يضطر كثير من الناس تحت ضغوط الحياة المستمرة للحصول على قروض عديدة لتغطية المصاريف المعيشية المختلفة، مثل رسوم المدراس والجامعات للأولاد، أو شراء شقة سكنية، أو سيارة، أو بكل بساطة لسداد تكاليف الحياة اليومية مع غلاء الأسعار، وارتفاع التضخم عاما بعد عام، وما إن يأتي الراتب في آخر الشهر حتى تجده يتطاير لسداد القروض والديون المختلفة المترتبة عليك.
وقد يستغرق سداد هذه الديون سنوات طويلة تضطر فيها للعيش بالحد الأدنى من متطلبات الحياة وتحت ضغوط الحاجة والفاقة والفقر.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف نتعامل مع هذه القروض بطرق ذكية لنخفف من أعبائها؟
تقدم الجزيرة نت في هذا التقرير 6 طرق ذكية للتعامل مع قروضك وإدارتها بطريقة ذات كفاءة تمكّنك في النهاية من التخلص منها بأسرع وقت وأفضل الطرق، وذلك وفق ما ذكر عدد من المواقع والمنصات المتخصصة مثل "فوربس"، و"موني تاب"، و"إيكونوميك تايمز" وغيرها.
الخطوة الأولى والأهم هي معرفة قروضك وديونك بشكل صحيح، وعلى خلاف المتوقع، فكثير من الناس الذين يغرقون بالديون، ويأخذون القرض تلو الآخر، لا يعرفون بدقة مستحقات ديونهم وفوائدها، وأقساطها، ومواعيد سدادها، والفوائد الأخرى المترتبة على التأخر في سدادها، وغيرها من الأمور الواجب معرفتها لإدارة الديون بشكل علمي سليم.
وتذكر أن الوعي يحل نصف المشكلة، وهنا ننصحك بتدوين تفاصيل جميع القروض المستحقة عليك في ملف "إكسل" (Excel) خاص مثلا، وحدد فيه مبلغ كل قرض، وكم سعر الفائدة على كل قرض، والقسط الشهري الواجب لكل منها، وكم دفعت، وكم بقي، ومتى تنتهي.
سيساعدك هذا على معرفة قروضك وأكثرها تكلفة، وأصغرها وأقلها تكلفة مما يعطيك فكرة شاملة ودقيقة عن ديونك وكيفية التعامل معها، وهذا يقودنا للدخول في كيفية سداد هذه الديون والتعامل معها بعد معرفتها والوعي بها بشكل دقيق.
سداد الديون بطريقة كرة الثلج المتدحرجةهذه طريقة جيدة للتعامل مع القروض المتعددة، لنفترض مثلا أن عليك قرضا شخصيا من البنك، وقرضا آخر لشراء سيارة، وقرضا ثالثا لشقة سكنية، فعليك أن تركز أولا على تسريع سداد واحد من هذه الديون الثلاثة مع بقاء الالتزام بالقسط الشهري للديون الأخرى، وهناك طريقتان لفعل ذلك:
الطريقة الأولى: سداد القرض الأصغر
تطلب منك هذه الطريقة سداد الحد الأدنى من جميع ديونك باستثناء أصغرها، والذي ستدفعه بقدر ما تستطيع من خلال "زيادة وتضخيم" المدفوعات تجاه أصغر دين لديك، لتتخلص منه بسرعة، وتنتقل إلى الدين الأصغر التالي، بينما تدفع الحد الأدنى من الدفعات على باقي القروض.
لنفترض أن لديك قرض سيارة بقيمة 5 آلاف دولار، وقرض دراسة بقيمة ألف دولار، وقرضا شخصيا بقيمة 3 آلاف دولار. باختيار هذه الطريقة ستركز على سداد قرض الدراسة باعتباره الأصغر من خلال زيادة الدفعات المستحقة عليه بقدر ما تستطيع، مما سيحررك من واحد من قروضك الثلاثة بوقت أسرع لتنتقل بعدها للقرض الأصغر التالي وهو القرض الشخصي.
الطريقة الثانية: سداد القرض الأعلى تكلفة والأكثر فائدة
تطلب منك هذه الطريقة التركيز على سداد الدين الأكثر تكلفة والأعلى فائدة، مع الالتزام بدفع الحد الأدنى لباقي القروض، إن تركيزك على سداد القرض الأعلى تكلفة سيساعدك على التخلص منه بسرعة، ويوفر عليك الكثير من المال الذي كنت ستدفعه كفوائد عالية، مما يقلل من عبء سداد باقي الديون المترتبة عليك. ينصح بهذه الطريقة في حال وجود قروض ذات فائدة عالية تنهكك وتستهلك كثيرا من الوقت والمال لسدادها.
هذه طريقة جيدة لتخفيف عبء القروض والأقساط الشهرية العديدة الواجب دفعها مع كل راتب. لنفترض أن لديك 3 قروض من 3 جهات مختلفة، سواء كانت بنوك أو مؤسسات إقراض خاصة أو حكومية، وتدفع 3 أقساط شهرية تستهلك راتبك ودخلك.
هنا ننصحك بتوحيد هذه القروض من خلال أخذ قرض شخصي، أو "قرض توحيد الديون" لسداد جميع قروضك الحالية المتعددة ذات الفائدة العالية، والإبقاء على قرض واحد فقط له قسط شهري واحد بدلا من دفع 3 أقساط شهرية معا.
لا يؤدي توحيد الديون إلى توفير متاعب سداد دفعات وأقساط متعددة فحسب، بل إنه قد يقلل أيضا من قيمة الفوائد التي تدفعها، مما يتيح لك سداد القرض بشكل أسرع، وبفائدة أقل.
إذا كان راتبك لا يساعدك على أخذ قرض شخصي كبير لسداد كافة ديونك، فتستطيع أخذ مثل هذا القرض عن طريق رهن عقار أو أصل تملكه، وتمنح الكثير من البنوك والمؤسسات مثل هذه القروض بفوائد قليلة. بهذه الطريقة سوف تحتاج إلى تتبع وتذكر وإدارة قسط شهري واحد فقط بمعدل فائدة موحد.
خصص المكاسب غير المتوقعة لسداد الديوننعني بالمكاسب غير المتوقعة أي مبلغ من المال تكسبه غير راتبك ودخلك الشهري المعتاد، مثل مكافأة خاصة لك من عملك، أو حوافز حصلت عليها في نهاية السنة، أو إرث ورثته، أو عائد من استثمار خاص، أو جائزة فزت بها، وغيرها.
وهنا عليك مقاومة إغراء إنفاقها على وسائل الترفيه المختلفة، أو شراء أشياء كمالية لا تحتاجها فعلا، عندما تكون مدينا فإن من الحكمة أن تسعى بكل طاقتك للخلاص من ديونك، واستخدام هذه الأموال لتخفيف عبء هذه الديون.
إحدى أبسط الطرق لإدارة القروض هي زيادة الأقساط الشهرية في كل مرة يرتفع فيها دخلك. في حالة ارتفاع الدخل، بدلًا من تبذير المبلغ الإضافي، قم بزيادة القسط الشهري الذي تدفعه لسداد قرضك. من خلال زيادة هذه الأقساط في كل مرة تحصل فيها على زيادة في الراتب، فإنك تقطع أشهرا أو حتى سنوات من سداد القروض الخاص بك، ويمكنك توفير المال على الفوائد أيضا.
شهادة براءة الذمةوأخيرا، عند انتهاء القرض تأكد من حصولك على "شهادة براءة ذمة" تثبت سدادك للقرض، وعدم وجود مستحقات أخرى عليك للبنك الذي تتعامل معه. إن هذه الشهادة مهمة جدا، لأنها تثبت حقيقة أن القرض قد تم سداده بالكامل. وتذكّر أيضا أن تسترد الضمانات المرهونة، مثل رهن السيارة أو العقار.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأقساط الشهریة هذه الطریقة سداد القرض هذه الدیون من خلال
إقرأ أيضاً:
مشاريع على الورق وقروض لا تعود.. أموال الدولة تُستنزف باسم التنمية
28 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تُقرض الدولة ولا تسترد، وتخطط ولا تراقب، وتُنفق باسم التنمية ثم تصمت على الخراب. ومنذ العام 2003، بدا أن العراق يسير بخطى واثقة نحو تشجيع القطاع الخاص كقاطرة للنهوض الاقتصادي، لكن ما جرى فعليًا هو فتح الأبواب لحقبة جديدة من الفساد المقنن، تحت مظلة الاستثمار، وبضمانات غائبة وسندات لا تُسدّد.
وتحوّلت القروض الحكومية إلى صكوك مجاملة وامتيازات سياسية، لا إلى أدوات تمويل تنموي. حيث تسلّم مستثمرون ومقاولون مليارات الدنانير تحت عناوين مشاريع استراتيجية—من محطات كهرباء إلى مدن سياحية—لكن النتيجة كانت “مشاريع متلكئة” أو “ورقية”، وأموال تبخرت دون عائد.
وتكشفت في السنوات الأخيرة معطيات صادمة، منها أن نسبة التسديد لبعض هذه القروض لا تتجاوز 1%، بحسب بيانات من هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية. بل أن بعض المشاريع الكبرى، التي أُعلن عنها باعتبارها مفصلاً حيويًا في ملف الطاقة، لم تسدد شيئًا منذ أكثر من عقد، وسط تضخيم للكُلف وفروقات مالية وصلت لمئات ملايين الدولارات، وغياب كامل للكشوفات التفصيلية حول الإيرادات.
وتتكرر القصة نفسها مع شركات وكيانات مقاولات حصلت على قروض ضخمة لمشاريع خدمية وسياحية في الجنوب والفرات الأوسط، دون نتائج تُذكر، في ظل عدم وجود ضمانات مالية أو عقارية، وغياب المتابعة الرقابية، وتعطيل المساءلة القانونية بسبب الحماية التي توفّرها لها علاقاتها مع جهات نافذة في السلطة.
ويكشف نمط القروض هذا عن شبكة معقدة من “تحالف المال والسياسة”، حيث تتقاطع المصالح بين أصحاب المشاريع الوهمية وجهات رسمية تُغطي وتعوق وتحمي، مقابل نسب معلنة أو عوائد دورية. لتصبح القروض الحكومية بابًا خلفيًا لتمويل النخب، لا لبناء الدولة.
وتترك هذه السياسات تداعيات اقتصادية واجتماعية جسيمة، من تآكل الثقة في المصارف الحكومية، إلى عجز بنيوي في الكهرباء والخدمات، وانهيار فرص الإقراض المستقبلي للمشاريع الجادة، وسط شعور عام بانعدام العدالة وتكافؤ الفرص.
وفي ظل هذه المعطيات، تبدو الحاجة ملحة لإعادة هيكلة آليات الإقراض، وتجميد صلاحيات “اللجان الاقتصادية” المرتبطة بالأحزاب، وربط التمويل بأداء واقعي، ونشر تقارير دورية شفافة، لأن استمرار الصمت يعني ببساطة إقرار الخسارة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts