أبو نجمة: العقوبات قد تصل إلى إدانة الاحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وفرض تعويضات عليه

يترقب العالم النتيجة التي ستخلص إليها محكمة العدل الدولية في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا بحق الاحتلال الإسرائيلي متهمة الأخير بارتكاب جريمة إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية.

يعتمد مدى نجاح الدعوى الخاصة بالإبادة الجماعية على مدى قدرة الجهة المدعية على أن تثبت للمحكمة ارتكاب الجهة المدعى عليها أفعال تمت من طرفها بشكل متعمد، ومن ثم إثبات أن هذه الأفعال ينطبق عليها وصف جريمة الإبادة الجماعية.

اقرأ أيضاً : الاحتلال يكشف عدد السنوات التي استعد لها السنوار قبل طوفان الأقصى

المحامي حمادة أبو نجمة قال إن هذا ما ركزت عليه جنوب افريقيا في دعواها ومرافعاتها لغاية الآن، وطالبت فيها اتخاذ تدابير احترازية مستعجلة، تحفظ حق الفلسطينيين في الحياة، ووقف الأعمال العسكرية، مستندة في ذلك إلى النظام الأساسي للمحكمة، الذي أجاز لها اتخاذ تدابير مؤقتة للحفاظ على حقوق أي من طرفي النزاع إلى حين اتخاذ القرار النهائي.

وبين أبو نجمة أن هذه النقطة بالتحديد تتطلب وصول المحكمة إلى قناعة بأن هناك ضرورات أو وقائع تستدعي ذلك، وهي نقطة لها سابقة قضائية للمحكمة عندما قررت عام 2020 اتخاذ تدابير تلزم ميانمار بوقف عمليات الإبادة الجماعية بحق شعب الروهينجا.

وأكد أن جنوب إفريقيا بنت دعواها على أسس قانونية قوية، مستندة في ذلك إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها، والتي صادقت عليها دولة الاحتلال منذ عام 1948 وأصبحت بذلك ملزمة بأحكامها، وأي مخالفة لأحكامها تستوجب المسائلة أمام محكمة العدل الدولية صاحبة الولاية والاختصاص بنظر الدعوى، وهذه الحقيقة تنفي صحة ما دفع به الاحتلال من خلال فريقه القانوني بأن محكمة العدل الدولية ليست ذات اختصاص بنظر الدعوى، وبأن ما قام به الاحتلال كان من قبيل الدفاع عن النفس، رغم أنه لم يقدم أي إثبات قانوني لإدعاءاته هذه. 

وأشار إلى أنه ينتظر من المحكمة أن تبت في قرارها القادم أولا ما إذا كانت مختصة بنظر الدعوى، ومن ثم النظر في مدى وجود مبررات لتوجه أمر إلى الاحتلال لوقف الأعمال العسكرية، وهما نقطتان تم تغطيتهما في دعوى جنوب إفريقيا ومرافعاتها بصورة محكمة من الناحية القانونية، إلا أن من المعروف أن مثل هذه الدعاوى تتعلق بسياسات دول، وهو أمر يفرض اعتبارات سياسية لطبيعة القناعات التي ستتوصل إليها، والتي قد تصل إلى إدانة الإحتلال بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية وفرض تعويضات عليها، وربما أيضا تعرضها لعقوبات اقتصادية أو دبلوماسية.

وتابع:"الأفعال التي ارتكبها الاحتلال لا يمكن وصفها من الناحية القانونية إلا بالإبادة الجماعية، وقد قدمت جنوب إفريقيا كل ما يثبت ويؤكد ذلك، وسيكون من الصعب على المحكمة عدم القبول بهذه الحقيقة، ومع ذلك فعلينا أن نأخذ بعين الإعتبار أن تنفيذ قرارات المحكمة وإلزام الأطراف بها هو من صلاحيات مجلس الأمن الدولي، الأمر الذي يعني إمكانية نقض أي قرار سيقترح لتنفيذ حكم المحكمة الذي قد يصدر، وذلك عند التصويت على تنفيذه من قبل أعضاء مجلس الأمن، بممارسة حق النقض "الفيتو" من دولة أو أكثر من الدول ذات العضوية الدائمة في المجلس".  

وقال إنه على الرغم من أن الدعوى بحد ذاتها تمثل نزاعا قانونيا بين دولتين، إلا أنها في نفس الوقت تمثل اختبارا حقيقيا لفعالية وإلزامية قواعد القانون الدولي، خاصة إذا ما أصدرت المحكمة قرارات مغايرة لمضمون الاتفاقية الدولية ووقائع الأحداث على الأرض، في الوقت الذي يتعرض القضاة فيها لضغوطات غير مسبوقة بهدف عدم إدانة الإحتلال، أو إذا تم تجاهل تنفيذ قراراتها وإهمالها من قبل الدول العظمى ومجلس الأمن الدولي.

وذكر أن مجرد إقامة الدعوى قد حقق سابقة في لفت نظر العالم إلى ما يحصل في المنطقة، والظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني منذ عقود، خاصة وأنها أقيمت من دولة ليست عربية ولا إسلامية، وليس لها صلة مباشرة في النزاع السياسي في المنطقة، الأمر الذي سيكون له تأثير كبير على الرأي العالمي نحو تأييد حقوق الشعب الفلسطيني، أما إذا صدر قرار بإدانة الاحتلال سيشكل ذلك انقلابا سياسيا كبيرا خاصة من الدول الداعمة للإحتلال سياسيا أو عسكريا، وتعرض هذه الدول لإحراج شديد على المستوى الداخلي ومع شعوبها، وكذلك على مستوى عالمي وصورتها التي ستهتز أمام العالم.

وأفاد أن المحكمة ليست ملزمة بوقت محدد لإصدار قرارها، ولكن من المتوقع أن لا تصدر قرارها قبل أقل من شهر من جلسات سماع المرافعات التي تمت مؤخرا، وقد تتأخر أكثر في ضوء الضغوط التي قد تمارسها على المحكمة بعض الدول الداعمة لدولة الاحتلال، على أمل أن تجد حلولا تخفف من حدة أي قرار قد يصدر لغير صالح الإحتلال، أو سعيا لثنيها عن إصدار أي قرار يدينه.

شكلت المحاكمة ضغطا هائلا على الدول الداعمة للاحتلال، وجعلت دولة الإحتلال تعيش أسوأ أيامها ليس فقط خوفا على مصير الحرب على غزة، بل أيضا قلقا على مصير مشروعها الاستعماري في فلسطين وفي المنطقة، وفي حال صدور قرار إيجابى تجاه مطالب جنوب إفريقيا فسيفقد الإحتلال أحد أهم أدواته التي تعمد على التلاعب بالرأي العام العالمي وتوجيهه بأكاذيب حول أنها دولة تسعى للعيش بسلام في المنطقة، كما سيفتح الباب أمام المنظمات الدولية للاستجابة لأي مطالبات بإدانتها عن هذه الجرائم والجرائم الأخرى التي ترتكبها من بداية مشروعها في المنطقة.

المصدر: رؤيا الأخباري

كلمات دلالية: الاحتلال الاسرائيلي قطاع غزة جريمة جنوب إفريقيا حركة المقاومة الاسلامية حماس جریمة الإبادة الجماعیة جنوب إفریقیا فی المنطقة من الدول

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف عن خطر “خفي” يهدد النساء بالعقم

#سواليف

توصلت دراسة علمية حديثة إلى نتائج مثيرة تربط بين مؤشر #كتلة _النسبية (RFM) ومشكلات #العقم عند #النساء.

وهذه الدراسة التي اعتمدت على تحليل بيانات المسح الوطني الأمريكي للصحة والتغذية بين عامي 2017 و2020، شملت 1487 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و44 عاما، وتسلط الضوء على علاقة مثيرة للقلق بين تراكم الدهون الحشوية وصعوبات الإنجاب.

وتكمن أهمية هذه الدراسة في استخدامها لمؤشر كتلة الدهون النسبية (RFM) بدلا من مؤشر كتلة الجسم التقليدي (BMI)، حيث يعتمد مؤشر كتلة الدهون النسبية على قياس محيط الخصر والطول، ما يجعله أكثر دقة في تقييم الدهون الحشوية التي تتراكم حول الأعضاء الداخلية.

مقالات ذات صلة الصحة العالمية: الوحدة تودي بحياة 100 شخص كل ساعة حول العالم 2025/07/06

وقد أظهرت النتائج أن النساء المصابات بالعقم سجلن معدلات أعلى في مؤشر كتلة الدهون النسبية (42.8 مقابل 40.9)، مع ارتفاع خطر الإصابة بالعقم بنسبة 6% لكل وحدة زيادة في هذا المؤشر.

وتفسر هذه العلاقة من خلال التأثيرات الفسيولوجية للدهون الحشوية على الجهاز التناسلي الأنثوي. فالدهون الزائدة حول الأعضاء الداخلية تؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين والتهابات مزمنة، ما يعطل التوازن الهرموني ويؤثر سلبا على وظيفة المبيض. كما تزداد هذه المشكلة لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض، حيث تتفاعل عوامل السمنة مع الاضطرابات الهرمونية المميزة لهذه المتلازمة.

واللافت في هذه الدراسة أن الارتباط بين مؤشر كتلة الدهون النسبية والعقم ظل قويا حتى بعد التحكم في العديد من العوامل المؤثرة مثل العمر، العرق، الحالة الاجتماعية، الدخل، التدخين، واضطرابات النوم.

كما أظهرت النتائج اتساقا ملحوظا عبر مختلف الفئات الديموغرافية، بما في ذلك النساء ذوات الوزن الطبيعي ولكن مع ارتفاع في الدهون الحشوية، وهي حالة غالبا ما يتم إغفالها في الفحوصات التقليدية.

وعلى الرغم من قوة هذه النتائج، تشير الدراسة إلى بعض القيود المهمة. فطبيعة البحث المقطعية لا تسمح بتحديد علاقة سببية واضحة، كما أن العينة اقتصرت على سكان الولايات المتحدة، ما قد يحد من إمكانية تعميم النتائج على شعوب أخرى. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التفاعلات المعقدة بين العوامل الوراثية، نمط الحياة، والبيئة المحيطة.

وتفتح هذه الدراسة آفاقا جديدة في فهم أسباب العقم وطرق الوقاية منه. ويقترح الباحثون أن مؤشر كتلة الدهون النسبية يمكن أن يصبح أداة قيمة في تقييم مخاطر العقم، خاصة للنساء اللائي لا تبدو عليهن علامات السمنة الظاهرة ولكن يعانين من تراكم الدهون الحشوية.

كما تؤكد النتائج على أهمية اتباع نهج متكامل لعلاج العقم يشمل ليس فقط الجوانب الطبية، ولكن أيضا تحسين نمط الحياة وإدارة الوزن، مع الأخذ في الاعتبار الجوانب النفسية المصاحبة لهذه الحالات.

وفي ضوء هذه النتائج، يوصي الباحثون بإجراء دراسات طولية أكثر شمولا لتتبع التغيرات في مؤشر كتلة الدهون النسبية وعلاقتها بالخصوبة على المدى الطويل، بالإضافة إلى دراسات تبحث في تأثير التدخلات العلاجية التي تستهدف خفض الدهون الحشوية على تحسين فرص الحمل.

مقالات مشابهة

  • قرار عاجل من المحكمة بشأن إقرار المنحة الاستثنائية لأصحاب المعاشات
  • جعجع: الردّ اللبناني الذي سلّم لبرّاك غير قانوني
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة الأبتدائية ان على المدعى عليه غيتاهون ولد هيوت الحضور إلى المحكمة
  • تعلن محكمة ونيابة جنوب غرب الأمانة بأن على المدعى عليه/ عبدالرحمن أحمد الجمرة حضور جلسات المحكمة
  • «التنمية» يقرض جنوب إفريقيا 470 مليون دولار
  • بارين ميونيخ يكشف تفاصيل الإصابة الخطيرة التي تعرض لها موسيالا أمام سان جيرمان
  • خبير قانوني: حالة تسمح بإقامة دعوى جديدة بشأن عدم دستورية «الإيجار القديم»
  • دراسة تكشف عن خطر “خفي” يهدد النساء بالعقم
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة الأبتدائية ان على المدعى عليه/ غيتاهون أشيتي الحضور إلى المحكمة
  • تعلن محكمة جنوب شرق الأمانة أن على المدعى عليه غيتاهون أشيتي الحضور إلى المحكمة