يناير 16, 2024آخر تحديث: يناير 16, 2024

المستقلة /- أعاد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأسبوع الماضي، فتح ملف قانون المحكمة الاتحادية العليا، والذي تأجل مشروع تعديله لأكثر من 8 سنوات بسبب خلافات سياسية.

وتتركز هذه الخلافات بشكل أساسي حول الزج برجال دين في هيئة المحكمة، وانقسام القوى السياسية حول الخطوة التي يرى بعضهم أنها تتجه بالدولة إلى مزيد من التديّن وتبعدها عن روح الدولة المدنية التي نص عليها الدستور.

ويرى مؤيدو التعديل أن وجود فقهاء بالشريعة الإسلامية في المحكمة الاتحادية العليا، سيضمن تمثيل الشريعة الإسلامية في القضايا التي تنظرها المحكمة، خصوصاً أن العراق بلد متعدد الأديان والطوائف.

أما المعارضون للتعديل، فيرون أنه يمثل خطوة نحو مزيد من التديّن في العراق، ويعزز نفوذ رجال الدين في السلطة، وهو ما يتناقض مع روح الدولة المدنية التي نص عليها الدستور.

ويفتح وجود أغلبية برلمانية لقوى “الإطار التنسيقي”، المجال أمام الأغلبية هذه المرة، وهو ما يفسر سبب تقديم السوداني لمشروع قانون المحكمة الاتحادية العراقية مرة أخرى للعمل عليه، قبل إرساله إلى البرلمان للتصويت.

التعديلات المقترحة

وقال مستشار قانوني في رئاسة الوزراء العراقية، في تصريج لصحيفة “العربي الجديد” القطرية و تابعته المستقلة، إن “أبرز التعديلات التي تنوي الحكومة إجراءها على قانون المحكمة الاتحادية قبل إعادة إرساله إلى البرلمان، هو حصر ترشيح أعضاء المحكمة من خلال دور القضاء بالمحافظات، ومن خلال الاقتراع”.

يأتي ذلك لمنع أي تدخل حزبي و”التأكيد على استقلالية المحكمة الاتحادية العليا وعدم خضوعها لأية جهة”.

لكن المستشار نفسه، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، عاد للحديث عن أن “التعديل ينوي حفظ التوازن في تمثيل كل الطوائف ضمن أعضاء المحكمة الاتحادية”.

وأوضح أن التعديل تضمن أن يكون دور فقهاء الشريعة الإسلامية استشارياً لا تنفيذياً، بمعنى أنهم يبدون رأيهم من دون أن يكون لهم الحق بالتصويت على القرار مع باقي أعضاء المحكمة الاتحادية”.

موقف القوى السياسية

عضو اللجنة القانونية في البرلمان، عارف الحمامي، قال لـ”العربي الجديد”، إن البرلمان “لم يتلق بعد التعديل الجديد على قانون المحكمة الاتحادية، ولا يعرف ما هي تعديلات الحكومة على القانون”. وأضاف أن “تمرير القانون يجب أن يكون عبر الاتفاق السياسي، فالتصويت على هذا التعديل يحتاج إلى موافقة ثلثي أعضاء البرلمان”.

وأوضح أنه “لا يوجد أي طرف سياسي يملك هذا العدد، ما يؤكد أن الاتفاق السياسي هو ما سيفصل بتعديل هذا القانون من عدمه خلال المرحلة المقبلة”.

من جهته اعتبر عضو التيار المدني العراقي، أحمد حقي، في حديث لـ”العربي الجديد”، أنه لا ينبغي الاستعجال بالحكم على الموضوع قبل ظهور النسخة الجديدة من مشروع القانون، مضيفاً أن “استمرار حشر فقرة لعلماء الفقه الإسلامي، يعني أنه لا شيء تغير في مسودته”.

وبرأيه فإن “المطلوب قانون يبعد المحكمة عن أصابع الأحزاب السياسية لا أن يتم وضع المحكمة تحت أيديهم”.

وتابع: “نحن وكل القوى المدنية الأخرى غير متفائلين، ونرى أن خطوات السوداني انعكاس لرغبات الإطار التنسيقي، لكن مع ذلك بانتظار النسخة الرسمية من مشروع القانون”.

بدوره قال عضو “الحزب الديمقراطي الكردستاني”، وفاء محمد كريم، لـ”العربي الجديد”، إن “أي تعديل يجب أن يعرض على القوى السياسية للاطلاع عليه ودراسته بشكل جيد، ولا يمكن القبول بتعديل كهذا دون الاتفاق عليه”، مضيفا أن “الفقرات التي ستُضاف هي ما تحدد إمكانية تمريره في البرلمان أم لا”.

خبير قانوني يؤكد ضرورة إبعاد القضاء عن السياسة

الخبير بالقانون العراقي، عدنان الشريفي قال إن “المحكمة الاتحادية تشكلت بموجب قانون رقم 30 الصادر قبل إقرار الدستور (عام 2005)، واستمرت بمهامها وفق هذا القرار لغاية الآن، لذا فإن القانون المطروح حالياً سينظم عمل المحكمة الاتحادية ويحدد صلاحيات رئيسها التنظيمية فقط”.

وبيّن الشريفي في تصريحات صحافية أواخر العام الماضي، أن “قانون المحكمة المطروح هو تنظيمي لآلية عمل القضاة ومن يرشحهم”، إذ يتم ترشيحهم حالياً “من مجلس القضاء الأعلى ويصدر رئيس الجمهورية مرسوماً بتعيينهم”.

لكن في القانون المطروح يكون التصويت لاختيارهم من قبل البرلمان، “وإذا حدث هذا فسيخضع قضاة المحكمة للخلافات السياسية والمحاصصة، وهذه أزمة”.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: المحکمة الاتحادیة العلیا قانون المحکمة الاتحادیة العربی الجدید

إقرأ أيضاً:

الأبيض يكشف: قانون أمريكي يدرج المالكي والعامري وزيدان على قوائم الإرهاب!

مايو 22, 2025آخر تحديث: مايو 22, 2025

المستقلة/- في تطور مفاجئ أثار جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، نشر المحلل السياسي الدكتور أحمد الأبيض تغريدة مثيرة عبر منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، كشف فيها عن تعديلات جوهرية أُدخلت على قانون “تحرير العراق من إيران”، والذي أُقر مؤخراً في الكونغرس الأمريكي.

التغريدة تضمنت معلومات خطيرة تفيد بأن القانون لم يقتصر فقط على تصنيف الميليشيات الموالية لإيران كـ”منظمات إرهابية”، بل تم توسيعه ليشمل شخصيات سياسية وقضائية وأمنية عراقية بارزة، اعتبرها القانون متورطة في “انتهاك الحريات ودعم الإرهاب وممارسة التعذيب”، بحسب تعبير الأبيض.

مضامين التعديل: أسماء ثقيلة ومؤسسات تحت المجهر

وفق ما ذكره الدكتور الأبيض، فإن التعديلات الجديدة على القانون شملت ما يلي:

تصنيف جميع الميليشيات المسلحة، بما فيها “الحشد الشعبي”، كـ”منظمات إرهابية” وفق قانون الهجرة والجنسية الأمريكي. توسيع نطاق العقوبات ليشمل مؤسسات رسمية مثل “شركة سومو” لتسويق النفط. إدراج شخصيات بارزة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، من أبرزهم: نوري المالكي (رئيس الوزراء العراقي الأسبق) هادي العامري (زعيم فيلق بدر) قاسم الأعرجي (مستشار الأمن القومي) عبد الأمير يار الله (رئيس الأركان العراقية) جاسم عبود (رئيس المحكمة الاتحادية) فائق زيدان (رئيس مجلس القضاء الأعلى)

القانون يمنح وزير الخارجية الأمريكي صلاحية تصنيف هؤلاء كأفراد إرهابيين فوراً، دون الحاجة للانتظار 90 يوماً، كما هو معتاد في الإجراءات الأميركية.

تهديد مباشر: “الويل لكم مما نخطط وننفذ”

الأكثر إثارة في تغريدة الدكتور الأبيض كان ختامها، حين استخدم عبارة صريحة: “الويل لكم مما نخطط ونعمل على تنفيذه”، ما اعتبره مراقبون رسالة تحذير شديدة اللهجة موجهة إلى الطبقة السياسية العراقية المرتبطة بمحور طهران.

ما دلالات القانون؟ وهل يشكل تحولاً استراتيجياً؟

إذا ما تم إقرار القانون بصيغته المعدلة في أكتوبر المقبل – كما تشير التسريبات – فإن العراق سيكون أمام تصعيد أمريكي غير مسبوق، قد يشمل مذكرات توقيف دولية وتجميد أصول ومقاطعة شاملة لكيانات وشخصيات نافذة في المشهد العراقي.

ويرى خبراء أن واشنطن تسعى من خلال هذا القانون إلى تقويض النفوذ الإيراني في العراق ليس فقط عسكرياً، بل سياسياً واقتصادياً وقضائياً، في محاولة لإعادة رسم التوازنات في العراق والمنطقة.

ردود فعل متوقعة… وصمت حكومي حتى الآن

حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر الحكومة العراقية أو الجهات القضائية أي تعليق رسمي على محتوى التغريدة أو تفاصيل القانون، فيما تستعد الأوساط السياسية والإعلامية لموجة من التوترات المتوقعة بين بغداد وواشنطن، وربما أيضاً داخل البيت العراقي نفسه.

https://x.com/2alabyad/status/1925349220581523644?s=46

مقالات مشابهة

  • زيادات مالية | 3 ملفات ساخنة أمام البرلمان
  • عاجل- البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قانون مجلس النواب وتقسيم الدوائر الانتخابية
  • "قانون الضمان الاجتماعي الجديد".. حماية متكاملة للفئات الأولى بالرعاية وتوسيع مظلة الدعم في مصر
  • الأبيض يكشف: قانون أمريكي يدرج المالكي والعامري وزيدان على قوائم الإرهاب!
  • الكونغرس يقر قانون “تحرير العراق من إيران”
  • السجيني: البرلمان لم يُقر مشروع قانون الإيجار القديم بعد
  • برلمان المجر يوافق على مشروع قانون الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية
  • قانون الإيجار القديم على المحك.. هل تراجعت الحكومة؟ النواب يوضح
  • قانون العمل الجديد يضع ضوابط صارمة على التوظيف.. حماية للعمال وردعا للسماسرة
  • أمين عمال حماة الوطن: قانون العمل الجديد يوفر الاستقرار الوظيفي