البنوك ودورها فى الأزمة الاقتصادية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
طالعت خلال الأيام القليلة الماضية باهتمام وتدقيق شديدين المؤشرات المالية ونتائج أعمال كل البنوك العاملة فى مصر عن السنة المالية المنتهية 2023، وخرجت منها بعدة ملاحظات أسرد جزءًا منها فى السطور التالية دون ترتيب فى الأولويات وهى على النحو التالى:
أولاً: أن كل البنوك بمختلف مسمياتها وطبيعة تكوينها المالى والقانونى تتمتع بمراكز مالية قوية، وبالتالى لا خوف على أموال أى مودع قام باستثمار أو إيداع أمواله ومدخراته بها لأنها فى مكان آمن تمامًا وكما نقول فى مقولتنا العامية الشهيرة فى الحفظ والصون.
ثانيًا: كل ما تعلن عنه البنوك من قرارات وإجراءات وتيسيرات لعملائها تلتزم بتنفيذه حرفيًا وبالتالى لا مجال هناك لأية تكهنات أو تأويلات حول نوايا أى بنك.
ثالثًا: لا يوجد بنك واحد حقق خسائر، ومفهوم الخسارة التى أقصدها هنا هو التراجع الكبير فى الأرباح، وهذا لم يحدث.
رابعًا: كل البنوك - أيضًا - حققت معدلات نمو ونتيجة الأرباح الخيالية، وكل بنك استعرض مهاراته فى الانجازات التى حققها مستخدمًا أداة.. «أفعل التفضيل»، فذلك البنك أكد أنه حصل على عشرات الجوائز العالمية والإقليمية على طريقة جوائز الاوسكار، وهذا البنك يرى أنه الأفضل فى التنمية المستدامة، وهذا يرى أنه الأحسن فى تحقيق مبادئ المركزى المتعلقة بالشمول المالى، وذاك البنك يزهو بأنه كان الأعلى فى افتتاح المقرات الجديدة وماكينات الـATM وهكذا.. كل هذا ولم أجد بنكًا واحدًا رغم هذه الأرباح الخيالية وهى فى الأصل أموال مودعين حتى وإن كانت فى شكل أذون أو سندات.. لم أجد بنكًا واحدًا يذكر شيئًا عما قدمه للحكومة فى أزمتها الاقتصادية وأنا لا أقصد هنا أن يقوم البنك بالكشف عن أسراره فى التعامل مع الحكومة، ولكن أقصد ماذا قدم البنك لمساعدة الحكومة فى حل أزمة الثنائى المرعب اللذان يهددان الاقتصاد بالخطر الداهم وهما الارتفاع المنفلت فى معدلات التضخم، والمرعب الثانى هو البطالة بين الشباب.. ماذا فعلت البنوك لحل أزمة التضخم لا شىء.. الأسعار تزيد كل يوم بمعدلات غير مسبوقة فى ظل عجز تام من حكومة الدكتور مدبولى على السيطرة على هذا الانفلات، والأسرة المكونة من فردين أو ثلاثة أفراد فى حاجة إلى أن يكون دخلها الثابت شهريًا ما لا يقل عن 10 آلاف جنيه شهريًا لمواجهة هذه الحملة الشرسة من ارتفاع الأسعار وهذا التضخم غير المسبوق.
المثير فى الأمر أن زيادة الأجور رغم الحاجة الملحة إليها جدًا فى مثل هذه الظروف سيساعد على زيادة التضخم أكثر لأنه فى حالة زيادة الأجور سيصبح هناك سيولة كبيرة وقوة شرائية كبيرة وبالتالى اسهلاك أكثر فى ظل تراجع معدلات الانتاج، والحل هنا كما أراه أن تكون هناك زيادة فى الأجور وفق خطة زمنية محددة سواء نصف سنوية، وسنوية شرط أن يكون هناك زيادة فى الانتاج وتغطية السوق المحلى بمنتجات محلية الصنع من غذاء أو خضراوات أو فاكهة أو غيرها.. الأمر الآخر ضبط الأسواق بشدة ومراقبتها جيدًا وتخفيض معدلات الفوضى بها، وتفعيل قوانين المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية.. الأمر الآخر لابد من وجود فوائض سلعية بكل الأسواق.
نأتى لقضية البطالة بين الشباب كنت أتمنى أن تقوم البنوك بمساعدة الحكومة بشكل أكثر فاعلية بتمويل الجمعيات التى تعمل تحت مظلة قانونية وتعمل على خلق فرص عمل للشباب خاصة التي بها كثافات سكانية.. لابد من تحويل طاقات الشباب المهدرة إلى طاقات منتجة، والحكومة عليها أن تشرع فى تنفيذ برامج قومية متوسطة وطويلة الأجل لتشغيل هذه الأعداد الرهيبة التى يتم تخريجها سنويًا من مراحل التعليم المختلفة.. اقتصادنا فى أمس الحاجة إلى إنكار الذات.. فى أمس الحاجة إلى زيادة الانتاج والتصدير فى أمس الحاجة إلى أن نتحرك!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاح السعدنى الازمة الاقتصادية المؤشرات المالية البنوك العاملة السنة المالية
إقرأ أيضاً:
دعاء قضاء الحاجة المأثور عن النبي .. لا يُرد اغتنمه وردده الآن
دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد المأثور عن النبي .. من أهم الأدعية التى يبحث عنها المسلمون، هى دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد، حيث يطلبون العون من الله في أمور حياتهم ليقضى حوائجهم ويفرج همهم.
دعاء قضاء الحاجة الذي لا يُرد المأثور عن النبي
وبينت دار الإفتاء المصرية في فتوى لها انّ دعاء قضاء الحاجة الذي لا يرد هو وسيلة تعبير عن الافتقار إلى الله والاعتماد عليه في كل أمور الحياة.
واشارت الى انه يُستحب قبل الدعاء أن يقوم المسلم بصلاة ركعتين، بنية قضاء الحاجة، ثم يتجه إلى الله بالدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر وهو: «لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إنى أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، أسألك ألا تدع لي ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها يا أرحم الراحمين».
واوضحت أنّ الدعاء ينبغي أن يكون بإخلاص وصدق، مع الاعتماد الكامل على الله في قضاء الحاجات، وعدم اليأس إن تأخر تحقيقها، ومن المهم أيضًا أن يكون الدعاء مصحوبًا بحسن الظن بالله، مع الاجتهاد في الأخذ بالأسباب والسعي نحو تحقيق الهدف المطلوب.
شروط الدعاء المستجاب
كشف فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف خلال تصريحات له عن شروط الدعاء المستجاب.
وقال: إن للدعاء المستجاب شروط أولها أن يكون المطعم حلالا، وثانيها أن لا يكون لاهيا، بمعنى أن يكون الدعاء مع حضور القلب والخشوع والثقة في كرم الله تعالى وفضله، وثالثها ألا يسأل شيئا مستحيلا في العقل ولا في العادة، كأن يقول على سبيل المثال: "اللهم ارزقني بيتا في المريخ"، فهذا من المستحيلات ولا يجوز دعاء الله تعالى به، أو أن يكون الدعاء لطلب المال والجاه للتفاخر، فهذا غرض فاسد، أما لو كان الدعاء طلبا للمال لينعم به وينعم الآخرين معه، فهذا مشروع.
آداب الدعاء
واوضح فضيلته آداب الدعاء، ومن أهمها:
- خفض الصوت مصداقا لقوله تعالى: "وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بين ذلك سبيلا"، وقوله في آية أخرى: "ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"، والمعتدي هو الذي يجاوز حدود الصوت المعتدل في الدعاء.
- رفع اليدين، فقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يرفعهما حتى يُرى بياض إبطه
- وأن يوقن بالإجابة
-وأن يفتتح الدعاء بالثناء على الله تعالى، وبالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
- وفي آخر الدعاء يمسح وجهه بيديه.
ونوه الطيب أن آداب الدعاء مستحبة، وإذا فقدت قد يستجاب الدعاء، أما الشروط فهي واجبة، وإذا فقدت فقد المشروط، ولا يستجاب الدعاء بدونها.
ولفت، شيخ الأزهر الشريف الى إن من النصوص القرآنية الدالة على اسم الله تعالى "المجيب"، قوله تعالى: "لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"، وقوله تعالى أيضا: "وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ"، وقوله في آية أخرى: "مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ"، ويفهم من كل هذه الآيات على ظاهرها أن هناك معية بذاته تعالى، وهذا مستحيل وغير متصور في حقه تعالى، لأن القديم يستحيل أن يتصف بحادث من الحوادث.
وأشار الى أن من الأدلة على اسم الله تعالى المجيب في السنة النبوية، قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس إن الذي تدعون ليس بأصم ولا غائب، إن الذي تدعون بينكم وبين أعناق ركابكم"، والدليل العقلي والنقلي يمنع تفسير هذه النصوص على ظاهرها، ويؤخذ من هذا الحديث نهي نبينا "صلى الله عليه وسلم" عن الصراخ الشديد أثناء الدعاء، تلك الظاهرة التي نراها كثيرا في أيامنا هذه، فالدعاء له آداب منها "الخشوع" مصداقا لقوله تعالى: " ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً".
وبين الإمام الطيب، أن معنى اسم الله تعالى "المجيب" هو استجابة دعوة الداعي وقبولها، مصداقا لقوله تعالى: "قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَٱسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ ٱلَّذِينَ لا يعلمون"، والمعنى الثاني هو إعطاء السائل ما طلبه، والإعطاء فعل، وبهذا المعنى يكون من صفات الأفعال.
وذكر أن هناك معنى ثالث لاسم الله تعالى "المجيب" وذلك من قوله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ ربَّكم حييٌّ كريمٌ يستحيي من عبدِه أن يرفعَ إليه يدَيْه فيرُدَّهما صِفرًا أو قال خائبتَيْن"، بمعنى استجابة الدعاء وهي هنا صفة فعل، فإذا كان المعنى يعطي السائل طلبه فهذا من صفة الأفعال، أما استجابة الدعاء فهو من صفات الذات.