إرهاق التعاطف.. كيف تتحصن من آثار أزمات وكوارث العالم؟
تاريخ النشر: 19th, January 2024 GMT
يتعرض الكثيرون حول العالم لما يسمى بالإجهاد الناتج عن الصدمة الثانوية، أو إرهاق الصدمة غير المباشرة، وهي مصطلحات تستخدم لوصف الظواهر التي يتأثر فيها الفرد بصورة غير مباشرة بتجربة سيئة يتعرض إليها الآخرون، مثل حوادث الطرق التي لا تكون طرفا فيها، أو أخبار الحروب والكوارث الطبيعية والنزاعات الإقليمية أو العمل في مجال يتطلب متابعة أو الانخراط في حوادث وأزمات يواجهها أشخاص آخرون مثل مجالات الإغاثة والرعاية الصحية أو تقديم المساعدة النفسية لضحايا الكوارث، أو المحاكم والمحاماة وتغطية أخبار الحروب والحوادث، وهو ما يطلق عليه أيضا إرهاق التعاطف والرحمة.
وتشير دراسة للشبكة الوطنية لصدمات الأطفال (منظمة أميركية) إلى أن 50% من العاملين في مجال رعاية الأطفال معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بالصدمة الثانوية أو الحالات ذات الصلة باضطراب ما بعد الصدمة. وأي محترف يعمل بشكل مباشر مع الأطفال المصابين بصدمات نفسية، ويكون في وضع يسمح له بالاستماع إلى سرد التجارب الصادمة، يكون معرضا لخطر الإصابة الثانوية أيضا.
ووفق تقرير لموقع سيكولوجي توداي، يمكن أن تختلف أعراض الصدمة الثانوية ويمكن أن تشمل:
اللامبالاة. الشعور باليأس والإحباط. السخرية. الرغبة في العزلة. الغضب. التأملات الشديدة في الصور المؤلمة واجترار الأحزان. الشعور بالتعب. الشعور بالذنب. الألم الجسدي غير المبرر عضويا.ورغم تعرض الجميع للأحداث المؤلمة بصور مختلفة طوال الوقت، تظل هناك بعض المواقف المزعجة التي تهدد شعور الفرد بالأمان.
ووفقا لدراسة أجراها معهد سيدران، بولاية ميريلاند الأميركية، 7.3% من جميع تشخيصات اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) لدى البالغين تتطور نتيجة مشاهدة شخص آخر يتعرض لصدمة نفسية.
عوامل ظهور الصدمات الثانويةيعتقد المعالج النفسي الدكتور امير ليفين أن هناك 3 عوامل رئيسية تزيد من التعرض لتأثير الصدمات الثانوية.
الاتصال التكنولوجي الفائق عبر وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية، والتعرض للقصص الإخبارية المخيفة حول العالم، وهنا ليس المقصود تجنب متابعة النشرات الإخبارية ومواقع التواصل، ولكن التعرض المكثف للحوادث المؤلمة يساهم في تطور أعراض ما بعد الصدمة.
الكوارث تفرض نفسها في السنوات الأخيرة، فالعيش في عصر يتسم بالكوارث الطبيعية والحروب وعدم الاستقرار السياسي، يخلق بيئة متشابكة من الخوف والعجز، وهو ما يُشعر الكثيرين بأن الخطر قادم لا محالة، وأن كارثة تحدث في أبعد البلاد قد تنعكس على أحوالنا الشخصية بصورة ما.
التشابك التكنولوجي والعزلة الحقيقية، فرغم أننا مترابطون من الناحية التكنولوجية كما لم يحدث من قبل، فإننا في نفس الوقت منفصلون ومعزولون ووحيدون إلى حد غير عادي. فقد أدت الهجرات والتطورات التكنولوجية إلى انفصال وعزلة عاطفية واجتماعية عميقة.
ووفقا لتقرير حالة التواصل الاجتماعي العالمي الذي تم إجراؤه في 142 دولة في عام 2023، أفاد 51% من الأشخاص أنهم يشعرون بالوحدة، بينما يشعر 21% بالوحدة الشديدة. وتعد الوحدة عامل خطورة لتطور الصدمة العاطفية وقد تؤثر على قدرة الشخص على المرونة في مواجهة الصدمة.
إستراتيجيات استباقية للوقايةلا ينبغي الانتظار لحين التعرض لآثار الصدمات الثانوية، خاصة لهؤلاء الذين يعملون في مجالات الإغاثة وتقديم الدعم للضحايا، حيث عليهم أن يكونوا على دراية بأعراض إجهاد الصدمة من خلال تنمية الوعي بالأعراض المحتملة. إن معرفة ما يجب مراقبته يسمح بالتدخل ومعالجة الأعراض قبل أن تصبح متأصلة بشكل أعمق.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحذيرات من وباء عالمي.. سلالة متحورة من الإنفلونزا تجتاح العالم
انتشرت سلالة متحورة من فيروس الإنفلونزا في جميع أنحاء العالم تقريبًا، وسيطرت على العديد من البلدان خاصة في نصف الكرة الشمالي، أطلق عليه العلماء اسم H3N2 من السلالة الفرعية K، وحذّر العلماء من أنها اكتسبت عدة طفرات، حسنت من قدرة الفيروس على الإفلات من مناعة اللقاحات.
ويعترف علماء الأوبئة بوجود أربعة أنواع من فيروس الإنفلونزا "A وB وC وD"، إذ تُسبب الإنفلونزا A وB أوبئة موسمية لدى البشر كل شتاء، إلا أنهم رصدوا المتحور الجديد k لأول مرة في أوروبا، يونيو الماضي، ويحتوي على سبع طفرات جديدة.
أسوأ سيناريو
وحذّرت منظمة الصحة العالمية من أن نشاط الإنفلونزا، بدأ منذ أكتوبر 2025، وازداد منذ أغسطس الماضي، وفي البداية تم رصد السلالة المتحورة الجديدة في أستراليا ونيوزيلندا، قبل أن تنتشر في 34 دولة، من قبل فرق الرصد والمراقبة العالمية التابعة للمنظمة.
في المملكة المتحدة، حذّرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وفقًا لصحيفة الجارديان، من أن الخدمة الصحية تواجه أسوأ سيناريو، ديسمبر الجاري، مع ارتفاع حاد في الحالات، إذ تبين أن عدد الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفى، بسبب الإنفلونزا زاد بأكثر من النصف في أسبوع واحد فقط.
وفي كندا تتعرض المستشفيات، بحسب موقع سي بي إس أستراليا، لضغط هائل بسبب مرضى الإنفلونزا، خاصة في مقاطعة ألبرتا، وأظهرت الأرقام ارتفاعًا كبيرًا في دخول المستشفيات، وأكد الأطباء أن الموسم قد يكون سيئًا للغاية وأن الإصابات ليست إلا البداية.
الأطفال والشباب في أمريكا
في الولايات المتحدة الأمريكية، تم اكتشاف السلالة الفرعية H3N2 في معظم الولايات، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بحسب موقع توداي، ويتزايد انتشار الإنفلونزا على مستوى البلاد، خاصة الأطفال والشباب، إذ تم تصنيفه على أنه متحور شديد الخطورة، محذرين من أن موسم الإنفلونزا قد يمتد إلى مايو المقبل.
وأعلنت الهيئة الفيدرالية الروسية لحماية حقوق الإنسان، تسجيل أكثر من 23400 حالة إصابة بالإنفلونزا في روسيا، خلال الأسبوع الماضي، أي بزيادة قدرها 1.7 ضعف عن الأسبوع الذي سبقه، ووفقًا للهيئة، فإن معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي يتماشى مع المعدلات الموسمية، بينما يستمر معدل الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية الحادة والإنفلونزا في الارتفاع.
وحذّر الأطباء الروس من أن المرض يصيب البالغين على الفور ويستغرق نحو ساعتين لظهور الأعراض، بينما يُصاب الأطفال في غضون 30 دقيقة فقط، ليبدأ الجسم بالشعور بالألم، في الوقت الذي يُشكل خطرًا على كبار السن بسبب المضاعفات المحتملة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، الذي قد يكون مميتًا.
وأشار الخبراء إلى أن أعراض سلالة الإنفلونزا H3N2 المتحولة تبدو مشابهة لتلك التي تسببها سلالات الإنفلونزا الموسمية A المعتادة، وتشمل هذه الأعراض حمى، قشعريرة، آلام الجسم، صداع، إرهاق شديد، احتقان أو سيلان الأنف، والسعال، وتميل جميع الأعراض إلى الظهور فجأة.