تلقى اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية رداً على سؤاله لقطاع الإفتاء والبحوث الشرعية بوزارة الأوقاف حول «جواز الصرف على الحالات المعنفة من أموال ومصارف الزكاة» بجواز الأمر، مؤكداً أن «من ثبت استحقاقه للزكاة من هذه الحالات المستفتى عنها كما لو كان فقيراً أو مسكيناً فإنه يجوز إعطاؤه من أموال الزكاة والأصل أن تدفع إليه وتملك له، وهو يقوم بتدبير شؤونه إلا إذا اقتضت المصلحة النفقة عليهم منها فلا حرج حينئذٍ».

وقال رئيس اتحاد الجمعيات والمبرات الخيرية د. ناصر العجمي إن خطوة الاتحاد تأتي تماشيا مع توجيهات القيادة السياسية ومجلس الوزراء بتوطين العمل الخيري وتوجيه معظم أنشطته نحو الداخل، كما تأتي اهتماما منه بالأفراد المعنفين الذين يمثل الأطفال والنساء النسبة الأكبر منهم، وهو ما يعرض الأسر لخطر التفكك والتهشم، مما ينعكس سلباً على المجتمع.وحذر العجمي من المخاطر الجسيمة التي يسببها العنف الأسري على وحدة الأسرة والمجتمع، مبيناً أن العديد من حالات العنف الأسري كانت سبباً في تفكك الأسرة ونشوب الخلاف بين الزوجين أو انفصالهما، لافتاً إلى أن الشريعة الإسلامية حثت المسلم على التحلّي بالأخلاق الحميدة والرحمة، اقتداءً بالمصطفى صلى الله علية وسلم الذي قال: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ولم يعرف حق كبيرنا»، وفي حديث آخر "من لا يرحَم لا يُرحم.وأشار العجمي في سؤال الاتحاد إلى أن بعض الجمعيات الخيرية وبناءً على نظامها الأساسي وأهدافها برعاية ومتابعة الحالات التي تعرضت للعنف الأسري، والتي تم استقبالها بعد التأكد من ثبوت حالة الاعتداء والعنف الأسري عليها عن طريق بعض الجمعيات أو الاتصال المباشر من الحالة أو معارفها، حيث تتنوع هذه الحالات ما بين نساء وأطفال أو نساء مع أطفالهن لا توجد لديهم وظائف أو مصادر دخل كافية اضطروا بسبب سوء المعاملة إلى ترك مقر السكن، حيث لا يملكون المال الكافي لترتيب أوضاعهم ومصروفاتهم المعيشية لهم ولأبنائهم حيث تقوم الجمعيات بالصرف عليهم بشكل موقت إلى أن تستقر أوضاعهم الأسرية والمادية.وجاء رد قطاع الإفتاء بالقول «من ثبت استحقاقه للزكاة من هذه الحالات المستفتى عنها كما لو كان فقيراً أو مسكيناً فإنه يجوز إعطاؤه من أموال الزكاة، والأصل أن تدفع إليه وتملك له، وهو يقوم بتدبير شؤونه إلا إذا اقتضت المصلحة النفقة عليهم منها فلا حرج حينئذٍ»، والله تعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

«الخدمة المدنية»: الخميس 8 فبراير.. عطلة الإسراء والمعراج منذ 12 دقيقة مدير «البلدية»: أملاك الدولة خط أحمر.. ولن نسمح بمخالفة القانون منذ 58 دقيقة

المصدر: الراي

إقرأ أيضاً:

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يستعرض التشخيص النفسي والعلاج الديني لمواجهة التفكك الأسري

عقد الجامع الأزهر ملتقى المرأة الأسبوعي تحت عنوان "أسباب التفكك الأسري"، بمشاركة الدكتورة تغريد الشافعي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بنات بجامعة الأزهر الشريف، والدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، وأدارت الحوار الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

جاء ذلك في إطار جهوده المتواصلة لترسيخ البناء الأسري والمجتمعي. 

سلطت الدكتورة تغريد الشافعي الضوء على الجانب النفسي، مشيرةً إلى أن هناك أسبابا نفسية رئيسة تسهم بشكل مباشر في التفكك الأسري وغالباً ما تكون أعمق من المشكلات الظاهرة، منها: ضعف التواصل العاطفي المتمثل في عدم التعبير الواضح عن المشاعر، وتجاهل الاحتياجات العاطفية للطرف الآخر والأبناء، ما يخلق إحساساً بعدم الاهتمام والفهم، والتوقعات غير الواقعية والتي تبنى على أحلام وردية عن الحياة الأسرية أو توقع تغيير شخصية الشريك بعد الزواج، ما يؤدي إلى الإحباط والصدمة، كما يؤدي تراكم المشكلات وعدم حلّها إلى تحويل المشكلات الصغيرة مع مرور الوقت إلى جروح نفسية عميقة.

وقالت رئيس قسم الطب النفسي إنه من أسباب التفكك الأسري، الصدمات النفسية غير المعالَجة مثل التعرض للعنف أو الفقد في الطفولة، والتي قد تظهر على شكل سلوكيات دفاعية مثل الانسحاب أو الغضب المفرط أو رفض الحوار، والاضطرابات الشخصية كالشخصية الحدية أو النرجسية أو الاعتمادية، التي تجعل العلاقة غير مستقرة وتعيق التفاهم والتعاطف، وتؤدي إلى الاكتئاب والقلق المزمن اللذان يقللان من قدرة الفرد على بذل الجهد للحفاظ على العلاقة، وتجعله سريع الانفعال أو منعزلاً، وعدم الشعور بالتقدير وإحساس أحد الأطراف بأنه غير مرئي أو غير مهم، ما يقود إلى الفتور ثم الغضب والانسحاب العاطفي، وأخيرًا الغيرة المَرَضية أو الشك التي تهدم الثقة، وتحوّل البيت إلى بيئة نفسية غير آمنة ومصدر للتوتر المستمر.

من جانبها، تناولت الدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، الأسباب المتعلقة بالمنظومة الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مؤكدة عدة محاور رئيسة للتفكك الأسري، منها: التربية التمييزية، مثل: تربية الولد على أنه أفضل من البنت، وهو ما يخالف المنهج الإسلامي الذي ساوى في الجزاء بين الذكر والأنثى في العمل الصالح، كما قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، ومنها: سوء الاختيار، والتغاضي عن المعيار النبوي لاختيار الشريك، حيث أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالظفر "بذات الدين"، وفي اختيار الزوج "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، كما أن الانسياق وراء الأعمال الدرامية التي لا تمت للدين بصلة وتشوه صورة العلاقات الأسرية الصحية.

وتابعت مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: “من أسباب التفكك الأسري، الانسلاخ عن الدين الإسلامي  بسبب التأثر بالمدارس والمربيات الأجنبيات وأصدقاء السوء والتقليد الأعمى للمجتمعات المغايرة في الدين والعادات والتقاليد، وتشويه الثقافة الدينية عند العامة: وعدم معرفة كل من الزوجين حقوق وواجبات الطرف الآخر”.

واختُتِم الملتقى بعدد من التوصيات والحلول الوقائية التي تشكل خريطة طريق لأسر أكثر استقراراً، أبرزها: الابتعاد عن المحرمات خاصة الاختلاط والعلاقات الآثمة، والرضا والقناعة عن طريق البعد عن المقارنات والرضا بما قسم الله، مع الأخذ بالوصايا النبوية، والتخلق بصفة التغاضي عن الهفوات والتجاهل للمشكلات الصغيرة للحفاظ على المودة، والمحافظة على أسرار العلاقة الزوجية واعتبارها ميثاقاً مقدساً، والبحث عن أسباب إسعاد الطرف الآخر وتقوية علاقة الصداقة بين الزوجين وحفظ غيبة الشريك الآخر، تطبيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله".

طباعة شارك التفكك الأسري ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • العلامة مفتاح يدشّن توزيع المرحلة التاسعة من مشروع الزكاة العينية
  • جلسات حوارية حول التعامل مع العنف الأسري بمحافظة ظفار
  • تعلن محكمة رداع أن على المدعى عليهم الحضور الى المحكمة
  • هل يجوز لمن يعمل في جمع وتوزيع الزكاة أخذ راتب العاملين عليها؟.. الإفتاء تجيب
  • معايير جديدة لحماية النشء.. مجلس الأسرة العربية للتنمية يصدر وثيقة الإعلام الأسري
  • مناقشة تمكين المرأة وتعزيز الشراكة مع الجمعيات بمحافظة الحديدة
  • نتيجة قرعة حج الجمعيات الأهلية لموسم 1447 .. تفاصيل
  • ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يستعرض التشخيص النفسي والعلاج الديني لمواجهة التفكك الأسري
  • حكم إعطاء المتطوعين لدى الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات والزكاة
  • هل يجوز إعطاء متطوعين الجمعيات الخيرية وجبات غذائية من أموال الصدقات؟