لماذا اتسعت مساحة الزراعات الطبية والعطرية؟.. مزارعون يجيبون
تاريخ النشر: 23rd, January 2024 GMT
كتب- أحمد مسعد:
اتسعت مساحات زراعة النباتات الطبية والعطرية من 80 ألف فدان فى عام 2010 إلى 126 ألف فدان فى 2015، لترتفع لـ 169 ألف فدان في 2023 بحسب أخر تقرير الحصر.
وقال أحمد سعيد، مزارع لنبات الياسمين بمحافظة المنيا، إن المحافظة واحدة من أكبر المحافظات التى تشتهر بزراعة النباتات الطبية والعطرية، مشيرًا إلى توقف زراعة المحاصيل الاستراتيجية والحصول على خدمات الأسمدة المدعمة والإرشاد من قبل وزارة الزراعة لكثرة مشكلاتهم والاتجاه إلى زراعة الياسمين.
وأضاف "سعيد"، لمصراوي، أنه تعاقد مع أحدى الشركات الخاصة التي تقوم بإضافة الأعمال الفنية وتصدير منتجاته إلى الدول الأوربية بالقيمة الدولارية؛ مما يعود علينا كمزارعين بالنفع.
وأوضح معتصم عماد، صاحب أحد المزارع في بني سويف، أن عجائن الياسمين من الزراعات المربحة وأبرمت أبرم أول تعاقد 2023 مؤكدًا أنه خصص ما يقرب من 3 فدادين لزراعة النباتات العطرية فى أرضه أملاص لتحقيق مكاسب أعلى تسهل من سداد ديونه فى موسم الطماطم العام الماضي.
وفي ذات السياق أكد حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أن النباتات الطبية والعطرية مكاسبها افضل من القمح والأرز وحتى الخضروات، موضحًا أن زراعات الزيوت والنباتات الطبية لا تعانى من الإصابات الكثيرة أو تلزم المزارع بتعاقدات مع الدولة.
وأضاف "حسين"، لـ مصراوي، أن العائد الاقتصادي يمثل 4 أضعاف فى علي سبيل المثال طن الكزبرة يصل سعره لـ 70ألف جنيه، بينما القمح لا يصل لـ 30 ألف جنيهًا.
وأشار نقيب الفلاحين، إلى ان مساحة النباتات العطرية فى هذا العام ارتفعت بنسبة 25% عن العام السابق، مضيفًا: أن حوالي 85٪ من الأعشاب الجافة تصدر سنويًا.
وعلى الجانب الأخر أكد الدكتور محمد القرش، المتحدث باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن وزارة الزراعة تولي أهمية كبرى بملف النباتات العطرية والطبية من حيث الإنتاجية والجودة نظرًا لقيمتها الإقتصادية، مشيرًا إلى أن تلك التوسعات ليست على حساب المحاصيل الاستراتيجية كما يعتقد البعض.
وأوضح "القرش"، أن زراعة النباتات الطبية والعطرية منظومة متكاملة، تبدأ بتطوير الأرض وأساليب الزراعة وتوفير المستلزمات اللازمة ومعدلات ما بعد الحصاد، إضافة إلى البحث العلمي الذي يساعد على زيادة الإنتاجية، وهناك رؤية شمولية للنهوض بهذه لتكون مكملة لمنظومة الزراعية فى خطة الوزارة تتمثل فى التوسع فى مساحات المحاصيل الاستراتيجية وايضاً فى النباتات الطبية والعطرية بشكل تكاملي خصوصاً فى الأراضي الصحراوية.
المصدر: مصراوي
كلمات دلالية: كأس الأمم الإفريقية حصاد 2023 أسعار الذهب الطقس مخالفات البناء سعر الدولار انقطاع الكهرباء فانتازي الحرب في السودان طوفان الأقصى سعر الفائدة رمضان 2024 مسلسلات رمضان 2024 الزراعات الطبية طوفان الأقصى المزيد النباتات الطبیة والعطریة زراعة النباتات
إقرأ أيضاً:
زراعة القوقعة.. رحلة أمل جديدة تعيد السمع لـ40 طفلا في لبنان
بيروت- في زاوية هادئة داخل غرفة بمستشفى الهمشري في مدينة صيدا تجلس الجدة ممسكة بيد حفيدتها هدى ذات الـ5 سنوات، الصغيرة التي استعادت سمعها للتو بعد عملية زراعة قوقعة ناجحة تلمس يد جدتها بفضول ودهشة فيما الدموع تنساب من عيني الأخيرة بصمت مؤثر.
وتقول الجدة للجزيرة نت بصوت مفعم بالامتنان "ربما بكيت دموعا لا يعلم مقدارها إلا الله، 5 سنوات وأنا أدعو لتحقيق هذا الحلم، والحمد لله تحقق".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل يواجه طفلك صعوبات حادة في فهم الرياضيات؟ إليك الحلlist 2 of 2لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟end of listولدت هدى في عزلة صوتية تامة، لم تسمع صوت أمها أو ضحكات إخوتها، فكانت الحياة تسرق منها أبسط ألوانها، طوال تلك السنوات الصعبة كانت الجدة تهمس كل ليلة بأدعية خافتة، على أمل أن يأتي اليوم الذي تُسمع فيه الطفلة الصغيرة أصوات العالم حولها.
وتقول الجدة وعيناها تلمعان بالدموع "كانت لا تسمع شيئا، وكنت أهمس في أذنها كل ليلة بدعاء صغير".
مرت سنوات من الانتظار والصبر حتى جاء اليوم المنتظر الذي غيّر حياة هدى، أجرت العملية التي أعادت إليها صوت الحياة للمرة الأولى، تقول الجدة بلهفة وصدق "لقد أعيدت لها الحياة، السمع ليس تفصيلا صغيرا، بل هو الحياة كلها، لم أتوقع أن يتحقق هذا، شكرا من القلب".
وهي الآن تبتسم هدى لأول مرة لأصوات العالم من حولها، فتبدأ خطواتها الأولى على درب السمع والكلام، في قصة جديدة تُكتب بداية فصولها بفرح وأمل.
لكن هدى لم تكن الوحيدة، فقد استفاد من المشروع الإنساني ذاته 40 طفلا من اللاجئين الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين خضعوا لزراعة القوقعة السمعية، واستكملوا اليوم تركيب الجهاز الخارجي، وجاءت هذه المبادرة من مؤسسة "من حقي أسمع" بالتعاون مع الإغاثة الإسلامية الأميركية وبدعم تقني من شركتي "ميد إل" و"هيرلايف" العالميتين، وتنفيذ طبي من فريق مستشفى الهمشري.
إعلانوفي بيروت، تبدأ قصة أخرى مليئة بالألم والأمل مع الطفل شكري، في عام 2022 كان طفلا سليما يلعب ويمرح إلى أن أصابه التهاب سحايا دماغي حاد قلب حياته وحياة عائلته رأسا على عقب.
يستذكر والده أيام المحنة ويقول "نُقل إلى المستشفى، وتحمّلنا كل المصاريف بأيدينا، لم تكن أياما سهلة، وكل ما كان لدينا هو الأمل".
نجا شكري بأعجوبة، لكن المرض ترك أثرا عميقا، تكلس في أذنيه أفقده القدرة على السمع.
ويضيف والده بصوت مكسور "لم أستطع أن أجري له العملية وقتها بسبب الوضع المادي، كان كل شيء على حسابي".
لكن الأمل عاد من جديد حين تبنت جمعية "من حقي أسمع" حالة شكري وتكفلت بتكاليف الزراعة، أجرينا العملية في الشهر السادس، واليوم نركّب له الجهاز الخارجي "يقول الأب وهو يصف اللحظة التي طال انتظارها".
ويضيف "ابني كان عاجزا عن التعبير عن جوعه أو تعب، واليوم صار يتكلم ويبتسم من قلبه، أشعر أن الحياة عادت له ولنا".
تستمر الرحلة بعد العملية الطبية، حيث يخضع كل طفل لسلسلة فحوصات دقيقة ومعايرة للأجهزة بحسب حالته، يتلقى الأهل إرشادات مكثفة عن كيفية استخدام الجهاز والعناية به، ثم تبدأ مرحلة التأهيل المكثف التي تشمل جلسات نطق فردية بإشراف اختصاصيين لمساعدة الأطفال على استكشاف لغتهم الأولى وتكوين الجمل الأولى، في رحلة شاقة لكنها مفعمة بالأمل نحو الاندماج الكامل في المجتمع.
وتقول اختصاصية السمع والنطق لارا الصالح -التي تتابع الحالات عن كثب- "أتممنا 40 عملية زراعة قوقعة، واليوم بدأنا تشغيل الأجهزة الخارجية للأطفال، في لحظة لا تنسى".
وتضيف للجزيرة نت "كل طفل عبّر عن تجربته مع الصوت الأول بطريقته الخاصة، بعضهم ضحك، وبعضهم بكى، وبعضهم اكتفى بابتسامة خجولة، كانت ردود أفعالهم مرآة لمشاعر دفينة كأنهم وُلدوا من جديد".
وتختم "زراعة القوقعة ليست مجرد إجراء طبي، بل هي ولادة جديدة تبدأ معها حياة يسمع فيها الطفل أصواتا كانت غائبة عن عالمه".
وفي هذا الإطار، يوشك مركز "من حقي أن أسمع" للسمع والنطق على افتتاح أبوابه في الطابق الأول من مستشفى الهمشري بمدينة صيدا بعد تجهيز يستغرق بين شهر إلى شهر ونصف، ليبدأ تقديم خدماته لفئات واسعة من المحتاجين.
وأكد الأستاذ خليل عينا ممثل مؤسسة "من حقي أسمع" في لبنان أن المركز استلم أجهزة متقدمة لفحص الإبر والفحوصات السمعية، مع تجهيز غرفة عزل للأطفال والكبار وفق أعلى المعايير الصحية.
وقال عينا للجزيرة نت "نطمح لأن يصبح هذا المركز مرجعا متخصصا يقدم خدماته لجميع أبناء شعبنا من مختلف الجنسيات والخلفيات، دون تمييز على أساس الدين أو اللون أو الجنس، نريده مساحة مفتوحة تعيد لمن فقدوا السمع حقهم في التواصل والحياة الكريمة".
بدوره، أكد الدكتور محمد ميعاري اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة أن جهودا كبيرة بذلت لإجراء 40 عملية زراعة قوقعة بعد تحضير دقيق وتنسيق مع جمعية الإغاثة الإسلامية الأميركية وشركتي "ميد إل" و"هيرلايف" المصنعة للسماعات.
إعلانوقال "زراعة القوقعة عملية حيوية تمنح الأطفال -ولا سيما الصم منهم- أملا جديدا يمكنهم من الانخراط في المجتمع والقيام بدور فعال فيه".
وأضاف "رغم كونها جراحة كبرى فإن نتائجها تظهر سريعا في غرفة العمليات، حيث يُزرع إلكترود داخل القوقعة لتحفيز العصب السمعي، لنقل الإشارات الكهربائية التي يحللها الدماغ لتصبح صوتا".
وأشار إلى أن وضع الجهاز الخارجي كان لحظة مميزة، مضيفا "سنواصل المتابعة والتدريب على النطق لضمان إيصال الصوت بشكل صحيح".
وختم معبرا عن فخره بفريق العمل، خصوصا الدكتور حسن دياب المحرك الأساسي للعملية، شاكرا شركة تصنيع السماعات ومستشفى الهمشري على تعاونهم المستمر من أجل مستقبل أفضل لهؤلاء الأطفال.