يستخدم لمتابعة تحركاتك.. جاسوس خفي بالهواف الذكية
تاريخ النشر: 21st, January 2024 GMT
توصل باحثون إلى اكتشاف يفيد بأن أجهزة استشعار الضوء في الهواتف الذكية يمكن أن يستخدمها المتسللون لتتبع حركات المستخدم. ويؤكد الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وفقا لما نقله موقع "Interesting Engineering"، أنه يمكن لمستشعر الإضاءة المحيطة في الهاتف أن يستغل للتجسس على المستخدم دون الحاجة لتشغيل الكاميرا.
وتقوم هذه المستشعرات بضبط سطوع الشاشة بناءً على الإضاءة المحيطة، ولكن على عكس الكاميرات، فإن التطبيقات لا تحتاج إلى إذن من المستخدم للوصول إلى هذه المستشعرات.
واكتشف الباحثون أيضًا أن هذه الميزة التي تبدو بريئة قد تكون لها جانب مظلم؛ حيث يمكن للقراصنة استغلال هذه المستشعرات لإعادة بناء صور لما يحدث أمام شاشة الهاتف مباشرة.
صور لإيماءات اليدين
وقد رصد الباحثون في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي التابع للمعهد أن هذا المستشعر قادرًا أيضًا على التقاط صور لإيماءات اليد وكشف خصوصية المستخدم.
وقد قام الفريق بنشر ورقة بحثية في مجلة Science Advances تقترح خوارزمية تصوير حسابية يمكنها استعادة صورة البيئة من منظور شاشة الهاتف باستخدام تغييرات طفيفة في شدة الضوء التي يكتشفها المستشعر.
وقام الفريق بقيادة يانغ ليو، بتطوير خوارزمية لتحليل هذه التغييرات الدقيقة في شدة الضوء التي يلتقطها المستشعر عندما يلامس الأشياء الشاشة.
وقد أظهر الفريق كيف يمكن للمتسللين استخدام هذه الخوارزمية للتجسس على إيماءات اليد، مثل التمرير أو الانتقال السريع، ومن ثم استنتاج كيفية تفاعل المستخدم مع هاتفه أثناء مشاهدة مقاطع الفيديو.
وكمثال، يُمكن للتطبيقات التي تحصل على إذن الوصول إلى شاشة الهاتف، مثل مشغلات الفيديو ومتصفحات الويب، استخدام هذه التقنية لجمع بيانات المستخدم بدون إذن منه.
وقام الباحثون بتطبيق عملية التمرير على ثلاثة عروض توضيحية باستخدام جهاز لوحي يعمل بنظام أندرويد.
وفي الاختبار الأول، وضعوا دمية أمام الجهاز ولامست أيدي مختلفة الشاشة، وبعد ذلك لامست قطعة من الورق المقوى.
وفي الاختبار الثاني، أظهروا قدرة المتسللين على تتبع حركات المستخدمين بواسطة مستشعر الإضاءة المحيطة الأقوى، والذي يمكنهم من رصد الحركات بمعدل إطار واحد كل 3.3 دقيقة.
وأظهر الاختبار الثالث أن المستشعر يمكن أن يلتقط التغيرات الدقيقة في الكثافة لكل إطار فيديو، وبالتالي يمكن استخدامه لتسجيل إيماءات اللمس.
ويعتبر هذا الاكتشاف ثغرة أمنية خطيرة؛ حيث يمكن للمتسللين استخدام مستشعر الإضاءة المحيطة لتجسس على تفاعلات المستخدمين في الوقت الفعلي مع أجهزتهم.
واقترح الباحثون إجراءين مضادين حاسمين، وهما:
- أذونات التطبيق التفصيلية: يجب أن يكون لدى المستخدمين تحكم واضح في التطبيقات التي يمكنها الوصول إلى مستشعر الإضاءة المحيطة، مما يسمح لهم بتحديد من يمكنه إلقاء نظرة خاطفة على حياتهم الرقمية.
- خفض مستوى المستشعر: يؤدي الحد من دقة جهاز الاستشعار وسرعته إلى تقليل المعلومات التي يجمعها، مما يجعل من الصعب على المتسللين جمع بيانات مفيدة.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
بحجم إصبع وبثلاث عيون.. اكتشاف مفترس عاش قبل 500 مليون سنة
قد تخبّئ الكائنات الصغيرة قصصا عظيمة، وهذا ما ينطبق تماما على اكتشاف نادر وفريد لمفترس صغير الحجم لكنه مهيب بخصائصه، عاش قبل أكثر من نصف مليار عام.
وعثر الباحثون من متحف مانيتوبا ومتحف أونتاريو الملكي بكندا على هذا المفترس، الذي لا يتجاوز طوله حجم إصبع السبابة، في صخور بورغيس شيل، وهي منطقة شهيرة في كندا بحفرياتها العائدة إلى العصر الكمبري.
وكانت المفاجأة أنهم وجدوا أنفسهم أمام نوع غير معروف من قبل من المفترسات البحرية، يتميز بتركيبة فريدة، إذ كان يمتلك ثلاث عيون حادة ومخالب مسننة وفما دائريا محاطا بأسنان، إضافة إلى زعانف جانبية تساعده على السباحة بمرونة وسرعة.
ووثّق الباحثون لهذا الاكتشاف في دورية "رويال سوسايتي أوبن ساينس"، ومنحوا الكائن المكتشف الذي عاش قبل 506 ملايين سنة اسم "موسورا فينتوني"، وقالوا إنه ينتمي لمجموعة من الكائنات المنقرضة تُسمى "الراديوكونتس".
وهي المجموعة نفسها التي ينتمي إليها المفترس الشهير "أنومالوكاريس الكندية"، لكن ما يميز "موسورا" عن باقي أفراد هذه المجموعة هو وجود منطقة في الجزء الخلفي من جسمه مكونة من عدة فقرات متراصة، تشبه إلى حد ما البطن لدى بعض الحيوانات الحديثة مثل العقارب البحرية والصراصير.
واهتم الباحثون بهذه الميزة الجديدة، واكتشفوا أن الفقرات الأخيرة تحتوي على خياشيم تساعد في التنفس، مما يشير إلى تكيف فريد ربما مرتبط ببيئة أو سلوكيات معينة تتطلب تنفسا أكثر كفاءة.
إعلانبالإضافة إلى ذلك، سمح حفظ الحفريات بشكل استثنائي بدراسة التفاصيل الداخلية لجسم "موسورا"، مثل الجهاز العصبي والدوراني والهضمي، حيث رأى الباحثون أدلة على وجود أعصاب متجمعة في العيون تشبه في عملها أعصاب الحيوانات المفصلية الحديثة، كما وجدوا أن "موسورا" يمتلك جهازا دورانيا مفتوحا، حيث يضخ القلب الدم إلى تجاويف داخلية كبيرة بدلا من الأوعية الدموية المغلقة، كما هو الحال في الإنسان.
يقول جو مويسيوك، الأمين العام للحفريات والجيولوجيا في متحف مانيتوبا والباحث الرئيسي للدراسة، في بيان نشره الموقع الإلكتروني للمتحف إن "هذا الكائن يمثل مثالا رائعا للتقارب التطوري مع الحيوانات الحديثة، حيث يمتلك 16 قطعة متقاربة ومبطنة بالخياشيم في الجزء الخلفي من الجسم، تجعله قريبا من السلطعونات الحصانية وقمل الخشب والحشرات التي تمتلك أيضا قطعا تحمل أعضاء تنفسية في الطرف الخلفي".
ويشير مويسيوك إلى أن الحفريات المحفوظة جيدا لهذا الكائن أظهرت تجاويف واضحة في جسده، وهي فراغات داخلية كانت تمتلئ بالدم في الكائنات التي تملك جهازا دوريا مفتوحا، كما في بعض المفصليات اليوم.
ويضيف "هذه الهياكل شوهدت من قبل في حفريات أخرى، لكنها لم تكن واضحة، وقد دار جدل طويل حول ما إذا كانت جزءا من الجهاز الدوري أم مجرد أثر طبيعي، لكنّ التفاصيل التي كشفتها حفريات موسورا ساعدت العلماء على تأكيد أن هذه الهياكل تنتمي حقا للجهاز الدوري، مما يثبت أن هذا النوع من الدورة الدموية "المفتوحة" تطور منذ أكثر من 500 مليون سنة، أي أن أصولها قديمة جدا".