عقد الجامع الأزهر ملتقى المرأة الأسبوعي تحت عنوان "أسباب التفكك الأسري"، بمشاركة الدكتورة تغريد الشافعي، أستاذ ورئيس قسم الطب النفسي بكلية الطب بنات بجامعة الأزهر الشريف، والدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، وأدارت الحوار الدكتورة حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر.

جاء ذلك في إطار جهوده المتواصلة لترسيخ البناء الأسري والمجتمعي. 

سلطت الدكتورة تغريد الشافعي الضوء على الجانب النفسي، مشيرةً إلى أن هناك أسبابا نفسية رئيسة تسهم بشكل مباشر في التفكك الأسري وغالباً ما تكون أعمق من المشكلات الظاهرة، منها: ضعف التواصل العاطفي المتمثل في عدم التعبير الواضح عن المشاعر، وتجاهل الاحتياجات العاطفية للطرف الآخر والأبناء، ما يخلق إحساساً بعدم الاهتمام والفهم، والتوقعات غير الواقعية والتي تبنى على أحلام وردية عن الحياة الأسرية أو توقع تغيير شخصية الشريك بعد الزواج، ما يؤدي إلى الإحباط والصدمة، كما يؤدي تراكم المشكلات وعدم حلّها إلى تحويل المشكلات الصغيرة مع مرور الوقت إلى جروح نفسية عميقة.

وقالت رئيس قسم الطب النفسي إنه من أسباب التفكك الأسري، الصدمات النفسية غير المعالَجة مثل التعرض للعنف أو الفقد في الطفولة، والتي قد تظهر على شكل سلوكيات دفاعية مثل الانسحاب أو الغضب المفرط أو رفض الحوار، والاضطرابات الشخصية كالشخصية الحدية أو النرجسية أو الاعتمادية، التي تجعل العلاقة غير مستقرة وتعيق التفاهم والتعاطف، وتؤدي إلى الاكتئاب والقلق المزمن اللذان يقللان من قدرة الفرد على بذل الجهد للحفاظ على العلاقة، وتجعله سريع الانفعال أو منعزلاً، وعدم الشعور بالتقدير وإحساس أحد الأطراف بأنه غير مرئي أو غير مهم، ما يقود إلى الفتور ثم الغضب والانسحاب العاطفي، وأخيرًا الغيرة المَرَضية أو الشك التي تهدم الثقة، وتحوّل البيت إلى بيئة نفسية غير آمنة ومصدر للتوتر المستمر.

من جانبها، تناولت الدكتورة فاطمة الزهراء محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالمنصورة، الأسباب المتعلقة بالمنظومة الدينية والأخلاقية والاجتماعية، مؤكدة عدة محاور رئيسة للتفكك الأسري، منها: التربية التمييزية، مثل: تربية الولد على أنه أفضل من البنت، وهو ما يخالف المنهج الإسلامي الذي ساوى في الجزاء بين الذكر والأنثى في العمل الصالح، كما قال تعالى: "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، ومنها: سوء الاختيار، والتغاضي عن المعيار النبوي لاختيار الشريك، حيث أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالظفر "بذات الدين"، وفي اختيار الزوج "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير"، كما أن الانسياق وراء الأعمال الدرامية التي لا تمت للدين بصلة وتشوه صورة العلاقات الأسرية الصحية.

وتابعت مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية: “من أسباب التفكك الأسري، الانسلاخ عن الدين الإسلامي  بسبب التأثر بالمدارس والمربيات الأجنبيات وأصدقاء السوء والتقليد الأعمى للمجتمعات المغايرة في الدين والعادات والتقاليد، وتشويه الثقافة الدينية عند العامة: وعدم معرفة كل من الزوجين حقوق وواجبات الطرف الآخر”.

واختُتِم الملتقى بعدد من التوصيات والحلول الوقائية التي تشكل خريطة طريق لأسر أكثر استقراراً، أبرزها: الابتعاد عن المحرمات خاصة الاختلاط والعلاقات الآثمة، والرضا والقناعة عن طريق البعد عن المقارنات والرضا بما قسم الله، مع الأخذ بالوصايا النبوية، والتخلق بصفة التغاضي عن الهفوات والتجاهل للمشكلات الصغيرة للحفاظ على المودة، والمحافظة على أسرار العلاقة الزوجية واعتبارها ميثاقاً مقدساً، والبحث عن أسباب إسعاد الطرف الآخر وتقوية علاقة الصداقة بين الزوجين وحفظ غيبة الشريك الآخر، تطبيقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: "خيركم خيركم لأهله".

طباعة شارك التفكك الأسري ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الجامع الأزهر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: التفكك الأسري ملتقى المرأة بالجامع الأزهر الجامع الأزهر التفکک الأسری

إقرأ أيضاً:

ندوة توعوية بإدفو تسلّط الضوء على نبذ العنف الأسري وتمكين المرأة

وجه اللواء الدكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان، الوحدات المحلية بالمحافظة، بتنفيذ فعاليات حملة الـ16 يومًا لمناهضة العنف ضد المرأة، وهي المبادرة العالمية التي تُقام سنويًا من 25 نوفمبر حتى 10 ديسمبر بهدف رفع الوعي بخطورة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز حماية المرأة.

وفى إطار هذا نفذت الوحدة المحلية بمركز ومدينة إدفو، بإشراف العميد زهجر سليمان، رئيس مجلس المدينة، الذي تابع عملية الإعداد والتنظيم لضمان خروج الندوة بالشكل اللائق، ودعم الجهود الموجهة لنشر التوعية داخل المجتمع.

وجاء تنظيم الندوة بعنوان "نبذ العنف الأسري في المجتمع" بقيادة إسراء أحمد، مسؤول وحدة تكافؤ الفرص بالوحدة المحلية لمدينة إدفو، وذلك بمقر الوحدة المحلية وضمن خطة وحدة تكافؤ الفرص بديوان عام محافظة أسوان.

وشهدت الندوة مشاركة ممثلين عن القيادات التنفيذية والمجتمعية ومؤسسات المجتمع المدني، حيث تناولت أشكال العنف الأسري، وتأثيراته على المرأة والأسرة، بالإضافة إلى استعراض جهود الدولة ومحافظة أسوان في تعزيز الوعي الأسري ودعم المرأة.

وفي هذا السياق، أكدت سهير مكي، مدير وحدة تكافؤ الفرص بمحافظة أسوان، أن المحافظة تكثّف جهودها لنشر ثقافة الاحترام الأسري والتعريف بآثار العنف الأسري على المجتمع، مشيرة إلى أن فعاليات الحملة تمثل جزءًا من خطة متكاملة لحماية المرأة وتمكينها اجتماعيًا.

وأكدت وحدة تكافؤ الفرص أن الفعالية تأتي ضمن سلسلة أنشطة مستمرة تستهدف نشر قيم الحوار والاحترام داخل الأسرة، وتأكيد دور المرأة كشريك أساسي في التنمية المستدامة.

وشهدت الندوة حضور عدد من القيادات التنفيذية والمجتمعية، من بينهم: عبد الباسط عبد الحاكم عبد العاطي، رئيس قسم الجمعيات الأهلية بإدفو بالشئون الاجتماعية، صافي محمد يوسف، إمام وخطيب ومدرس بوزارة الأوقاف، سعد أحمد محمد، رئيس قطاعات المصانع، والدكتور عادل شمندي، مدير إدارة سابق، إلى جانب ممثلي مؤسسات المجتمع المدني.

مقالات مشابهة

  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يكشف ملامح شخصية عمر بن الخطاب قبل إسلامه
  • ماذا يفعل الضغط النفسي بجسم المرأة؟.. العلم يكشف تأثيرات لم نكن نعرفها
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش "من سير الصحابة عمر بن الخطاب: دروس وعبر" غداً
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع
  • الغربية الأزهرية تشارك في ملتقى التوظيف التربوى بكلية الاقتصاد المنزلي
  • الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع
  • ملتقى التفسير بالجامع الأزهر: يستعرض دلائل حديث الإعجاز القرآن عن الخيل
  • ندوة توعوية بإدفو تسلّط الضوء على نبذ العنف الأسري وتمكين المرأة
  • الجامع الأزهر يعقد ملتقى القراءات للختمة المرتلة برواية الإمام قالون عن الإمام نافع.. اليوم