورة في بنية المجتمع ، والابتعاد عن أوهام الثنائية المدمرة (نحن صناع الثورة)، (وهم أعداء الثورة) وإعلاء شعار (كلنا مع الثورة) وإدماج كل القوى السياسية في حوارات قضايا البناء الوطني والديمقراطي وعدم إقحام القضايا الهوياتية ومرجعية الحكم خلال المرحلة الانتقالية ، تجنبا لانقسام عمودي في احواز المجتمع وإنجاز السلام مع الحركات المسلحة، وانهاء ثقافة توظيف البندقية في الممارسة السياسية، وإسناد الحكم خلال المرحلة الانتقالية لكفاءات وطنية مستقلة، وتفرغ القوى السياسية لبناء هياكلها وإدارة حواراتها الافقية للتوافق حول الانتخابات وغرس المشروع الوطني الديمقراطي المستدام.
(3)
كذلك ركزت في حواري معهم على ضرورة عدم معاداة المؤسسة العسكرية التي انحازت لخيارات الشعب السوداني في ثلاث هبات اكتوبر 1964 وابريل 1985م وديسمبر 2018م والابتعاد عن شيطنة تيارات الاسلاميين فالبعض منهم له سهم في صناعة انتفاضة ديسمبر 2018م والبعض الأخر اعلن المعارضة العقلانية البناءة. وشددت في حواري معهم على ضرورة تحصين المشروع الوطني الديمقراطي من خطر الثورة المضادة الداخلي والمتمثل في قوات الدعم السريع وطموحات أسرة آل دقلو في ملك السودان وضرورة دمج هذه القوات في الجيش قبل مغادرة الثوار ساحة الاعتصام. والخطر الخارجي والمتمثل في معاداة محمد بن زايد لتطلعات الشعوب في الحكم الديمقراطي الرشيد . هذا نصيبي من النصيحة لقيادات تقدم ومنهم بابكر فيصل ولكنهم هربوا من كل هذه القضايا الاستراتيجية وتكففوا السلطة بالتحالف مع بندقية مليشيا آل دقلو الارهابية ونظام محمد بن زايد شبه الإقطاعي انها الديمقراطية المستحيلة.
(4)
شاهدت فيديو لبابكر فيصل ذكر فيه أنهم لن يتحاوروا مع الاسلاميين حول قضايا البناء الوطني والديمقراطي لأنهم جماعة سياسية مسلحة ، ولم ترق لي مرافعة الاخ حسن اسماعيل الذي ذكره بما يشبه التبرير لحمل الاسلاميين للسلاح بماضي الحزب الاتحادي في العمل السياسي المسلح منذ تأسيس الجبهة الوطنية بقيادة الشريف الهندي والتي قادة حركة يوليو 1976م، وتجربة التجمع الوطني الديمقراطي 1995م، الى توقيعهم اعلان المباديء في أديس أبابا يناير 2024م مع مليشيا الدعم السريع الارهابية . بينما الأصل تأسيس المرافعة بثبيت نبذ العنف وتوظيف البندقية في العمل السياسي وهذه من خلاصات مراجعات التيار الاسلامي الوطني . فالاسلاميون جماعة فكرية وسياسية راسخة في قاعدة المجتمع السوداني وتؤمن بالديمقراطية كآلية للتداول السلمي للسلطة ، وتمارس العمل السياسي عبر الاطر الدستورية والقانونية وتداعوا للقتال كتفا بكتف مع الشعب السوداني والجيش في معركة الكرامة بعد اعلان رئيس مجلس السيادة النفرة الشعبية لمواجهة مشروع تمزيق السودان ونهب ثرواته وسيظلون مع الشعب السوداني في خندق المعركة حتى القضاء الناجز على المليشيا الارهابية .
(5)
عودا على بدء والتشبه بالرجال فلاح . بابكر فيصل لا زلت فينا مرجوا ففيك عقل ناضج ووقدة فكر ، ووعي سياسي وإلهام تاريخي وسلسلة من القادة القدوات تحفزك على التحرر من التبعية ودور المطية لأجندة محمد بن زايد، ومليشيا آل دقلو الارهابية . تحرر من الاصطفاف في الجانب الخطأ من التاريخ ، وعندها ستدرك ان انحيازك للشعب السوداني والجيش في معركة الشرف الوطني البداية الواثقة للتوافق مع كل القوى السياسية حول قضايا البناء الوطني والتحول الديمقراطي المستدام.
عثمان جلال
السبت : 2025/7/12
إنضم لقناة النيلين على واتساب